دانشنامه پژوهه بزرگترین بانک مقالات علوم انسانی و اسلامی

حکمت 397 نهج البلاغه : جاهلان متظاهر به دین

حکمت 397 نهج البلاغه به موضوع "جاهلان متظاهر به دین" اشاره دارد.
No image
حکمت 397 نهج البلاغه : جاهلان متظاهر به دین

متن اصلی حکمت 397 نهج البلاغه

موضوع حکمت 397 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح شیخ عباس قمی

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی حکمت 397 نهج البلاغه

397 وَ قَالَ عليه السلام لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَحَمِهُ اللَّهُ- وَ قَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً- دَعْهُ يَا عَمَّارُ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَتهُ« مِنَ الدُّنْيَا وَ عَلَى عَمْدٍ لَبَّسَ عَلَى نَفْسِهِ لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ»

موضوع حکمت 397 نهج البلاغه

جاهلان متظاهر به دين

(اعتقادى، سياسى)

ترجمه مرحوم فیض

397- امام عليه السّلام چون شنيد عمّار ابن ياسر رحمه اللّه به سخن مغيرة ابن شعبه پاسخ مى دهد (در باره اينكه نبايد اعتناء نمود بكسيكه دين را آلت و ابزار دنيا قرار داده) باو فرمود: 1- اى عمّار، مغيرة را بخود گزار (به سخنانش اعتناء مكن) زيرا او از دين نگرفته و نياموخته مگر چيزى كه دنيا را باو نزديك كرده است (چيزيكه بدرد دنيايش مى خورد) و با قصد (دانسته) بر خود مشتبه ساخته تا شبهات (نادرستيهايى كه بحقّ و درست مانند) را بهانه خطاها و لغزشهايش قرار دهد (خلاصه بدين معتقد نيست پس بحث در اينگونه شبهات براى آنست كه كفر و نفاقش فاش نشود و امر دنيايش منظّم باشد).

( . ترجمه وشرح نهج البلاغه(فیض الاسلام)، ج 6 ، صفحه ی 1276 و 1277)

ترجمه مرحوم شهیدی

405 [و به عمار پسر ياسر فرمود، چون گفتگوى او را با مغيره پسر شعبه شنود.] عمار او را واگذار، چه او چيزى از دين بر نگرفته جز آنچه آدمى را به دنيا نزديك كردن تواند، و به عمد خود را به شبهه ها در افكنده تا آن را عذرخواه خطاهاى خود گرداند.

( . ترجمه نهج البلاغه شهیدی، ص 434)

شرح ابن میثم

381- و قال عليه السّلام لعمار بن ياسر، و قد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما:

دَعْهُ يَا عَمَّارُ- فَإِنَّهُ لَنْ يَأْخُذَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا- وَ عَلَى عَمْدٍ لَبَّسَ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ- لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ

المعنى

أراد أنّه لا يعمل من الدين إلّا بما يستلزم دنيا و يقرب به منها كعدل أو صدق يستلزم منفعة دنيويّة دون ما ليس كذلك. و هو صغرى ضمير نفّر به عن مخاطبته، تقدير كبراه: و كلّ من كان كذلك فينبغي أن يعرض عن مراجعته و مكالمته.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 440)

ترجمه شرح ابن میثم

381- وقتى كه امام (ع) شنيد، عمار بن ياسر، به مغيرة بن شعبه پاسخ مى دهد، به او فرمود:

دَعْهُ يَا عَمَّارُ- فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا- وَ عَلَى عَمْدٍ لَبَّسَ عَلَى نَفْسِهِ- لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ

ترجمه

«اى عمّار مغيره را به خود واگذار، زيرا او از دين چيزى را نياموخته مگر آنچه را كه دنيا را به او نزديك كرده باشد، و از روى عمد، امر را بر خود مشتبهه ساخته تا شبهات را بهانه خطاهاى خود قرار دهد.»

شرح

مقصود امام (ع) آن است كه مغيره از دين جز آنچه را كه دنيا را به همراه آورد و او را به دنيا نزديك سازد، نياموخته است همچون عدالت و صداقتى كه باعث سود دنيوى است و بس، و اين عبارت صغراى قياس مضمرى است كه بدان وسيله عمار را از گفتگوى با مغيره بر حذر داشته و كبراى آن نيز چنين است: و هر كس چنان باشد، شايسته است تا از مراجعه و گفتگوى با او خوددارى شود.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 744 و 745)

شرح مرحوم مغنیه

399- و قال لعمّار بن ياسر (و قد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما): دعه يا عمّار فإنّه لم يأخذ من الدّين إلّا ما قاربه من الدّنيا، و على عمد لبّس على نفسه ليجعل الشّبهات لسقطاته.

المعنى

لا يلتزم المغيرة بشي ء من الدين إلا ما كان وسيلة لمآربه، و من أجل هذا يختلق لنفسه الشبهات عن عمد يتعلل بها لمرامه و آثامه. و قال ابن أبي الحديد، و هو يشرح هذا الكلام عن ابن شعبة: إن جماعة من المسلمين قد فسّقوا المغيرة، لأنه مالأ الفاسقين، و أعطى البطن و الفرج ما سألا، و صرف الوقت في غير طاعة اللّه، و لعن عليا على المنابر حتى مات.. و أيضا نقل ابن أبي الحديد عن الأغاني لأبي الفرج: ان المغيرة ما أسلم إلا خوفا من القتل، فقد كان مع جماعة في سفر فسقاهم حتى عملت فيهم الكأس، فقتلهم جميعا طمعا بأموالهم، ثم ذهب الى المدينة فأسلم على يد النبي (ص) و كان النبي لا يرد على أحد إسلامه، فاعتصم المغيرة بالإسلام من القتل.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج 4، ص 451)

شرح شیخ عباس قمی

شرح منهاج البراعة خویی

(385) و قال عليه السّلام لعمّار بن ياسر رحمه اللَّه- و قد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما- : دعه يا عمّار فإنّه لم يأخذ من الدّين إلّا ما قاربه من الدّنيا، و على عمد لبّس على نفسه ليجعل الشّبهات عاذرا لسقطاته.

المعنى

مغيرة بن شعبة من كبار المهاجرين و أحد الدّهاة المعروفين في الصدور الأوّلين، و يقابل عمّار بن ياسر الّذي كان من الأوتاد المخلصين لأمير المؤمنين، فانّ هوى مغيرة مع بني امية الدّاعين إلى الدّنيا و الخاذلين للدّين إذا لم يروه نافعا لدنياهم، و كان مراجعة عمّار معه الكلام في مسمع أمير المؤمنين يدور حول الايمان و النفاق، و قد عرّفه عليه السّلام لعمّار بما يستحقّه من الذمّ الجامع للنفاق و التعمّد باظهار الخلاف و التشبّث بالشبهات و الاعتذار عن السقطات، و إن كان عمار نفسه أحد العارفين بالمنافقين من أصحاب خير المرسلين، و تعليمه عليه السّلام إيّاه أحد مصادر علمه بالنفاق الكامن في صدورهم.

الترجمة

بعمار بن ياسر كه شنيد با مغيرة بن شعبه سخنى ردّ و بدل مى كرد فرمود: أي عمّار از او دست بدار، زيرا از ديانت ندارد مگر آنچه بدنيايش نزديك آرد، او عمدا خود را باشتباه مى اندازد تا از شبهه خود براى خلافكاريهايش عذري بسازد.

( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 486 و 487)

شرح لاهیجی

(434) و قال -ع- لعمّار بن ياسر و قد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما دعه يا عمّار فانّه لم يأخذ من الدّين الّا ما قاربته الدّنيا و على عمد لبّس على نفسه ليجعل الشّبهات عاذرا لسقطاته يعنى و گفت (- ع- ) بعمّار پسر ياسر و حال آن كه شنيده بود كه عمّار بر مى گرداند بمغيره پسر شعبه سخنى را و جواب سخن او را مى گويد كه واگذار اى عمّار او را و متعرّض كلام او مشو زيرا كه بتحقيق كه او بر نمى دارد و نمى آموزد از مسائل دين مگر چيزى را كه نزديكى كند دنيا باو بسبب ان و بر نهج دانسته تلبيس و مشتبه كرده است بر نفس خود تا اين كه بگرداند تلبيسات را عذر خواه از براى لغزشهاى خود

( . شرح نهج البلاغه نواب لاهیجی، ص 328)

شرح ابن ابی الحدید

413: وَ قَالَ ع لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- وَ قَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً- دَعْهُ يَا عَمَّارُ- فَإِنَّهُ لَنْ يَأْخُذَ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا- وَ عَلَى عَمْدٍ لَبَّسَ عَلَى نَفْسِهِ- لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ

المغيرة بن شعبة

أصحابنا غير متفقين على السكوت على المغيرة- بل أكثر البغداديين يفسقونه- و يقولون فيه ما يقال في الفاسق- و لما جاء عروة بن مسعود الثقفي- إلى رسول الله ص عام الحديبية- نظر إليه قائما على رأس رسول الله ص مقلدا سيفا- فقيل من هذا قيل ابن أخيك المغيرة- قال و أنت هاهنا يا غدر- و الله إني إلى الآن ما غسلت سوءتك- . و كان إسلام المغيرة من غير اعتقاد صحيح- و لا إنابة و نية جميلة- كان قد صحب قوما في بعض الطرق فاستغفلهم و هم نيام- فقتلهم و أخذ أموالهم و هرب- خوفا أن يلحق فيقتل أو يؤخذ ما فاز به من أموالهم- فقدم المدينة فأظهر الإسلام- و كان رسول الله ص لا يرد على أحد إسلامه- أسلم عن علة أو عن إخلاص- فامتنع بالإسلام و اعتصم و حمي جانبه- . ذكر حديثه أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني- في كتاب الأغاني- قال كان المغيرة يحدث حديث إسلامه- قال خرجت مع قوم من بني مالك- و نحن على دين الجاهلية إلى المقوقس ملك مصر- فدخلنا إلى الإسكندرية- و أهدينا للملك هدايا كانت معنا- فكنت أهون أصحابي عليه- و قبض هدايا القوم و أمر لهم بجوائز- و فضل بعضهم على بعض- و قصر بي فأعطاني شيئا قليلا لا ذكر له و خرجنا- فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم و هم مسرورون- و لم يعرض أحد منهم علي مواساة- فلما خرجوا حملوا معهم خمرا- فكانوا يشربون منها فأشرب معهم- و نفسي تأبى أن تدعني معهم- و قلت ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا- و ما حباهم به الملك- و يخبرون قومي بتقصيره بي و ازدرائه إياي- فأجمعت على قتلهم فقلت إني أجد صداعا- فوضعوا شرابهم و دعوني- فقلت رأسي يصدع و لكن اجلسوا فأسقيكم- فلم ينكروا من أمري شيئا- فجلست أسقيهم و أشرب القدح بعد القدح- فلما دبت الكأس فيهم اشتهوا الشراب- فجعلت أصرف لهم و أترع الكأس- فيشربون و لا يدرون- فأهمدتهم الخمر حتى ناموا ما يعقلون- فوثبت إليهم فقتلتهم جميعا- و أخذت جميع ما كان معهم- .

و قدمت المدينة فوجدت النبي ص بالمسجد- و عنده أبو بكر و كان بي عارفا- فلما رآني قال ابن أخي عروة قلت نعم- قد جئت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله- فقال رسول الله ص الحمد لله- فقال أبو بكر من مصر أقبلت قلت نعم- قال فما فعل المالكيون الذين كانوا معك- قلت كان بيني و بينهم بعض ما يكون بين العرب- و نحن على دين الشرك فقتلتهم و أخذت أسلابهم- و جئت بها إلى رسول الله ص ليخمسها- و يرى فيها رأيه فإنها غنيمة من المشركين- فقال رسول الله أما إسلامك فقد قبلته- و لا نأخذ من أموالهم شيئا و لا نخمسها- لأن هذا غدر و الغدر لا خير فيه- فأخذني ما قرب و ما بعد- فقلت يا رسول الله إنما قتلتهم و أنا على دين قومي- ثم أسلمت حين دخلت إليك الساعة- فقال ع الإسلام يجب ما قبله- قال و كان قتل منهم ثلاثة عشر إنسانا- و احتوى ما معهم- فبلغ ذلك ثقيفا بالطائف فتداعوا للقتال- ثم اصطلحوا- على أن حمل عمي عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية- . قال فذلك معنى قول عروة يوم الحديبية- يا غدر أنا إلى الأمس أغسل سوءتك- فلا أستطيع أن أغسلها- فلهذا قال أصحابنا البغداديون- من كان إسلامه على هذا الوجه- و كانت خاتمته ما قد تواتر الخبر به- من لعن علي ع على المنابر إلى أن مات على هذا الفعل- و كان المتوسط من عمره الفسق و الفجور- و إعطاء البطن و الفرج سؤالهما و ممالأة الفاسقين- و صرف الوقت إلى غير طاعة الله- كيف نتولاه و أي عذر لنا في الإمساك عنه- و ألا نكشف للناس فسقه

إيراد كلام لأبي المعالي الجويني في أمر الصحابة و الرد عليه

و حضرت عند النقيب- أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري- في سنة إحدى عشرة و ستمائة ببغداد- و عنده جماعة و أحدهم يقرأ في الأغاني لأبي الفرج- فمر ذكر المغيرة بن شعبة و خاض القوم- فذمه بعضهم و أثنى عليه بعضهم و أمسك عنه آخرون- فقال بعض فقهاء الشيعة- ممن كان يشتغل بطرف من علم الكلام على رأي الأشعري- الواجب الكف و الإمساك عن الصحابة- و عما شجر بينهم- فقد قال أبو المعالي الجويني- إن رسول الله ص نهى عن ذلك- و

قال إياكم و ما شجر بين صحابتي

و قال دعوا لي أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا- لما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه

و قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

- و قال خيركم القرن الذي أنا فيه ثم الذي يليه- ثم الذي يليه ثم الذي يليه

- و قد ورد في القرآن- الثناء على الصحابة و على التابعين- و

قال رسول الله ص و ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال- اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

- و قد روي عن الحسن البصري- أنه ذكر عنده الجمل و صفين فقال- تلك دماء طهر الله منها أسيافنا- فلا نلطخ بها ألسنتنا- . ثم إن تلك الأحوال قد غابت عنا- و بعدت أخبارها على حقائقها- فلا يليق بنا أن نخوض فيها- و لو كان واحد من هؤلاء قد أخطأ- لوجب أن يحفظ رسول الله ص فيه- و من المروءة أن يحفظ رسول الله ص في عائشة زوجته- و في الزبير ابن عمته و في طلحة الذي وقاه بيده- ثم ما الذي ألزمنا و أوجب علينا- أن نلعن أحدا من المسلمين أو نبرأ منه- و أي ثواب في اللعنة و البراءة- إن الله تعالى لا يقول يوم القيامة للمكلف- لم لم تلعن بل قد يقول له لم لعنت- و لو أن إنسانا عاش عمره كله- لم يلعن إبليس لم يكن عاصيا و لا آثما- و إذا جعل الإنسان عوض اللعنة أستغفر الله كان خيرا له- ثم كيف يجوز للعامة أن تدخل أنفسها في أمور الخاصة- و أولئك قوم كانوا أمراء هذه الأمة و قادتها- و نحن اليوم في طبقة سافلة جدا عنهم- فكيف يحسن بنا التعرض لذكرهم- أ ليس يقبح من الرعية- أن تخوض في دقائق أمور الملك و أحواله و شئونه- التي تجري بينه و بين أهله و بني عمه و نسائه و سراريه- و قد كان رسول الله ص صهرا لمعاوية- و أخته أم حبيبة تحته- فالأدب أن تحفظ أم حبيبة و هي أم المؤمنين في أخيها- . و كيف يجوز- أن يلعن من جعل الله تعالى بينه و بين رسوله مودة- أ ليس المفسرون كلهم قالوا- هذه الآية أنزلت في أبي سفيان و آله و هي قوله تعالى- عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ - وَ بَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً- فكان ذلك مصاهرة رسول الله ص- أبا سفيان و تزويجه ابنته- على أن جميع ما تنقله الشيعة- من الاختلاف بينهم و المشاجرة لم يثبت- و ما كان القوم إلا كبني أم واحدة- و لم يتكدر باطن أحد منهم على صاحبه قط- و لا وقع بينهم اختلاف و لا نزاع- .

فقال أبو جعفر رحمه الله- قد كنت منذ أيام علقت بخطي كلاما- وجدته لبعض الزيدية في هذا المعنى نقضا و ردا- على أبي المعالي الجويني- فيما اختاره لنفسه من هذا الرأي- و أنا أخرجه إليكم- لأستغني بتأمله عن الحديث على ما قاله هذا الفقيه- فإني أجد ألما يمنعني من الإطالة في الحديث- لا سيما إذا خرج مخرج الجدل و مقاومة الخصوم- ثم أخرج من بين كتبه كراسا قرأناه في ذلك المجلس- و استحسنه الحاضرون- و أنا أذكر هاهنا خلاصته- . قال لو لا أن الله تعالى أوجب معاداة أعدائه- كما أوجب موالاة أوليائه- و ضيق على المسلمين تركها إذا دل العقل عليها- أو صح الخبر عنها بقوله سبحانه- لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ - يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ - وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ- و بقوله تعالى وَ لَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ النَّبِيِّ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِ - مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ- و بقوله سبحانه لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- و لإجماع المسلمين على أن الله تعالى فرض- عداوة أعدائه و ولاية أوليائه- و على أن البغض في الله واجب و الحب في الله واجب- لما تعرضنا لمعاداة أحد من الناس في الدين- و لا البراءة منه- و لكانت عداوتنا للقوم تكلفا- و لو ظننا أن الله عز و جل يعذرنا إذا قلنا- يا رب غاب أمرهم عنا- فلم يكن لخوضنا في أمر قد غاب عنا معنى- لاعتمدنا على هذا العذر و واليناهم- و لكنا نخاف أن يقول سبحانه لنا- إن كان أمرهم قد غاب عن أبصاركم- فلم يغب عن قلوبكم و أسماعكم- قد أتتكم به الأخبار الصحيحة- التي بمثلها ألزمتم أنفسكم الإقرار بالنبي ص- و موالاة من صدقه و معاداة من عصاه و جحده- و أمرتم بتدبر القرآن و ما جاء به الرسول- فهلا حذرتم من أن تكونوا من أهل هذه الآية غدا- رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا- .

