و من خطبة له عليه السّلام و هي العشرون من المختار فى باب الخطب
فإنّكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم و وهلتم و سمعتم و أطعتم، و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، و قريب ما يطرح الحجاب، و لقد بصّرتم إن أبصرتم، و اسمعتم إن سمعتم، و هديتم إن اهتديتم، بحقّ أقول لقد جاهرتكم العبر، و زجرتم بما فيه مزدجر، و ما يبلّغ عن اللّه بعد رسل السّماء إلّا البشر.
اللغة
(جزع) الرّجل جزعا من باب تعب ضعف عن حمل ما نزل به فلم يجد به صبرا و (و هل) كتعب أيضا فزع و (زجرته) زجرا من باب قتل منعته و ازدجر يستعمل لازما و متعدّيا و (المزدجر) المتّعظ مفتعل من الزّجر، أبدلت التّاء دالا ليوافق الزّاى بالجهر قال سبحانه: وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ، أى متّعظ و هو بمعنى المصدر اى ازدجار عن الكفر و تكذيب الرّسل.
الاعراب
قريب مرفوع على الخبريّة، و ما مصدريّة مرفوع المحلّ على الابتداء و الجملة بعدها في تأويل المصدر
المعنى
اعلم أنّ هذه الخطبة له واردة في إنذار الجاهلين و الغافلين بالأهاويل و الشّدايد الواقعة بعد الموت و حينه فكأنّه عليه السّلام يقول يا أهل الجهالة و العصيان المتمرّدين عن طاعة الرّحمن، حتّام على الدّنيا إقبالكم، و بشهوتها اشتغالكم، و قد و خطكم القتير«»، و وافاكم النّذير، و أنتم عمّا يراد بكم لاهون، و بلذّة يومكم ساهون.
(فانّكم لو عاينتم) بعين التعين الخالصة عن الشّوائب العارية عن الغطاء و الحواجب (ما قد عاينه من مات منكم) قبلكم من غمرات الموت و سكراته و أهوال القبر و ظلماته، و عقوبات البرزخ و نقماته، و عذاب الآخرة و شدايدها (لجزعتم و وهلتم) و فزعتم لشدّة تلك الأهوال و هول هذه الأحوال (و) ل (سمعتم) الواعية«» (و أطعتم) الدّاعية للملازمة البيّنة بين معاينة هذه الأمور بعين اليقين و بين الجزع و الفزع و السّماع و الطاعة لربّ العالمين.
كما شهد به الكتاب المكنون: إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (و لكن) نى اعتذر منكم بلسان حالكم بأنّه (محجوب عنكم ما قد عاينو) ه مستور عنكم ما قد شهدوه، و لذلك ذهلتم و غفلتم و رغبتم في الدّنيا و ألهتكم لذّاتها، و شغلتكم شهواتها ألا إنّ هذا العذر غير مقبول، و ذلك الاعتذار غير نافع (و) ذلك لأنّه (قريب ما يطرح الحجاب) حين ما حلّ بك الموت و واراك التّراب و شهد عليك الرّقيب و العتيد، فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
(و) اللّه (لقد بصّرتم) و صيّرتم مبصّرين (إن ابصرتم) و نظرتم بعيون ناظرة (و اسمعتم) و صيرتم سامعين (إن سمعتم) و وعيتم بأذن واعية (و هديتم إن اهتديتم) بعقول كاملة و قلوب صافية (بحقّ أقول لقد جاهرتكم العبر) و عالتكم الانباء و الأثر بالمصائب النّازلة على الامم الماضية، و العقوبات الواقعة في القرون الخالية، و ما حلّ بأهل القبور سطورا بافناء الدّور، ألا ترونهم كيف تدانوا في خططهم، و قربوا في مزارهم و بعدوا في لقائهم، عمروا فخربوا، و آنسوا فأوحشوا، و سكتوا فازعجوا،و قطنوا فرحلوا.
فإنّ في هذه الامور كلها عبرة لمن اعتبر، و تذكرة لمن ادّكر (و) مع هذه كلّها (زجرتم بما فيه مزدجر) من النّهي الأكيد، و الوعيد الشّديد الوارد في الكتب الإلهيّة و السّنن النبويّة (و) بعد ذلك كله لم يبق عذر لمن اعتذروا (ما يبلغ عن اللّه بعد رسل السّماء إلّا البشر) و ما فرّط و لا قصّر، بل بلّغ و ذكر، و بشّر و أنذر حكمة بالغة فما تغني النّذر.
