481: وَ قِيلَ لَهُ ع لَوْ غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ- الْخِضَابُ زِينَةٌ وَ نَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ بِرَسُولِ اللَّهِ ص
مختارات مما قيل من الشعر في الشيب و الخضاب
قد تقدم لنا في الخضاب قول كاف- و أنا أستملح قول الصابي فيه-
خضاب تقاسمناه بيني و بينها و لكن شأني فيه خالف شأنها
فيا قبحه إذ حل مني بمفرقي
و يا حسنه إذ حل منها بنانها
و سحقا له عن لمتي حين شانها و أهلا به في كفها حيث زانها
- . و قال أبو تمام-
لعب الشيب بالمفارق بل جد فأبكى تماضرا و لعوبا
خضبت خدها إلى لؤلؤ العقد
دما أن رأت شواتي خضيبا
كل داء يرجى الدواء له إلا الفظيعين ميتة و مشيبا
يا نسيب الثغام ذنبك أبقى
حسناتي عند الحسان ذنوبا
و لئن عبن ما رأين لقد أنكرن مستنكرا و عبن معيبا
لو رأى الله أن في الشيب فضلا
جاورته الأبرار في الخلد شيبا
- . و قال-
فإن يكن المشيب طغى علينا و أودى بالبشاشة و الشباب
فإني لست أدفعه بشي ء
يكون عليه أثقل من خضاب
أردت بأن ذاك و ذا عذاب فسلطت العذاب على العذاب
- . ابن الرومي-
لم أخضب الشيب للغواني أبغي به عندهم ودادا
لكن خضابي على شباب
لبست من بعده حدادا
- . و من مختار ما جاء من الشعر في الشيب- و إن لم يكن فيه ذكر الخضاب قول أبي تمام-
نسج المشيب له لفاعا مغدفا يققا فقنع مذرويه و نصفا
نظر الزمان إليه قطع دونه
نظر الشقيق تحسرا و تلهفا
ما اسود حتى ابيض كالكرم الذي لم يبد حتى جي ء كيما يقطفا
لما تفوفت الخطوب سوادها
ببياضها عبثت به فتفوفا
ما كان يخطر قبل ذا في فكره للبدر قبل تمامه أن يكسفا
- . و قال أيضا-
غدا الهم مختطا بفودي خطة طريق الردى منها إلى الموت مهيع
هو الزور يجفى و المعاشر يجتوى و ذو الإلف يقلى و الجديد يرقع
له منظر في العين أبيض ناصع
و لكنه في القلب أسود أسفع
و نحن نرجيه على الكره و الرضا و أنف الفتى من وجهه و هو أجدع
- . و قال أيضا-
شعلة في المفارق استودعتني في صميم الأحشاء ثكلا صميما
تستثير الهموم ما اكتن منها
صعدا و هي تستثير الهموما
غرة مرة ألا إنما كنت أغر أيام كنت بهيما
دقة في الحياة تدعى جلالا
مثل ما سمي اللديغ سليما
حلمتني زعمتم و أراني قبل هذا التحليم كنت حليما
- . و قال الصابي و ذكر الخضاب-
خضبت مشيبي للتعلق بالصبا و أوهمت من أهواه أني لم أشب
فلما ادعى مني العذار شبيبة
إذا صلعي قد صاح من فوقه كذب
فكم طرة طارت و دانت ذوائب و كم وجنة حالت و ماء بها نضب
شواهد بالتزوير يحوين ربها
فهجرانه عند الأحبة قد وجب
- . البحتري-
بان الشباب فلا عين و لا أثر إلا بقية برد منه أسمال
قد كدت أخرجه عن منتهى عددي
يأسا و أسقطه إذ فات من بالي
سوء العواقب يأس قبله أمل و أعضل الداء نكس بعد إبلال
و المرء طاعة أيام تنقله
تنقل الظل من حال إلى حال
( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 20، ص 230 - 232)
|