دانشنامه پژوهه بزرگترین بانک مقالات علوم انسانی و اسلامی

نامه 18 نهج البلاغه : روش برخورد با مردم، (اخلاق اجتماعى)

نامه 18 نهج البلاغه موضوع "روش برخورد با مردم، (اخلاق اجتماعى)" را بیان می کند.
No image
نامه 18 نهج البلاغه : روش برخورد با مردم، (اخلاق اجتماعى)

متن اصلی نامه 18 نهج البلاغه

عنوان نامه 18 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی نامه 18 نهج البلاغه

(18) و من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن عباس و هو عامله على البصرة

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ وَ مَغْرِسُ الْفِتَنِ فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَ احْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَ قَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ لِبَنِي تَمِيمٍ وَ غِلْظَتُك عَلَيْهِمْ وَ إِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يَغِبْ لَهُمْ نَجْمٌ إِلَّا طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ وَ إِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَ لَا إِسْلَامٍ وَ إِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً وَ قَرَابَةً خَاصَّةً نَحْنُ مَأْجُورُونَ عَلَى صِلَتِهَا وَ مَأْزُورُونَ عَلَى قَطِيعَتِهَا فَارْبَعْ أَبَا الْعَبَّاسِ- رَحِمَكَ اللَّهُ- فِيمَا جَرَى عَلَى يَدِكَ وَ لِسَانِكَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ فَإِنَّا شَرِيكَانِ فِي ذَلِكَ وَ كُنْ عِنْدَ صَالِحِ ظَنِّي بِكَ وَ لَا يَفِيلَنَّ رَأْيِي فِيكَ وَ السَّلَامُ

عنوان نامه 18 نهج البلاغه

روش برخورد با مردم، (اخلاق اجتماعى)

ترجمه مرحوم فیض

18- از نامه هاى آن حضرت عليه السّلام است بعبد اللَّه ابن عبّاس هنگامى كه او از جانب آن بزرگوار حاكم و فرمانرواى بصره بود

(عبد اللَّه ابن عبّاس پسر عموى امام عليه السّلام است كه بيشتر علماى رجال او را حسن الحال و نيكو كردار و از اصحاب رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و از شيعيان و پيروان امير المؤمنين عليه السّلام دانسته اند، چون فرمانرواى بصره گرديد با قبيله بنى تميم كه در جنگ جمل پيروى از طلحه و زبير و عائشه كرده بودند، دشمنى و بد خويى مى نمود بطوريكه آنها را شيعه و پيرو جمل و انصار و يار عسكر «نام شتر عائشه» و حزب و طرفدار شيطان مى ناميد، اين روش ابن عبّاس با ايشان بر شيعيان امام عليه السّلام كه از قبيله بنى تميم بودند گران آمده از او رنجيدند، پس حارثة ابن قدامه كه از شيعيان آن حضرت و از قبيله بنى تميم بود بآن بزرگوار نامه اى نوشت و از او شكايت كرد، امام عليه السّلام نامه اى بابن عبّاس در باره مهربانى نمودن به قبيله بنى تميم نوشت كه از جمله آن اينست): 1 و اى پسر عبّاس بدان كه بصره جاى فرود شيطان و كشتنگاه تباهكاريها است (فتنه جويان اين شهر بسيارند) پس مردم آن سامان را با نيكوئى كردن بايشان خرّم و شاد گردان، و (بسبب بد خويى آنان را نشورانده اگر ايشان را بر اثر كارهاى ناشايسته پيش ترس و بيمى است تو) گره ترس را از دلهاشان بگشا (طورى با آنها رفتار كن كه بفهمند از كيفر كارهاى گذشته آنان چشم پوشيده اى). 2 و خبر بد خويى و درشتى تو با قبيله بنى تميم بمن رسيد، همانا بنى تميم را كوكبى پنهان نشده مگر آنكه كوكب ديگرى بر ايشان پديدار گشته (آسمان فضل و بزرگوارى و شجاعت و دليرى آنان از كوكب درخشان تهى نگرديده، و اگر بزرگى از آنها كشته شده ديگرى جايش را گرفته) و در جاهليّت و اسلام كسى به كينه جوئى و خونخواهى بر ايشان پيشى نگرفته (از اينرو با چنين مردمى نبايستى آغاز درشتى و ناهموارى نمود) و (سبب ديگرى كه نبايستى با آنان بد خويى كرد آنست كه) ايشان را با ما خويشاوندى پيوسته و نزديك است (چون نسب بنى هاشم و بنى تميم به الياس ابن مضر جدّ شانزدهم پيغمبر اكرم منتهى ميشود، پس) ما را در پيوستن بآن خويشاوندى پاداش و در جدائى از آن گناه مى باشد، 3 پس اى ابو العبّاس خدا ترا بيامرزد در نيك و بدى كه بر دست و زبان تو جارى ميشود (در گفتار و كردارت با رعيّت) مدارا كن، زيرا ما در گفتار و كردار با هم شريكيم (چون تو از جانب من حكم مى رانى) و چنان باش كه گمان نيكوى من بتو باشد، و انديشه ام در باره ات سست نگردد (هيچ گاه سخن بيجا نگفته بى دستور من كارى انجام مده) و درود بر آنكه شايسته درود است (شارح بحرانىّ «رحمه اللَّه» در اينجا مى نويسد: ابو العبّاس كينه عبد اللَّه ابن عبّاس بوده، و عرب چون بخواهد كسيرا اكرام كند او را به كنيه مى خواند).

( . ترجمه و شرح نهج البلاغه فیض الاسلام، ج5، ص 868و869)

ترجمه مرحوم شهیدی

18 و از نامه آن حضرت است به عبد اللّه پسر عباس، فرمانگزار او در بصره

بدان كه بصره فرود آمد نگاه شيطان است، و رستنگاه آشوب و عصيان. پس، دل مردم آن را با نيكويى روشن ساز، و گره بيم را از دل آنان باز. به من خبر داده اند با تميميان درشتى كرده اى، و به آنان سخن سخت گفته اى حال آنكه مهترى از بنو تميم در نگذشت جز آنكه مهترى به جاى او نشست، و در جاهليّت و اسلام كسى هماوردشان نگشت، و آنان با ما هم پيوندند، و نزديك و خويشاوند. ما در رعايت اين خويشاوندى پاداش داريم و در بريدن آن گناهكاريم. پس، ابو العباس خدايت بيامرزاد در آنچه بر زبان و دست تو جارى گردد، خوب باشد يا بد، كار به مدارا كن كه من و تو در آن شريك خواهيم بود. چنان كه گمانم به تو نيكو گردد و انديشه بد در باره ات نرود.

( . ترجمه نهج البلاغه مرحوم شهیدی، ص 282)

شرح ابن میثم

18- و من كتاب له عليه السّلام إلى عبد اللّه بن عباس، و هو عامله على البصرة

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ وَ مَغْرِسُ الْفِتَنِ- فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ- وَ احْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ- وَ قَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ لِبَنِي تَمِيمٍ وَ غِلْظَتُك عَلَيْهِمْ- وَ إِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يَغِبْ لَهُمْ نَجْمٌ- إِلَّا طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ- وَ إِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَ لَا إِسْلَامٍ- وَ إِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً وَ قَرَابَةً خَاصَّةً- نَحْنُ مَأْجُورُونَ عَلَى صِلَتِهَا- وَ مَأْزُورُونَ عَلَى قَطِيعَتِهَا- فَارْبَعْ أَبَا الْعَبَّاسِ رَحِمَكَ اللَّهُ- فِيمَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ وَ يَدِكَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ- فَإِنَّا شَرِيكَانِ فِي ذَلِكَ- وَ كُنْ عِنْدَ صَالِحِ ظَنِّي بِكَ- وَ لَا يَفِيلَنَّ رَأْيِي فِيكَ وَ السَّلَامُ أقول: روى أنّ ابن العبّاس كان قد أضرّ ببنى تميم حين ولّى البصرة من قبل علىّ عليه السّلام للّذي عرفهم به من العداوة يوم الجمل لأنّهم كانوا من شيعة طلحة و الزبير و عايشة فحمل عليهم ابن عبّاس فأقصاهم و تنكّر عليهم و عيّرهم بالجمل حتّى كان يسمّيهم شيعة الجمل و أنصار عسكر- و هو اسم جمل عايشة- و حزب الشيطان.

فاشتدّ ذلك على نفر من شيعة علىّ عليه السّلام من بنى تميم منهم حارثة بن قدامة و غيره.

فكتب بذلك حارثة إلى علىّ عليه السّلام يشكو إليه ابن عبّاس. فكتب عليه السّلام إلى ابن عبّاس: أمّا بعد فإنّ خير الناس عند اللّه غدا أعلمهم بطاعته فيما عليه و له و أقواهم بالحقّ و إن كان مرّا. ألا و إنّه بالحقّ قامت السماوات و الأرض فيما بين العباد فلتكن سريرتك فعلا و ليكن حكمك واحدا و طريقتك مستقيما. و أعلم أنّ البصرة مهبط إبليس. الفصل.

اللغة

و التنمّر: تنكّر الأخلاق و تغيّرها. و الوغم: الحقد. و الماسّة: القريبة. و مأزورون: أى يلحق بنا الوزر و هو الإثم. و اربع: أى توقّف و تثبّت و فال الرأى يفيل: أى ضعف و أخطأ.

المعنى

و أعلم أنّه كنّى بكون البصرة مهبط إبليس عن كونها مبدء الآراء الباطلة و الأهواء الفاسدة الصادرة عن إبليس المستلزمة لإثارة الفتن و كثرتها لأنّ مهبط إبليس و مستقرّه محلّ لذلك، و أراد مهبطه من الجنّة. و استعار لفظ المغرس للبصرة باعتبار كونها محلّا تنشأ فيه الفتن الكثيرة كما أنّ مغرس الشجر من الأرض محلّ لنشوه و نمائه. قال بعضهم: و في قوله: مهبط إبليس. نوع لطف فإنّ الوهم الّذي هو إبليس النفس العاقلة إذا انفرد بحكمه عن تدبيرها العقلىّ و خرج عن موافقة العقل العملىّ فيما يراه و يحكم به فقد هبط من عالم الكمال و موافقة العقل و تلقّى أوامره العالية الّتي هى أبواب الجنّة إلى الخيبة السافلة، و مشاركة الشهوة و الغضب في حكمه بأصلحيّة الآراء الفاسدة. و لمّا أحاط القضاء الإلهىّ بما يجرى من أهل البصرة من نكث بيعته عليه السّلام و مخالفته و كانوا ممّن عزلوا عقولهم عن الآراء المصلحيّة رأسا و هبط إبليس و جنوده بأرضهم فأروهم الآراء الباطلة في صور الحقّ فلحقوا بهم فكان منهم ما كان و نزل بهم ما نزل من سوء القضاء و درك الشقاء فكانت بلدتهم لذلك مهبط إبليس و مغرس الفتن الناشية عن وسوسته و آرائه الفاسدة. ثمّ أمره أن يحادثهم بالإحسان إليهم: أى يعدهم بذلك، و أن يحلّ عقد الخوف عن قلوبهم. و استعار لفظ العقدة لما ألزمهم به من المخالفة [المخافة خ ] بالغلظة عليهم و كثرة الأذى لهم، و وجه المشابهة كون ذلك الخوف ملازما لهم معقودا بقلوبهم كالعقدة للحبل و نحوه، و رشّح بلفظ الحلّ و كنّى به عن إزالة الخوف عنهم. و غرض هذه الأوامر أن لا ينفر قلوبهم منه و تثور أضغانهم فيعاودوا الخروج عن طاعته و إثارة الفتنة. ثمّ أعلمه بما يريد إنكاره عليه ممّا بلغه من تنمّره لهم، و أردف ذلك بذكر أحوال لهم يجب مراقبتهم و حفظ قلوبهم لأجلها: أحدها: أنّه لم يمت لهم سيّد إلّا قام لهم آخر مقامه، و استعار له لفظ النجم، و وجه المشابهة كون سيّد الجماعة و كبيرهم قدوة يهتدون به و يقتدون بآرائه في الطرق المصلحيّة، و رشّح بذكر المغيب و الطلوع.

