و من كلام له ع و قد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين
أَمَّا قَوْلُكُمْ أَ كُلَّ ذَلِكَ كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي دَخَلْتُ إِلَى الْمَوْتِ أَوْ خَرَجَ الْمَوْتُ إِلَيَّ وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ شَكّاً فِي أَهْلِ الشَّامِ فَوَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَ أَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وَ تَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلَالِهَا وَ إِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا من رواه أ كل ذلك بالنصب فمفعول فعل مقدر أي تفعل كل ذلك و كراهية منصوب لأنه مفعول له و من رواه أ كل ذلك بالرفع أجاز في كراهية الرفع و النصب أما الرفع فإنه يجعل كل مبتدأ و كراهية خبره و أما النصب فيجعلها مفعولا له كما قلنا في الرواية الأولى و يجعل خبر المبتدأ محذوفا و تقديره أ كل هذا مفعول أو تفعله كراهية للموت ثم أقسم إنه لا يبالي أ تعرض هو للموت حتى يموت أم جاءه الموت ابتداء من غير أن يتعرض له . و عشا إلى النار يعشو استدل عليها ببصر ضعيف قال
- متى تأته تعشو إلى ضوء نارهتجد خير نار عندها خير موقد
و هذا الكلام استعارة شبه من عساه يلحق به من أهل الشام بمن يعشو ليلا إلى النار و ذلك لأن بصائر أهل الشام ضعيفة فهم من الاهتداء بهداه ع كمن يعشو ببصر ضعيف إلى النار في الليل قال ذاك أحب إلي من أن أقتلهم على ضلالهم و إن كنت لو قتلتهم على هذه الحالة لباءوا بآثامهم أي رجعوا قال سبحانه إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ أي ترجع
من أخبار يوم صفين
لما ملك أمير المؤمنين ع الماء بصفين ثم سمح لأهل الشام بالمشاركة فيه و المساهمة رجاء أن يعطفوا إليه و استمالة لقلوبهم و إظهارا للمعدلة و حسن السيرة فيهم مكث أياما لا يرسل إلى معاوية و لا يأتيه من عند معاوية أحد و استبطأ أهل العراق إذنه لهم في القتال و قالوا يا أمير المؤمنين خلفنا ذرارينا و نساءنا بالكوفة و جئنا إلى أطراف الشام لنتخذها وطنا ائذن لنا في القتال فإن الناس قد قالوا قال لهم ع ما قالوا فقال منهم قائل إن الناس يظنون أنك تكره الحرب كراهية للموت و إن من الناس من يظن أنك في شك من قتال أهل الشام
فقال ع و متى كنت كارها للحرب قط إن من العجب حبي لها غلاما و يفعا و كراهيتي لها شيخا بعد نفاد العمر و قرب الوقت و أما شكي في القوم فلو شككت فيهم لشككت في أهل البصرة و الله لقد ضربت هذا الأمر ظهرا و بطنا فما وجدت يسعني إلا القتال أو أن أعصي الله و رسوله و لكني أستأني بالقوم عسى أن يهتدوا أو تهتدي منهم طائفة فإن رسول الله ص قال لي يوم خيبر لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس
قال نصر بن مزاحم حدثنا محمد بن عبيد الله عن الجرجاني قال فبعث علي ع إلى معاوية بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري و سعيد بن قيس الهمداني و شبث بن الربعي التميمي فقال ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله عز و جل و إلى الطاعة و الجماعة و إلى اتباع أمر الله سبحانه فقال له شبث يا أمير المؤمنين أ لا تطمعه في سلطان توليه إياه و منزلة يكون له بها أثره عندك إن هو بايعك فقال ائتوه الآن و القوه و احتجوا عليه و انظروا ما رأيه في هذا . فأتوه فدخلوا عليه فحمد أبو عمرو بن محصن الله و أثنى عليه و قال أما بعد يا معاوية فإن الدنيا عنك زائلة و إنك راجع إلى الآخرة و إن الله مجازيك بعملك و محاسبك بما قدمت يداك و إنني أنشدك الله ألا تفرق جماعة هذه الأمة و ألا تسفك دماءها بينها فقطع معاوية عليه الكلام و قال فهلا أوصيت صاحبك فقال سبحان الله إن صاحبي لا يوصى إن صاحبي ليس مثلك صاحبي أحق الناس بهذا الأمر في الفضل و الدين و السابقة في الإسلام و القرابة من الرسول قال معاوية فتقول ما ذا قال أدعوك إلى تقوى ربك و إجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق فإنه أسلم لك في دينك و خير لك في عاقبة أمرك قال و يطل دم عثمان لا و الرحمن لا أفعل ذلك أبدا .