فأما لفظة اللعن فقد أمر الله تعالى بها و أوجبها- أ لا ترى إلى قوله- أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ- فهو إخبار معناه الأمر كقوله- وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ- و قد لعن الله تعالى العاصين بقوله- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ- و قوله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ - وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً- و قوله مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا- و قال الله تعالى لإبليس- وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ- و قال إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً- .فأما قول من يقول أي ثواب في اللعن- و إن الله تعالى لا يقول للمكلف لم لم تلعن- بل قد يقول له لم لعنت- و أنه لو جعل مكان لعن الله فلانا اللهم اغفر لي لكان خيرا له- و لو أن إنسانا عاش عمره كله- لم يلعن إبليس لم يؤاخذ بذلك- فكلام جاهل لا يدري ما يقول- اللعن طاعة و يستحق عليها الثواب- إذا فعلت على وجهها- و هو أن يلعن مستحق اللعن لله و في الله- لا في العصبية و الهوى- أ لا ترى أن الشرع قد ورد بها في نفي الولد- و نطق بها القرآن- و هو أن يقول الزوج في الخامسة- أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ- فلو لم يكن الله تعالى يريد- أن يتلفظ عباده بهذه اللفظة و أنه قد تعبدهم بها- لما جعلها من معالم الشرع- و لما كررها في كثير من كتابه العزيز- و لما قال في حق القاتل وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ- و ليس المراد من قوله وَ لَعَنَهُ إلا الأمر لنا بأن نلعنه- و لو لم يكن المراد بها ذلك لكان لنا أن نلعنه- لأن الله تعالى قد لعنه- أ فيلعن الله تعالى إنسانا و لا يكون لنا أن نلعنه- هذا ما لا يسوغ في العقل- كما لا يجوز أن يمدح الله إنسانا إلا و لنا أن نمدحه- و لا يذمه إلا و لنا أن نذمه- و قال تعالى- هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ- و قال رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً- و قال عز و جل وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ - غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا- و كيف يقول القائل- إن الله تعالى لا يقول للمكلف لم لم تلعن- أ لا يعلم هذا القائل أن الله تعالى أمر بولاية أوليائه- و أمر بعداوة أعدائه- فكما يسأل عن التولي يسأل عن التبري- أ لا ترى أن اليهودي إذا أسلم يطالب بأن يقال له- تلفظ بكلمة الشهادتين- ثم قل برئت من كل دين يخالف دين الإسلام- فلا بد من البراءة لأن بها يتم العمل- أ لم يسمع هذا القائل قول الشاعر-

تود عدوي ثم تزعم أنني صديقك إن الرأي عنك لعازب

- . فمودة العدو خروج عن ولاية الولي- و إذا بطلت المودة لم يبق إلا البراءة- لأنه لا يجوز أن يكون الإنسان في درجة متوسطة- مع أعداء الله تعالى و عصاته بألا يودهم و لا يبرأ منهم- بإجماع المسلمين على نفي هذه الواسطة- . و أما قوله- لو جعل عوض اللعنة أستغفر الله لكان خيرا له- فإنه لو استغفر من غير أن يلعن أو يعتقد وجوب اللعن- لما نفعه استغفاره و لا قبل منه- لأنه يكون عاصيا لله تعالى مخالفا أمره- في إمساكه عمن أوجب الله تعالى عليه البراءة منه- و إظهار البراءة- و المصر على بعض المعاصي لا تقبل توبته- و استغفاره عن البعض الآخر- و أما من يعيش عمره و لا يلعن إبليس- فإن كان لا يعتقد وجوب لعنه فهو كافر- و إن كان يعتقد وجوب لعنه و لا يلعنه فهو مخطئ- على أن الفرق بينه- و بين ترك لعنة رءوس الضلال في هذه الأمة- كمعاوية و المغيرة و أمثالهما- أن أحدا من المسلمين لا يورث عنده الإمساك عن لعن إبليس- شبهه في أمر إبليس- و الإمساك عن لعن هؤلاء و أضرابهم- يثير شبهة عند كثير من المسلمين في أمرهم- و تجنب ما يورث الشبهة في الدين واجب- فلهذا لم يكن الإمساك عن لعن إبليس- نظيرا للإمساك عن أمر هؤلاء- . قال ثم يقال للمخالفين أ رأيتم لو قال قائل- قد غاب عنا أمر يزيد بن معاوية و الحجاج بن يوسف- فليس ينبغي أن نخوض في قصتهما- و لا أن نلعنهما و نعاديهما و نبرأ منهما- هل كان هذا إلا كقولكم- قد غاب عنا أمر معاوية و المغيرة بن شعبة و أضرابهما- فليس لخوضنا في قصتهم معنى- .

و بعد فكيف أدخلتم أيها العامة- و الحشوية و أهل الحديث أنفسكم- في أمر عثمان و خضتم فيه و قد غاب عنكم- و برئتم من قتلته و لعنتموهم- و كيف لم تحفظوا أبا بكر الصديق في محمد ابنه- فإنكم لعنتموه و فسقتموه- و لا حفظتم عائشة أم المؤمنين في أخيها محمد المذكور- و منعتمونا أن نخوض و ندخل أنفسنا- في أمر علي و الحسن و الحسين و معاوية الظالم له و لهما- المتغلب على حقه و حقوقهما- و كيف صار لعن ظالم عثمان من السنة عندكم- و لعن ظالم علي و الحسن و الحسين تكلفا- و كيف أدخلت العامة أنفسها في أمر عائشة- و برئت ممن نظر إليها و من القائل لها يا حميراء- أو إنما هي حميراء و لعنته بكشفه سترها- و منعتنا نحن عن الحديث في أمر فاطمة- و ما جرى لها بعد وفاة أبيها- . فإن قلتم إن بيت فاطمة إنما دخل- و سترها إنما كشف- حفظا لنظام الإسلام و كيلا ينتشر الأمر- و يخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطاعة- و لزوم الجماعة- . قيل لكم و كذلك ستر عائشة إنما كشف- و هودجها إنما هتك لأنها نشرت حبل الطاعة- و شقت عصا المسلمين و أراقت دماء المسلمين- من قبل وصول علي بن أبي طالب ع إلى البصرة- و جرى لها مع عثمان بن حنيف و حكيم بن جبلة- و من كان معهما من المسلمين الصالحين- من القتل و سفك الدماء ما تنطق به كتب التواريخ و السير- فإذا جاز دخول بيت فاطمة لأمر لم يقع بعد- جاز كشف ستر عائشة على ما قد وقع و تحقق- فكيف صار هتك ستر عائشة من الكبائر- التي يجب معها التخليد في النار-  و البراءة من فاعله و من أوكد عرى الإيمان- و صار كشف بيت فاطمة و الدخول عليها منزلها- و جمع حطب ببابها و تهددها بالتحريق- من أوكد عرى الدين و أثبت دعائم الإسلام- و مما أعز الله به المسلمين و أطفأ به نار الفتنة- و الحرمتان واحدة و الستران واحد- و ما نحب أن نقول لكم أن حرمة فاطمة أعظم- و مكانها أرفع و صيانتها لأجل رسول الله ص أولى- فإنها بضعة منه و جزء من لحمه و دمه- و ليست كالزوجة الأجنبية التي لا نسب بينها و بين الزوج- و إنما هي وصلة مستعارة- و عقد يجري مجرى إجارة المنفعة- و كما يملك رق الأمة بالبيع و الشراء- و لهذا قال الفرضيون أسباب التوارث ثلاثة- سبب و نسب و ولاء- فالنسب القرابة و السبب النكاح و الولاء ولاء العتق- فجعلوا النكاح خارجا عن النسب- و لو كانت الزوجة ذات نسب- لجعلوا الأقسام الثلاثة قسمين- . و كيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة- و قد أجمع المسلمون كلهم من يحبها و من لا يحبها منهم- أنها سيدة نساء العالمين- . قال و كيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله ص في زوجته- و حفظ أم حبيبة في أخيها- و لم تلزم الصحابة أنفسها- حفظ رسول الله ص في أهل بيته- و لا ألزمت الصحابة أنفسها- حفظ رسول الله ص في صهره و ابن عمه ابن عفان- و قد قتلوهم و لعنوهم- و لقد كان كثير من الصحابة يلعن عثمان و هو خليفة- منهم عائشة كانت تقول- اقتلوا نعثلا لعن الله نعثلا- و منهم عبد الله بن مسعود- و قد لعن معاوية علي بن أبي طالب- و ابنيه حسنا و حسينا و هم أحياء يرزقون بالعراق- و هو يلعنهم بالشام على المنابر- و يقنت عليهم في الصلوات- و قد لعن أبو بكر و عمر سعد بن عبادة و هو حي- و برءا منه و أخرجاه من المدينة إلى الشام- و لعن عمر خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة- و ما زال اللعن فاشيا في المسلمين- إذا عرفوا من الإنسان معصية تقتضي اللعن و البراءة- . قال و لو كان هذا أمرا معتبرا- و هو أن يحفظ زيد لأجل عمرو فلا يلعن- لوجب أن تحفظ الصحابة في أولادهم- فلا يلعنوا لأجل آبائهم- فكان يجب أن يحفظ سعد بن أبي وقاص- فلا يلعن ابنه عمر بن سعد قاتل الحسين- و أن يحفظ معاوية فلا يلعن يزيد- صاحب وقعة الحرة و قاتل الحسين- و مخيف المسجد الحرام بمكة- و أن يحفظ عمر بن الخطاب في عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان- و المحارب عليا ع في صفين- . قال على أنه لو كان الإمساك عن عداوة من عادى الله- من أصحاب رسول الله ص من حفظ رسول الله ص في أصحابه- و رعاية عهده و عقده لم نعادهم- و لو ضربت رقابنا بالسيوف- و لكن محبة رسول الله ص لأصحابه ليست كمحبة الجهال- الذين يصنع أحدهم محبته لصاحبه موضع العصبية- و إنما أوجب الله رسول الله ص محبة أصحابه لطاعتهم لله- فإذا عصوا الله و تركوا ما أوجب محبتهم- فليس عند رسول الله ص محاباة- في ترك لزوم ما كان عليه من محبتهم- و لا تغطرس في العدول عن التمسك بموالاتهم- فلقد كان ص يحب أن يعادي أعداء الله و لو كانوا عترته- كما يحب أن يوالي أولياء الله- و لو كانوا أبعد الخلق نسبا منه- و الشاهد على ذلك إجماع الأمة- على أن الله تعالى قد أوجب عداوة من ارتد بعد الإسلام- و عداوة من نافق و إن كان من أصحاب رسول الله ص- و أن رسول الله ص هو الذي أمر بذلك و دعا إليه-  و ذلك أنه ص قد أوجب قطع السارق و ضرب القاذف- و جلد البكر إذا زنى- و إن كان من المهاجرين أو الأنصار- أ لا ترى

