دانشنامه پژوهه بزرگترین بانک مقالات علوم انسانی و اسلامی

خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 : وصف رستاخيز

خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 موضوع "وصف رستاخيز" را بررسی می کند.
No image
خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 : وصف رستاخيز

موضوع خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4

متن خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4

4 وصف رستاخيز

متن خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4

بعد الموت البعث

حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ أُرْعِدَتِ الْأَسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ

ترجمه مرحوم فیض

پس هر گاه (بر اثر مرگ خلائق) رشته كارها از هم گسيخت و روزگار سپرى گرديد و انگيختن مردم نزديك شد (قيامت بر پا گرديد) خداوند آنان را از ميان قبرها و آشيانه پرندگان (اگر آنها را خورده باشند) و لانه درندگان (اگر ايشان را طعمه خود كرده باشند) و ميدانهاى جنگ (اگر كشته شده باشند) بيرون مى آورد،در حالتى كه آماده انجام امر و فرمان حقّ تعالى بوده بسوى معاد و جاى بازگشت كه خداوند براى آنها قرار داده بسرعت و تندى مى روند، گروهى ساكت و خاموش و ايستاده در صفّ مى باشند (كه بر نشستن و سخن گفتن توانائى ندارند) بينائى خداوند به همه آنان احاطه دارد (گفتار و كردار هيچيك از آنها در دنيا بر خداوند پوشيده نيست) و (چون براى حساب خوانده شوند) منادى صداى خود را بهمه مى شنواند، لباس خضوع و فروتنى و فرمانبردارى و ذلّت و خوارى (بر اثر هول و ترس آنروز) بر آنها پوشيده شود، در آنروز مكر و حيله (كه در دنيا براى نجات از گرفتاريها بكار برده مى شد) بكار نيايد، و آرزو و بريده گردد، و (از ترس عذاب) دلها افسرده و غمگين باشد، و صداها با خشوع و فروتنى مخفى و آهسته گردد، و دهان پر از عرق ميشود (مانند لجام كه بدهان اسب باشد) و ترس (از كيفر گناهان) بى اندازه است و از هيبت صداى منادى براى تمييز حقّ از باطل و جزاى خير و شرّ و عقاب و كيفر و بخشيدن ثواب و پاداش، گوشها به لرزه در آيد.

ترجمه مرحوم شهیدی

تا آن گاه كه جهان سرآيد، و بانگ نيستى بر آيد. رشته كارها گسسته گردد و بناى روزگار درهم شكسته. - چون نوبت خفتن به سر رسد- و رستاخيز در رسد، آنان را از شكاف گورها، و- دل مورها- ، و لانه پرندگان و كنام درندگان، - و درون مغاك- و افكندن جاى هلاك بيرون آرد. شتابان، فرمان او را نيوشا، در رفتن به بازگشتگاه او، كوشا. خاموش و دسته دسته بر پا و خدا به ديده قدرت بر همه بينا، و آنان بانگ خواننده را شنوا. لباس فروتنى بر بدن، طوق بندگى و خوارى بر گردن، چاره اى پيش پا نديده، رشته اميد بريده، دلها از اندوه لرزان بانگها فرو داشته، آهسته سخن گويان، عرق از سر و روى برگردن ريزان، پر بيم و به خود لرزان، كه به آوايى درشت آنان را به حساب مى خوانند، تا جزاى هر يك را بدو رسانند، و تلخى كيفر يا شيرينى پاداش را به وى چشانند.

ترجمه مرحوم خویی

تا آنكه چون بريده شود كارها و بسر آيد روزگارها و نزديك شود زنده شدن مردها، خارج مى نمايد ايشان را خداى تبارك و تعالى از ميانهاى قبرها و از آشيان هاى مرغ ها و ماواهاى درنده ها و محل افتادن و هلاكشدن آنها، در حالتى كه شتابان باشند بسوى أمر پروردگار سرعت كننده باشند بمعاد آفريدگار جمع شوندگان ساكت شدگان ايستادگان صف كشيدگان. نافذ مى شود در ايشان نظر ربّ الارباب مى شنواند ايشان را خواننده بسوى فصل خطاب، بر ايشانست لباس خضوع و فروتنى و زارى تسليم و خوارى بتحقيق كه كم شده باشد در آن روز حيل ها و بريده شود آرزوها.