فذهب سعيد بن قيس يتكلم فبدره شبث بن الربعي فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا معاوية قد فهمت ما رددت على ابن محصن إنه لا يخفى علينا ما تقر و ما تطلب إنك لا تجد شيئا تستغوي به الناس و لا شيئا تستميل به أهواءهم و تستخلص به طاعتهم إلا أن قلت لهم قتل إمامكم مظلوما فهلموا نطلب بدمه فاستجاب لك سفهاء طغام رذال و قد علمنا أنك أبطأت عنه بالنصر و أحببت له القتل لهذه المنزلة التي تطلب و رب مبتغ أمرا و طالب له يحول الله دونه و ربما أوتي المتمني أمنيته و ربما لم يؤتها و و الله ما لك في واحدة منهما خير و الله لئن أخطأك ما ترجو أنك لشر العرب حالا و لئن أصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق صلى النار فاتق الله يا معاوية و دع ما أنت عليه و لا تنازع الأمر أهله .
فحمد معاوية الله و أثنى عليه و قال أما بعد فإن أول ما عرفت به سفهك و خفة حلمك قطعك على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه ثم عتبت بعد فيما لا علم لك به و لقد كذبت و لؤمت أيها الأعرابي الجلف الجافي في كل ما وصفت و ذكرت انصرفوا من عندي فإنه ليس بيني و بينكم إلا السيف . و غضب فخرج القوم و شبث يقول أ علينا تهول بالسيف أما و الله لنجعلنه إليك فأتوا عليا ع فأخبروه بالذي كان من قوله و ذلك في شهر ربيع الآخر . قال نصر و خرج قراء أهل العراق و قراء أهل الشام فعسكروا ناحية صفين ثلاثين ألفا .
قال و عسكر علي ع على الماء و عسكر معاوية فوقه على الماء أيضا و مشت القراء فيما بين علي ع و معاوية منهم عبيدة السلماني و علقمة بن قيس النخعي و عبد الله بن عتبة و عامر بن عبد القيس و قد كان في بعض تلك السواحل فانصرف إلى عسكر علي ع فدخلوا على معاوية فقالوا يا معاوية ما الذي تطلب قال أطلب بدم عثمان قالوا ممن تطلب بدم عثمان قال أطلبه من علي قالوا و علي قتله قال نعم هو قتله و آوى قتلته فانصرفوا من عنده فدخلوا على علي ع فقالوا إن معاوية يزعم أنك قتلت عثمان قال اللهم لكذب فيما قال لم أقتله . فرجعوا إلى معاوية فأخبروه فقال لهم إنه إن لم يكن قتله بيده فقد أمر و مالأ فرجعوا إلى علي فقالوا إن معاوية يزعم أنك إن لم تكن قلت بيدك فقد أمرت و مالأت على قتل عثمان فقال اللهم لكذب فيما قال فرجعوا إلى معاوية فقالوا إن عليا يزعم أنه لم يفعل فقال معاوية إن كان صادقا فليقدنا من قتلة عثمان فإنهم في عسكره و جنده و أصحابه و عضده فرجعوا إلى علي ع فقالوا إن معاوية يقول لك إن كنت صادقا فادفع إلينا قتلة عثمان أو مكنا منهم فقال لهم إن القوم تأولوا عليه القرآن و وقعت الفرقة فقتلوه في سلطانه و ليس على ضربهم قود فخصم علي معاوية .