أنه قال لو سرقت فاطمة لقطعتها

فهذه ابنته الجارية مجرى نفسه- لم يحابها في دين الله و لا راقبها في حدود الله- و قد جلد أصحاب الإفك و منهم مسطح بن أثاثة- و كان من أهل بدر- . قال و بعد فلو كان محل أصحاب رسول الله ص- محل من لا يعادي إذا عصى الله سبحانه و لا يذكر بالقبيح- بل يجب أن يراقب لأجل اسم الصحبة- و يغضى عن عيوبه و ذنوبه- لكان كذلك صاحب موسى المسطور ثناؤه في القرآن- لما اتبع هواه فانسلخ مما أوتي من الآيات و غوى- قال سبحانه- وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها - فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ- و لكان ينبغي أن يكون محل عبدة العجل من أصحاب موسى- هذا المحل- لأن هؤلاء كلهم قد صحبوا رسولا جليلا- من رسل الله سبحانه- . قال و لو كانت الصحابة عند أنفسها بهذه المنزلة- لعلمت ذلك من حال أنفسها- لأنهم أعرف بمحلهم من عوام أهل دهرنا- و إذا قدرت أفعال بعضهم ببعض دلتك على أن القصة- كانت على خلاف ما قد سبق إلى قلوب الناس اليوم- هذا علي و عمار و أبو الهيثم بن التيهان- و خزيمة بن ثابت و جميع من كان مع علي ع- من المهاجرين و الأنصار- لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة و الزبير- حتى فعلوا بهما و بمن معهما ما يفعل بالشراة في عصرنا- و هذا طلحة و الزبير و عائشة و من كان معهم و في جانبهم- لم يروا أن يمسكوا عن علي- حتى قصدوا له كما يقصد للمتغلبين في زماننا- و هذا معاوية و عمرو لم يريا عليا بالعين- التي يرى بها العامي صديقه أو جاره- و لم يقصرا دون ضرب وجهه بالسيف- و لعنه و لعن أولاده و كل من كان حيا من أهله- و قتل أصحابه- و قد لعنهما هو أيضا في الصلوات المفروضات- و لعن معهما أبا الأعور السلمي و أبا موسى الأشعري- و كلاهما من الصحابة- و هذا سعد بن أبي وقاص و محمد بن مسلمة- و أسامة بن زيد و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل- و عبد الله بن عمر و حسان بن ثابت و أنس بن مالك- لم يروا أن يقلدوا عليا في حرب طلحة- و لا طلحة في حرب علي- و طلحة و الزبير بإجماع المسلمين أفضل- من هؤلاء المعدودين- لأنهم زعموا أنهم قد خافوا- أن يكون علي قد غلط و زل في حربهما- و خافوا أن يكونا قد غلطا و زلا في حرب علي- و هذا عثمان قد نفى أبا ذر إلى الربذة- كما يفعل بأهل الخنا و الريب- و هذا عمار و ابن مسعود تلقيا عثمان- بما تلقياه به لما ظهر لهما بزعمهما منه- ما وعظاه لأجله- ثم فعل بهما عثمان ما تناهى إليكم- ثم فعل القوم بعثمان ما قد علمتم و علم الناس كلهم- و هذا عمر يقول في قصة الزبير بن العوام- لما استأذنه في الغزو- ها إني ممسك بباب هذا الشعب- أن يتفرق أصحاب محمد في الناس فيضلوهم- و زعم أنه و أبو بكر كانا يقولان- إن عليا و العباس في قصة الميراث- زعماهما كاذبين ظالمين فاجرين- و ما رأينا عليا و العباس اعتذرا و لا تنصلا- و لا نقل أحد من أصحاب الحديث ذلك- و لا رأينا أصحاب رسول الله ص أنكروا عليهما- ما حكاه عمر عنهما و نسبه إليهما- و لا أنكروا أيضا على عمر قوله في أصحاب رسول الله ص- إنهم يريدون إضلال الناس و يهمون به- و لا أنكروا على عثمان دوس بطن عمار- و لا كسر ضلع ابن مسعود- و لا على عمار و ابن مسعود ما تلقيا به عثمان- كإنكار العامة اليوم الخوض في حديث الصحابة- و لا اعتقدت الصحابة في أنفسها ما يعتقده العامة فيها- اللهم إلا أن يزعموا أنهم أعرف بحق القوم منهم- و هذا علي  و فاطمة و العباس- ما زالوا على كلمة واحدة يكذبون الرواية- نحن معاشر الأنبياء لا نورث و يقولون إنها مختلفة- . قالوا و كيف كان النبي ص- يعرف هذا الحكم غيرنا و يكتمه عنا- و نحن الورثة و نحن أولى الناس- بأن يؤدى هذا الحكم إليه- و هذا عمر بن الخطاب يشهد لأهل الشورى- أنهم النفر الذين توفي رسول الله ص و هو عنهم راض- ثم يأمر بضرب أعناقهم إن أخروا فصل حال الإمامة- هذا بعد أن ثلبهم- و قال في حقهم ما لو سمعته العامة اليوم من قائل- لوضعت ثوبه في عنقه سحبا إلى السلطان- ثم شهدت عليه بالرفض و استحلت دمه- فإن كان الطعن على بعض الصحابة رفضا- فعمر بن الخطاب أرفض الناس و إمام الروافض كلهم- ثم ما شاع و اشتهر من قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها- فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه- و هذا طعن في العقد و قدح في البيعة الأصلية- . ثم ما نقل عنه من ذكر أبي بكر في صلاته- و قوله عن عبد الرحمن ابنه- دويبة سوء و لهو خير من أبيه- ثم عمر القائل في سعد بن عبادة- و هو رئيس الأنصار و سيدها- اقتلوا سعدا قتل الله سعدا اقتلوه فإنه منافق- و قد شتم أبا هريرة و طعن في روايته- و شتم خالد بن الوليد و طعن في دينه- و حكم بفسقه و بوجوب قتله- و خون عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان- و نسبهما إلى سرقة مال الفي ء و اقتطاعه- و كان سريعا إلى المساءة- كثير الجبه و الشتم و السب لكل أحد- و قل أن يكون في الصحابة- من سلم من معرة لسانه أو يده- و لذلك أبغضوه و ملوا أيامه مع كثرة الفتوح فيها- فهلا احترم عمر الصحابة كما تحترمهم العامة- إما أن يكون عمر مخطئا- و إما أن تكون العامة على الخطإ- . فإن قالوا عمر ما شتم و لا ضرب و لا أساء- إلا إلى عاص مستحق لذلك- قيل لهم فكأنا نحن نقول- إنا نريد أن نبرأ و نعادي- من لا يستحق البراءة و المعاداة- كلا ما قلنا هذا و لا يقول هذا مسلم و لا عاقل- و إنما غرضنا الذي إليه نجري بكلامنا هذا- أن نوضح أن الصحابة قوم من الناس لهم ما للناس- و عليهم ما عليهم من أساء منهم ذممناه- و من أحسن منهم حمدناه- و ليس لهم على غيرهم من المسلمين كبير فضل- إلا بمشاهدة الرسول و معاصرته لا غير- بل ربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم- لأنهم شاهدوا الأعلام و المعجزات- فقربت اعتقاداتهم من الضرورة- و نحن لم نشاهد ذلك فكانت عقائدنا محض النظر و الفكر- و بعرضية الشبه و الشكوك- فمعاصينا أخف لأنا أعذر- . ثم نعود إلى ما كنا فيه فنقول- و هذه عائشة أم المؤمنين- خرجت بقميص رسول الله ص فقالت للناس- هذا قميص رسول الله لم يبل- و عثمان قد أبلى سنته- ثم تقول اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا- ثم لم ترض بذلك حتى قالت- أشهد أن عثمان جيفة على الصراط غدا- فمن الناس من يقول روت في ذلك خبرا- و من الناس من يقول هو موقوف عليها- و بدون هذا لو قاله إنسان اليوم- يكون عند العامة زنديقا- ثم قد حصر عثمان حصرته أعيان الصحابة- فما كان أحد ينكر ذلك- و لا يعظمه و لا يسعى في إزالته- و إنما أنكروا على من أنكر على المحاصرين له- و هو رجل كما علمتم من وجوه أصحاب رسول الله ص- ثم من أشرافهم ثم هو أقرب إليه من أبي بكر و عمر- و هو مع ذلك إمام المسلمين و المختار منهم للخلافة- و للإمام حق على رعيته عظيم- فإن كان القوم قد أصابوا- فإذن ليست الصحابة في الموضع الذي وضعتها به العامة- و إن كانوا ما أصابوا فهذا هو الذي نقول- من أن الخطأ جائز على آحاد الصحابة- كما يجوز على آحادنا اليوم- و لسنا نقدح في الإجماع- و لا ندعي إجماعا حقيقيا على قتل عثمان- و إنما نقول إن كثيرا من المسلمين فعلوا ذلك- و الخصم يسلم أن ذلك كان خطأ و معصية- فقد سلم أن الصحابي يجوز أن يخطئ و يعصي- و هو المطلوب- . و هذا المغيرة بن شعبة و هو من الصحابة- ادعى عليه الزنا و شهد عليه قوم بذلك- فلم ينكر ذلك عمر و لا قال هذا محال و باطل- لأن هذا صحابي من صحابة رسول الله ص لا يجوز عليه الزنا- و هلا أنكر عمر على الشهود و قال لهم- ويحكم هلا تغافلتم عنه لما رأيتموه يفعل ذلك- فإن الله تعالى قد أوجب الإمساك- عن مساوئ أصحاب رسول الله ص- و أوجب الستر عليهم- و هلا تركتموه لرسول الله ص في قوله دعوا لي أصحابي- ما رأينا عمر إلا قد انتصب لسماع الدعوى- و إقامة الشهادة و أقبل يقول للمغيرة- يا مغيرة ذهب ربعك يا مغيرة ذهب نصفك- يا مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك- حتى اضطرب الرابع فجلد الثلاثة- و هلا قال المغيرة لعمر- كيف تسمع في قول هؤلاء- و ليسوا من الصحابة و أنا من الصحابة- و