و خالى مى شود قلبها از فرح و سرور در حالتي كه ساكت باشند و ترسان باشد صوتها در حالتي كه نهان باشند و رسيده شود عرق بدهان و بزرگ شود ترس از گناهان و مضطرب مى باشد گوشها بجهت زجر و هيبت صوت ندا كننده بسوى حكم و خطاب فاصل در ميان حق و باطل و به عوض دادن جزا به آن چه كرده اند از خير و شر در دنيا، و گرفتار شدن حذرناك عذاب و عقاب و عطا كردن أصناف ثواب.

شرح ابن میثم

الفصل الرابع: في الإشارة إلى ما يلحق الناس بعد الموت من أحوال القيامة تذكيرا لهم.

قوله: حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ- وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ- أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ- وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ- مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً- يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي- عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ- قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً- وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً- وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ أُرْعِدَتِ الْأَسْمَاعُ- لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ- وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ

اللغة

أقول: تصرّمت: تقضّت. و أزف: دنا. و الضرائح: جمع ضريح. و هو الشقّ في

وسط القبر. و أوكار الطيور: أعشاشها. و أوجرة: جمع و جار و هو بيت السبع. مهطعين: مقبلين. و رعيلا: مجتمعين. اللبوس: ما يلبس. و الضرع: الخضوع و الانكسار. و كاظمة: ساكنة. و الهينمة: صوت خفىّ. و ألجم العرق: بلغ الفم فصار كاللجام. و الشفق: الإشفاق و هو الخوف. و الزبرة: الانتهار. و المقايضة: المعاوضة. و النكال: تنويع العقوبة.

المعنى

و اعلم أنّه قد تطابقت ألسنة الأنبياء و الرسل عليهم السّلام على القول بالمعاد الجسمانىّ، و نطق به الكتاب العزيز كقوله تعالى يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ«» الاية و نحوه، و اتّفق المسلمون على القول به، و أمّا الحكماء فالمشهور من مذهبهم منع المعاد الجسمانىّ بناء على أنّ المعدوم لا يعاد بعينه لامتناع عود أسبابه بأعيانها من الوقت و الدورة الفلكيّة المعينّة و غيرهما. و ربّما قال بعض حكماء الإسلام بجواز عود المثل و ربّما قلّد بعضهم ظاهر الشريعة في أمر المعاد الجسمانىّ و إثبات السعادة و الشقاوة البدنيّة مع الروحانيّة، و قال الرئيس أبو علىّ بن سينا في كتاب الشفاء ما هذه حكاية ألفاظه: «يجب أن يعلم أنّ المعاد منه ما هو المقبول من الشرع و لا سبيل إلى إثباته إلّا من طريق الشريعة و تصديق خبر النبوّة و هو الّذي للبدن عند البعث و خيرات البدن و شروره معلومة لا تحتاج أن تعلم. و قد بسطت الشريعة الحقة الّتى أتانا بها سيّدنا و مولانا محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم حال السعادة و الشقاوة اللتين بحسب البدن، و منه ما هو مدرك بالعقل و القياس البرهانىّ، و قد صدّقه النبوّة و هو السعادة و الشقاوة البالغتان الثابتتان بالمقاييس اللتان للأنفس و إن كانت الأوهام منّا يقصر عن تصوّرها الآن لما توضح من العلل، و الحكماء الالهيّون رغبتهم في إصابة هذه السعادة أعظم من رغبتهم في إصابة السعادة البدنيّة بل كأنّهم لا يلتفتون إلى تلك و إن اعطوها و لا يستعظمونها في جنبة هذه السعادة الّتى هى مقاربة الحقّ الأوّل» و اعلم أنّ الّذي ذكره عليه السّلام هنا صريح في إثبات المعاد الجسمانىّ و لواحقه.