قلت على ضربهم هاهنا على مثلهم يقال زيد ضرب عمرو و من ضربه أي مثله و من صنفه و لا أدري لم عدل ع عن الحجة بما هو أوضح من هذا الكلام و هو أن يقول إن الذين باشروا قتله بأيديهم كانوا اثنين و هما قتيرة بن وهب و سودان بن حمران و كلاهما قتل يوم الدار قتلهما عبيد عثمان و الباقون الذين هم جندي و عضدي كما تزعمون لم يقتلوا بأيديهم و إنما أغروا به و حصروه و أجلبوا عليه و هجموا على داره كمحمد بن أبي بكر و الأشتر و عمرو بن الحمق و غيرهم و ليس على مثل هؤلاء قود . قال نصر فقال لهم معاوية إن كان الأمر كما تزعمون فلم ابتز الأمر دوننا على غير مشورة منا و لا ممن هاهنا معنا فقال علي ع إن الناس تبع المهاجرين و الأنصار و هم شهود للمسلمين في البلاد على ولاتهم و أمراء دينهم فرضوا بي و بايعوني و لست أستحل أن أدع ضرب معاوية يحكم بيده على الأمة و يركبهم و يشق عصاهم . فرجعوا إلى معاوية فأخبروه بذلك فقال ليس كما يقول فما بال من هاهنا من المهاجرين و الأنصار لم يدخلوا في هذا الأمر و يؤامروا فيه . فانصرفوا إلى علي ع فأخبروه بقوله فقال ويحكم هذا للبدريين دون الصحابة ليس في الأرض بدري إلا و قد بايعني و هو معي أو قد قام و رضي فلا يغرنكم معاوية من أنفسكم و دينكم . قال نصر فتراسلوا بذلك ثلاثة أشهر ربيع الآخر و جماديين و هم مع ذلك يفزعون الفزعة فيما بينهما فيزحف بعضهم إلى بعض و تحجز القراء بينهم . قال فزعوا في ثلاثة أشهر خمسا و ثمانين فزعة كل فزعة يزحف بعضهم إلى بعض و تحجز القراء بينهم لا يكون بينهم قتال . قال نصر و خرج أبو أمامة الباهلي و أبو الدرداء فدخلا على معاوية و كانا معه فقالا يا معاوية علام تقاتل هذا الرجل فو الله لهو أقدم منك إسلاما و أحق بهذاالأمر و أقرب من رسول الله ص فعلام تقاتله فقال أقاتله على دم عثمان و إنه آوى قتلته فقولوا له فليقدنا من قتلته و أنا أول من بايعه من أهل الشام . فانطلقوا إلى علي ع فأخبروه بقول معاوية فقال إنما يطلب الذين ترون فخرج عشرون ألفا أو أكثر متسربلين الحديد لا يرى منهم إلا الحدق فقالوا كلنا قتله فإن شاءوا فليروموا ذلك منا فرجع أبو أمامة و أبو الدرداء فلم يشهدا شيئا من القتال . قال نصر حتى إذا كان رجب و خشي معاوية أن يتابع القراء عليا ع أخذ في المكر و أخذ يحتال للقراء لكيما يحجموا و يكفوا حتى ينظروا . قال فكتب في سهم من عبد الله الناصح إني أخبركم أن معاوية يريد أن يفجر عليكم الفرات فيغرقكم فخذوا حذركم ثم رمى بالسهم في عسكر علي ع فوقع السهم في يد رجل فقرأه ثم أقرأه صاحبه فلما قرأه و قرأته الناس و أقرأه من أقبل و أدبر قالوا هذا أخ لنا ناصح كتب إليكم يخبركم بما أراد معاوية فلم يزل السهم يقرأ و يرتفع حتى رفع إلى علي ع و قد بعث معاوية مائتي رجل من العملة إلى عاقول من النهر بأيديهم المرور و الزبل يحفرون فيها بحيال عسكر علي ع فقال علي ع ويحكم إن الذي يعالج معاوية لا يستقيم له و لا يقوى عليه إنما يريد أن يزيلكم عن مكانكم فانتهوا عن ذلك فقالوا له لا ندعهم و الله يحفرون فقال علي ع لا تكونوا ضعفى ويحكم لا تغلبوني على رأيي فقالوا و الله لنرتحلن فإن شئت فارتحل و إن شئت فأقم فارتحلوا و صعدوا بعسكرهم مليا و ارتحل علي ع في أخريات الناس و هو يقول