رسول الله ص قد قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

- ما رأيناه قال ذلك بل استسلم لحكم الله تعالى- و هاهنا من هو أمثل من المغيرة و أفضل قدامة بن مظعون- لما شرب الخمر في أيام عمر فأقام عليه الحد- و هو رجل من علية الصحابة و من أهل بدر- و المشهود لهم بالجنة- فلم يرد عمر الشهادة و لا درأ عنه الحد لعلة أنه بدري- و لا قال قد نهى رسول الله ص عن ذكر مساوئ الصحابة- و قد ضرب عمر أيضا ابنه حدا فمات- و كان ممن عاصر رسول الله ص و لم تمنع معاصرته له من إقامة الحد عليه- . و هذا

علي ع يقول ما حدثني أحد بحديث عن رسول الله ص  إلا استحلفته عليه

أ ليس هذا اتهاما لهم بالكذب- و ما استثنى أحدا من المسلمين إلا أبا بكر على ما ورد في الخبر- و قد صرح غير مرة بتكذيب أبي هريرة و

قال لا أحد أكذب من هذا الدوسي على رسول الله ص

و قال أبو بكر في مرضه الذي مات فيه وددت أني لم أكشف بيت فاطمة- و لو كان أغلق على حرب- فندم و الندم لا يكون إلا عن ذنب- . ثم ينبغي للعاقل- أن يفكر في تأخر علي ع- عن بيعة أبي بكر ستة أشهر- إلى أن ماتت فاطمة فإن كان مصيبا- فأبو بكر على الخطإ في انتصابه في الخلافة- و إن كان أبو بكر مصيبا- فعلي على الخطإ في تأخره عن البيعة و حضور المسجد- ثم قال أبو بكر في مرض موته أيضا للصحابة- فلما استخلفت عليكم خيركم في نفسي- يعني عمر فكلكم ورم لذلك أنفه- يريد أن يكون الأمر له- لما رأيتم الدنيا قد جاءت- أما و الله لتتخذن ستائر الديباج و نضائد الحرير- أ ليس هذا طعنا في الصحابة- و تصريحا بأنه قد نسبهم إلى الحسد لعمر- لما نص عليه بالعهد- و لقد قال له طلحة لما ذكر عمر للأمر- ما ذا تقول لربك إذا سألك عن عباده- و قد وليت عليهم فظا غليظا- فقال أبو بكر- أجلسوني أجلسوني بالله تخوفني- إذا سألني قلت وليت عليهم خير أهلك- ثم شتمه بكلام كثير منقول- فهل قول طلحة إلا طعن في عمر- و هل قول أبي بكر إلا طعن في طلحة- . ثم الذي كان بين أبي بن كعب و عبد الله بن مسعود- من السباب حتى نفى كل واحد منهما الآخر عن أبيه- و كلمة أبي بن كعب مشهورة منقولة- ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها منذ فقدوا نبيهم- و قوله ألا هلك أهل العقيدة- و الله ما آسى عليهم إنما آسى على من يضلون من الناس- . ثم قول عبد الرحمن بن عوف- ما كنت أرى أن أعيش- حتى يقول لي عثمان يا منافق و قوله- لو استقبلت من أمري- ما استدبرت ما وليت عثمان شسع نعلي و قوله- اللهم إن عثمان قد أبى أن يقيم كتابك فافعل به و افعل- . و قال عثمان لعلي ع في كلام دار بينهما- أبو بكر و عمر خير منك- فقال علي كذبت أنا خير منك و منهما- عبدت الله قبلهما و عبدته بعدهما- . و روى سفيان بن عينية عن عمرو بن دينار- قال كنت عند عروة بن الزبير- فتذاكرناكم أقام النبي بمكة بعد الوحي- فقال عروة أقام عشرا- فقلت كان ابن عباس يقول ثلاث عشرة- فقال كذب ابن عباس- و قال ابن عباس المتعة حلال- فقال له جبير بن مطعم كان عمر ينهى عنها- فقال يا عدي نفسه من هاهنا ضللتم- أحدثكم عن رسول الله ص و تحدثني عن عمر- . و

جاء في الخبر عن علي ع لو لا ما فعل عمر بن الخطاب في المتعة ما زنى إلا شقي و قيل ما زنى إلا شفا أي قليلا

- فأما سبب بعضهم بعضا- و قدح بعضهم في بعض في المسائل الفقهية- فأكثر من أن يحصى- مثل قول ابن عباس- و هو يرد على زيد مذهبه القول في الفرائض- إن شاء أو قال من شاء باهلته- إن الذي أحصى رمل عالج عددا- أعدل من أن يجعل في مال نصفا و نصفا و ثلثا- هذان النصفان قد ذهبا بالمال- فأين موضع الثلث- . و مثل قول أبي بن كعب في القرآن- لقد قرأت القرآن و زيد هذا غلام ذو ذؤابتين- يلعب بين صبيان اليهود في المكتب- . و

قال علي ع في أمهات الأولاد و هو على المنبر- كان رأيي و رأي عمر ألا يبعن- و أنا أرى الآن بيعهن- فقام إليه عبيدة السلماني- فقال رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك في الفرقة