الثاني: أنّهم لم يسبقوا بوغم. و يحتمل وجهين: أحدهما: أنّه لم يسبقهم أحد إلى الثوران و الأحقاد و حيث كانوا، في جاهليّة أو إسلام لشرف نفوسهم و قلّة احتمالهم للأذى، و ذلك أنّ المهين الحقير في نفسه لا يكاد يغضب و يحقد ممّا يفعل من الأذى. و إن غضب في الحال إلّا أنّه لا يدوم ذلك الغضب و لا يصير حقدا. الثاني: يحتمل أن يريد أنّهم لم يسبقوا بشفاء حقد من عدوّ. و ذلك لقوّتهم و نجدتهم. فحذف المضاف. الثالث: أنّ لهم ببني هاشم قرابة قريبة إلى آخره. قيل: تلك القرابة لاتّصالهم عند إلياس بن مضر لأنّ هاشم ابن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لوىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن حزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، و تميم ابن مراد بن طانجة بن إلياس بن مضر، و زاد ترغيبا في مواصلتهم و مداراتهم بكون صلة الرحم مستلزمة للأجر في الآخرة، و تركها مستلزم للوزر. و قال: مأزورون. و الأصل موزورون. فقلّب ليجانس قوله: مأجورون. و في الحديث لترجعنّ مأزورات غير مأجورات. ثمّ أردف ذكر تلك الأحوال الّتي يقتضى الرفق بهم بالأمر بالتوقّف و التثبّت فيما يجرى على يده و لسانه من فعل و قول أهو خير أو شرّ لأنّ التثبّت في الامور أولى بإصابة وجه المصلحة، و أراد بالشرّ ما يجريه على رعيّته من عقوبة فعليّة أو قوليّة. و قوله: فإنّا شريكان في ذلك. كالتعليل لحسن أمره له بالتثبّت في ذلك لأنّه لمّا كان واليا من قبله فكلّ حسنة أو سيّئة يحدثها في ولايته فله عليه السّلام شركة في إحداثها. إذ هو السبب البعيد لمسبّبها القريب، و أبو العبّاس كنية عبد اللّه بن العبّاس. و العرب تدعو من تكرمه بالكنى. قال: اكنّيه حين اناديه لا كرمه. و لمّا كان عليه السّلام قد استصلحه للولاية و رآه أهلا لها أمره أن يلازم ظنّه الصالح فيه و لا يكشف عن ضعف ذلك الرأى و عدم مطابقته فيه بسوء صنيعه. و باللّه التوفيق.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 394-397)

ترجمه شرح ابن میثم

18- نامه حضرت به عبد اللَّه عباس، وقتى كه نماينده وى در بصره بود:

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ وَ مَغْرِسُ الْفِتَنِ- فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ- وَ احْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَ قَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ لِبَنِي تَمِيمٍ وَ غِلْظَتُك عَلَيْهِمْ- وَ إِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يَغِبْ لَهُمْ نَجْمٌ- إِلَّا طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ- وَ إِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَ لَا إِسْلَامٍ- وَ إِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً وَ قَرَابَةً خَاصَّةً- نَحْنُ مَأْجُورُونَ عَلَى صِلَتِهَا- وَ مَأْزُورُونَ عَلَى قَطِيعَتِهَا- فَارْبَعْ أَبَا الْعَبَّاسِ رَحِمَكَ اللَّهُ- فِيمَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ وَ يَدِكَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ- فَإِنَّا شَرِيكَانِ فِي ذَلِكَ- وَ كُنْ عِنْدَ صَالِحِ ظَنِّي بِكَ- وَ لَا يَفِيلَنَّ رَأْيِي فِيكَ وَ السَّلَامُ

لغات

تنمّر: ناپسندى و دگرگونى اخلاق ماسّه: نزديك اربع: آرام باش و به جاى خود قرار بگير وغم: كينه ورزى مأزورون: گناهكاران فال يفيل الرّأى: فكر، ناتوان شد و به خطا دچار گرديد

ترجمه

«بدان كه بصره، جايگاه فرود آمدن شيطان و سرزمين رويش آشوبهاست، بنا بر اين به مردمش وعده احسان و نيكى بده و گره ترس و بيم از گذشته را از دلهايشان باز كن. به من ابلاغ شده است كه نسبت به بنى تميم بد اخلاقى و درشتى كرده اى، و حال آن كه در ميان ايشان، ستاره اى پنهان نشد مگر اين كه ديگرى باز درخشيد (مرد مبارزى را كه از دست دادند ديگرى جايش را پر كرد)، و در جاهليت و اسلام كسى به كينه جويى و خونخواهى بر ايشان پيشى نگرفته است، و ايشان را با ما خويشاوندى پيوسته و نزديك است كه ما را در پيوند آن پاداش و در جدايى از آن گناه مى باشد، پس اى ابو العباس خدا تو را بيامرزد. و در نيك و بدى كه بر زبانت و دستت جارى مى شود، مدارا كن، زيرا ما، در اين امور با هم شريك مى باشيم، و چنان باش كه گمان نيكوى من به تو پايدار باشد و نظرم در باره ات، سست نشود.»

شرح

نقل شده است كه وقتى ابن عباس از طرف امير المؤمنين به ولايت بصره ماموريت يافته بود، با مردم آن جا، بناى بد رفتارى را گذاشت، زيرا آنها در جنگ جمل، از دشمنان امام، و پيروان طلحه و زبير و عايشه بودند، بنا بر اين ابن عباس نسبت به آنان تندى را آغاز كرد، و ايشان را از خود، دور كرد، و با يادآورى جنگ جمل آنها را مورد طعن و سرزنش قرار داد، تا آن جا كه آنان را پيروان شتر و ياران عسكر، كه نام شتر عايشه بود، و نيز حزب شيطان مى ناميد، اين امر بر عده اى از بنى تميم كه از شيعيان حضرت بودند، از قبيل حارثه بن قدامه و غيره...، گران آمد، لذا حارثه نامه اى به شكايت از ابن عباس براى امام (ع) نوشت، با رسيدن شكايتنامه حارثه، على (ع) براى ابن عباس چنين مرقوم فرمود: اما بعد فردا، بهترين مردم در نزد خدا، كسى است كه آگاهيش به آنچه اطاعت خداست بيشتر باشد، خواه به سودش باشد، و خواه بر ضررش و نيز كسى كه در راه حق نيرومندتر است، اگر چه تلخ باشد. آگاه باش كه پايدارى آسمان و زمين ميان بندگان به علت حق است، پس بايد عملت حكايت از راز درونيت كند و دستوراتت براى همه يگانه و روشت طريقه راست و مستقيم باشد.

و اعلم انّ البصرة مهبط ابليس،

امام (ع) در اول نامه بصره را فرودگاه شيطان ناميد و اين مطلب اشاره به فرود آمدن شيطان از بهشت در آن جا، و كنايه از آن است كه به اين دليل آن جا مبدأ انديشه هاى باطل و افكار فاسده اى است كه از ابليس در آن جا به وجود آمده و لازمه اين گونه افكار برانگيختن فتنه و آشوب مى باشد.

واژه مغرس را كه به معناى رويشگاه درخت است، براى بصره استعاره آورده است به اعتبار اين كه آن جا، محل روييدن فتنه هاى بسيارى است. و برخى شارحان گفته اند: در عبارت مهبط ابليس، نوعى لطف و زيبايى وجود دارد، زيرا قوه واهمه كه ابليس نفس عاقله است، هر گاه در فعاليت خود، از تحت تدبير عقل و موافقت او خارج شود از مرحله عالم كمال فرود آمده و دستورهاى عاليه آن را كه در حقيقت، درهاى بهشت مى باشد ترك كرده و در نتيجه ترجيح دادن انديشه هاى فاسد، به خسرانهاى پست و مشاركت شهوت و غضب مبتلا خواهد شد و چون اهل بصره بيعت امام را شكستند و با وى مخالفت كردند به اين سبب خردهاى خود را از پذيرش انديشه هاى مصلحت آميز، بكلى بر كنار كردند، و ابليس و لشكريانش به سرزمين آنها فرود آمدند و آراى فاسد و باطل را به صورتهاى حق به آنها نماياندند. اين بود كه اهل بصره به ابليس و يارانش پيوستند و در نتيجه اين چنين مبتلا به سرنوشت سوء و شقاوت و بدبختى شدند.

به اين دليل بصره محل نزول ابليس و جايگاه رشد آشوب و فتنه هايى شد كه از وسوسه هاى شيطان و آراى فاسده او به وجود آمد.

پس از بيان موقعيت سرزمين بصره، براى ابن عباس، وى را دستور مى دهد كه به اهل بصره و ساكنين آن شهر، وعده احسان و نيكى بدهد و گره بيم و ترس را از دلهاى آنان باز كند.

نكته بلاغى در اين عبارت آن است كه واژه عقده، را كه به معناى گره است استعاره از سختى و آزردگى بسيارى آورده است كه ترس از مخالفت با بيعت آن حضرت، بر روحيه آنها وارد مى كند.

وجه تشبيه آن است كه ترس از مخالفت گذشته پيوسته ملازم و همراه آنان و به دلهايشان بسته است مانند گره ريسمان و غير آن، و ترشيح آن، باز كردن است كه كنايه از برطرف كردن خوف، از وجود آنها مى باشد.

مقصود از اين سفارشها كه حضرت به ابن عباس در باره مردم بصره فرمود، آن است كه دلهايشان از او رنجور نشود و به كين برنخيزند كه مانند گذشته از اطاعت امام خارج شده و فتنه و آشوب بپاسازند.

سپس به ابن عباس هشدار مى دهد كه از سختگيريش نسبت به بنى تميم با اطلاع است و بطور ضمنى او را از اين كار نهى مى فرمايد، و به دنبال اين مطلب به شرح حال آنها پرداخته و بر ايشان ويژگيهايى ذكر كرده است، كه با اين خصوصيات لازم است رعايت حال و دلجويى آنان مورد توجه قرار گيرد و اين ويژگيها از اين قرار است: 1- بنى تميم مردمى هستند كه در گذشته هرگز شخص بزرگى از آنان نمرده است مگر آن كه شخص بزرگ ديگرى به جايش قرار گرفته است و لفظ نجم ستاره را از شخص بزرگ استعاره آورده است زيرا سيد قوم و بزرگ آنان پيشوايى است كه با او راهنمايى مى شوند و در انتخاب راههاى صحيح و درست به او و انديشه هايش اقتدا مى كنند و در حالت غايب شدن و طلوع كردن هم به عنوان نامه 18 نهج البلاغه ترشيح آمده است.

2- إنّهم لم يسبقوا بوغم،

خصوصيت ديگر بنى تميم اين بود كه آنها چون مردمى با شخصيت و بلند پرواز بودند هيچ گونه آزارى را بر خود هموار نمى كردند بلكه چه در دوران جاهليت و چه در زمان اسلام در مقابل كوچكترين آزارى به جوش و خروش و فرياد، در مى آمدند و انتقام خود را مى گرفتند و در اين امر كسى بر آنان تقدم نداشت، بر خلاف مردمى كه پست باشند و خود را حقير و بى مقدار شمارند كه چنانچه بر آنان ستمى رود معمولا اهميتى نمى دهند و اگر هم اول خشمگين و عصبانى شوند، اين حالت چندان دوام نمى يابد كه كينه انتقام جويانه اى را در دلشان ايجاد كند.

احتمال ديگر در عبارت فوق آن است كه كلمه مضاف حذف شده و تقدير آن چنين است: انهم لم يسبقوا بشفاء حقد من عدوهم، كسى برايشان به انتقام گرفتن و تشفى خاطرشان از دشمنشان پيشى نگرفته كه از طرف ايشان انتقام بگيرد چون ايشان خود داراى قوت و شجاعت مى باشند.

3- ويژگى سوم، بنى تميم با بنى هاشم رابطه خويشاوندى نزديكى دارند.