فقوله: أخرجهم من ضرايح القبور و أوكار الطيور و أوجرة السباع و مطارح المهالك.

إشارة إلى جمعه لأجزاء أبدان الناس بعد تشذّ بها و تفرّقها فيخرج من كان قبر

من ضريح قبره و من كان اكيل طير أو سبع أو مقتولا في مطرح الهلاك من معركة الحرب أو غيرها أخرجه من ذلك المكان و جمع أجزاءه و ألّف بينها.

فإن قلت: إذا أكل إنسان إنسانا و اغتذى به فصارت أجزاء بدنه أجزاء بدن آكله فكيف يمكن إعادتهما لأنّ تلك الأجزاء في أيّ بدن منهما اعيدت لزم نقصان الآخر و بطلانه.

قلت: مذهب محقّقى المتكلّمين أنّ في كلّ بدن واحد أجزاء أصليّة باقية من أوّل العمر إلى آخره لا تتغيّر و لا تتبدّل، و أجزاء فضيلة فإذا اعيدا يوم القيامة فما كان أصليّا من الأجزاء لبدن المأكول فهو فضلىّ لبدن الآكل فيردّ إليه من غير أن ينقص من الأجزاء الأصليّة للآكل شي ء و لا عبرة بالفاضلة. و باقى الفصل غنىّ عن البيان، و قال بعض الفضلاء: إنّه ربّما احتملت هذه الألفاظ أن يسلّط عليها من التأويل ما يناسب مذهب القائلين بالمعاد الروحانىّ.

فقوله: حتّى إذا تصرّمت الامور.

فقوله: حتّى إذا تصرّمت الامور. أى أحوال كلّ واحد من الخلق في الدنيا.

و قوله: و تقضّت الدهور.

و قوله: و تقضّت الدهور. أى انقضت مدّة كلّ شخص منهم.

و قوله: و أزف النشور.

و قوله: و أزف النشور. أى دنا انتشار كلّ واحد في عالم الآخرة من قبور الأبدان.

و قوله: أخرجهم من ضرائح القبور.

و قوله: أخرجهم من ضرائح القبور. استعار لفظة القبور للأبدان و ضرايحها تشريح للاستعارة. و وجه المشابهة أنّ النفس تكون منغمسة في ظلمة البدن و كدر الحواسّ متوحّشة عن عالمها كما أنّ المقبور متوهّم لظلمة القبر و وحشة، منقطع عن الأهل و المال. و ضمير المخرج يعود إلى اللّه في صدر الخطبة.

و قوله: و أوكار الطيور.

و قوله: و أوكار الطيور. فاعلم أنّ العارفين و أهل الحكمة كثيرا ما يستعيرون لفظ الطير و أوصافه للنفس

الناطقة و للملائكة كما أشار إليه سيّد المرسلين صلى اللّه عليه و آله و سلّم في قوله: حتّى إذا حمل الميّت على نعشه رفرفت روحه فوق النعش، و يقول: يا أهلى و يا ولدي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبت بى. و الرفرقة إنّما يكون لذي الجناح من الطير، و كما جاء في التنزيل الإلهىّ في وصف الملائكة الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ و كما أشار إليه أبو على في قصيدة أوّلها ألقى:

  • هبطت إليك من المكان الأرفعو رقاء ذات تعزّز و تمنّع

و أشار بالورقاء إلى النفس الناطقة، و كما أشار اليه في رسالته المسمّاة برسالة الطير بقوله: برزت طائفة تقنص فنصبوا الحبال و رتّبوا الشرك و هيّأوا الطعم، و تواروا في الحشيش و أنا فى سربة طير. و نحوه. و وجه المشابهة في هذه الاستعارة ما تشترك فيه النفس و الطير من سرعة التصرّف و الانتقال فالنفس بانتقال عقلىّ، و الطير بانتقال حسّى و إذا استعير لفظ الطير للنفس فبالحرىّ أن يستعار لفظ الوكر للبدن لما بينهما من المشاركة و هو كونهما مسكنا لا تسهل مفارقته.