- . و كان أبو بكر يرى التسوية في قسم الغنائم- و خالفه عمر و أنكر فعله- . و أنكرت عائشة على أبي سلمة بن عبد الرحمن خلافه- على ابن عباس في عدة المتوفى عنها زوجها و هي حامل- و قالت فروج يصقع مع الديكة- . و أنكرت الصحابة على ابن عباس قوله في الصرف- و سفهوا رأيه حتى قيل إنه تاب من ذلك عند موته- . و اختلفوا في حد شارب الخمر- حتى خطأ بعضهم بعضا- . و

روى بعض الصحابة عن النبي ص أنه قال الشؤم في ثلاثة المرأة و الدار و الفرس- فأنكرت عائشة ذلك و كذبت الراوي- و قالت إنه إنما قال ع ذلك حكاية عن غيره

- . و روى بعض الصحابة عنه ع أنه قال التاجر فاجر- فأنكرت عائشة ذلك و كذبت الراوي- و قالت إنما قاله ع في تاجر دلس

- . و أنكر قوم من الأنصار

رواية أبي بكر الأئمة من قريش

- و نسبوه إلى افتعال هذه الكلمة- . و كان أبو بكر يقضي بالقضاء- فينقضه عليه أصاغر الصحابة كبلال و صهيب و نحوهما- قد روي ذلك في عدة قضايا- . و قيل لابن عباس- إن عبد الله بن الزبير يزعم أن موسى صاحب الخضر- ليس موسى بني إسرائيل- فقال كذب عدو الله أخبرني أبي بن كعب- قال خطبنا رسول الله ص و ذكر كذا- بكلام يدل على أن موسى صاحب الخضر هو موسى بني إسرائيل- . و باع معاوية أواني ذهب و فضة بأكثر من وزنها- فقال له أبو الدرداء- سمعت رسول الله ص ينهى عن ذلك- فقال معاوية أما أنا فلا أرى به بأسا- فقال أبو الدرداء من عذيري من معاوية- أخبره عن الرسول ص و هو يخبرني عن رأيه- و الله لا أساكنك بأرض أبدا- . و طعن ابن عباس في أبي هريرة-

عن رسول الله ص إذا استيقظ أحدكم من نومه- فلا يدخلن يده في الإناء حتى يتوضأ

- و قال فما نصنع بالمهراس- . و

قال علي ع لعمر- و قد أفتاه الصحابة في مسألة و أجمعوا عليها- إن كانوا راقبوك فقد غشوك- و إن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا

- . و قال ابن عباس- أ لا يتقي الله زيد بن ثابت- يجعل ابن الابن ابنا- و لا يجعل أب الأب أبا- . و قالت عائشة أخبروا زيد بن أرقم- أنه قد أحبط جهاده مع رسول الله ص- . و أنكرت الصحابة على أبي موسى قوله- إن النوم لا ينقض الوضوء- و نسبته إلى الغفلة و قلة التحصيل- و كذلك أنكرت على أبي طلحة الأنصاري قوله- إن أكل البرد لا يفطر الصائم- و هزئت به و نسبته إلى الجهل- . و سمع عمر عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب- يختلفان في صلاة الرجل في الثوب الواحد- فصعد المنبر- و قال إذا اختلف اثنان من أصحاب رسول الله ص- فعن أي فتياكم يصدر المسلمون- لا أسمع رجلين يختلفان بعد مقامي هذا إلا فعلت و صنعت- . و

قال جرير بن كليب رأيت عمر ينهى عن المتعة- و علي ع يأمر بها- فقلت إن بينكما لشرا- فقال علي ع ليس بيننا إلا الخير- و لكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين

- . قال هذا المتكلم- و كيف يصح أن يقول رسول الله ص- أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم- لا شبهة أن هذا يوجب أن يكون أهل الشام في صفين على هدى- و أن يكون أهل العراق أيضا على هدى- و أن يكون قاتل عمار بن ياسر مهتديا- و

قد صح الخبر الصحيح أنه قال له تقتلك الفئة الباغية

- و قال في القرآن فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ- فدل على أنها ما دامت موصوفة بالمقام على البغي مفارقة لأمر الله- و من يفارق أمر الله لا يكون مهتديا- . و كان يجب أن يكون بسر بن أبي أرطاة- الذي ذبح ولدي عبيد الله بن عباس الصغيرين مهتديا- لأن بسرا من الصحابة أيضا- و كان يجب أن يكون عمرو بن العاص و معاوية- اللذان كانا يلعنان عليا أدبار الصلاة و ولديه مهتديين- و قد كان في الصحابة من يزني- و من يشرب الخمر كأبي محجن الثقفي- و من يرتد عن الإسلام كطليحة بن خويلد- فيجب أن يكون كل من اقتدى بهؤلاء في أفعالهم مهديا- . قال و إنما هذا من موضوعات متعصبة الأموية- فإن لهم من ينصرهم بلسانه و بوضعه الأحاديث- إذا عجز عن نصرهم بالسيف- . و كذا القول في الحديث الآخر- و هو قوله القرن الذي أنا فيه- و مما يدل على بطلانه- أن القرن الذي جاء بعده بخمسين سنة شر قرون الدنيا- و هو أحد القرون التي ذكرها في النص- و كان ذلك القرن هو القرن الذي قتل فيه الحسين- و أوقع بالمدينة و حوصرت مكة- و نقضت الكعبة- و شربت خلفاؤه و القائمون مقامه- و المنتصبون في منصب النبوة الخمور- و ارتكبوا الفجور- كما جرى ليزيد بن معاوية- و ليزيد بن عاتكة و للوليد بن يزيد- و أريقت الدماء الحرام- و قتل المسلمون و سبي الحريم- و استعبد أبناء المهاجرين و الأنصار- و نقش على أيديهم كما ينقش على أيدي الروم- و ذلك في خلافة عبد الملك و إمرة الحجاج- و إذا تأملت كتب التواريخ- وجدت الخمسين الثانية شرا كلها لا خير فيها- و لا في رؤسائها و أمرائها- و الناس برؤسائهم و أمرائهم- و القرن خمسون سنة فكيف يصح هذا الخبر- . قال فأما ما ورد في القرآن من قوله تعالى- لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ- و قوله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ- . و

قول النبي ص إن الله اطلع على أهل بدر

- إن كان الخبر صحيحا فكله مشروط بسلامة العاقبة- و لا يجوز أن يخبر الحكيم مكلفا غير معصوم- بأنه لا عقاب عليه فليفعل ما شاء- . قال هذا المتكلم- و من أنصف و تأمل أحوال الصحابة وجدهم مثلنا- يجوز عليهم ما يجوز علينا- و لا فرق بيننا و بينهم إلا بالصحبة لا غير- فإن لها منزلة و شرفا-  و لكن لا إلى حد يمتنع على كل من رأى الرسول أو صحبه- يوما أو شهرا أو أكثر من ذلك أن يخطئ و يزل- و لو كان هذا صحيحا- ما احتاجت عائشة إلى نزول براءتها من السماء- بل كان رسول الله ص من أول يوم يعلم كذب أهل الإفك- لأنها زوجته و صحبتها له آكد من صحبة غيرها- و صفوان بن المعطل أيضا كان من الصحابة- فكان ينبغي ألا يضيق صدر رسول الله ص- و لا يحمل ذلك الهم و الغم الشديدين اللذين حملهما- و يقول صفوان من الصحابة- و عائشة من الصحابة و المعصية عليهما ممتنعة- . و أمثال هذا كثير و أكثر من الكثير- لمن أراد أن يستقرئ أحوال القوم- و قد كان التابعون يسلكون بالصحابة هذا المسلك- و يقولون في العصاة منهم مثل هذا القول- و إنما اتخذهم العامة أربابا بعد ذلك- . قال و من الذي يجترئ على القول- بأن أصحاب محمد لا تجوز البراءة من أحد منهم- و إن أساء و عصى بعد قول الله تعالى للذي شرفوا برؤيته- لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ - وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ- بعد قوله قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ- و بعد قوله فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ - وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ - إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ- إلا من لا فهم له و لا نظر معه و لا تمييز عنده- .

قال و من أحب أن ينظر إلى اختلاف الصحابة- و طعن بعضهم في بعض و رد بعضهم على بعض- و ما رد به التابعون عليهم و اعترضوا به أقوالهم- و اختلاف التابعين أيضا فيما بينهم- و قدح بعضهم في بعض- فلينظر في كتاب النظام قال الجاحظ- كان النظام أشد الناس إنكارا على الرافضة لطعنهم على الصحابة- حتى إذا ذكر الفتيا و تنقل الصحابة فيها- و قضاياهم بالأمور المختلفة- و قول من استعمل الرأي في دين الله- انتظم مطاعن الرافضة و غيرها و زاد عليها- و قال في الصحابة أضعاف قولها- . قال و قال بعض رؤساء المعتزلة- غلط أبي حنيفة في الأحكام عظيم- لأنه أضل خلقا و غلط حماد أعظم من غلط أبي حنيفة- لأن حمادا أصل أبي حنيفة الذي منه تفرع- و غلط إبراهيم أغلظ و أعظم من غلط حماد- لأنه أصل حماد و غلط علقمة- و الأسود أعظم من غلط إبراهيم- لأنهما أصله الذي عليه اعتمد- و غلط ابن مسعود أعظم من غلط هؤلاء جميعا- لأنه أول من بدر إلى وضع الأديان برأيه- و هو الذي قال أقول فيها برأيي- فإن يكن صوابا فمن الله و إن يكن خطأ فمني- . قال و استأذن أصحاب الحديث على ثمامة بخراسان- حيث كان مع الرشيد بن المهدي- فسألوه كتابه الذي صنفه على أبي حنيفة في اجتهاد الرأي- فقال لست على أبي حنيفة كتبت ذلك الكتاب- و إنما كتبته على علقمة و الأسود و عبد الله بن مسعود- لأنهم الذين قالوا بالرأي قبل أبي حنيفة- . قال و كان بعض المعتزلة أيضا- إذا ذكر ابن عباس استصغره- و قال صاحب الذؤابة يقول في دين الله برأيه- .