بعضى گفته اند خويشاوندى آنها در پيوندشان به الياس بن مضر تحقق مى يابد زيرا هاشم پسر عبد مناف و او پسر قصى بن كلاب پسر مرة بن كعب پسر لوىّ بن غالب فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن حزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر است، و تميم پسر مراد و او پسر طابخة بن الياس بن مضر مى باشد و به منظور ترغيب و تشويق در ايجاد ارتباط و اتصال و مدارا كردن با آنها تذكر داده است، كه پيوند با خويشان سبب پاداش در آخرت مى باشد.

مأزورون،

در اصل موزورون بوده، و براى اين كه با مأجورون تناسب داشته باشد و او تبديل به همزه شده است و در حديث آمده است لترجعنّ مأزورات غير مأجورات آن زنان در حالى برمى گردند كه بار گناه بر دوش دارند و اجر و پاداشى ندارند.

پس از بيان ويژگيهايى از اهل بصره كه به آن دليل بايد نسبت به آنان رفق و مدارا شود به ابن عباس دستور مى دهد كه در گفتار و كردارش آرامش را حفظ كند و تفكر و انديشه را از دست ندهد زيرا بردبارى و تدبّر در امور، انسان را بهتر، به درستى و صحت مى رساند و خير و شر را برايش مشخص مى كند منظور از شرّ، كه در كلام حضرت آمده است كيفر و عقوبت قولى يا عملى است كه ابن عباس نسبت به آن مردم در مقابل خلافهاى گذشته شان روا مى داشت.

فانّا شريكان فى ذلك،

چون در عبارت گذشته او را امر به تدبر و تفكر در گفتار و كردار كرد، جمله اخير را به جاى علت درستى اين امر ذكر كرده است، به دليل اين كه او نماينده حضرت است و هر كار نيك يا عمل زشتى را كه انجام دهد امام هم در آن شريك مى باشد زيرا آن حضرت سبب بعيد است و والى وى سبب قريب. ابو العباس كه در سخن امام آمده، كنيه عبد اللَّه عباس مى باشد، و عرب كسى را كه احترام مى كند او را به كنيه اش خطاب مى كند، بعضى گفته اند: اكنّيه حين أناديه لأكرمه: هنگامى كه او را ندا مى كنم به كنيه مى خوانم تا وى را احترام كرده باشم.

با اين كه امام (ع) هنگامى كه ابن عباس را به نمايندگى خود برگزيد او را براى اين كار شايسته و لايق مى دانست در اين جا به او خاطر نشان مى سازد كه همان حالت را حفظ كند و پيوسته شايستگى خود را كه مورد حسن ظن امام بوده است با خود داشته باشد، و بايد توجه داشت كه اين امر امام دليل بر آن نيست كه ابن عباس در كارهايش عملى بر خلاف فرمان وى انجام داده و باعث تغيير حسن نظر او، در باره خود شده باشد بلكه فقط به اين منظور است كه در آينده تغيير روش ندهد. توفيق از خداست.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 677-682)

شرح مرحوم مغنیه

الرسالة - 17- البصرة مهبط ابليس:

ا علم أنّ البصرة مهبط إبليس و مغرس الفتن، فحادث أهلها بالإحسان إليهم، و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم. و قد بلغني تنمّرك لبني تميم و غلظتك عليهم، و إنّ بني تميم لم يغب لهم نجم إلّا طلع لهم آخر، و إنّهم لم يسبقوا بوغم في جاهليّة و لا إسلام. و إنّ لهم بنا رحما ماسّة و قرابة خاصّة نحن مأجورون على صلتها و مأزورون على قطعيتها. فاربع أبا العبّاس رحمك اللّه فيما جرى على لسانك و يدك من خير و شرّ فإنّا شريكان في ذلك، و كن عند صالح ظنّي بك، و لا يفيلنّ رأيي فيك. و السّلام.

اللغة:

حادث: فعل أمر، عامل أو تعهد. و التنمر: التنكر. و الوغم: الحرب و الحقد.

و ماسة: قريبة. و مأزورون: آثمون. اربع: ارفق اوقف. و يفيل: يضعف.

الإعراب:

المصدر من ان البصرة ساد مسد مفعولي اعلم، و أبا العباس أي يا أبا العباس، و السلام مبتدأ و الخبر محذوف أي و السلام عليك.

المعنى:

قال الشريف الرضي: كان ابن عباس عاملا للإمام على البصرة، فأرسل اليه كتابا قال فيه: (ان البصرة مهبط إبليس، و مغرس الفتن). كناية عن كثرة ما يحدث فيها من فتن و ضلال، و انها ملجأ لمن يفسد في الأرض، و يخرج على النظام.. و فيها حدثت أول فتنة كبرى في الإسلام حيث استقبلت الجمل و أصحابه، و حاربت تحت لوائه، و جرأت أهل الشام على شق العصا (فحادث أهلها بالإحسان اليهم). ارفق بهم، و قربهم منك بالمعروف، عسى أن يسكنوا اليك فيسمعوا و يطيعوا: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ- 34 فصلت».

(و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم). كان أهل البصرة جنود الجمل و حماته، و لما انعقرت قوائمه ذلوا و استسلموا، و خافوا أن يعاملهم الإمام بما يستحقون، فأوصى عامله عليهم أن يعاملهم بالحسنى، و يبدلهم من بعد خوفهم أمنا (و قد بلغني تنمرك لبني تميم إلخ).. لأنهم أو الكثير منهم كانوا الركن الركين للجمل و هودجه (و ان بني تميم لم يغب لهم نجم إلخ).. و ان مات منهم سيد قام سيد.

من هو العالم

(و انهم لم يسبقوا بوغم إلخ).. لم يهدر لهم دم لشجاعتهم و بأسهم على حد تفسير ابن أبي الحديد، و نقل هذا الشارح الكثير من مآثر بني تميم و خصالهم التي «ملأت السهل و الجبل». و كان في سابق الأزمان كل من يحفظ المناقب و المثالب أو يدوّنها- يعد من العلماء الأعلام. و العالم الطيب اليوم في مفهوم الواعين الطيبين هو الذي يخدم الحياة و يطورها، و يجعلها أكثر خصبا و عدلا و أمنا.

(و ان لهم بنا رحما ماسة). يشير الى أن بني هاشم يلتقون بالنسب مع بني تميم في إلياس بن مضر.. و لكن الإمام قال: القريب من قربته الأخلاق.. و رب قريب أبعد من بعيد، و ربّ بعيد أقرب من قريب.. و لكن هذا لا يمنع من الإحسان لمن أساء. و من أقواله: عاتب أخاك بالإحسان اليه، و اردد شره بالإنعام عليه (و مأزورون على قطيعتها) المراد بالوزر هنا ترك الأولى و الأرجح.

الموظف:

(فاربع أبا العباس إلخ).. أنت موظف مسئول عن الرعية، و لا يحق لأي موظف أن يصدر عن ذاته و ميوله، لأن صفة الوظيفة تمحو الصفة الشخصية، و من هنا رأينا الأنبياء و المصلحين لا يدخلون في حسابهم المنافع الشخصية (فإنا شريكان في ذلك). أنت مسئول عمن لديك أمام اللّه و الناس، و أنا مسئول عنك أيضا أمام اللّه و الناس، لأني مهدت لك السبيل. و بكلمة قصيرة كلانا مسئول على أساس المهمة و الوظيفة.. و لكن أولاد الحرام رؤساء و مرؤوسين يتخذون من الوظيفة متجرا و مكسبا على حساب الكادحين و المستضعفين. و تكلمنا حول هذا الموضوع في شرح الخطبة 120 فقرة: حول عشاق الكراسي.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج3، ص 428-430)

شرح منهاج البراعة خویی

و من كتاب له عليه السّلام الى عبد اللّه بن عباس و هو عامله على البصرة

و هو المختار الثامن عشر من باب كتبه و رسائله عليه السّلام اعلم أن البصرة مهبط إبليس، و مغرس الفتن فحادث أهلها بالإحسان إليهم، و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم و قد بلغني تنمّرك لبني تميم، و غلظتك عليهم، و إنّ بني تميم لم يغب لهم نجم إلّا طلع لهم آخر، و إنّهم لم يسبقوا بوغم في جاهليّة و لا إسلام، و إنّ لهم بنا رحما ماسّة و قرابة خاصّة، نحن مأجورون على صلتها، و مأزورون على قطيعتها، فاربع أبا العبّاس- رحمك اللّه- فيما جرى على يدك و لسانك من خير و شرّ، فإنّا شريكان في ذلك، و كن عند صالح ظنّي بك، و لا يفيلنّ رأيي فيك، و السّلام.

المصدر

روى أنّ ابن عبّاس كان قد أضرّ ببني تميم حين ولي البصرة من قبل عليّ عليه السّلام لما عرفهم به من العداوة يوم الجمل لأنّهم كانوا من شيعة طلحة و الزبير و عائشة فتنكّر عليهم و سمّاهم شيعة الجمل و أنصار عسكر و حزب الشيطان فاشتدّ ذلك على نفر من شيعة عليّ عليه السّلام من بني تميم منهم جارية بن قدامة فكتب بذلك إلى عليّ عليه السّلام يشكو ابن عبّاس فكتب عليه السّلام إلى ابن عبّاس: «أمّا بعد فإنّ خير النّاس عند اللّه أعملهم بطاعته فيما له و عليه، و أقولهم بالحقّ و إن كان مرّا ألا و إنّه بالحقّ قامت السماوات و الأرض فيما بين العباد فلتكن سريرتك فعلا، و ليكن حملك واحدا، و طريقتك مستقيمة و اعلم أنّ البصرة مهبط إبليس- إلخ.

أقول: هكذا قال العالم الشارح البحراني قدّس سرّه في شرحه على النهج، و نقل عنه المحدّث الجليل المجلسيّ رضوان اللّه عليه في ثامن البحار (ص 634 من الطبع الكمباني) و أتى به الفاضل الهادي كاشف الغطا رحمة اللّه عليه في مستدرك نهج البلاغة، و مداركه، و لكن روى أبو الفضل نصر بن مزاحم المنقري الكوفيّ المتوفّى (212 ه ق) في كتابه صفّين (ص 57 من الطبع الناصري) أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كتب إلى عبد اللّه بن عامر: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى عبد اللّه بن عامر أمّا بعد فإنّ خير النّاس عند اللّه عزّ و جلّ أقومهم للّه بالطّاعة فيما له و عليه، و أقولهم بالحقّ و لو كان مرّا، فإنّ الحقّ به قامت السماوات و الأرض و لتكن سريرتك كعلانيتك، و ليكن حكمك واحدا، و طريقتك مستقيمة، فإنّ البصرة مهبط الشيطان فلا تفتحنّ على يد أحد منهم بابا لا نطيق سدّه نحن و لا أنت و السّلام.

اللغة

(مهبط) بكسر الباء كمجلس: موضع الهبوط: يقال: هبط هبوطا من باب ضرب أي انحدر و نزل قال عزّ من قائل: وَ قُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (البقرة- 36)، (و مغرس) كمجلس أيضا موضع الغرس، يقال: غرس الشجر غرسا من ذلك الباب أيضا أي أثبته في الأرض، و يبنى اسما الزّمان و المكان من الثلاثي الصّحيح المجرّد على وزن مفعل بكسر العين إذا كانت عين مضارعه مكسورة، و على مفعل بفتح العين إذا كانت عين المضارع مضمومة أو مفتوحة إلّا إحدى عشرة لفظة أتت بكسر العين مع أنّ مضارعها مضموم فالضّابطة قائلة بأنّ المهبط و المغرس على وزن مفعل بالكسر، ففتح العين فيهما كما اختاره الشيخ محمّد عبده ليس بصحيح، و نسختنا الّتي قوبلت على نسخة الرضي مشكولة بالكسر فيهما.