- فلو أني أطعت عصمت قوميإلى ركن اليمامة أو شمام
- و لكني متى أبرمت أمرامنيت بخلف آراء الطغام
قال و ارتحل معاوية حتى نزل معسكر علي ع الذي كان فيه فدعا علي ع الأشتر فقال أ لم تغلبني على رأيي أنت و الأشعث فدونكما فقال الأشعث أنا أكفيك يا أمير المؤمنين سأداوي ما أفسدت اليوم من ذلك فجمع كندة فقال لهم يا معشر كندة لا تفضحوني اليوم و لا تخزوني فإني إنما أقارع بكم أهل الشام فخرجوا معه رجاله يمشون و بيده رمح له يلقيه على الأرض و يقول امشوا قيد رمحي هذا فيمشون فلم يزل يقيس لهم الأرض برمحه و يمشون معه رجاله حتى لقي معاوية وسط بني سليم واقفا على الماء و قد جاءه أداني عسكره فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعة و انتهى أوائل أهل العراق فنزلوا و أقبل الأشتر في خيل من أهل العراق فحمل على معاوية و الأشعث يحارب في ناحية أخرى فانحاز معاوية في بني سليم فرد وجوه إبله قدر ثلاثة فراسخ ثم نزل و وضع أهل الشام أثقالهم و الأشعث يهدر و يقول أرضيتك يا أمير المؤمنين ثم تمثل بقول طرفة بن العبد
- ففداء لبني سعد علىما أصاب الناس من خير و شر
- ما أقلت قدماي إنهم نعم الساعون في الحي الشطر
- و لقد كنت عليكم عاتبافعقبتم بذنوب غير مر
- كنت فيكم كالمغطى رأسهفانجلى اليوم قناعي و خمر
- سادرا أحسب غيي رشدافتناهيت و قد صابت بقر
و قال الأشتر يا أمير المؤمنين قد غلب الله لك على الماء فقال علي ع أنتما كما قال الشاعر
- تلاقين قيسا و أشياعهفيوقد للحرب نارا فنارا
- أخو الحرب إن لقحت بازلاسما للعلا و أجل الخطارا
قال نصر فكان كل واحد من علي و معاوية يخرج الرجل الشريف في جماعة فيقاتل مثله و كانوا يكرهون أن يتزاحفوا بجميع الفيلق مخافة الاستئصال و الهلاك فاقتتل الناس ذا الحجة كله فلما انقضى تداعوا إلى أن يكف بعضهم عن بعض إلى أن ينقضي المحرم لعل الله أن يجري صلحا أو إجماعا فكف الناس في المحرم بعضهم عن بعض . قال نصر حدثنا عمر بن سعد عن أبي المجاهد عن المحل بن خليفة قال لما توادعوا في المحرم اختلفت الرسل فيما بين الرجلين رجاء الصلح فأرسل علي ع إلى معاوية عدي بن حاتم الطائي و شبث بن ربعي التميمي و يزيد بن قيس و زياد بن خصفة فلما دخلوا عليه حمد الله تعالى عدي بن حاتم الطائي و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإنا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله فيه كلمتنا و أمتنا و يحقن به دماءالمسلمين ندعوك إلى أفضل الناس سابقة و أحسنهم في الإسلام آثارا و قد اجتمع إليه الناس و قد أرشدهم الله بالذي رأوا و أتوا فلم يبق أحد غيرك و غير من معك فانته يا معاوية من قبل أن يصيبك الله و أصحابك بمثل يوم الجمل . فقال له معاوية كأنك إنما جئت مهددا و لم تأت مصلحا هيهات يا عدي إني لابن حرب ما يقعقع لي بالشنان أما و الله إنك من المجلبين على عثمان و إنك لمن قتلته و إني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله . فقال له شبث بن ربعي و زياد بن خصفة و تنازعا كلاما واحدا أتيناك فيما يصلحنا و إياك فأقبلت تضرب لنا الأمثال دع ما لا ينفع من القول و الفعل و أجبنا فيما يعمنا و إياك نفعه .