و لنتبع هذه الخطبة الشريفة لأمير المؤمنين و سيّد الوصيّين بندبة جليلة لسبطه الأجل زين العابدين و سيّد السّاجدين سلام اللّه عليهما من ربّ العالمين، لكون تلك النّدبة مع هذه الخطبة مطابقة المضامين، مضافا إلى ما فيها من الفوائد الجمة و المواعظ الحسنة التي يتنبّه بها الجاهل عن نوم الغفلة، و يهتدى بها الضّالّ عن طريق الضّلالة.
و هي ما رواها شاكر بن غنيمة بن أبي الفضل عن عبد الجبّار الهاشمي قال: سمعت هذه النّدبة من الشّيخ أبي بشر بن أبي طالب الكندي يرويها عن أبي عيينة الزّهري قال: كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يناجي و يقول: قل لمن قلّ عزاؤه، و طال بكاؤه، و دام عناؤه، و بان صبره، و تقسم فكره، و التبس عليه أمره، من فقد الأولاد، و مفارقة الآباء و الاجداد، و الامتعاض بشماتة الحسّاد: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ شعر:
- تعزّ فكلّ للمنيّة ذائقو كلّ ابن انثى للحياة مفارق
- فعمر الفتى للحادثات ذريئةتناهبه ساعاتها و الدّقايق
- كذا تتفاني واحدا بعد واحدو تطرقنا بالحادثات الطوارق
فحسّن الأعمال، و جمّل الأفعال، و قصّر الآمال الطوال، فما عن سبيل المنية مذهب، و لا عن سيف الحمام مهرب، و لا إلى قصد النّجاة مطلب، فيا أيّها الانسان المتسخّط على الزّمان، و الدّهر الخوّان، مالك و الخلود إلى دار الأحزان، و السكون إلى دار الهوان، و قد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الرّحمن: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ، وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ شعر:
- و فيم و حتّى م الشّكاية و الرّدىجموح لآجال البريّة لاحق
- فكلّ ابن انثى هالك و ابن هالكلمن ضمّنته غربها و المشارق
- فلا بدّ من إدراك ما هو كائنو لا بدّ من إتيان ما هو سابق
فالشّباب للهرم، و الصحّة للسّقم، و الوجود للعدم، و كلّ حيّ لا شكّ مخترم، بذلك جرى القلم، على صفحة اللوح في القدم، فما هذا التلهّف و النّدم، و قد خلت من قبلكم الامم شعر:
- أ ترجو نجاة من حياة سقيمةو سهم المنايا للخليقة راشق
- سرورك موصول بفقدان لذّةو من دون ما تهواه تأتى العوائق
- و حبّك للدّنيا غرور و باطلو في ضمنها للراغبين البوائق
أ في الحياة طمع، أم إلى الخلود نزع أم لما فات مرتجع، و رحى المنون دائرة، و فراسها غائرة، و سطواتها قاهرة، فقرب الزّاد، ليوم المعاد، و لا تتوطّ على غير مهاد و تعمّد الصّواب، و حقّق الجواب، فلكلّ أجل كتاب، يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب شعر:
- فسوف تلاقي حاكما ليس عنده سوى العدل لا يخفى عليه المنافق
- يميّز أفعال العباد بلطفهو يظهر منه عند ذاك الحقائق
- فمن حسنت أفعاله فهو فايزو من قبحت أفعاله فهو زاهق
أين السّلف الماضون، و الأهلون و الأقربون، و الأوّلون و الآخرون، و الأنبياء و المرسلون، طحنتهم و اللّه المنون، و توالت عليهم السّنون، و فقدتهم العيون، و إنّا إليهم صائرون، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون شعر:
- إذا كان هذا نهج من كان قبلنافانّا على آثارهم نتلاحق
- فكن عالما أن سوف تدرك من مضىو لو عصمتك الرّاسيات الشّواهق
- فما هذه دار المقامة فاعملن «فاعلمن خ»و لو عمّر الانسان ما ذرّ شارق
أين من شقّ الأنهار، و غرس الاشجار، و عمر الدّيار، ألم تمح منهم الآثار، و تحلّ بهم دار البوار، فاخش الجوار، فلك اليوم بالقوم اعتبار، فانّما الدّنيا متاع و الآخرة هي دار القرار شعر:
- تخرّمهم ريب المنون فلم تكنلتنفعهم جنّاتهم و الحدائق
- و لا حملتهم حين ولّوا بجمعهمنجائبهم و الصّافات السّوابق
- و راحوا عن الأموال صفرا و خلّفواذخايرهم بالرّغم منهم و فارقوا