(حادث أهلها بالاحسان إليهم) أي تعاهدهم تعدهم به، قال ابن الأثير في النهاية في حديث الحسن: حادثوا هذه القلوب بذكر اللّه [فإنّها سريعة الدثور] أي اجلوها به و اغسلوا الدرن عنها و تعاهدوها بذلك كما يحادث السيف بالصقال، ففي المقام أمره الأمير عليه السّلام أن يجلو قلوب أهلها و يغسل درن الأحقان و الضّغائن ورين الوساوس الموذية المودية عنها بصقال الاحسان و ماء البرّ. (تنمّرك) النمر سبع معروف أصغر من الأسد و أخبث و أجرأ منه و هو منقط الجلد نقطا سودا و بيضا سمّي به للنّمر الّتي فيه و منه النمرة بفتح النون و كسر الميم و هي كساء فيه خطوط بيض و سود تلبسه الأعراب و في البيان و التبيين (ص 68 ج 2) أنّ عمر بن الخطّاب سأل عمرو بن معديكرب عن سعد، قال: كيف أميركم قال: خير أمير، نبطيّ في حبوته، عربيّ في نمرته، أسد في تامورته، يعدل في القضية، و يقسم بالسويّة، و ينفر في السّريّة، و ينقل إلينا حقّنا كما تنقل الذّرّة فقال عمر: لشدّ ما تقارضتما الثناء.

و التنمّر: التشبّه بالنّمر إمّا في لبس ثوب من النمرة و نحوها يشبه جلده، و إمّا في التخلّق بأخلاقه، و يفيد كلا الوجهين قول عمرو بن معديكرب:

  • قوم إذا لبسوا الحديدتنمّروا حلقا و قدّا

و هذا البيت من أبيات له مذكورة في الحماسة (الحماسة 34) يريد بالحديد حلقا الدروع الّتي نسجت حلقتين حلقتين، و بالحديد قدّا اليلب و هو شبه درع كان يتّخذ من القدّ أي إنّهم إذا لبسوا الحديد الدروع و اليلب تشبّهوا بالنمر في أفعالهم في الحرب فيكون حلقا و قدّا كل واحد منهما بدلا عن الحديد و يجوز أن يريد بتنمّروا أنّهم تلوّنوا بألوان النّمر لطول ثباتهم و ملازمتهم الحديد، و على هذا الوجه يصحّ أن يكون انتصاب حلقا و قدّا على التميز، و يروى خلقا و قدّا أي انهم تشبّهوا بالنمر في أخلاقهم و خلقهم فيكون انتصابهما على التميز أيضا، هذا ما ذكره المرزوقيّ في شرح الحماسة و قال الجوهريّ في الصحاح في معنى البيت: أي تشبهوا بالنمر لاختلاف ألوان القدّ و الحديد و لم يذكر الرواية الثانية.

و نقل الجوهريّ عن الاصمعي قال: تنمّر له أي تنكّر له و تغيّر و أوعده لأنّ النّمر لا تلقاه أبدا إلّا غضبان.

و في كنز اللّغة: تنمّر- مانند پلنگ خشمناك شدن، و لبس فلان لفلان جلد النمر إذا تنكّر له و أظهر الحقد و الغضب و قيل: كانت ملوك العرب إذا جلست لقتل انسان لبست جلود النمور ثمّ أمرت بقتل من تريد قتله، و نقل الجاحظ في البيان و التبيين عن أبي الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني صاحب التفسير قال: سمعت يزيد بن المهلّب يخطب بواسط فقال: «يا أهل العراق، يا أهل السّبق و السّباق، و مكارم الأخلاق، إنّ أهل الشام في أفواههم لقمة دسمة، زبّبت لها الأشداق، و قاموا لها على ساق، و هم غير تاركيها لكم بالمراء و الجدال فالبسوا لهم جلود النّمور».

(و غم) الوغم بالفتح فالسكون: الحرب و القتال و الترة و الذحل الثقيل و الحقد الثابت في الصّدر، قال ابن الأثير المتوفّى «606 ه ق» في و غم من النهاية: و في حديث عليّ عليه السّلام: «إنّ بني تميم لم يسبقوا بوغم في جاهلية و لا اسلام» الوغم: الترة، و جمعها أوغام، و وغم عليه بالكسر أي حقد و تو غم إذا اغتاظ. انتهى.

(رحما) قال الراغب في المفردات: الرّحم رحم المرأة و منه استعير الرّحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة يقال: رحم و رحم، قال تعالى: وَ أَقْرَبَ رُحْماً، انتهى، و في الأساس للزّمخشري: وقعت النطفة في الرّحم «هو الّذي يصوّركم في الأرحام» و هي منبت الولد و وعاؤه في البطن و بينهما رحم و رحم قال الهذلي:

  • و لم يك فظّا قاطعا لقرابةو لكن وصولا للقرابة ذا رحم

«و أقرب رحما» و هي علاقة القرابة و سببها.

(مأزورون) من الوزر فأصله موزورون بالواو إلّا أنّه عليه السّلام قال: مأزورون طلبا للمطابقة بين مأجورين و مأزورين، و نحوه قوله عليه السّلام لأشعث بن قيس إن صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور و إن جزعت جرى عليك القدر و أنت مأزور و سيأتي في الحكمة 291.

(اربع) بالباء الموحّدة قال الجوهريّ: ربع الرّجل يربع- من باب منع- إذا وقف و تحبّس و منه قولهم اربع على نفسك و اربع على ظلعك أي ارفق بنفسك و كفّ، و في نسخة مخطوطة من النهج جاءت الكلمة بالتاء المثناة (ارتع) و كأنّها مصحّفة.

(لا يفيلنّ) فال رأيه يفيل فيالة و فيولة من باب ضرب أخطأ و ضعف، و فيّل رأيه تفييلا: قبّحه و ضعّفه و خطّاه، و رجل فائل الرأى و فيل الرأى أي ضعيفة، قال أبو الفرج محمّد بن الحسين الكاتب:

  • و أعلم أنّي فائل الرأي مخطئو لكن قضاء لا اطيق غلابه

الاعراب

«فحادث» الفاء فصيحة.

«و إنّ بني تميم» الواو هنا و او الحال و لذا يجب أن تكسر انّ في المقام لأنّ وقوع انّ بعد واو الحال من المواضع التسعة الّتي يجب كسرها كما تقرّر في النحو فراجع إلى شرح صدر الدّين السيد علي خان الكبير على الصّمدية في النحو للشيخ البهائي العاملي قدّس سرّهما، و هذا نحو قوله تعالى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (الأنفال- 6) و قال أبو البقاء يعيش ابن عليّ في تفسيره التبيان في إعراب القرآن: الواو هنا- يعني في قوله تعالى و إنّ فريقا: للحال، و في تفسير الجلالين، و النيسابوري، و البيضاوي قوله تعالى: وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ في موضع الحال أي كما أخرجك في حال كراهتهم.

«و إنّهم. و إنّ لهم» معطوفان على قوله و إنّ بني تميم، «لم يسبقوا» على صيغة المجهول «ماسّة» صفة لقوله رحما لأنّها مؤنثة، «فاربع» الفاء فصيحة و التقدير إذا كان حال البصرة و شأن بني تميم كذا فاربع، «أبا العباس» منصوب بالنداء و هو كنية لابن عبّاس، «رحمك اللّه» جملة معترضة، «فيما جرى» متعلّق بقوله اربع «من خير و شرّ» بيان لما، «فانا شريكان» تعليل لقوله اربع «و كن» عطف على اربع، «و السلام» خبره محذوف أي و السلام عليك، أو و السّلام على من اتّبع الهدى، و نحوهما.

المعنى

كان ابن عبّاس عامل البصرة و خليفة أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام فيها بعد وقعة الجمل فإنّه عليه السّلام لما أراد الخروج من البصرة بعد أن وضعت الحرب أوزارها استعمله و استخلفه عليها، و قد مضى تفصيل ذلك في شرحنا على المختار الثاني من كتبه عليه السّلام (ص 95 ج 17)، و كان عامله عليها قبله عثمان بن حنيف.

و البصرة أحدثها المسلمون و مصرّوها أيّام عمر بن الخطّاب، تفصيل ذلك مذكور في كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدّسي المعروف بالبشاري (ص 117 طبع ليدن)، و أتى بأكثر منه تفصيلا و شرحا البلاذريّ في كتابه فتوح البلدان (ص 341- 370 طبع مصر 1350 ه ق).

و هذا الكتاب بعض ما كتبه عليه السّلام إلى ابن عبّاس و سيأتي نقله على صورته الكاملة.

قوله عليه السّلام: (اعلم أنّ البصرة مهبط إبليس، و مغرس الفتن) قد ذمّ عليه السّلام البصرة و أهلها من قبل هذا الكتاب أيضا حين أراد الخروج من البصرة بعد الجمل و قد أشرنا إلى الروايات الواردة فيه في شرحنا على المختار الثاني من كتبه (ص 86- 89 ج 17)، و قوله عليه السّلام أنّها مهبط إبليس يحتمل وجوها: منها أن تكون فيه اشارة إلى قوله تعالى لإبليس: فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (الأعراف- 14) و قوله تعالى: قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ (الأعراف- 25)، بأنّ إبليس لمّا اخرج من الجنّة و هبط إلى الأرض كانت أرض البصرة مهبطه و لكنّ الإنصاف أنّ الكلام يأبى عن هذا الوجه، و كلمة مهبط لا تدلّ عليه لأنّها أعمّ من ذلك و قد قال تعالى لقوم موسى عليه السّلام: اهْبِطُوا مِصْراً (البقرة- 60) و في الأساس للزّمخشريّ: هبط من بلد إلى بلد، فالمهبط يأتي بمعنى موضع الورود و النزول و لا يعتبر فيه الانحدار من عال إلى سافل مطلقا، نعم إنّ الهبوط إذا استعمل في الانسان و إبليس ففيه نوع استخفاف بخلاف الإنزال فإنّ اللّه تعالى ذكر الانزال في الأشياء الّتي نبّه على شرفها كانزال الملائكة و القرآن و المطر و غير ذلك، و الهبط ذكر حيث نبّه على الغضّ نحو: وَ قُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ، فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها، اهْبِطُوا مِصْراً أفاده الراغب في المفردات.

و منها أن تكون فيه اشارة إلى أنّ البصرة قرية بعيدة عن العلماء و القرّاء و لم تكن مدينة فاضلة و إلّا لم تكن مهبطه و ذلك لأنّ العلماء حصون كحصون سور المدينة لها.

و منها أن تكون فيه اشارة إلى أنّ البصرة موطن و محلّ له بأن تكون لها خواصّ أوجبت له أن يتّخذها موطنا له، و قد مضى في شرح المختار الثاني من باب الكتب قول الأمير عليه السّلام فيها: «الحمد للّه الّذي أخرجني من أخبث البلاد و أخشنها ترابا، و أسرعها خرابا، و أقربها من الماء، و أبعدها من السماء، بها مغيض الماء و بها تسعة أعشار الشرّ، و هي مسكن الجنّ- إلخ» (ص 88 ج 17) و كان إبليس من الجنّ كما مضى البحث عن ذلك في شرح المختار الثامن منّ باب الكتب (ص 286- 295 ج 17) و لمّا كان إبليس و قبيله و جنوده اتّخذوها موطنا لهم فهي مهبطهم و مغرس الفتن.

و منها أن تكون فيه اشارة إلى أنّها مهبط قوم تعلّق إبليس بهم فغرسوا اصول الفتن في أراضي قلوبهم، و بذروا حبوب آراء رديّة فيها حتّى أثمرت ما أثمرت ففيه إشارة إلى هبوط جند المرأة و أتباع البهيمة فيها، و إذا تأمّلت فيما جرى على أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام منذ خلافته الظاهرية إلى شهادته كلّها مولّدة من هبوط القوم في البصرة فإنّه أثار فتنة الجمل، و هي ولّدت وقعة صفّين، و هي ولّدت وقعة نهروان، و هي ولّدت أمر شهادته عليه السّلام فهم غرسوا بهبوطهم فيها شجرة خبيثة أثمرت هذه الثمار السوء فكانت البصرة لذلك مهبط إبليس و مغرس الفتن.

قوله عليه السّلام (فحادث أهلها- إلى قوله: عن قلوبهم) الفاء فصيحة كما مرّ أي إذا كانت البصرة حالها كذا فحادث أهلها- إلخ و من الفاء هذه، و من قوله و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم يستفاد أنّ أهل البصرة لم يكونوا بعد آمنين، بل كانوا خائفين، و كانوا يتربّصون بهم ريب المنون، بل يستفاد من قوله انّها مهبط إبليس و مغرس الفتن، و من تفريع حادث أهلها عليه ذلك أيضا فاسلوب الكلام يدلّ على اضطراب أوضاعها و احتمال اثاره فتنة فيها، و اقبال وقائع هائلة على أهلها و لذلك أمر الأمير عليه السّلام ابن عبّاس بالإحسان إليهم و إزالة الخوف عنهم لئلّا تحدث فتنة.