و تكلم يزيد بن قيس الأرحبي فقال إنا لم نأتك إلا لنبلغك ما بعثنا به إليك و لنؤدي عنك ما سمعنا منك و لم ندع أن ننصح لك و أن نذكر ما ظننا أن لنا عليك به حجة أو أنه راجع بك إلى الألفة و الجماعة إن صاحبنا من قد عرفت و عرف المسلمون فضله و لا أظنه يخفى عليك إن أهل الدين و الفضل لا يعدلونك بعلي و لا يميلون بينك و بينه فاتق الله يا معاوية و لا تخالف عليا فإنا و الله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى و لا أزهد في الدنيا و لا أجمع لخصال الخير كلها منه . فحمد الله معاوية و أثنى عليه و قال أما بعد فإنكم دعوتم إلى الجماعة و الطاعة فأما الجماعة التي دعوتم إليها فنعما هي و أما الطاعة لصاحبكم فإنا لا نراها إن صاحبكم قتل خليفتنا و فرق جماعتنا و آوى ثأرنا و قتلتنا و صاحبكم يزعم أنه لم يقتله فنحن لا نرد ذلك عليه أ رأيتم قتلة صاحبنا أ لستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبكم فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به و نحن نجيبكم إلى الطاعة و الجماعة . فقال له شبث بن ربعي أ يسرك بالله يا معاوية إن أمكنت من عمار بن ياسر فقتلته قال و ما يمنعني من ذلك و الله لو أمكنني صاحبكم من ابن سمية ما قتلته بعثمان و لكني كنت أقتله بنائل مولى عثمان . فقال شبث و إله السماء ما عدلت معدلا و لا و الذي لا إله إلا هو لا تصل إلى قتل ابن ياسر حتى تندر الهام عن كواهل الرجال و تضيق الأرض الفضاء عليك برحبها . فقال معاوية إنه إذا كان ذلك كانت عليك أضيق . ثم رجع القوم عن معاوية فبعث إلى زياد بن خصفة من بينهم فأدخل عليه فحمد معاوية الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد يا أخا ربيعة فإن عليا قطع أرحامنا و قتل إمامنا و آوى قتلة صاحبنا و إني أسألك النصرة بأسرتك و عشيرتك و لك علي عهد الله و ميثاقه إذا ظهرت أن أوليك أي المصرين أحببت . قال أبو المجاهد فسمعت زياد بن خصفة يحدث بهذا الحديث . قال فلما قضى معاوية كلامه حمدت الله و أثنيت عليه ثم قلت أما بعد فإني لعلى بينة من ربي و بما أنعم علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ثم قمت . فقال معاوية لعمرو بن العاص و كان إلى جانبه ما لهم عضبهم الله ما قلبهم إلا قلب رجل واحد . قال نصر و حدثنا سليمان بن أبي راشد عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود قال بعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري إلى علي بن أبي طالب ع و بعث معه شرحبيل بن السمط و معن بن يزيد بن الأخنس السلمي فدخلوا على علي ع فتكلم حبيب بن مسلمة فحمد الله و أثنى عليه و قال أما بعد فإن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا يعمل بكتاب الله و يثيب إلى أمر الله فاستسقلتم حياته و استبطأتم وفاته فعدوتم عليه فقتلتموه فادفع إلينا قتلة عثمان نقتلهم به فإن قلت إنك لم تقتله فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم هذا شورى بينهم يولي الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم . فقال له علي و ما أنت لا أم لك و الولاية و العزل و الدخول في هذا الأمر اسكت فإنك لست هناك و لا بأهل لذاك فقام حبيب بن مسلمة و قال أما و الله لتريني حيث تكره فقال له ع و ما أنت و لو أجلبت بخيلك و رجلك اذهب فصوب و صعد ما بدا لك فلا أبقى الله عليك إن أبقيت . فقال شرحبيل بن السمط إن كلمتك فلعمري ما كلامي لك إلا نحو كلام صاحبي فهل لي عندك جواب غير الجواب الذي أجبته به فقال نعم قال فقله
فحمد الله علي ع و أثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا ص فأنقذ به من الضلالة و نعش به من الهلكة و جمع به بعد الفرقة ثم قبضه الله إليه و قد أدى ما عليه فاستخلف الناس أبا بكر ثم استخلف أبو بكر عمر فأحسنا السيرة و عدلا في الأمة و وجدناعليهما أن توليا الأمر دوننا و نحن آل الرسول و أحق بالأمر فغفرنا ذلك لهما ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه فسار إليه ناس فقتلوه ثم أتاني الناس و أنا معتزل أمرهم فقالوا لي بايع فأبيت عليهم فقالوا لي بايع فإن الأمة لا ترضى إلا بك و إنا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس فبايعتهم فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعا و خلاف معاوية إياي الذي لم يجعل الله له سابقة في الدين و لا سلف صدق في الإسلام طليق ابن طليق و حزب من الأحزاب لم يزل لله و لرسوله و للمسلمين عدوا هو و أبوه حتى دخلا في الإسلام كارهين مكرهين فيا عجبا لكم و لإجلابكم معه و انقيادكم له و تدعون آل بيت نبيكم الذين لا ينبغي لكم شقاقهم و لا خلافهم و لا تعدلوا بهم أحدا من الناس إني أدعوكم إلى كتاب ربكم و سنة نبيكم و إماتة الباطل و إحياء معالم الدين أقول قولي هذا و أستغفر الله لنا و لكل مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة
فقال له شرحبيل و معن بن يزيد أ تشهد أن عثمان قتل مظلوما فقال لهما إني لا أقول ذلك قالا فمن لم يشهد أن عثمان قتل مظلوما فنحن برآء منه ثم قاما فانصرفا .