و ذكر الجاحظ في كتابه المعروف بكتاب التوحيد- أن أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله ص- قال و لم يكن علي ع يوثقه في الرواية- بل يتهمه و يقدح فيه و كذلك عمر و عائشة- . و كان الجاحظ يفسق عمر بن عبد العزيز- و يستهزئ به و يكفره- و عمر بن العزيز و إن لم يكن من الصحابة- فأكثر العامة يرى له من الفضل- ما يراه لواحد من الصحابة- . و كيف يجوز أن نحكم حكما جزما- أن كل واحد من الصحابة عدل- و من جملة الصحابة الحكم بن أبي العاص- و كفاك به عدوا مبغضا لرسول الله ص- و من الصحابة الوليد بن عقبة الفاسق بنص الكتاب- و منهم حبيب بن مسلمة- الذي فعل ما فعل بالمسلمين في دولة معاوية- و بشر بن أبي أرطاة عدو الله و عدو رسوله- و في الصحابة كثير من المنافقين لا يعرفهم الناس- و قال كثير من المسلمين- مات رسول الله ص- و لم يعرفه الله سبحانه كل المنافقين بأعيانهم- و إنما كان يعرف قوما منهم- و لم يعلم بهم أحدا إلا حذيفة فيما زعموا- فكيف يجوز أن نحكم حكما جزما- أن كل واحد ممن صحب رسول الله- أو رآه أو عاصره عدل مأمون- لا يقع منه خطأ و لا معصية- و من الذي يمكنه أن يتحجر واسعا كهذا التحجر- أو يحكم هذا الحكم- قال و العجب من الحشوية و أصحاب الحديث- إذ يجادلون على معاصي الأنبياء- و يثبتون أنهم عصوا الله تعالى- و ينكرون على من ينكر ذلك و يطعنون فيه- و يقولون قدري معتزلي و ربما قالوا- ملحد مخالف لنص الكتاب- و قد رأينا منهم الواحد و المائة و الألف يجادل في هذا الباب- فتارة يقولون إن يوسف قعد من امرأة العزيز مقعد الرجل من المرأة- و تارة يقولون إن داود قتل أوريا لينكح امرأته- و تارة يقولون إن رسول الله كان كافرا ضالا قبل النبوة- و ربما ذكروا زينب بنت جحش و قصة الفداء يوم بدر- . فأما قدحهم في آدم ع- و إثباتهم معصيته و مناظرتهم من يذكر ذلك-  فهو دأبهم و ديدنهم- فإذا تكلم واحد في عمرو بن العاص أو في معاوية- و أمثالهما و نسبهم إلى المعصية و فعل القبيح- احمرت وجوههم و طالت أعناقهم و تخازرت أعينهم- و قالوا مبتدع رافضي- يسب الصحابة و يشتم السلف- فإن قالوا إنما اتبعنا في ذكر معاصي الأنبياء نصوص الكتاب- قيل لهم فاتبعوا في البراءة من جميع العصاة نصوص الكتاب- فإنه تعالى قال لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ - يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ- و قال فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى - فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ- و قال أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ- . ثم يسألون عن بيعة علي ع- هل هي صحيحة لازمة لكل الناس فلا بد من بلى- فيقال لهم فإذا خرج على الإمام الحق خارج- أ ليس يجب على المسلمين قتاله حتى يعود إلى الطاعة- فهل يكون هذا القتال إلا البراءة التي نذكرها- لأنه لا فرق بين الأمرين- و إنما برئنا منهم لأنا لسنا في زمانهم- فيمكننا أن نقاتل بأيدينا- فقصارى أمرنا الآن أن نبرأ منهم و نلعنهم- و ليكون ذلك عوضا عن القتال الذي لا سبيل لنا إليه- . قال هذا المتكلم- على أن النظام و أصحابه ذهبوا إلى أنه لا حجة في الإجماع- و أنه يجوز أن تجتمع الأمة على الخطإ و المعصية- و على الفسق بل على الردة- و له كتاب موضوع في الإجماع يطعن فيه في أدلة الفقهاء- و يقول إنها ألفاظ غير صريحة في كون الإجماع حجة- نحو قوله جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً- و قوله كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ- و قوله وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ- . و أما الخبر الذي صورته-

لا تجتمع أمتي على الخطإ  فخبر واحد- و أمثل دليل للفقهاء قولهم- إن الهمم المختلفة و الآراء المتباينة- إذا كان أربابها كثيرة عظيمة- فإنه يستحيل اجتماعهم على الخطإ- و هذا باطل باليهود و النصارى و غيرهم من فرق الضلال- . هذه خلاصة ما كان النقيب أبو جعفر- علقه بخطه من الجزء الذي أقرأناه- . و نحن نقول أما إجماع المسلمين فحجة- و لسنا نرتضي ما ذكره عنا- من أنه أمثل دليل لنا أن الهمم المختلفة و الآراء المتباينة- يستحيل أن تتفق على غير الصواب- و من نظر في كتبنا الأصولية- علم وثاقة أدلتنا على صحة الإجماع- و كونه صوابا و حجة تحريم مخالفته- و قد تكلمت في اعتبار الذريعة للمرتضى- على ما طعن به المرتضى في أدلة الإجماع- . و أما ذكره من الهجوم على دار فاطمة- و جمع الحطب لتحريقها فهو خبر واحد غير موثوق به- و لا معول عليه في حق الصحابة- بل و لا في حق أحد من المسلمين ممن ظهرت عدالته- . و أما عائشة و الزبير و طلحة فمذهبنا أنهم أخطئوا- ثم تابوا و أنهم من أهل الجنة- و أن عليا ع شهد لهم بالجنة بعد حرب الجمل- . و أما طعن الصحابة بعضهم في بعض- فإن الخلاف الذي كان بينهم في مسائل الاجتهاد لا يوجب إثما- لأن كل مجتهد مصيب- و هذا أمر مذكور في كتب أصول الفقه- و ما كان من الخلاف خارجا عن ذلك- فالكثير من الأخبار الواردة فيه غير موثوق بها- و ما جاء من جهة صحيحة نظر فيه- و رجح جانب أحد الصحابيين على قدر منزلته في الإسلام- كما يروى عن عمر و أبي هريرة- . فأما علي ع فإنه عندنا بمنزلة الرسول ص- في تصويب قوله و الاحتجاج بفعله و وجوب طاعته- و متى صح عنه أنه قد برئ من أحد من الناس- برئنا منه كائنا من كان- و لكن الشأن في تصحيح ما يروى عنه ع- فقد أكثر الكذب عليه و ولدت العصبية أحاديث لا أصل لها- .

فأما براءته ع من المغيرة و عمرو بن العاص و معاوية- فهو عندنا معلوم جار مجرى الأخبار المتواترة- فلذلك لا يتولاهم أصحابنا و لا يثنون عليهم- و هم عند المعتزلة في مقام غير محمود- و حاش لله أن يكون ع ذكر من سلف- من شيوخ المهاجرين إلا بالجميل و الذكر الحسن- بموجب ما تقتضيه رئاسته في الدين- و إخلاصه في طاعة رب العالمين- و من أحب تتبع ما روي عنه مما يوهم في الظاهر خلاف ذلك- فليراجع هذا الكتاب أعني شرح نهج البلاغة- فأنا لم نترك موضعا يوهم خلاف مذهبنا إلا و أوضحناه- و فسرناه على وجه يوافق الحق و بالله التوفيق