ثمّ إنّ قوله هذا في البصرة ذمّ على أهلها أيضا فانّه يدلّ على اتّباعهم إبليس بخروجهم عن حكومة سلطان العقل، و على أنّهم أهل شقاق و نفاق، و على أنّ فيهم أهل التفتين و حزب الشيطان.

قوله عليه السّلام (و إنّ بني تميم لم يغب لهم نجم إلّا طلع لهم آخر) النجم كثيرا ما يراد به فى لغة العرب سيّد القوم و مقتداهم و المشهور من النّاس من حيث إنّهم يقتدون و يهتدون به و قال حسّان بن ثابت في قصيدة يذكر فيها عدّة أصحاب اللّواء يوم احد:

  • تسعة تحمل اللّواء و طارتفي رعاع من القنا مخزوم

إلى أن قال:

  • لم تطق حمله العواتق منهمإنّما يحمل اللّواء النّجوم

أي إنّما يحمله الأشراف المشاهير من النّاس، و القصيدة مذكورة في السيرة النبويّة لابن هشام (ص 149 ج 2 طبع مصر 1375 ه)، و أتى الجاحظ في البيان و التبين أبياتا منها (ص 325 ج 2 طبع مصر 1380 ه)، و في ديوان الحسان، و لمّا استعار كلمة النجم لهذا المعنى رشح بمناسبة ظاهر اللّفظ بقوله لم يغب و طلع، و المعنى كيف يجوز لنا التنمّر لهم و الغلظة عليهم و الحال أنّ لهم هذه الخصال الثلاث: أحدها أنّه لم يمت منهم سيّد إلّا قام لهم آخر منهم مقامه، و كأنّما يريد عليه السّلام أنّ لهم سيّدا مطاعا و أميرا خيّرا مدبّرا يجمع شمل امورهم و يلمّ شعث آرائهم و أهوائهم، و ينقذهم من المهالك، و يمنعهم عن الهوىّ فيما يوجب شينهم، و هذا التدبير و الاتّحاد و الاقتداء بقدوة كذا كان لهم في كلّ دورة فلا ينبغي التنمّر على قوم هذا شأنهم.

و الثّاني أنّهم لم يسبقوا بوغم في جاهلية و لا إسلام يعني بهذه الجملة أنّهم كانوا أهل بأس و قوّة و شجاعة و حميّة في الجاهلية و الإسلام و يناسبه معنى التميم لغة فإنّه بمعنى الشديد كما في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي، فلا ينبغي التنمّر و الغلظة على طائفة بلغوا في البأس و القوّة هذه المرتبة أمّا معناها المطابقيّ فالأولى أن يحمل الوغم على الحقد و الغيظ لأنّه يناسب المقام و اسلوب الكلام و ذلك لأنّ ابن عبّاس- كما دريت- إنّما تنكّر عليهم باتّباعهم الناكثين و يسمّيهم حزب الشيطان و شيعة الجمل و أنصار عسكر لذلك و أوجب عملهم هذا حقدا في صدر ابن عبّاس و كأنّه كان يسميّهم بها تشفّيا من غيظه، و يتنكّر عليهم انتقاما منهم بفعلهم المنكر فنهاه الأمير عليه السّلام عن ذلك و عرّف له بني تميم بأنّهم لم يسبقوا بوغم في جاهليّة و لا اسلام، أي لم يسبقهم أحد كان له حقد و غيظ عليهم فيتنكّر و يغلظ عليهم تشفّيا منهم و نكاية فيهم لقوّتهم و قهرهم، هذا هو الوجه الّذي ينبغي أن يختار في معنا هذه الجملة في المقام.

و أمكن أن يفسّر بوجوه اخرى: منها أن يقال: لم يسبقهم أحد بحقد لهم عليه لأنّهم لعلوّ همّتهم و شرافة نفوسهم لا يهتمّون بأذى غيرهم و إسائته عليهم و لذلك لم يكن في قلوبهم ضغن و عداوة على أحد.

و منها أن يفسّر الوغم بالترة فقال الجوهريّ في الصحاح: الموتور الّذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه و تره يتره وترا و ترة، و كذلك وتره حقّه أي نقصه و قوله تعالى: وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ أي لن يتنقّصكم في أعمالكم كما تقول دخلت البيت و أنت تريد دخلت في البيت، انتهى فالمعنى أنّ بني تميم لم يهدر لهم دم، و لم ينقص أحد حقّهم.

و منها أن يفسّر الوغم بالحرب و القتال كقول شقيق بن سليك الأسدي يقول معتذرا إلى أبي أنس الضحّاك بن قيس بن خالد الشيبانى الفهري (الحماسة 261):

  • أتاني عن أبي أنس وعيدفسلّ لغيظة الضحّاك جسمي
  • و لم أعص الأمير و لم اربهو لم أسبق أبا أنس بوغم

و قول شقيق يشابه قول أبي دلامة زند بن الجون شهد مع روح بن حاتم المهلّبيّ الحرب فقال له روح: تقدّم و قاتل فقال أبو دلامة:

  • إنّي أعوذ بروح أن يقدّمنيإلى البراز فتخزى بي بنو أسد
  • إنّ البراز إلى الأقران أعلمهمما يفرّق بين الرّوح و الجسد

إلى آخر الأبيات المذكورة في الأغاني (ص 119 ج 9 طبع ساسي في أخبار أبي دلامة) و في عيون الأخبار (ص 164 ج 1) و في شرح المرزوقيّ على الحماسة (ص 778 ج 2).

الثالث أنّ لهم بنا- أي ببني هاشم- رحما ماسّة و قرابة خاصّة لأنّ نسب كلّ واحد من بني هاشم و بني تميم ينتهي إلى إلياس بن مضر: لأنّ هاشما هو ابن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، كما في السيرة النبويّة لابن هشام و تميما هو ابن مرّ بن ادّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، كما في نهاية الأرب في معرفة العرب للقلقشنديّ.

و يمكن أن تكون فيه إشارة إلى مصاهرة كانت بين الأمير عليه السّلام و بين بني تميم فإنّ إحدى زوجاته كانت ليلى بنت مسعود الحنظلية من بني تميم و ولّدت له عبيد اللّه و أبا بكر كما في تاريخ اليعقوبي (ص 189 ج 2).

ثمّ إنّه عليه السّلام أكّد مراعاة حقّ الرّحم بقوله: نحن مأجورون على صلتها و مأزورون على قطيعتها، و قد قال عزّ من قائل: وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء- 2)، و قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (محمّد- 25).

قوله عليه السّلام: (فاربع- إلخ) قد تقدّم في الإعراب أنّ الفاء فصيحة متفرّعة على جميع ما تقدّم من هذا الكتاب أي إذا كانت البصرة مهبط إبليس و مغرس الفتن و كانت منزلة بني تميم كذا فقف و تثبّت و ارفق فيما يجرى على لسانك و يدك من خير و شرّ و نافع و ضارّ، و لا تعجل به، أمره أن يدارى مع الرّعية في أقواله و أفعاله فانّ ما يجري على اللّسان و اليد كناية عنهما، و سمّى ابن عبّاس بكنيته أبي العبّاس تكريما له و العرب يقصد بها التعظيم و بعض النفوس تأنّف أن تخاطب باسمها.

قوله عليه السّلام: (فإنّا شريكان في ذلك) علّل التثبّت بقوله هذا، أي اربع و تثبّت فيما يجري على يدك و لسانك لأنّا شريكان في ذلك أي أنا و أنت شريكان في ما جرى على يدك و لسانك، و إنّما كان الأمير عليه السّلام شريكه فيه لأنّه كان سببا بعيدا فيما جرى على يد ابن عبّاس و لسانه و هو كان نائبا عنه و سببا قريبا في أفعاله و أقواله و كلّ ما صنع بالرّعية فإنما هو باتّكائه عليه عليه السّلام و إلّا لما كان له مكنة و قدرة على ذلك.

ثمّ إنّ قوله هذا يهدينا إلى حقيقة اخرى و هي أنّ الفرد الانسانيّ لمّا كان بمنزلة عضو من هيكل اجتماعه و لم يكن تعيّشه مرتبطا لشخصه خاصّة بل يؤثّر أثرا من سنخ فعله و قوله في الاجتماع فكلّ ما صدر عن يده و لسانه و له بقاء في الاجتماع و يعمل به غيره و لو بعد مماته فهو شريك العامل في ذلك الأثر الصادر منه قال عزّ من قائل: وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى . وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى . ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (النجم 41- 43).

و قال تعالى: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ. إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات 78- 79).

و في البحار (ص 181 من الجزء الثاني من ج 15) نقلا عن ثواب الأعمال للصّدوق رحمه اللّه بإسناده عن ميمون القدّاح عن أبي جعفر عليه السّلام قال: أيّما عبد من عباد اللّه سنّ سنّة هدى كان له أجر مثل أجر من عمل بذلك من غير أن ينقص من اجورهم شي ء، و أيّما عبد من عباد اللّه سنّ سنّة ضلالة كان عليه مثل وزر من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شي ء.

و قد عقد المجلسيّ بابا في ذلك روى فيه عدّة روايات عن أهل بيت رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين قريبة بهذا المضمون كلّها تشير إلى هذه الحقيقة.

و قد روى في المجلّد السابع عشر (ص 188) عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال: لا يتكلّم أحد بكلمة هدى فيؤخذ بها إلّا كان له مثل أجر من أخذ بها، و لا يتكلّم بكلمة ضلالة فيؤخذ بها إلّا كان عليه مثل وزر من أخذ بها.

قوله عليه السّلام (و كن عند صالح ظنّي بك) أي كن مراقبا لنفسك في ما يجري على يدك و لسانك بحيث إنّك ترى نفسك حاضرة عند صالح ظنّي بك فانظر فيما تفعل و تقول هل هو مرضيّ عندي أم لا فإذا رأيت رضاي فيه فافعل.

قوله عليه السّلام: (و لا يفيلنّ رأيي فيك) لمّا استعمله الأمير عليه السّلام على البصرة، و استصلحه لذلك و كان ابن عبّاس ممّن يثق الأمير عليه السّلام به و إلّا لما كان يستخلفه على البصرة نبّهه على أن لا يعمل ما يوجب سلب وثوقه به و ضعف رأيه فيه.

الترجمة

اين نامه ايست كه وليّ اللّه الأعظم أمير المؤمنين علي عليه السّلام به عبد اللّه بن عبّاس كه عامل و حاكم آن حضرت بر أهل بصره بود فرستاد.

در روايت آمده كه ابن عبّاس در بصره بر بني تميم درشتي و بدخوئى ميكرد و آنان را پيروان جمل و ياران عسكر- كه نام شتر عائشه بود- و حزب شيطان مى ناميد از آن روى كه بني تميم در جنگ جمل از طرفداران و أتباع طلحة و زبير و عائشه بودند.

اين رفتار ابن عبّاس بر گروهى از بني تميم كه از شيعيان أمير عليه السّلام بودند و از جمله آنان جارية بن قدامه بود گران آمد نامه اى بأمير نوشته و از دست ابن عبّاس شكايت كردند، أمير عليه السّلام اين نامه را به ابن عبّاس نوشت:

أمّا بعد بهترين مردم در نزد خدا آن كسى است كه بطاعت او- خواه در آنچه آنكه به سود او است و خواه در آنچه كه بزيان او است- عمل كننده تر باشد، و به گفتار حق اگر چه براى او ناگوار و تلخ باشد گوياتر آگاه باش كه آسمانها و زمين بحق و عدل براى بندگان برپا است، پس مطابق انديشه ات كردار داشته باش، و با همه يكسان باش، و راه راست پيش گير، و بدانكه بصره فرودگاه شيطان و جاى نشانيدن درخت فتنه است پس أهل آن را وعده باحسان و نيكى ده- يعنى با آنان احسان و نيكى كن و به بخشش و دستگيرى آنانرا دلشاد دار- و گره بيم از دلشان بگشا.

