352- و قال عليه السّلام عشر كلمات:
لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلَامِ- وَ لَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى- وَ لَا مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ- وَ لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ- وَ لَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ- وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ اَلرِّضَااَلرِّضَى بِالْقُ- وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ- فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ- وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ وَ مَطِيَّةُ التَّعَبِ- وَ الْحِرْصُ وَ الْكِبْرُ وَ الْحَسَدُ- دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ- وَ الشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ
إحداها لأشرف أعلى من الإسلام
لاستلزامه شرف الدنيا و الآخرة.
الثانية: و لا عزّ أعزّ من التقوى
لأنّ التقوى تستلزم جميع مكارم الأخلاق الجامعة لعزّ الدنيا و الآخرة فكان عزّها أكبر عزّا من غيرها.
الثالثة: و لا معقل أحصن من الورع.
و استعار له لفظ المعقل باعتبار تحصّن الإنسان به من عذاب اللّه، و لمّا كان عبارة عن لزوم الأعمال الجميلة فلا معقل أحصن منه.
الرابعة: و لا شفيع أنجح من التوبة.
و ذلك لاستلزامها العفو عن جريمة التائب قطعا دون سائر الشفعاء بشفاعتهم. و لفظ الشفيع مستعار لها.
الخامسة: و لا كنز أعنى من القناعة.
و ذلك لكونها فضيلة مستلزمة لسكون نفس الإنسان، و رضاه بما قسّم له، و غناه عمّا وراءه. و لا شي ء من سائر الكنوز لأبناء الدنيا كذلك. و لفظ الكنز مستعار لها.
السادسة: و لا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت.
و هو قريب ممّا قبله.
السابعة: و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة
أى في سلك الراحة من الهمّ بطلب الدنيا و مجاذبة أهلها و تبوّأ خفض الدعة: أي اتّخذ لين السكون مباءة و مرجعا.
الثامنة: و الرغبة مفتاح النصب و مطيّة التعب.
استعار للرغبة في الدنيا لفظ المفتاح باعتبار فتحه لباب التعب على الراغب، و كذلك لفظ المطيّة باعتبار استلزامها له كالمطيّة المتعب ركوبها.
التاسعة: و الحرص و الكبر و الحسد دواع إلى التقحّم في الذنوب.
التقحّم: الدخول بسرعة. فالحرص على الدنيا داع إلى الظلم و الكذب و الفجور و الجبن و البخل و نحوها من الرذائل، و الكبر داع إلى قلّة الإنصاف و عدم التواضع و العجب و التهوّر و عدم الاحتمال و نحوها، و الحسد داع إلى الظلم و الكذب و الفساد في الأرض و غيرها من الآثام.
العاشرة: و الشرّ جامع لمساوى العيوب.
الشرّ كلّيّ كالجنس لمساوي العيوب و مقابحها. إذ كلّ منها يصدق عليه أنّه شرّ مخصوص و هو المعنىّ بكون الشرّ جامعا لها.
( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 425 و 426)
|