و قوله و أوجرة السباع.

و قوله و أوجرة السباع. استعارة للأبدان أيضا. و السباع إشارة إلى النفوس المطيعة لقواها الغضبيّة الّتي شأنها محبّة الغلبة و الانتقام كما أنّ السبع كذلك.

و قوله: و مطارح المهالك.

و قوله: و مطارح المهالك. إشارة إلى الأبدان أيضا فإنّها مطارح مهالك الغافلين الّذين اتّبعو الشهوات أعنى أبدانهم.

و قوله: سراعا إلى أمره.

و قوله: سراعا إلى أمره. نصب على الحال بقوله: أخرجهم، و كذلك ما بعده من المنصوبات. و أمره هو حكم قضائه الأزلىّ عليهم بالرجوع إليه و عودهم إلى مبدئهم و سرعتهم إليه إشارة إلى قرب وصولهم و هو في آن انقطاع علاقة النفس مع البدن و هو على غاية من السرعة.

و قوله: مهطعين إلى معاده.

و قوله: مهطعين إلى معاده. إشارة إلى إقبال النفوس بوجوهها على محلّ عودها و ما أعدّ لها فيه من خير و شرّ.

و قوله: رعيلا.

و قوله: رعيلا. إشارة إلى اجتماعهم في حكم اللّه و قبضته و محلّ الاستحقاق لثوابه و عقابه.

و قوله: صموتا

و قوله: صموتا إذ لا ألسنة لهم إذن ينطقون بها، و يحتمل أن يكون الصمت كناية عن خضوعهم و انقيادهم في ذلّ الحاجة و هيبة الجلال.

و قوله: قياما صفوفا.

و قوله: قياما صفوفا. فقيامهم استعارة لاستشعار النفوس هيبة اللّه لعظمته، و قيامها بتصوّر كماله على مساق العبوديّة و ذلّ الإمكان، و صفوفا استعاره لانتظامهم إذن في سلك علمه تعالى إذ الكلّ بالنسبة إلى علمه على سواء كما يستوي الصفّ المحسوس، و يحتمل أن يكون الصفّ استعارة لترتّبهم في القرب إلى اللّه تعالى متنازلين متصاعدين.

و قوله: ينفذهم البصر.

و قوله: ينفذهم البصر. إشارة إلى علمه تعالى بهم.

و قوله: و يسمعهم الداعى.

و قوله: و يسمعهم الداعى. فالداعى هو حكم القضاء عليهم بالعود، و إسماعهم: عموم ذلك الحكم لهم بحيث لا يمكن أن يخرج عنه منهم أحد.

و قوله: عليهم لبوس الاستكانة و ضرع الاستسلام و الذلّة.

و قوله: عليهم لبوس الاستكانة و ضرع الاستسلام و الذلّة. إشارة إلى حالهم الّتى يخرجون من الأجداث عليها من ذلّ الإمكان و رقّ الحاجة و الخوف في قبضة اللّه و هو كقوله تعالى يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْ ءٍ نُكُرٍ خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ«».

و قوله: قد ضلّت الحيل.

و قوله: قد ضلّت الحيل. أى حيل الدنيا. فلا حيلة لهم في الخلاص ممّا هم فيه كما كانوا يخلصون بحيل الدنيا من بعض شرورها، و انقطع الأمل: أى أملهم فيها لامتناع عودهم إليها و انقطاع طمعهم في ذلك.

و قوله: و هوت الافئدة كاظمة.

و قوله: و هوت الافئدة كاظمة. أى سقطت النفوس في حضيض الذلّ و الفاقة إلى رضا اللّه و عفوه، و لفظ الكظم مستعار كما سبق.

و قوله: و خشعت الأصوات

و قوله: و خشعت الأصوات. هو كقول اللّه وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً و هو إشارة إلى سؤالهم بلسان حالهم عفو اللّه و رحمته على وجه الذلّة و الضعف و رقّ العبوديّة في ملاحظة جلال اللّه.

و قوله: و ألجم العرق و عظم الشفق.

و قوله: و ألجم العرق و عظم الشفق. استعار لفظ العرق و كنّى به عن غاية ما تجده النفس من كرب ألم الفراق و هيبة اللّه و عدم الانس بعد الموت إذ غاية الخائف التاعب أن يعرق و يشفق من نزول العقاب به.

و نسبة الإلجام إلى العرق نسبة مجازيّة.

و قوله: و ارعدت الأسماع لزبرة الداعى.

و قوله: و ارعدت الأسماع لزبرة الداعى. إشارة إلى ما تجده النفس عند تيقّنها المفارقة. و استعار لفظ الزبرة لقهر حكم القضاء للأنفس على مرادها قهرا لا يتمكّن معه من الجواب بالامتناع، و فصل الخطاب هو إمضاء أحكام اللّه على نفوس عباده. عند الرجوع إليه بتوفية مالها، و استيفاء ما عليها. و مقايضة الجزاء: معاوضتها بما أتت به إمّا من الملكات الرديئة فبنكال العقاب، و إمّا من الملكات الفاضلة فبنوال الثواب، و هبة كلّ بقدر استعداده و قبوله. و اعلم أنّ العدول إلى المجازات و الاستعارات عن حقايق الألفاظ، و إلى التأويل عن الظواهر إنّما يجوز خصوصا في كلام اللّه و كلام رسوله و أولياءه إذا عضده دليل عقلىّ يمنع من إجراء الكلام على ظاهره. و لمّا اعترف القوم بجواز المعاد الجسمانىّ تقليدا للشريعة و لم يقم دليل عقلىّ يمنع منه لم يمكننا الجزم إذن بصحّة هذه التأويلات و أمثالها. و باللّه التوفيق و العصمة.

ترجمه شرح ابن میثم

بخش چهارم خطبه

حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ- وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ- أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ- وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ- مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً- يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي- عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ- قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً- وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً- وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ أُرْعِدَتِ الْأَسْمَاعُ- لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ- وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ

لغات

تصرمت: منقضى شد، سپرى شد، گذشت ازف: نزديك شد.

ضرائح: جمع ضريح: شكاف وسط گور.

اوكار الطيور: آشيانه ها و لانه هاى پرندگان.

اوجرة: جمع و جار، آغل درندگان.

مهطعين: روى آورندگان.

رعيل: اجتماع كننده ها.

لبوس: لباسى كه مى پوشند.

ضرع: فروتنى، شكسته احوالى.

كاظمه: آرام گرفته، ساكت و خاموش.

هيمنه: صداى آهسته.

ألجم العرق: عرق صورت، از دو طرف به شكل لگام بدهان رسيده باشد، و يا دهان را پر كرده باشد.

شفق: خوف، ترس.

زبره: سخن بدرشتى گفتن، طرد كردن.

مقايضه: معاوضه كردن.

نكال: اقسام عذاب و كيفر.