بمن خبر رسيد كه با بني تميم پلنگ خوئى و درشتى روا مى دارى با اين كه بني تميم كسانى هستند كه ستاره اى از ايشان غروب نكرد مگر اين كه ديگرى از ايشان طلوع كرد- يعنى آنان هميشه داراى بزرگى پيشوا و از أهل شرف و كرامت بودند- و كسى بر ايشان چه در زمان جاهليت و چه در زمان اسلام سبقت نگرفته كه به كينه توزى و خشم گرفتن و دشمنى بر آنان سخت گيرد و درشتى كند (يعنى آنان مردم شجاعت و حميّت و قوّت و نبرد بودند)، و ايشان را با ما رحامتى پيوسته و خويشى خاصّى است (جدّ أعلاى بني هاشم و بني تميم الياس بن مضر است- و ديگر اين كه أمير عليه السّلام با بني تميم رحامت بمصاهرت داشت) كه به صله رحم پاداش خوب يابيم و به قطع آن كيفر بد پس اى أبو العبّاس- خدا رحمتت كند- در نيك و بدى كه از دست و زبانت جارى مى شود آهستگى كن و تأنّي و رفق پيشه گير و هموار باش و با رعيت مدارا كن كه من و تو در نيك و بد تو شريكيم (زيرا ابن عبّاس عامل آن حضرت بود و آنچه ميكرد باتّكاء و اعتماد و پشت گرمى باو بود، و أمير عليه السّلام سبب بعيد در كارهاى او است چنانكه ابن عبّاس سبب قريب و هر دو در آنها شريك) و باش در نزد گمان شايسته من بتو، و بايد رأى من در باره تو سست نگردد، و السلام.

( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 308-321)

شرح لاهیجی

الكتاب 16

و من كتاب له (- ع- ) الى عبد اللّه بن العبّاس رحمه اللّه و هو عامله على البصرة يعنى و از مكتوب امير المؤمنين عليه السّلام است بسوى عبد اللّه پسر عبّاس رحمه اللّه و حال آن كه عبد اللّه بن عبّاس عامل و حاكم بود از جانب او (- ع- ) بر اهل بصره اعلم انّ البصرة مهبط ابليس و مغرس الفتن فحادث اهلها بالإحسان اليهم و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم و قد بلغنى تنمرّك لبنى تميم و غلظتك عليهم و انّ بنى تميم لم يعب لهم اخر و انّهم لم يسبقوا بوغم فى جاهليّته و لا اسلام و انّ لهم بنا رحما ماسّة و قرابة خاصّة نحن مأجورون على صلتها و مأزورون على قطعتها فاربع يابن العبّاس رحمك اللّه فيما جرى على يدك و لسانك من خير و شرّ فانّا شريكان فى ذلك و كن عند صالح ظنّى بك و لا يفيلنّ فيك و انّى و السّلام يعنى بدان بتحقيق كه شهر بصره محلّ فرود امدن شيطان و كشتزار فتنه و فساد است پس تازه و جوان گردان اهلش را به نيكوئى كردن بايشان و بگشا گره ترس را از دلهاى ايشان و بتحقيق كه رسيد بمن خبر بدخوئى كردن تو مر قبيله بنى تميم را و درشتى كردن تو بر ايشان و بتحقيق كه بنى تميم غائب نگشت از ايشان ستاره و نمرد از ايشان بزرگى مگر اين كه طالع گشت از براى ايشان ستاره و بزرگى ديگر يعنى ايشان هميشه از اهل شرف و كرامت و بزرگى باشند و بتحقيق كه ايشان پيشى گرفته نشده اند بكينه نه در جاهليّة و نه در اسلام و بتحقيق كه از براى ايشان نسبة بما قرابتى است پيوسته و خويشى است مختصّه زيرا كه نسب بنى هاشم و بنى تميم مى رسند بيكديگر در الياس بن مضر كه جدّ اعلا اعلاء حضرت امير عليه السّلام است و ما اجر و ثواب داشته شده ايم بر صله و احسان ايشان و وزر و وبال داشته شده ايم بر قطع صله و عدم احسان ايشان پس توقّف كن و باز ايست اى پسر عبّاس خدا رحمت كند تو را در آن چيزى كه جارى شد بر دست تو و زبان تو از نيك و بد پس بتحقيق كه ما شريك باشيم در نيك و بد كردن تو بتقريب حاكم كردن تو و باش در نزد كمان شايسته من بتوى يعنى در شايستگى حكومت تو و بايد سست نشود اعتقاد من در باره تو و سلام باد بر تو

( . شرح نهج البلاغه لاهیجی، ص 242)

شرح ابن ابی الحدید

18 و من كتاب له ع إلى عبد الله بن عباس- و هو عامله على البصرة

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ وَ مَغْرِسُ الْفِتَنِ- فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ- وَ احْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ- وَ قَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ لِبَنِي تَمِيمٍ وَ غِلْظَتُك عَلَيْهِمْ- وَ إِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يَغِبْ لَهُمْ نَجْمٌ- إِلَّا طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ- وَ إِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَ لَا إِسْلَامٍ- وَ إِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً وَ قَرَابَةً خَاصَّةً- نَحْنُ مَأْجُورُونَ عَلَى صِلَتِهَا- وَ مَأْزُورُونَ عَلَى قَطِيعَتِهَا- فَارْبَعْ أَبَا الْعَبَّاسِ رَحِمَكَ اللَّهُ- فِيمَا جَرَى عَلَى يَدِكَ وَ لِسَانِكَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ- فَإِنَّا شَرِيكَانِ فِي ذَلِكَ- وَ كُنْ عِنْدَ صَالِحِ ظَنِّي بِكَ- وَ لَا يَفِيلَنَّ رَأْيِي فِيكَ وَ السَّلَامُ قوله ع مهبط إبليس موضع هبوطه- . و مغرس الفتن موضع غرسها و يروى و مغرس الفتن- و هو الموضع الذي ينزل فيه القوم آخر الليل للاستراحة- يقال غرسوا و أغرسوا- . و قوله ع فحادث أهلها أي تعهدهم بالإحسان- من قولك حادثت السيف بالصقال- . و التنمر للقوم الغلظة عليهم- و المعاملة لهم بأخلاق النمر من الجرأة و الوثوب- و سنذكر تصديق قوله ع- لم يغب لهم نجم إلا طلع لهم آخر- . و الوغم الترة و الأوغام الترات- أي لم يهدر لهم دم في جاهلية و لا إسلام- يصفهم بالشجاعة و الحمية- . و مأزورون كان أصله موزورون- و لكنه جاء بالألف ليحاذي به ألف مأجورون- و قد قال النبي ص مثل ذلك- . قوله ع فاربع أبا العباس- أي قف و تثبت في جميع ما تعتمده فعلا و قولا من خير و شر- و لا تعجل به فإني شريكك فيه- إذ أنت عاملي و النائب عني- . و يعني بالشر هاهنا الضرر فقط لا الظلم و الفعل القبيح- . قوله ع و كن عند صالح ظني فيك- أي كن واقفا عنده كأنك تشاهده- فتمنعك مشاهدته عن فعل ما لا يجوز- . فال الرأي يفيل أي ضعف و أخطأ

فصل في بني تميم و ذكر بعض فضائلهم

و قد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب التاج- أن لبني تميم مآثر لم يشركهم فيها غيرهم- أما بنو سعد بن زيد مناة- فلها ثلاث خصال يعرفها العرب- إحداها كثرة العدد فإنه أضعف عددها على بني تميم- حتى ملأت السهل و الجبل عدلت مضر كثرة- و عامة العدد منها في كعب بن سعد بن زيد مناة- و لذلك قال أوس بن مغراء

  • كعبي من خير الكعاب كعبامن خيرها فوارسا و عقبا

تعدل جنبا و تميم جنبا

- . و قال الفرزدق أيضا فيهم هذه الأبيات-

  • لو كنت تعلم ما برمل مويسلفقري عمان إلى ذوات حجور
  • لعلمت أن قبائلا و قبائلامن آل سعد لم تدن لأمير

- . و قال أيضا

  • تبكي على سعد و سعد مقيمةبيبرين قد كادت على الناس تضعف

- و لذلك كانت تسمى سعد الأكثرين- و في المثل في كل واد بنو سعد- . و الثانية الإفاضة في الجاهلية- كان ذلك في بني عطارد- و هم يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى قام الإسلام- و كانوا إذا اجتمع الناس أيام الحج بمنى- لم يبرح أحد من الناس دينا و سنة- حتى يجوز القائم بذلك من آل كرب بن صفوان- و قال أوس بن مغراء-

  • و لا يريمون في التعريف موقفهمحتى يقال أجيزوا آل صفوانا

- . و قال الفرزدق

  • إذا ما التقينا بالمحصب من منىصبيحة يوم النحر من حيث عرفوا
  • ترى الناس ما سرنا يسيرون حولناو إن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا

- . و الثالثة أن منهم أشرف بيت في العرب- الذي شرفته ملوك لخم- قال المنذر بن المنذر بن ماء السماء ذات يوم- و عنده وفود العرب- و دعا ببردي أبيه محرق بن المنذر- فقال ليلبس هذين أعز العرب و أكرمهم حسبا- فأحجم الناس فقال أحيمر بن خلف بن بهدلة بن عوف- بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أنا لهما- قال الملك بما ذا- قال بأن مضر أكرم العرب و أعزها و أكثرها عديدا- و أن تميما كاهلها و أكثرها- و أن بيتها و عددها في بني بهدلة بن عوف و هو جدي- فقال هذا أنت في أصلك و عشيرتك- فكيف أنت في عترتك و أدانيك- . قال أنا أبو عشرة و أخو عشرة و عم عشرة- فدفعهما إليه- و إلى هذا أشار الزبرقان بن بدر في قوله-

  • و بردا ابن ماء المزن عمي اكتساهمابفضل معد حيث عدت محاصله

- قال أبو عبيدة و لهم في الإسلام خصلة- قدم قيس بن عاصم المنقري على رسول الله ص في نفر من بني سعد- فقال له رسول الله ص هذا سيد أهل الوبر- فجعله سيد خندف و قيس ممن يسكن الوبر- . قال و أما بنو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم- فلهم خصال كثيرة- قال في بني دارم بن مالك بن حنظلة و هو بيت مضر- فمن ذلك زرارة بن عدس بن زيد بن دارم- يقال إنه أشرف البيوت في بني تميم- و من ذلك قوس حاجب بن زرارة المرهونة عند كسرى عن مضر كلها- و في ذلك قيل

  • و أقسم كسرى لا يصالح واحدامن الناس حتى يرهن القوس حاجب

- . و من ذلك في بني مجاشع بن دارم صعصعة بن ناجية بن عقال- بن محمد بن سفيان بن مجاشع- و هو أول من أحيا الوئيد- قام الإسلام و قد اشترى ثلاثمائة موءودة- فأعتقهن و رباهن- و كانت العرب تئد البنات خوف الإملاق- . و من ذلك غالب بن صعصعة و هو أبو الفرزدق- و غالب هو الذي قرى مائة ضيف- و احتمل عشر ديات لقوم لا يعرفهم- و كان من حديث ذلك- أن بني كلب بن وبرة افتخرت بينها في أنديتها- فقالت نحن لباب العرب و قلبها- و نحن الذين لا ننازع حسبا و كرما- فقال شيخ منهم إن العرب غير مقرة لكم بذلك- إن لها أحسابا و إن منها لبابا و إن لها فعالا- و لكن ابعثوا مائة منكم في أحسن هيئة و بزة- ينفرون من مروا به في العرب- و يسألونه عشر ديات و لا ينتسبون له- فمن قرأهم و بذل لهم الديات- فهو الكريم الذي لا ينازع فضلا- فخرجوا حتى قدموا على أرض بني تميم و أسد- فنفروا الأحياء حيا فحيا و ماء فماء- لا يجدون أحدا على ما يريدون- حتى مروا على أكثم بن صيفي فسألوه ذلك- فقال من هؤلاء القتلى و من أنتم و ما قصتكم- فإن لكم لشأنا باختلافكم في كلامكم فعدلوا عنه- ثم مروا بقتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي- فسألوه عن ذلك- فقال من أنتم قالوا من كلب بن وبرة- فقال إني لأبغي كلبا بدم- فإن انسلخ الأشهر الحرم و أنتم بهذه الأرض- و أدرككم الخيل نكلت بكم و أثكلتكم أمهاتكم- فخرجوا من عنده مرعوبين- فمروا بعطارد بن حاجب بن زرارة فسألوه ذلك- فقال قولوا بيانا و خذوها- فقالوا أما هذا فقد سألكم قبل أن يعطيكم فتركوه- و مروا ببني مجاشع بن دارم- فأتوا على واد قد امتلأ إبلا- فيها غالب بن صعصعة يهنأ منها إبلا- فسألوه القرى و الديات- فقال هاكم البزل قبل النزول- فابتزوها من البرك و حوزوا دياتكم ثم انزلوا- فتنزلوا و أخبروه بالحال- و قالوا أرشدك الله من سيد قوم- لقد أرحتنا من طول النصب- و لو علمنا لقصدنا إليك- فذلك قول الفرزدق-