فقال علي ع إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَ ما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ثم أقبل على أصحابه فقال لا يكن هؤلاء في ضلالتهم بأولى بالجد منكم في حقكم و طاعة إمامكم
ثم مكث الناس متوادعين إلى انسلاخ المحرم فلما انسلخ المحرم و استقبل الناس صفرا من سنة سبع و ثلاثين بعث علي ع نفرا من أصحابه حتى إذا كانوامن معسكر معاوية بحيث يسمعونهم الصوت قام مرثد بن الحارث الجشمي فنادى عند غروب الشمس يا أهل الشام إن أمير المؤمنين عليا و أصحاب رسول الله ص يقولون لكم إنا لم نكف عنكم شكا في أمركم و لا إبقاء عليكم و إنما كففنا عنكم لخروج المحرم و قد انسلخ و إنا قد نبذنا إليكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين . قال فتحاجز الناس و ثاروا إلى أمرائهم . قال نصر فأما رواية عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الزبير أن نداء مرثد بن الحارث الجشمي كانت صورته يا أهل الشام ألا إن أمير المؤمنين يقول لكم إني قد استدمتكم و استأنيت بكم لتراجعوا الحق و تثوبوا إليه و احتججت عليكم بكتاب الله و دعوتكم إليه فلم تتناهوا عن طغيان و لم تجيبوا إلى حق و إني قد نبذت إليكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين . قال فثار الناس إلى أمرائهم و رؤسائهم . قال نصر و خرج معاوية و عمرو بن العاص يكتبان الكتائب و يعبيان العساكر و أوقدوا النيران و جاءوا بالشموع و بات علي ع تلك الليلة كلها يعبئ الناس و يكتب الكتائب و يدور في الناس و يحرضهم .
قال نصر حدثنا عمر بن سعد بإسناده عن عبد الله بن جندب عن أبيه أن عليا ع كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوه فيقول لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم فهي حجة أخرى لكم عليهم فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا و لا تجهزوا على جريح و لا تكشفوا عورة و لا تمثلوا بقتيل فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا و لا تدخلوا دارا إلا بإذن و لا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم و لا تهيجوا امرأة و إن شتمن أعراضكم و تناولن أمراءكم و صلحاءكم فإنهن ضعاف القوى و الأنفس و العقول و لقد كنا و إنا لنؤمر بالكف عنهن و هن مشركات و إن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد فيعير بها عقبه من بعده
قال نصر و حدثنا عمر بن سعد عن إسماعيل بن يزيد يعني ابن أبي خالد عن أبي صادق أن عليا ع حرض الناس في حروبه فقال عباد الله اتقوا الله و غضوا أبصاركم و اخفضوا الأصوات و أقلوا الكلام و وطنوا أنفسكم على المنازلة و المجاولة و المبارزة و المعانقة و فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ اللهم ألهمهم الصبر و أنزل عليهم النصر و أعظم لهم الأجر
. قال نصر و كان ترتيب عسكر علي ع بموجب ما رواه لنا عمرو بن شمر عن جابر عن محمد بن علي و زيد بن حسن و محمد بن عبد المطلب أنه جعل على الخيل عمار بن ياسر و على الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي و دفع اللواءإلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري و جعل على الميمنة الأشعث بن قيس و على الميسرة عبد الله بن العباس و جعل على رجالة الميمنة سليمان بن صرد الخزاعي و على رجالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي و جعل القلب مضر الكوفة و البصرة و جعل على ميمنة القلب اليمن و على ميسرته ربيعة و عقد ألوية القبائل فأعطاها قوما منهم بأعيانهم و جعلهم رؤساءهم و أمراءهم و جعل على قريش و أسد و كنانة عبد الله بن عباس و على كندة حجر بن عدي الكندي و على بكر البصرة الحصين بن المنذر الرقاشي و على تميم البصرة الأحنف بن قيس و على خزاعة عمرو بن الحمق و على بكر الكوفة نعيم بن هبيرة و على سعد البصرة و ربابها جارية بن قدامة السعدي و على بجيلة رفاعة بن شداد و على ذهل الكوفة رويما الشيباني أو يزيد بن رويم و على عمرو البصرة و حنظلتها أعين بن ضبيعة و على قضاعة و طيئ عدي بن حاتم الطائي و على لهازم الكوفة عبد الله بن حجل العجلي و على تميم الكوفة عمير بن عطارد و على الأزد و اليمن جندب بن زهير و على ذهل البصرة خالد بن المعمر السدوسي و على عمرو الكوفة و حنظلتها شبث بن ربعي و على همدان سعيد بن قيس و على لهازم البصرة حريث بن جابر الجعفي و على سعد الكوفة و ربابها الطفيل أبا صريمة و على مذحج الأشتر بن الحارث النخعي و على عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان و على عبد القيس البصرة عمرو بن حنظلة و على قيس الكوفة عبد الله بن الطفيل البكائي و على قريش البصرة الحارث بن نوفل الهاشمي و على قيس البصرة قبيصة بن شداد الهلالي و على اللفيف من القواصي القاسم بن حنظلة الجهني .
و أما معاوية فاستعمل على الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب و على الرجالة مسلم بن عقبة المري و جعل على الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاص و على الميسرة حبيب بن مسلمة الفهري و أعطى اللواء عبد الرحمن بن خالد بن الوليد و جعل على أهل دمشق و هم القلب الضحاك بن قيس الفهري و على أهل حمص و هم الميمنة ذا الكلاع الحميري و على أهل قنسرين و هم في الميمنة أيضا زفر بن الحارث الكلابي و على أهل الأردن و هم الميسرة سفيان بن عمرو أبا الأعور السلمي و على أهل فلسطين و هم في الميسرة أيضا مسلمة بن مخلد و على رجالة أهل دمشق بسر بن أبي أرطاة العامري بن لؤي بن غالب و على رجالة أهل حمص حوشبا ذا ظليم و على رجالة قيس طريف بن حابس الألهاني و على رجالة الأردن عبد الرحمن بن قيس القيني و على رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي و على رجالة قيس دمشق همام بن قبيصة و على قضاعة حمص و إيادها بلال بن أبي هبيرة الأزدي و حاتم بن المعتمر الباهلي و على رجالة الميمنة حابس بن سعيد الطائي و على قضاعة دمشق حسان بن بحدل الكلبي و على قضاعة عباد بن يزيد الكلبي و على كندة دمشق حسان بن حوي السكسكي و على كندة حمص يزيد بن هبيرة السكوني و على سائر اليمن يزيد بن أسد البجلي و على حمير و حضرموت اليمان بن غفير و على قضاعة الأردن حبيش بن دلجة القيني و على كنانة فلسطين شريكا الكناني و على مذحج الأردن المخارق بن الحارث الزبيدي و على جذام فلسطين و لخمها ناتل بن قيس الجذامي و على همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني و على الخثعم حمل بن عبد الله الخثعمي و على غسان الأردن يزيد بن الحارث و على جميع القواصي القعقاع بن أبرهة الكلاعي أصيب في المبارزة أول يوم تراءت فيه الفئتان .
قال نصر فأما رواية الشعبي التي رواها عنه إسماعيل بن أبي عميرة فإن علياع بعث على ميمنته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي و على ميسرته عبد الله بن العباس و على خيل الكوفة الأشتر و على البصرة سهل بن حنيف و على رجالة الكوفة عمار بن ياسر و على رجالة أهل البصرة قيس بن سعد كان قد أقبل من مصر إلى صفين و جعل معه هاشم بن عتبة و جعل مسعود بن فدكي التميمي على قراء أهل البصرة و أما قراء أهل الكوفة فصاروا إلى عبد الله بن بديل و عمار بن ياسر . قال نصر و أما ترتيب عسكر الشام فيما رواه لنا عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم مولى يزيد بن معاوية فإن معاوية بعث على ميمنته ذا الكلاع و على ميسرته حبيب بن مسلمة الفهري و على مقدمته من يوم أقبل من دمشق أبا الأعور السلمي و كان على خيل دمشق كلها عمرو بن العاص و معه خيول أهل الشام بأسرها و جعل مسلم بن عقبة المري على رجالة دمشق و الضحاك بن قيس على سائر الرجالة بعد . قال نصر و تبايع رجال من أهل الشام على الموت و تحالفوا عليه و عقلوا أنفسهم بالعمائم و كانوا صفوفا خمسة معقلين كانوا يخرجون فيصطفون أحد عشر صفا و يخرج أهل العراق فيصطفون أحد عشر صفا أيضا . قال نصر فخرجوا أول يوم من صفر من سنة سبع و ثلاثين و هو يوم الأربعاء فاقتتلوا و على من خرج يومئذ من أهل الكوفة الأشتر و على أهل الشام حبيب بن مسلمة فاقتتلوا قتالا شديدا جل النهار ثم تراجعوا و قد انتصف بعضهم من بعض ثم خرج في اليوم الثاني هاشم بن عتبة في خيل و رجال حسن عددها و عدتها فخرج إليه من أهل الشام أبو الأعور السلمي فاقتتلوا يومهم ذلك تحمل الخيل على الخيل و الرجال على الرجال . ثم انصرفوا و قد صبر القوم بعضهم لبعض و خرج في اليوم الثالث عمار بن ياسر و خرج إليه عمرو بن العاص فاقتتل الناس كأشد قتال كان و جعل عمار يقول يا أهل الشام أ تريدون أن تنظروا إلى من عادى الله و رسوله و جاهدهما و بغى على المسلمين و ظاهر المشركين فلما أراد الله أن يظهر دينه و ينصر رسوله أتى إلى النبي ص فأسلم و هو و الله فيما يرى راهب غير راغب ثم قبض الله رسوله و إنا و الله لنعرفه بعداوة المسلم و مودة المجرم ألا و إنه معاوية فقاتلوه و العنوه فإنه ممن يطفئ نور الله و يظاهر أعداء الله . قال و كان مع عمار زياد بن النضر على الخيل فأمره أن يحمل في الخيل فحمل فصبروا له و شد عمار في الرجالة فأزال عمرو بن العاص عن موقفه و بارز يومئذ زياد بن النضر أخا له من بني عامر يعرف بمعاوية بن عمرو العقيلي و أمهما هند الزبيدية فانصرف كل واحد منهما عن صاحبه بعد المبارزة سالما و رجع الناس يومهم ذلك .
قال نصر و حدثني أبو عبد الرحمن المسعودي قال حدثني يونس بن الأرقم عمن حدثه من شيوخ بكر بن وائل قال كنا مع علي ع بصفين فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح فقال ناس هذا لواء عقده له رسول الله ص فلم يزالوا يتحدثون حتى وصل ذلك إلى علي ع فقال أ تدرون ما أمر هذا اللواء إن عدو الله عمرا أخرج له رسول الله ص هذه الشقة فقال من يأخذها بما فيها فقال عمرو و ما فيها يا رسول الله قال فيها ألا تقاتل بها مسلما و لا تقربها من كافر فأخذها فقد و الله قربها من المشركين و قاتل بها اليوم المسلمين و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكنهم استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه
و روى نصر عن أبي عبد الرحمن المسعودي عن يونس بن الأرقم عن عوف بن عبد الله عن عمرو بن هند البجلي عن أبيه قال لما نظر علي ع إلى رايات معاوية و أهل الشام قال و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم لنا إلا أنهم لم يتركوا الصلاة
و روى نصر عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال لما كان قتال صفين قال رجل لعمار يا أبا اليقظان أ لم يقل رسول الله ص قاتلوا الناس حتى يسلموا فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم و أموالهم قال بلى و لكن و الله ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعوانا
. و روى نصر عن عبد العزيز عن حبيب بن أبي ثابت عن منذر الثوري قال قال محمد بن الحنفية لما أتاهم رسول الله ص من أعلى الوادي و من أسفله و ملأ الأودية كتائب يعني يوم فتح مكة استسلموا حتى وجدوا أعوانا .
و روى نصر عن الحكم بن ظهير عن إسماعيل عن الحسن قال و حدثنا الحكم أيضا عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه
فقال الحسن فو الله ما فعلوا و لا أفلحوا
|