عمار بن ياسر و طرف من أخباره

فأما عمار بن ياسر رحمه الله- فنحن نذكر نسبه و طرفا من حاله- مما ذكره ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب- قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله- هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك- بن كنانة بن قيس بن حصين بن لوذ بن ثعلبة- بن عوف بن حارثة بن عامر بن نام بن عنس بالنون- بن مالك بن أدد العنسي المذحجي يكنى أبا اليقظان- حليف لبني مخزوم كذا قال ابن شهاب و غيره- . و قال موسى بن عقبة- و ممن شهد بدرا عمار بن ياسر حليف لبني مخزوم بن يقظة- . و قال الواقدي و طائفة من أهل العلم- إن ياسرا والد عمار بن ياسر عربي قحطاني- من عنس من مذحج- إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم- لأن أباه ياسرا تزوج أمه لبعض بني مخزوم فأولدها عمارا- و ذلك أن ياسر قدم مكة مع أخوين له- يقال لهما الحارث و مالك في طلب أخ لهم رابع- فرجع الحارث و مالك إلى اليمن- و أقام ياسر بمكة- فحالف أبا حذيفة بن المغيرة- بن عبد الله بن عمر بن مخزوم- فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط- فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة- فصار ولاؤه لبني مخزوم- و للحلف و الولاء الذي بين بني مخزوم- و عمار بن ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان- حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب- حتى انفتق له فتق في بطنه و كسروا ضلعا من أضلاعه- فاجتمعت بنو مخزوم- و قالوا و الله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان- . قال أبو عمر- و أسلم عمار و عبد الله أخوه و ياسر أبوهما و سمية أمهما- و كان إسلامهم قديما في أول الإسلام- فعذبوا في الله عذابا عظيما- و

كان رسول الله ص يمر بهم و هم يعذبون فيقول صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة- و يقول لهم أيضا صبرا يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر و قد فعلت

- . قال أبو عمر- و لم يزل عمار مع أبي حذيفة بن المغيرة- حتى مات و جاء الله بالإسلام- . فأما سمية فقتلها أبو جهل- طعنها بحربة في قبلها فماتت- و كانت من الخيرات الفاضلات- و هي أول شهيدة في الإسلام- و قد كانت قريش أخذت ياسرا و سمية و ابنيهما- و بلالا و خبابا و صهيبا فألبسوهم أدراع الحديد- و صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ- فأعطوهم ما سألوا من الكفر و سب النبي ص- ثم جاء إلى كل واحد منهم قومه- بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيها- ثم حملوا بجوانبها- فلما كان العشي جاء أبو جهل- فجعل يشتم سمية و يرفث- ثم وجأها بحربة في قبلها فقتلها- فهي أول من استشهد في الإسلام- فقال عمار للنبي ص- يا رسول الله بلغ العذاب من أمي كل مبلغ- فقال صبرا يا أبا اليقظان- اللهم لا تعذب أحدا من آل ياسر بالنار- قال أبو عمر و فيهم أنزل- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ- . قال و هاجر عمار إلى أرض الحبشة و صلى القبلتين- و شهد بدرا و المشاهد كلها و أبلى بلاء حسنا- ثم شهد اليمامة فأبلى فيها أيضا- و يومئذ قطعت أذنه- . قال و ذكر الواقدي عن عبد الله بن نافع- عن أبيه عن عبد الله بن عمر- قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة- و قد أشرف يصيح- يا معشر المسلمين أ من الجنة تفرون- أنا عمار بن ياسر هلموا إلي- و أنا أنظر إلى أذنه قد قطعت- فهي تذبذب و هو يقاتل أشد القتال- . قال أبو عمر و كان عمار طويلا أشهل- بعيد ما بين المنكبين- قال و قد قيل في صفته- كان آدم طوالا مضطربا أشهل العينين- بعيد ما بين المنكبين رجلا لا يغير شيبه- . قال و كان عمار يقول- أنا ترب رسول الله ص- لم يكن أحد أقرب إليه سنا مني- . قال و قتل عمار و هو ابن ثلاث و تسعين سنة- و

الخبر المرفوع مشهور في حقه تقتلك الفئة الباغية

و هو من دلائل نبوة رسول الله ص- لأنه إخبار عن غيب- . و

قال رسول الله ص في عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه- و يروى إلى أخمص قدميه

- . و فضائل عمار كثيرة- و قد تقدم القول في ذكر عمار و أخباره- و ما ورد في حقه

( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 20، ص 8 - 38)

شرح نهج البلاغه منظوم

[396] و قال عليه السّلام لعمّار ابن ياسر رحمه اللّه- و قد سمعه يراجع المغيرة ابن شعبة كلاما- : دعه يا عمّار، فإنّه لم يأخذ من الدّين إلّا ما قاربه من الدّنيا، و على عمد لّبّس على نفسه ليجعل الشّبهات عاذرا لسقطاته.

ترجمه

روزى بين عمّار ياسر و مغيرة ابن شعبه سخنى چند از روى تندى ردّ و بدل شد حضرت عليه السّلام فرمودند: اى عمّار مغيره را واگذار زيرا (مرد مؤمن و شريف مانند تو را نسزد كه با مردكى فاسق و نا نجيب و بى شرمى چون مغيره در افتد) او كسى است كه از دين چيزى نگرفته است مگر آنچه كه دنيا را بوى نزديك سازد، و دانسته و بعمد او را بر خود مشتبه مى سازد، تا شبهات را براى لغزشهايش بهانه قرار دهد.

نظم

  • مگر در بين عمّار و مغيرهيكى روزى روابط گشت تيره
  • ز كارش مرد دين گوئى براشفتبزشتى بر شمردش چيزها گفت
  • شه دين گفته عمّار بشنودزند بر آتشش تا آب فرمود
  • عنان حلم را در چنگ مى آرمغيره را بحال خويش بگذار
  • گر اين فاسق براه شرع پويا استز دين دنياى خود خواهان و جويا است
  • چو كار دين وى زشت و تباه استز روى عمد اندر اشتباه است
  • ز دنيا سود خواهد و ز ميانهنموده شك و شبهت را بهانه
  • مگر دنيا بسوى خود كشاندبشبهت خويش را معذور داند

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج 10، صفحه ی 180 و 181)

منبع:پژوهه تبلیغ

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

رفتار و منش امام خمینی (ره) با دختران

رفتار و منش امام خمینی (ره) با دختران

در همۀ جوامع بشری، تربیت فرزندان، به ویژه فرزند دختر ارزش و اهمیت زیادی دارد. ارزش‌های اسلامی و زوایای زندگی ائمه معصومین علیهم‌السلام و بزرگان، جایگاه تربیتی پدر در قبال دختران مورد تأکید قرار گرفته است. از آنجا که دشمنان فرهنگ اسلامی به این امر واقف شده‌اند با تلاش‌های خود سعی بر بی‌ارزش نمودن جایگاه پدر داشته واز سویی با استحاله اعتقادی و فرهنگی دختران و زنان (به عنوان ارکان اصلی خانواده اسلامی) به اهداف شوم خود که نابودی اسلام است دست یابند.
تبیین و ضرورت‌شناسی مساله تعامل مؤثر پدری-دختری

تبیین و ضرورت‌شناسی مساله تعامل مؤثر پدری-دختری

در این نوشتار تلاش شده با تدقیق به اضلاع مسئله، یعنی خانواده، جایگاه پدری و دختری ضمن تبیین و ابهام زدایی از مساله‌ی «تعامل موثر پدری-دختری»، ضرورت آن بیش از پیش هویدا گردد.
فرصت و تهدید رابطه پدر-دختری

فرصت و تهدید رابطه پدر-دختری

در این نوشتار سعی شده است نقش پدر در خانواده به خصوص در رابطه پدری- دختری مورد تدقیق قرار گرفته و راهبردهای موثر عملی پیشنهاد گردد.
دختر در آینه تعامل با پدر

دختر در آینه تعامل با پدر

یهود از پیامبری حضرت موسی علیه‌السلام نشأت گرفت... کسی که چگونه دل کندن مادر از او در قرآن آمده است.. مسیحیت بعد از حضرت عیسی علیه‌السلام شکل گرفت که متولد شدن از مادری تنها بدون پدر، در قرآن کریم ذکر شده است.
رابطه پدر - دختری، پرهیز از تحمیل

رابطه پدر - دختری، پرهیز از تحمیل

با اینکه سعی کرده بودم، طوری که پدر دوست دارد لباس بپوشم، اما انگار جلب رضایتش غیر ممکن بود! من فقط سکوت کرده بودم و پدر پشت سر هم شروع کرد به سرزنش و پرخاش به من! تا اینکه به نزدیکی خانه رسیدیم.

پر بازدیدترین ها

No image

حکمت 139 نهج البلاغه : علمى، اخلاقى، اعتقادى

موضوع حکمت 139 نهج البلاغه درباره "علمى، اخلاقى، اعتقادى" است.
No image

حکمت 445 نهج البلاغه : راه غرور زدایی

حکمت 445 نهج البلاغه به موضوع "راه غرور زدایی" می پردازد.
No image

حکمت 289 نهج البلاغه : ضرورت عبرت گرفتن

حکمت 289 نهج البلاغه به موضوع "ضرورت عبرت گرفتن" می پردازد.
No image

حکمت 423 نهج البلاغه : اقسام روزی

حکمت 423 نهج البلاغه به موضوع "اقسام روزی" اشاره دارد.
No image

حکمت 127 نهج البلاغه : ضرورت ياد مرگ

حکمت 127 نهج البلاغه موضوع "ضرورت ياد مرگ" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS