اللغة
(جفاة) جمع جاف كقضاة جمع قاض و طغاة جمع طاغ من قولك جفوت الرجل أجفوه جفاء و قيل أصله من جفا الثوب يجفو اذا غلظ فهو جاف و منه جفاء البدو و هو غلظتهم و فظاظتهم.
أقول: و يمكن أن يكون الجفاء مهموز اللام و هو ما يعلو السيل و يحتمله من سقط الارض قال اللّه تعالى فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً و قال الشاعر (الحماسة 75):
- حميت على العهار أطهار امّهو بعض الرجال المدّعين جفاء
فيكون المراد أنّهم رذال الناس و سفلتهم.
(طغام) بالطاء المشالة المهملة المفتوحة كطعام، قال في الصحاح الطغام أوغاد الناس «الاوغاد جمع الوغد بسكون الغين كوفد و أوفاد، و الوغد الرجل الدنى الذي يخدم بطعام بطنه» و انشد ابو العبّاس: فما فضل اللبيب على الطّغام الواحد و الجمع سواء، و الطغام أيضا رذال الطير الواحدة طغامة للذكر و الانثى مثل نعامة و نعام و لا ينطق منه بفعل و لا يعرف له اشتقاق، فالطغام: أراذل الناس و دنيّهم و خسيسهم.
(عبيد) جمع العبد ككلب و كليب يقال: عبد و أعبد و عباد و عبيد و عبدى و عبدّاء و عبدان و عبدان و معبوداء و معبدة و عبد، فبعض هذه الاسماء مما صيغ للجمع و بعضها جمع في الحقيقة.
و العبد في أصل اللغة خلاف الحرّ و هم يكنون كثيرا عن اللئام و إن كانوا احرارا بالعبيد و العبدان، و بالقزم و القزمان كما صرّح به المرزوقي في شرح الحماسة قال معدان بن عبيد (الحماسة 613).
- عجبت لعبدان هجوني سفاهةأن اصطحبوا من شأنهم و تقيلوا
بجاد و ريسان و فهر و غالب
و عون و هدم و ابن صفوة أخيل
فسمى هؤلاء الستّ عبدانا مع انهم احرار تخضيعا و تشنيعا لهم.
(قزام) في الصحاح: القزم محركة رذال الناس و سفلتهم قال زياد بن منقذ.«»
- و هم إذا الخيل حالوا في كواثبهافوارس الخيل لا ميل و لا قزم
يقال رجل قزم و الذكر و الانثى و الواحد و الجمع فيه سواء لأنّه في الاصل مصدر، و القزام: اللئام، و في أكثر النسخ المتداولة «عبيد اقزام» و لكن لم يذكر المعاجم المتداولة هذا الجمع و لذا اخترنا رواية قزام و رجحناه على اقزام، لان القزام قد ذكرت في المعاجم قال الشاعر:
- احصنوا امهم من عبدهمتلك أفعال القزام الوكعة
على ان في الجمع بين الطغام و القزام موازنة بديعة أولى من الطغام و الاقزام و ذكر المرزوقي في شرحه على الحماسة كما مر آنفا القزم و القزمان كسبحان على هيئة الجمع، و قال بعض المحشين لم تذكر المعاجم المتداولة هذا الجمع و المعروف أقزام و قزامي و قزم بضمتين.
(أوب) يقال جاءوا من كل أوب أى من كل ناحية.
(تلقّطوا) في الصحاح تلقط فلان التمر أى التقطه من هاهنا و هاهنا.
(شوب) الشوب: الخلط، يقال شبت الشي ء اشوبه فهو مشوب أى مخلوط، و فى المثل هو يشوب و يروب يضرب لمن يخلّط في القول أو العمل.
(يدرّب) أى يؤدّب و يعوّد بالعادات الجميلة و يمرّن بمحاسن الافعال، يقال دربته الشدائد حتّى قوى و مرن عليها و درّبت البازى على الصيد أى ضرّيته
و روى مكان يدرّب، يذرّب بالذال المعجمة من ذريت معدته إذا فسدت و التذريب (تبوئت) منزلا أى اتخذته و المبائة المنزل.
الاعراب
(جفاة طغام عبيد قزام) أخبار لمبتدأ محذوف أى هم جفاة و العرب يأتون لمبتدأ واحد باخبار كثيرة قال ابن مالك:
- و اخبروا باثنين أو باكثرالواحد كهم سراة شعرا
جملتا جمعوا و تلقطوا في محل رفع صفة لهم، و كلمة من في ممّن ينبغي، للتبيين و من موصولة أى هم هؤلاء و الظرف مستقرّ صفة لهم و لا يجوز أن تكون حالا لهم لانها محفوفة بالجمل التي كلها صفات لهم اعنى جمل جمعوا و تلقّطوا و ليسوا من المهاجرين إلخ.
و قال المعربون الجمل بعد النكرات صفات و بعد المعارف أحوال فالجمل ههنا صفات فلو كان ذلك الظرف غير الوصف للزم خروج الكلام عن اسلوبه المنساق له.
و (يفقه) و الافعال الخمسة الاخر منصوبة بان الناصبة تأوّلها إلى مصادرها فاعلا لينبغي و من المهاجرين ظرف مستقر منصوب محله خبر ليس، و قوله عليه السّلام و لا من الذين عطف عليه و الجار للتبعيض لا مكان سدّ بعض مسدّه.
|