أين من بنى القصور و الدّساكر، و هزم الجيوش و العساكر، و جمع الأموال و حاز الآثام و الجرائر، أين الملوك و الفراعنة و الأكاسرة و السّياسنة، أين العمّال و الدّهاقنة أين ذووا النواحي و الرّساتيق، و الأعلام و المناجيق، و العهود و المواثيق شعر:
- كأن لم يكونوا أهل عزّ و منعةو لا رفعت أعلامهم و المناجق
- و لا سكنوا تلك القصور التي بنواو لا اخذت منهم بعهد مواثق
- و صاروا قبورا دارسات و أصبحتمنازلهم تسفى عليه الخوافق
ما هذه الحيرة و السّبيل واضح و المشير ناصح، و الصواب لائح، عقلت فاغفلت، و عرفت فانكرت، و علمت فاهملت، هذا هو الدّاء الذي عزّ دواؤه، و المرض الذي لا يرجى شفاؤه، و الأمل الذي لا يدرك انتهاؤه، أ فأمنت الأيّام و طول الأسقام، و نزول الحمام، و اللّه يدعو إلى دار السّلام شعر:
- لقد شقيت نفس تتابع غيّهاو تصدف عن إرشادها و تفارق
- و تأمل ما لا يستطاع بحيلة (بحمله خ)و تعصيك إن خالفتها و تشاقق
- و تصغى إلى قول الغويّ و تنثنيو تعرض عن تصديق من هو صادق
فيا عاقلا راحلا، و لبيبا جاهلا، و متيقّظا غافلا، أتفرح بنعيم زائل، و سرور حائل، و رفيق خاذل، فيا أيها المفتون بعمله، الغافل عن حلول أجله، و الخائض في بحار زلله، ما هذا التقصير و قد و خطك القتير، و وافاك النذير، و إلى اللّه المصير شعر:
- طلابك أمر لا يتمّ سرورهو جهدك باستصحاب من لا يوافق
- و أنت كمن يبني بناء و غيرهيعاجله في هدمه و يسابق
- و ينسج آمالا طوا لا بعيدةو يعلم أنّ الدهر للنسج خارق
ليست الطريقة لمن ليس له الحقيقة، و لا يرجع إلى خليقة إلى كم تكدح و لا تقنع و تجمع و لا تشبع و توفر لما تجمع، و هو لغيرك مودع، ما ذا الرّأى العازب، و الرشد الغايب، و الأمل الكاذب، ستنقل عن القصور، و ربّاب الخدور، و الجذل و السّرور إلى ضيق القبور، و من دار الفناء إلى دار الحبور، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ شعر:
- فعالك هذا غرّة و جهالةو تحسب يا ذا الجهل أنك حاذق
- تظنّ بجهل منك أنك راتقو جهلك بالعقبى لدينك فائق
- توخيّك من هذا أدلّ دلالةو أوضح برهانا بأنّك مائق
عجبا لغافل عن صلاحه، مبادر إلى لذاته و أفراحه، و الموت طريده «في خ» مسائه و صباحه فيا قليل التحصيل، و يا كثير التعطيل، و يا ذا الأمل الطويل، أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ، بناؤك للخراب، و مالك للذّهاب، و أجلك إلى اقتراب شعر:
- و أنت على الدّنيا حريص مكاثركأنّك منها بالسّلامة واثق
- تحدّثك الاطماع أنّك للبقاخلقت و أنّ الدّهر خلّ موافق
- كأنّك لم تبصر اناسا ترادفتعليهم بأسباب المنون اللّواحق
هذه حالة من لا يدوم سروره، و لا تتمّ اموره، و لا يفكّ أسيره، أتفرح بمالك و نفسك و ولدك و غرسك «عرسك»، و عن قليل تصير إلى رمسك، و أنت بين طيّ و نشر، و غنى و فقر، و وفاء و غدر، فيا من القليل لا يرضيه، و الكثير لا يغنيه، اعمل ما شئت انّك ملاقيه، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ شعر:
- سيقفر بيت كنت فرحة أهلهو يهجر مثواك الصّديق المصادق
- و ينساك من صافيته و ألفتهو يجفوك ذو الودّ الصّحيح الموافق
- على ذا مضى النّاس اجتماع و فرقةو ميت و مولود و قال و وامق
افّ لدنيا لا يرقى سليمها، و لا يصحّ سقيمها، و لا يندمل كلومها، و عودها كاذبة، و سهامها غير صائبة، و آمالها خائبة، لا تقيم على حال، و لا تمتّع بوصال، و لا تسرّ بنوال شعر:
- و تلك لمن يهوى هواها مليكةتعبّده أفعالها و الطرائق
- يسرّ بها من ليس يعرف غدرهاو يسعى إلى تطلابها و يسابق
- اذا عدلت جارت على اثر عدلهافمكروهة أفعالها و الخلايق
فيا ذا السّطوة و القدرة، و المعجب بالكثرة، ما هذه الحيرة و الفترة، لك فيمن مضى عبرة، و ليؤذن الغافلون عما إليه يصيرون، إذا تحقّقت الظنون، و ظهر السّر المكنون و تندمون حين لا تقالون، ثمّ إنّكم بعد ذلك لميّتون شعر:
- سيندم فعّال على سوء فعلهو يزداد منه عند ذاك التّشاهق
- إذا عاينوا من ذي الجلال اقتدارهو ذو قوّة من كان قد ما يداقق
- هنالك تتلو كلّ نفس كتابهافيطفو ذو عدل و يرسب فاسق
إلى كم ذا التّشاغل بالتجاير و الأرباح، إلى كم ذا التّهور بالسّرور و الأفراح، و حتّام التغرير بالسّلامة في مراكب النّياح، من ذا الذي سالمه الدّهر فسالم، و من ذا الذي تاجره الزّمان فغنم، و من ذا الذي استرحم الأيّام فرحم، اعتمادك على الصّحة و السّلامة خرق، و سكونك إلى المال و الولد حمق، و الاغترار بعواقب الامور خلق، فدونك و حزم الامور، و التّيقظ ليوم النّشور، و طول اللبث في صفحات القبور، فلا تغرنّكم الحياة الدّنيا و لا يغرنّكم باللّه الغرور شعر:
- فمن صاحب الأيام سبعين حجّةفلذّاتها لا شكّ منه طوالق
- فعقبى حلاوات الزّمان مريرةو إن عذبت حينا فحينا خرابق
- و من طرفته الحادثات بويلهافلا بدّ أن تاتيه فيها الصّواعق
فما هذه الطمأنينة و أنت مزعج، و ما هذه الولوج و أنت مخرج، جمعك إلى تفريق و رفوك (و فرك خ) إلى تمزيق، و سعتك إلى ضيق، فيا أيها المفتون، و الطامع بما لا يكون، أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ شعر:
- ستندم عند الموت شرّ ندامةإذا ضمّ أعضاك الثرى و المطابق
- و عاينت أعلام المنية و الرّدىو وافاك ما تبيضّ منه المفارق
- و صرت رهينا في ضريحك مفرداو باعدك الجار القريب الملاصق
فيا من عدم رشده، و جار قصده، و نسي ورده، إلى متى تواصل بالذّنوب و أوقاتك محدودة، و أفعالك مشهودة، أ فتعول على الاعتذار، و تهمل الأعذار و الانذار، و أنت مقيم على الاصرار، و لا تحسبنّ اللّه غافلا عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار شعر:
- إذا نصب الميزان للفصل و القضاو إبليس محجاج و اخرس ناطق
- و اجّجت النيران و اشتدّ غيظهاإذا فتحت أبوابها و المغالق
- و قطّعت الأسباب من كلّ ظالميقيم على اسراره و ينافق
فقدم التّوبة، و اغسل الحوبة، فلا بدّ أن تبلغ إليك النوبة، و حسن العمل قبل حلول الأجل و انقطاع الامل، فكلّ غائب قادم، و كلّ عريب عازم (و كل غريب غارم خ)، و كلّ مفرط نادم، فاعمل للخلاص قبل القصاص، و الأخذ بالنّواص شعر:
- فانّك مأخوذ بما قد جنيتهو إنّك مطلوب بما أنت سارق
- و ذنبك إن أبغضته فمعانقو مالك ان أحببته فمفارق
- فقارب و سدّد و اتّق اللّه وحدهو لا تستقلّ الزّاد فالموت طارق
و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه، ثمّ توفّى كلّ نفس ما كسبت و هم لا يظلمون
تكملة
المستفاد من الكافي أنّ هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة و روى صدرها هناك باختلاف لما أورده السّيد هنا.
قال في الكافي في باب ما يجب من حقّ الإمام على الرّعيّة: محمّد بن يحيى العطار عن بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم عن مسعدة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا تختانوا ولاتكم، و لا تغشّوا هداتكم، و لا تجهلوا أئمتكم و لا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا و تذهب ريحكم، و على هذا فليكن تأسيس اموركم و ألزموا هذه الطريقة فانّكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، و قريبا ما يطرح الحجاب.
أصحابنا عن هارون بن مسلم عن مسعدة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا تختانوا ولاتكم، و لا تغشّوا هداتكم، و لا تجهلوا أئمتكم و لا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا و تذهب ريحكم، و على هذا فليكن تأسيس اموركم و ألزموا هذه الطريقة فانّكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، و قريبا ما يطرح الحجاب.
|