  • فلله عينا من رأى مثل غالبقرى مائة ضيفا و لم يتكلم
  • و إذ نبحت كلب على الناس إنهمأحق بتاج الماجد المتكرم
  • فلم يجل عن أحسابها غير غالبجرى بعناني كل أبلج خضرم

قال فأما بنو يربوع بن حنظلة فمنهم- ثم من بني رباح بن يربوع عتاب بن هرمي بن رياح- كانت له ردافة الملوك ملوك آل المنذر- و ردافة الملك أن يثنى به في الشرب- و إذا غاب الملك خلفه في مجلسه- و ورث ذلك بنوه كابرا عن كابر حتى قام الإسلام- قال لبيد بن ربيعة

  • و شهدت أنجبة الأكارم غالباكعبي و أرداف الملوك شهود

- و يربوع أول من قتل قتيلا من المشركين- و هو واقد بن عبد الله بن ثعلبة بن يربوع حليف عمر بن الخطاب- قتل عمرو بن الحضرمي في سرية نخلة- فقال عمر بن الخطاب يفتخر بذلك-

  • سقينا من ابن الحضرمي رماحنابنخلة لما أوقد الحرب واقد
  • و ظل ابن عبد الله عثمان بينناينازعه غل من القد عاند

- . و لها جواد العرب كلها في الإسلام- بدأ العرب كلها جودا خالد بن عتاب بن ورقاء الرياحي- دخل الفرزدق على سليمان بن عبد الملك- و كان يشنؤه لكثرة بأوه و فخره- فتهجمه و تنكر له- و أغلظ في خطابه حتى قال من أنت لا أم لك- قال أ و ما تعرفني يا أمير المؤمنين- أنا من حي هم من أوفى العرب و أحلم العرب- و أسود العرب و أجود العرب و أشجع العرب و أشعر العرب- فقال سليمان و الله لتحتجن لما ذكرت- أو لأوجعن ظهرك و لأبعدن دارك- قال أما أوفى العرب فحاجب بن زرارة- رهن قوسه عن العرب كلها و أوفى- و أما أحلم العرب فالأحنف بن قيس- يضرب به المثل حلما- و أما أسود العرب فقيس بن عاصم- قال له رسول الله ص هذا سيد أهل الوبر-

و أما أشجع العرب فالحريش بن هلال السعدي- و أما أجود العرب فخالد بن عتاب بن ورقاء الرياحي- و أما أشعر العرب فها أنا ذا عندك- قال سليمان فما جاء بك- لا شي ء لك عندنا فارجع على عقبك- و غمه ما سمع من عزة و لم يستطع له ردا- فقال الفرزدق في أبيات

  • أتيناك لا من حاجة عرضت لناإليك و لا من قلة في مجاشع

- . قلت و لو ذكر عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي- و قال إنه أشجع العرب لكان غير مدافع- قالوا كانت العرب تقول- لو وقع القمر إلى الأرض لما التقفه إلا عتيبة بن الحارث- لثقافته بالرمح- و كان يقال له صياد الفوارس و سم الفوارس- و هو الذي أسر بسطام بن قيس- و هو فارس ربيعة و شجاعها- و مكث عنده في القيد مدة- حتى استوفى فداءه و جز ناصيته- و خلى سبيله على ألا يغزو بني يربوع- و عتيبة هذا هو المقدم على فرسان العرب- كلها في كتاب طبقات الشجعان و مقاتل الفرسان- و لكن الفرزدق لم يذكره و إن كان تميميا- لأن جريرا يفتخر به لأنه من بني يربوع- فحملته عداوة جرير على أن عدل عن ذكره- . قال أبو عبيدة و لبني عمرو بن تميم خصال- تعرفها لهم العرب و لا ينازعهم فيها أحد- فمنها أكرم الناس عما و عمة و جدا و جدة- و هو هند بن أبي هالة- و اسم أبي هالة نباش بن زرارة أحد بني عمرو بن تميم- كانت خديجة بنت خويلد قبل النبي ص تحت أبي هالة- فولدت له هندا- ثم تزوجها رسول الله ص و هند بن أبي هالة غلام صغير- فتبناه النبي ص- ثم ولدت خديجة من رسول الله ص القاسم و الطاهر و زينب- و رقية و أم كلثوم و فاطمة- فكان هند بن أبي هالة أخاهم لأمهم- ثم أولد هند بن أبي هالة هند بن هند- فهند الثاني أكرم الناس جدا و جدة- يعني رسول الله ص و خديجة- و أكرم الناس عما و عمة- يعني بني النبي ص و بناته- . و منها أن لهم أحكم العرب في زمانه أكثم بن صيفي- أحد بني أسد بن عمرو بن تميم- كان أكثر أهل الجاهلية حكما و مثلا و موعظة سائرة- . و منها ذو الأعواز- كان له خراج على مضر كافة تؤديه إليه- فشاخ حتى كان يحمل على سرير- يطاف به على مياه العرب- فيؤدى إليه الخراج- و قال الأسود بن يعفر النهشلي- و كان ضريرا

  • و لقد علمت خلاف ما تناشيأن السبيل سبيل ذي الأعواز

- . و منها هلال بن أحوز المازني- الذي ساد تميما كلها في الإسلام و لم يسدها غيره- . قال و دخل خالد بن عبد الرحمن- بن الوليد بن المغيرة المخزومي مسجد الكوفة- فانتهى إلى حلقة فيها أبو الصقعب التيمي- من تيم الرباب و المخزومي لا يعرفه- و كان أبو الصقعب من أعلم الناس فلما سمع علمه و حديثه حسده- فقال له ممن الرجل قال من تيم الرباب- فظن المخزومي أنه وجد فرصة- فقال و الله ما أنت من سعد الأكثرين- و لا من حنظلة الأكرمين و لا من عمرو الأشدين- فقال أبو الصقعب فممن أنت قال من بني مخزوم- قال و الله ما أنت من هاشم المنتخبين- و لا من أمية المستخلفين- و لا من عبد الدار المستحجبين- فبم تفخر قال نحن ريحانة قريش- قال أبو الصقعب قبحا لما جئت به- و هل تدري لم سميت مخزوم ريحانة قريش- سميت لحظوة نسائها عند الرجال فأفحمه- روى أبو العباس المبرد في كتاب الكامل- أن معاوية قال للأحنف بن قيس- و جارية بن قدامة و رجال من بني سعد معهما كلاما أحفظهم- فردوا عليه جوابا مقذعا- و امرأته فاختة بنت قرظة في بيت يقرب منهم- و هي أم عبد الله بن معاوية فسمعت ذلك- فلما خرجوا قالت يا أمير المؤمنين- لقد سمعت من هؤلاء الأجلاف كلاما تلقوك به فلم تنكر- فكدت أن أخرج إليهم فأسطو بهم- فقال معاوية إن مضر كأهل العرب و تميما كأهل مضر- و سعدا كأهل تميم و هؤلاء كأهل سعد- . و روى أبو العباس أيضا أن عبد الملك ذكر يوما بني دارم- فقال أحد جلسائه يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم محظوظون- يعني في كثرة النسل و نماء الذرية- فلذلك انتشر صيتهم- فقال عبد الملك ما تقول- هذا و قد مضى منهم لقيط بن زرارة و لم يخلف عقبا- و مضى قعقاع بن معبد بن زرارة و لم يخلف عقبا- و مضى محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة- و لم يخلف عقبا- و الله لا تنسى العرب هذه الثلاثة أبدا- . قال أبو العباس إن الأصمعي قال- إن حربا كانت بالبادية ثم اتصلت بالبصرة- فتفاقم الأمر فيها ثم مشي بين الناس بالصلح- فاجتمعوا في المسجد الجامع- قال فبعثت و أنا غلام إلى ضرار بن القعقاع من بني دارم- فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت- فإذا به في شملة يخلط بزرا لعنز له حلوب- فخبرته بمجتمع القوم فأمهل حتى أكلت العنز- ثم غسل الصحفة و صاح يا جارية غدينا- فأتته بزيت و تمر فدعاني- فقذرته أن آكل معه- حتى إذا قضى من أكله و حاجته وطرا- وثب إلى طين ملقى في الدار فغسل به يده- ثم صاح يا جارية اسقيني ماء- فأتته بماء فشربه و مسح فضله على وجهه- ثم قال الحمد لله ماء الفرات بتمر البصرة بزيت الشام- متى نؤدي شكر هذه النعم- ثم قال علي بردائي- فأتته برداء عدني فارتدى به على تلك الشملة- قال الأصمعي فتجافيت عنه استقباحا لزيه- فلما دخل المسجد صلى ركعتين- ثم مشى إلى القوم- فلم تبق حبوة إلا حلت إعظاما له- ثم جلس فتحمل جميع ما كان بين الأحياء في ماله ثم انصرف- . قال أبو العباس و حدثني أبو عثمان المازني- عن أبي عبيدة قال- لما أتى زياد بن عمرو المربد- في عقب قتل مسعود بن عمرو العتكي- و جاء زياد بن عمرو بن الأشرف العتكي- ليثأر به من بني تميم صف أصحابه- فجعل في الميمنة بكر بن وائل و في الميسرة عبد القيس- و هم لكيز بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة- و كان زياد بن عمرو العتكي في القلب- فبلغ ذلك الأحنف بن قيس- فقال هذا غلام حدث شأنه الشهرة- و ليس يبالي أين قذف بنفسه- فندب أصحابه فجاءه حارثة بن بدر الغداني- و قد اجتمعت بنو تميم- فلما أتى قال قوموا إلى سيدكم- ثم أجلسه فناظره- فجعلوا سعدا و الرباب في القلب- و رئيسهم عبس بن طلق الطعان المعروف بأخي كهمس- و هو أحد بني صريم بن يربوع- فكانوا بحذاء زياد بن عمرو و من معه من الأزد- و جعل حارثة بن بدر الغداني في بني حنظلة بحذاء بكر بن وائل- و جعل عمرو بن تميم بحذاء عبد القيس- فذلك حيث يقول حارثة بن بدر للأحنف-

  • سيكفيك عبس أخو كهمسمقارعة الأزد في المربد
  • و يكفيك عمرو على رسلهالكيز بن أفصى و ما عددوا
  • و نكفيك بكرا إذا أقبلتبضرب يشيب له الأمرد

