الثامنة و السبعون من حكمه عليه السّلام
(78) و قال عليه السّلام: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلا: لا يرجونّ أحد منكم إلّا ربّه، و لا يخافنّ إلّا ذنبه، و لا يستحينّ أحد منكم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم، و لا يستحينّ أحد إذا لم يعلم الشّي ء أن يتعلّمه، و عليكم بالصّبر فإنّ الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد، و لا خير في جسد لا رأس معه، و لا في إيمان لا صبر معه.
اللغة
(الابط) ج: آباط: باطن الكتف، يذكّر و يؤنّث.
الاعراب
بخمس، أي بخمس وصايا حذف المميّز و نوّن العدد عوضا عن المحذوف لو، استعيرت هنا لمعنى إن الشرطية بعناية أنّ الشرط غير واقع عادة، لا يرجونّ نهى غائب مؤكّد بالنون التأكيد الثقيلة، و يمكن أن يكون نفيا بمعنى النهى فيكون آكد و أبلغ و كذا في الجمل التالية، و المستثنى في هذه الجمل مفرغ، و المستثنى منصوب على أنّه مفعول للفعل الواقع قبل إلّا، لا يستحينّ: استفعال من حيي اللفيف المقرون حذف إحدى يائيه تخفيفا.
المعنى
أكّد عليه السّلام التمسك بهذه الوصايا و بالغ فيها بقوله: لو ضربتم إليها آباط الابل لكانت لذلك أهلا، و قد أدرج في هذه الوصايا أهمّ ما يجب على كلّ أحد في رابطته مع المبدأ، و في تدبيره لنفسه، و أدبه في طريق العلم و المعرفة تعليما و تعلّما و في مواجهته مع ما يحيط به من المكاره و الالام، و ما يجب عليه من أداء التكاليف و رعاية القوانين و الأحكام.
فبدأ بلزوم التوجّه إلى اللَّه في نيل كلّ خير و درك كلّ المارب، فيعتقد بأنه لا ينال بما يريد من الرزق و المنصب و كلّما يحتاج إليه إلّا بفضل من اللَّه و إن كان لحصول كلّ مقصد أسباب و وسائل، فهو مسبّب الأسباب و مجهّز الوسائل في كلّ باب فيلزم على العبد أن لا يرجو أىّ شي ء إلّا من عنده، و الرجاء يرجع إلى كلّ ما يطلبه و يدعوه إليه شهوته.
و يتلو القوة الشهوية الطالبة لدرك ما يلائم طبع الإنسان، القوّة الغضبية النافرة عن كلّ ما يخالف طبعه، و يتولّد منه الخوف من إصابة مكروه، أو فوت محبوب، فبقدر ما يدرك الإنسان شهواته يحيط به الخوف فقال عليه السّلام: عدوّ الإنسان نفسه الأمّارة، و كلّما يجرّ إليه من المكاره يتولّد من ذنوبه و يكون كسب يده «و ما أصابتكم من مصيبة فبما قدَّمت أيديكم» فيجب أن لا يخاف الإنسان إلّا من ذنبه، فلو ترك الذّنوب، دفع عن نفسه المخاوف و العيوب.
و يصرّ عليه السّلام في ترك الحياء من الاعتراف بالجهل على كلّ أحد في الجواب عن سؤال ما لا يعلمه، و هذا التأكيد و التعميم يرجع إلى من نصب نفسه علما للناس يرجعون إليه و يستفتونه في امورهم و هو لا يعلم و يصعب عليه أن يعترف بجهله و يقول لا أدرى.
و هم الّذين يصعب عليهم أن يتعلّموا ما لم يعلموا ليكونوا على هدى و بصيرة فيما يتصدّونه من المنصب و الموقف.
فالحياء من قول لا أدرى و من التعلّم فيما لا يدري من الحياء المذموم الّذي تقدّم الكلام فيه.
و من التأسّف أنّ أكثر أهل العلم مغمورون في أمواج هذا البحر المظلم فاذا قاموا في المحراب أو استقرّوا على المنبر و دعوا واعظا أو صاروا مرجعا للسؤال في أحكام الدّين يصعب عليهم أن يجيبوا بلا أدرى، و أصعب منه أن يشتغلوا بعد ذلك بالتعليم، فتجد في غالب البلاد عددا كثيرا منهم لا يجتمعون بعضهم مع بعض فيبحثون في العلوم و المسائل المرجوعة إليهم مع وجود الفرصة الكافية و ذلك لأنه اعتراف ضمنيّ بالاشتغال بالتعلّم أو الاعتراف بأنّه لا أدري.
ثمّ وصّى عليه السّلام بالصّبر و جعله رأس الإيمان و حياته و بصيرته و قوامه، و جعل الصبر للايمان كالرّأس من الجسد، يشعر بأنّه من لا صبر له لا إيمان له، و أنّ درجات الايمان يقاس بدرجات الصبر.
الترجمة
فرمود: من پنج سفارش بشما دارم كه اگر بدنبال آنها شتر برانيد و براى آنها رنج سفرهاى طولانى را بر خود هموار سازيد سزاوار آنند.
نبايد هيچكدام شما اميدى داشته باشد جز بپروردگار خويش، و نبايد ترسي بخود راه دهد جز از گناه خويش، نبايد هيچكدام در برابر پرسش از آنچه نمى داند شرم كند كه بگويد من نمى دانم، و نه كسى كه چيزى را نمى داند شرم كند از اين كه آنرا بياموزد، بر شما لازمست صبر و شكيبائى را پيشه خود سازيد زيرا صبر براى إيمان چون سر است براى تن، تنى كه سر ندارد هيچ خيرى و أثر حياتى در آن نيست، ايمانى هم كه صبر با آن نيست هيچ خيرى و اثرى ندارد.
- علي گويد سفارش پنج دارم كه يك يك را براتان مى شمارم
- سزاوارند اگر دنبال آنهاشتر رانيد اندر كوه و صحرا
- مدار اميد جز از پروردگارت مترس از هيچ چيزى جز گناهت
- اگر پرسندت و پاسخ ندانىمكن شرم از جواب ناتوانى
- اگر چيزى نمى دانى مكن شرم كه آموزيش از استاد، دلگرم
- شما را صبر مى بايد مكرّر كه ايمان را چه سر باشد ز پيكر
- تن بى سر ندارد خير همراهچه ايمانى كه صبرش نيست همراه
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص126-129)
|