ترجمه

امام (ع) به عنوان خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 تذكر و تنبه اشاره به خصوصيات قيامت دارد كه مردم پس از مرگ بدان خواهند رسيد و اينك اصل سخن «(مردم همچنان در غفلت و بى خبرى زيست مى كنند). تا اين كه كارها بگذرد و زمانها منقضى شود و هنگام حشر و نشر فرا رسد و خداوند انسانها را از شكاف گورها و لانه هاى پرندگان و جايگاه درندگان و هر كجا كه به هلاكت رسيده اند بيرون آورد در حالى كه همگان با شتاب به سوى فرامين خدا و ميعادگاه او روانند و در گروههاى مختلف، خاموش و به صف ايستاده اند. و از ديد نافذ علم الهى پوشيده نيستند و داعى الهى نداى خود را به گوش آنها مى رساند، لباس مسكنت و بيچارگى، فروتنى و خوارى را بر تن دارند، چاره را از دست داده، آرزوهاشان بر باد رفته، از ترس عذاب دلهايشان از هوس افتاده از هيبت روز قيامت آوازهايشان آهسته و رقيق شده است، عرق شرمسارى بر گونه ها روان شده، خوف بزرگى سر و پايشان را فرا گرفته و از خشونت صدايى كه آنها را به حشر و قيامت، عقوبت و پاداش دعوت مى كند گوشهايشان مضطرب شده است.»

شرح

تمام انبيا و رسل بر معاد جسمانى اتفاق نظر دارند. قرآن كريم نيز بر اين حقيقت دلالت دارد. خداوند متعال مى فرمايد: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ«». همچنين تمام مسلمين به معاد جسمانى معتقدند ولى مشهور اين است كه حكما، معاد جسمانى را قبول نداشته مى گويند، معدوم بعينه بازگشت نمى كند. چه مسلّم است كه شرائط و اسبابى كه همراه پديده ها بوده اند، مانند: حركت دورانى فلك، زمان معيّن و... از ميان رفته اند و ديگر هرگز قابل بازگشت نيستند. بعضى از حكماى اسلامى، معتقدند كه معاد بصورت مثال انجام مى گيرد، يعنى موجوداتى مثل هيئت جسمانى اين دنيا، بازگشت مى كنند. برخى ديگر از حكماى اسلامى، ظاهر شريعت را در نظر گرفته، معاد را جسمانى و روحانى دانسته، سعادت و شقاوت را به جسم و روح نسبت مى دهند.

ابو على سينا در كتاب شفا راجع به معاد بحثى را آورده است كه ما عينا عبارت او را نقل مى كنيم: «آنچه از معاد مورد قبول است همان چيزى است، كه از شريعت به ما رسيده، و راهى براى اثبات معاد جسمانى جز از طريق شرع و تصديق خبر نبوى نيست. معاد جسمانى و انگيزش در قيامت و كيفر نيك و بدى كه نصيب بدن انسان مى شود بديهى است. شريعت حقّى كه بوسيله مولا و سيّدمان محمّد (ص) به ما رسيده است سعادت و شقاوت اخروى را به لحاظ جسم براى ما توضيح داده است. اما آنچه از اين امور كه بوسيله عقل و قياس برهانى درك مى شود، و پيامبر نيز آن را تصديق كرده است، سعادت و شقاوتى است كه مربوط به نفس و روان باشد. هر چند تصوّر ما در حال حاضر به لحاظ عللى كه براى آنها ذكر شده است از درك سعادت و شقاوت نفسانى اخروى ناتوان است.

ولى حكماى الهى بهايى كه به سعادت نفسانى مى دهند و علاقه اى كه به آن نشان مى دهند از سعادت جسمانى بيشتر است. بلكه بايد گفت: در جنب سعادت نفسانى كه در حقيقت بار يافتن به حضور حق تعالى است به سعادت جسمانى توجّهى ندارند، هر چند اين سعادت جسمانى هم به آنها داده شود.» (سخن ابو على سينا در مورد معاد از كتاب شفا اين بود كه نقل شد) امّا آنچه كه امام (ع) در اين خطبه ذكر كرده اند بر اثبات معاد جسمانى و خصوصيّات آن صراحت دارد.