و لكيز بن أفصى تعم عبد القيس- قال فلما تواقفوا بعث إليهم الأحنف- يا معشر الأزد من اليمن و ربيعة من أهل البصرة- أنتم و الله أحب إلينا من تميم الكوفة- و أنتم جيراننا في الدار و يدنا على العدو- و أنتم بدأتمونا بالأمس و وطئتم حريمنا- و حرقتم علينا فدفعنا عن أنفسنا- و لا حاجة لنا في الشر ما طلبنا في الخير مسلكا- فتيمموا بنا طريقة مستقيمة- فوجه إليه زياد بن عمرو تخير خلة من ثلاث- إن شئت فانزل أنت و قومك على حكمنا- و إن شئت فخل لنا عن البصرة- و ارحل أنت و قومك إلى حيث شئتم- و إلا فدوا قتلانا و أهدروا دماءكم- و ليود مسعود دية المشعرة- . قال أبو العباس و تأويل قوله دية المشعرة- يريد أمر الملوك في الجاهلية- و كان الرجل إذا قتل و هو من أهل بيت المملكة- ودي عشر ديات- فبعث إليه الأحنف سنختار- فانصرفوا في يومكم فهز القوم راياتهم و انصرفوا- فلما كان الغد بعث الأحنف إليهم- إنكم خيرتمونا خلالا ليس لنا فيها خيار- أما النزول على حكمكم فكيف يكون و الكلم يقطر- و أما ترك ديارنا فهو أخو القتل- قال الله عز و جل وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ- أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ- و لكن الثالثة إنما هي حمل على المال- فنحن نبطل دماءنا و ندي قتلاكم- و إنما مسعود رجل من المسلمين- و قد أذهب الله عز و جل أمر الجاهلية- فاجتمع القوم على أن يقفوا أمر مسعود و يغمدوا السيف- و تودى سائر القتلى من الأزد و ربيعة- فضمن ذلك الأحنف- و دفع إليهم إياس بن قتادة المجاشعي رهينة- حتى يؤدي هذا المال- فرضي به القوم- ففخر بذلك الفرزدق فقال لجرير-

  • و منا الذي أعطى يديه رهينةلغاري معد يوم ضرب الجماجم
  • عشية سال المربدان كلاهماعجاجة موت بالسيوف الصوارم
  • هنالك لو تبغي كليبا وجدتهاأذل من القردان تحت المناسم

- و يقال إن تميما في ذلك الوقت مع باديتها- و حلفائها من الأساورة و الزط و السبابجة و غيرهم- كانوا زهاء سبعين ألفا- و في ذلك يقول جرير

  • سائل ذوي يمن و رهط محرقو الأزد إذ ندبوا لنا مسعودا
  • فأتاهم سبعون ألف مدججمتسربلين يلامقا و حديدا

- . قال الأحنف بن قيس- فكثرت على الديات فلم أجدها في حاضرة تميم- فخرجت نحو يبرين إلى بادية تميم- فسألت عن المقصود هناك فأرشدت إلى قبة- فإذا شيخ جالس بفنائها مؤتزر بشملة محتب بحبل- فسلمت عليه و انتسبت له- فقال لي ما فعل رسول الله ص قلت توفي- قال فما فعل عمر بن الخطاب- الذي كان يحفظ العرب و يحوطها قلت توفي- قال فأي خير في حاضرتكم بعدهما- قال فذكرت له الديات- التي لزمتنا للأزد و ربيعة- قال فقال لي أقم- فإذا راع قد أراح عليه ألف بعير فقال خذها- ثم أراح علينا آخر مثلها فقال خذها- فقلت لا أحتاج إليها- قال فانصرفت بالألف عنه- و و الله ما أدري من هو إلى الساعة

( . شرح نهج البلاغه ابن ابی الحدید، ج15، ص 125-136)

شرح نهج البلاغه منظوم

(18) و من كتاب لّه عليه السّلام (إلى عبد اللَّه ابن عبّاس وّ هو عامله على البصرة:)

و اعلم أنّ البصرة مهبط إبليس، و مغرس الفتن، فحادث أهلها بالإحسان إليهم، و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم.

و قد بلغنى تنمّرك لبنى تميم، وّ غلظتك عليهم، و إنّ بنى تميم لّم يغب لهم نجم إلّا طلع لهم اخر، و إنّهم لم يسبقوا بوغم في جاهليّة وّ لا إسلام، وّ إنّ لهم بنا رحما مّاسّة، وّ قرابة خاصّة، نحن مأجورون على صلتها، و مأزورون على قطيعتها، فاربع أبا العبّاس- رحمك اللَّه- فيما جرى على يدك و لسانك من خير وّ شرّ، فإنّا شريكان في ذلك، و كن عند صالح ظنّى بك، و يفيلنّ رأيى فيك، و السّلام.

ترجمه

از نامه هاى آن حضرت عليه السّلام است بعبد اللَّه ابن عبّاس هنگامى كه او فرماندار بصره بود (عبد اللَّه ابن عبّاس ابن عبد المطّلب از ياران رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم، و علم تفسير قرآن را فارس ميدان، و نطق و فصاحت را آيت بزرگ جهان است، او علم تفسير را از حضرت أمير المؤمنين عليه السّلام فرا گرفت، و در اثر ظرفى از شير كه حضرت رسول (ص ع) بوى نوشانيد از دانش بدرجات عالى نايل گرديد، تا جائى كه گفت من در مكّه دست حضرت سيّد الشّهدا عليه السّلام را در دست جبرئيل امين ديدم، كه مى گفت مردم بيائيد و با خداى بيعت كنيد، گفتندش تو چرا در قضيّه كربلا شركت نكردى گفت ما ياران حسين عليه السّلام را پيش از حضورشان در كربلا بنام و نشان مى شناختيم، نام من جزء آنان نبود، بارى او عمو زاده حضرت أمير المؤمنين (ع)، و در تمام مواقف چه هنگام غصب خلافت، با عمر، و چه بعد از آن در مجالس و محافل و چه در هنگام صفّين در يارى حضرت أمير المؤمنين (ع) مجاهدتها نموده، و كوششها كرده، و با سخنهاى آتشين دماغ معاندين آن حضرت را از قبيل معاويه، و عمرو عاص، و مغيرة ابن شعبه، و عبد اللَّه زبير بخاك ماليده است. و حضرت نيز او را بسيار دوست داشته، و كارهاى بزرگ را در كف با كفايت وى مى نهادند، اين كه بعضى از مورّخين نوشته اند، او در اواخر عمر بطرف معاويه متمايل شده، سفرى بشام كرده است بسيار بعيد است، و بعضى ديگر از تاريخ نگاران اين مطلب را باور نداشته اند، ابن عبّاس از بس در فراق رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله گريست در اواخر عمر از نعمت ديدار محروم ماند، و پس از فوتش دو مرغ سفيد از كفنش بيرون آمده بآسمان پرواز كردند، كه گفته اند آن دو مرغ عبارت از علم وى مى باشند، بارى حضرت در اين نامه بوى نوشتند).

پسر عبّاس دانسته باش اين بصره (كه اكنون تو از جانب من فرماندار آنى) فرودگاه شيطان، و (درخت) فتنه و آشوب را كشتزار است، لذا (براى اين كه بصريان بر تو نتوفند، و با تو نياشوبند) با نيكى كردن با ايشان آنها را خرّم و شاداب دار، گره بيم و ترس (از خويش) را از دلهايشان بگشاى، (و همواره با آنان بمهر بوده، و آتش انقلاب را دامن مزن) مرا گفتند تو با بنى تميم بدخوئى آغاز نهاده، و در باره آنان دشمنى روا داشته (سوابق درخشانشان را ناديده انگاشته) با اين كه بنى تميم مردمى هستند كه (در آسمان افتخارات) هيچ ستاره از آنان غروب نكرد جز آنكه اخترى درخشان تر بر ايشان سرزد، (هر يك از بزرگان شان را كه از دست دادند، بزرگى شريفتر بدست آوردند، دلاورى و غيرت آنها باندازه ايست كه) نه در جاهليّت و نه در اسلام خونى از آنان هدر نشده، و يا بسوى كين توزى نشتافته اند، آنها نسبت بما داراى خويشى، و نزديكى، ويژه، و پيوسته مى باشند (زيرا كه بنى هاشم، و بنى تميم در الياس ابن مضر كه جدّ اعلا اعلاى من است بهم مى پيوندند) و ما به پيوند دادن رشته خويشى (اقرب و أوفى و) مزد داده شدگان، و بر بريدنش و زر و بال دارندگانيم، پسر عبّاس خدايت بيامرزد، سختى عنان بازكش (و خويش را واپاى و بنگر تا چه ميكنى و بدان) كه آنچه از نيك و بد كه بدست تو بر مردم رود، ما نيز (كه تو را نيرو داده، و فرمانت را بر مردم روان داشته ايم) در آن شريكيم (بنا بر اين ستم را در بربند، و مرا در پيشگاه حقّ و عدالت مسئول مساز، گمان من در باره تو جز اينها است) خويش را نزد گمان شايسته من بخودت در آر، و عقيدتم را در باره ات سست منماى، و السّلام.

نظم

  • نوشت اين نامه را آن خسرو ناسببصره از براى ابن عبّاس
  • در اين شهرى كه فرمانت روانستمحلّ و مركز شيطان در آنست
  • براى فتنه خرّم كشتزار استدرخت كينه در آن باردار است
  • بچيزى كم كه باشد غير مطلوبكنند اهلش بپا غوغا و آشوب
  • لذا بايد تو هم از حسن تدبيرشوى ز آشوب و از فتنه جلوگير
  • ز خوددارى درونشان خرّم و شادبريشان خوف و بيم و دهشت از ياد
  • ز دل زنگ كراهتشان زدائىهمه دشوارشان آسان نمائى
  • ز غلظتها از آنان بر كران باشحليم و بردبار و مهربان باش
  • مرا گفتند تو ز أبناء تميّمنياوردى بجاى احسان و تكريم
  • بهشتى مهر و رفتى سوى زشتىبر آنان كرده خشم و درشتى
  • نكوهش را برخشان باز كردىدرو با ناسزاشان بر شمردى
  • بدان اينان كه أبناء تميم اندبجاه و رتبه والا و عظيم اند
  • از آنان گر كه در چرخ شرافتدرخشان گشت ماه ارج و عزّت
  • نگرديده هنوز آن ماه پنهانخورى آمد بجاى آن نمايان
  • بزرگى از ميانشان رخت اگر بردشريفى برتر از وى سر برآورد
  • ز فرط غيرت اندر كفر و اسلامنگرديده است گرد ننگشان نام
  • نه خون كشته ز آنان هدر شدنه كس ز ايشان سوى كين ره سپر شد
  • تمامى مردمى پاكيزه كيش اندبما اندر نسب پيوند و خويش اند
  • رحم را ما ببايد پاس داريمبخويشان حقّ خويشى را گذاريم
  • كز اين حق ما ز حق هستيم مأجورو گر نه جفت وزريم و ز حق دور
  • بيامرزد خدايت يا ابن عبّاسبدر اين پرده را بر خود چو كرباس
  • عنان خشم را سختى نگه داربمردم تنديت از دست بگذار
  • بدانكه هر چه را از نيكى و زشتكه نوك خامه ات بر خلق بنوشت
  • هر آن فرمان كه اندر بصره رانىسوى بيداد و داد آنان كشانى
  • چو بازوهاى تو از ما توانا استزيان و سود آن سهمى سوى ما است
  • ز هر كارى كه از تو مى زند سرشريكم من در آن گر خير و گر شر
  • بنا بر اين بياد آور خدا رامدارا كن بنه از سر هوا را
  • بداد و عدل و نيكى باش مشغولمرا در نزد حق منماى مسئول
  • گمان من بتو بهتر از اينها استكه از كردار و افعالت هويدا است
  • مرا در تو گمانى بود نيكوگمانم راست كن كن سوى حق رو
  • براه احتياط و حزم شو چستمكن بند يقينم را بخود سست
  • فرو خور خشم و از تندى بزن تنبمن منماى بيخود دوست دشمن

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج7، ص 69-72)

منبع:پژوهه تبلیغ

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

حکمت 139 نهج البلاغه : علمى، اخلاقى، اعتقادى

موضوع حکمت 139 نهج البلاغه درباره "علمى، اخلاقى، اعتقادى" است.
No image

حکمت 445 نهج البلاغه : راه غرور زدایی

حکمت 445 نهج البلاغه به موضوع "راه غرور زدایی" می پردازد.
No image

حکمت 289 نهج البلاغه : ضرورت عبرت گرفتن

حکمت 289 نهج البلاغه به موضوع "ضرورت عبرت گرفتن" می پردازد.
No image

حکمت 423 نهج البلاغه : اقسام روزی

حکمت 423 نهج البلاغه به موضوع "اقسام روزی" اشاره دارد.
No image

حکمت 127 نهج البلاغه : ضرورت ياد مرگ

حکمت 127 نهج البلاغه موضوع "ضرورت ياد مرگ" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS