العشرون بعد المائة من حكمه عليه السّلام
(120) و قال عليه السّلام: لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي:
الإسلام هو التّسليم، و التّسليم هو اليقين، و اليقين هو التّصديق و التّصديق هو الإقرار، و الإقرار هو الأداء، و الأداء هو العمل (الصّالح).
اللغة
(نسب) ينسب نسبا الرجل: وصفه و ذكر نسبه.
الاعراب
هو، في هذه الجمل ضمير الفصل بين المبتدأ و الخبر جي ء به لافادة الحصر.
المعنى
قد ورد في كلامه عليه السّلام ستّ جمل حملية، و القضيّة الحملية على أقسام: 1- الحمل الأولى الذاتي، و هو حمل مفهوم على ذاته، كما تقول: الانسان حيوان ناطق، أو تقول: الأسد أسد.
2- الحمل الشائع الصناعي، كما تقول: زيد إنسان، الإنسان حيوان الإنسان ضاحك، و مفاده اتّحاد الموضوع و المحمول وجودا.
3- الحمل الادّعائي، و هو حمل محمول على موضوع بعناية ما من الشّبه بينهما، أو كون أحدهما سببا للاخر، أو مسبّبا و لو بعيدا، كما تقول: زيد هو الأسد، أو زيد أبوه بعينه، و الحمل في هذه الجمل ليس على نهج واحد، بل الحمل في بعضها ادّعائي، و في بعضها حقيقي.
فنقول: الاسلام اطلق على معنيين: الأوّل- ما يقابل الكفر، و يعتبر في الفقه موضوعا لأحكام كثيرة، و يبحث عنه في علم الكلام، و هو عبارة عن الاقرار بالشهادتين و الالتزام بما هو ضروريّ في دين الاسلام، أي عدم الانكار له.
الثاني- الانقياد للّه تعالى كما ورد في القرآن «22- لقمان- «وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ».
فعلى الأوّل فحمل الاسلام على التسليم من باب حمل الشي ء على أثره الخاصّ، كقولنا: الانسان ضاحك فانّ الانقياد و التسليم لاطاعة أمر اللَّه و أمر رسوله أثر للاسلام، و لا يجتمع الاسلام مع التمرّد و الطغيان، و إن يجتمع مع الخلاف و العصيان.
كما أنّ حمل اليقين على التسليم ادّعائي من باب حمل الشي ء على معلوله فانّ التسليم هو معلول اليقين كالحريق الّذي هو معلول النار، و لكن ليس هو هو و لا متّحدا معه وجودا، فانّ اليقين كيف نفساني، و التسليم فعل نفساني.
و حمل التصديق على اليقين حمل ذاتي، و لكن حمل الاقرار على التصديق من قبيل حمل الحاكي على المحكي، بناء على أنّ المقصود من الاقرار هو الاقرار باللّسان.
و حمل الأداء على الاقرار إدّعائي كحمل العمل على العلم، و حمل العمل الصالح على الأداء حمل شايع صناعي، لأنّ العمل الصالح مصداق لأداء ذمّة العبوديّة.
و المقصود من هذه الجمل توصيف الاسلام بصورته الكاملة، و بيان أنّ المسلم ينبغي أن يكون واجدا لهذه الصفات.
و لا ينظر إلى تنظيم قياس منطقي لينتج أنّ الاسلام هو العمل الصالح، و يستفاد منه أنّ العمل الصالح جزء من الاسلام كما استفاده الشارح المعتزلي فقال: خلاصة هذا الفصل تقتضى صحّة مذهب أصحابنا المعتزلة في أنّ الاسلام و الايمان عبارتان عن معبر واحد، و أنّ العمل داخل في مفهوم هذه اللفظة انتهى.
كيف و قد ادخل في الاسلام اليقين، و لو كان اليقين جزء من الاسلام لم يكن المنافق مسلما، مع أنهم يعدّون من المسلمين في عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و الصحابة على وجه اليقين.
الترجمة
فرمود: من نژاد اسلام را چنان توصيف كنم كه هيچكس پيش از من چنانش وصف نكرده است:
اسلام انقياد است، و انقياد باور كردنست، و باور كردن تصديق بدرستى است و تصديق همان اقرار است، و اقرار انجام وظيفه است، و انجام وظيفه همان كار شايسته است.
- على گفت اسلام دارد نسب كه باشد براى مسلمان حسب
- نسب بندم اسلام را من چنانكه كس مى نگفته چنان پيش از آن
- شد اسلام تسليم و تسليم هم يقين است و باشد يقين در قلم
- همان باور و باور اقرار تستادا هست اقرار و كار درست
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص189-192)
|