292: مَا قَالَ النَّاسُ لِشَيْ ءٍ طُوبَى لَهُ- إِلَّا وَ قَدْ خَبَّأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سَوْءٍ قد تقدم هذا المعنى- و ذكرنا فيه نكتا جيدة حميدة
نبذ من الأقوال الحكمية في تقلبات الدهر و تصرفاته
كان محمد بن عبد الله بن طاهر أمير بغداد- في قصره على دجلة يوما- و إذا بحشيش على وجه الماء- في وسطه قصبة عليها رقعة- فأمر بأخذها فإذا فيها-
تاه الأعيرج و استولى به البطر فقل له خير ما استعملته الحذر
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
و لم تخف سوء ما يأتي به القدر
و سالمتك الليالي فاغتررت بها و عند صفو الليالي يحدث الكدر
- فما انتفع بنفسه مدة- . و في المثل الدهر إذا أتى بسحواء سحسح- يعقبها بنكباء زعزع- و كذاك شرب العيش فيه تلون- بيناه عذبا إذ تحول آجنا- .
يحيى بن خالد أعطانا الدهر فأسرف- ثم مال علينا فأجحف- . و قال الشاعر
فيا لنعيم ساعدتنا رقابه و خاست بنا أكفاله و الروادف
- . إسحاق بن إبراهيم الموصلي-
هي المقادير تجري في أعنتها فاصبر فليس لها صبر على حال
يوما تريش خسيس الحال ترفعه
إلى السماء و يوما تخفض العالي
- إذا أدبر الأمر أتى الشر من حيث كان يأتي الخير- . هانئ بن مسعود-
إن كسرى أبى على الملك النعمان حتى سقاه أم الرقوب
كل ملك و إن تصعد يوما
بأناس يعود للتصويب
- . أحيحة بن الجلاح-
و ما يدري الفقير متى غناه و ما يدري الغني متى يعيل
و ما تدري إذا أضربت شولا
أ تلقح بعد ذلك أم تحيل
و ما تدري إذا أزمعت سيرا بأي الأرض يدركك المقيل
- . آخر
فما درن الدنيا بباق لأهله و لا شرة الدنيا بضربة لازم
- . آخر
رب قوم غبروا من عيشهم في سرور و نعيم و غدق
سكت الدهر زمانا عنهم ثم أبكاهم دما حين نطق
- . و من الشعر المنسوب إلى محمد الأمين بن زبيدة-
يا نفس قد حق الحذر أين الفرار من القدر
كل امرئ مما يخاف
و يرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزمان يغص يوما بالكدر
( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 19، ص 178 - 180)
|