قوله عليه السلام: أخرجهم من ضرايح القبور و أوكار الطّيور و اوجرة السّباع و مطارح المهالك

اين فراز سخن امام (ع) اشاره به گرد آمدن اجزاى پراكنده انسانها براى حضور در معاد دارد، و روشن مى سازد كه همگان چه آنها كه در ضريح و قبرشان قرار داشته باشند و يا آنها كه خوراك پرندگان و درندگان شده باشند و يا آنها كه در صحنه هاى پيكار بهلاكت رسيده و مفقود الأثر باشند و... از محلّ دفن و قرارگاه خود بيرون آمده، اجزاى پراكنده بدنشان تركيب شده و در صحراى محشر حاضر مى شوند.

اگر اشكال شود كه، هرگاه انسانى را انسان ديگرى بخورد، و از راه تغذيه مقدارى از جسم اين، ضميمه بدن آن ديگرى شود، اعاده اين دو در قيامت چگونه است زيرا اجزاى مشترك با هر بدن كه محشور شود، بدن ديگرى ناقص مى گردد.«» در پاسخ اين اشكال مى گوييم: عقيده محقّقان از متكلّمين اين است كه هر بدنى اجزايى اصلى دارد كه از آغاز عمر تا پايان، در آنها تغيير و تبديلى حاصل نمى شود. اجزاى ديگر بدن زايد به حساب مى آيند هر دو قسمت «اصلى و زايد» در قيامت مبعوث مى شوند. آنچه كه ضميمه بدن آكل مى شود، اجزاى زايد بدن انسان است و در قيامت به مأكول باز مى گردد و اين زيانى به اجزاى اصلى بدن آكل وارد نمى كند. چون به اجزاى زايد بدن امورى اعتبارى هستند.

به نظر بعضى از فضلا اين گفتار امام (ع) را مى توان به گونه اى تأويل كرد، كه با ادّعاى معتقدين به معاد روحانى تطبيق كند.

قوله عليه السلام: حتى اذا تصرّمت الامور

يعنى احوال و چگونگى هر يك از افراد در دنيا سپرى شد و گذشت.

قوله عليه السلام: تقضّت الدّهور

مدّت عمر هر فردى تمام شد.

قوله عليه السلام: و أزف النّشور

بيرون آمدن هر نفسى از گور بدن در قيامت نزديك شد. (در اينجا مطابق معناى تاويلى بدن هر شخص را بمنزله گور و روح بمنزله شخصى كه از داخل آن بيرون آمده و به سوى قيامت مى رود در نظر گرفته شده است)

قوله عليه السلام: أخرجهم من ضرائح القبور

لفظ قبور را براى بدن استعاره آورده. و «ضرائح» ترشيح استعاره است. وجه شباهت ميان، قبر و بدن انسان اين است كه نفس در ظلمت بدن و تاريكهاى حواسّ فرو رفته و وحشت زده است، چنان كه شخص ميّت از زن و فرزند خود جدا شده و از تاريكى قبر هراسان و ترسان است ضمير در فعل اخرج به كلمه اللّه كه در آغاز خطبه آمده است باز مى گردد يعنى خداوند آنها را براى حسابرسى قيامت از گورها بيرون مى آورد.

قوله عليه السلام: و اوكار الطّيور

عرفاء و اهل حكمت فراوان لفظ طير و اوصاف آن را براى نفس ناطقه و فرشتگان استعاره به كار مى برند. چنان كه روايت پيامبر اكرم (ص) نيز به همين معنى اشاره دارد كه فرمود: هنگامى ميّت بر دوشها حمل مى شود، روحش بر بالاى نعش پرواز مى كند و بزبان حال مى گويد: اى خانواده و فرزندان من، چنان كه دنيا مرا سرگرم داشت، و فريب داد فريبتان ندهد. واژه «رفرفة» در حديث فوق بمعنى بال زدن پرندگان است و چنان كه قرآن در وصف فرشتگان مى فرمايد: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ «فرشتگان داراى دو، سه و چهار بال هستند» در حديث براى روح بال به كار رفته، و در قرآن براى فرشتگان تصريح به بال شده است. ابو على در قصيده اى كه اوّل آن القى است در باره نفس چنين مى گويد:

به سوى تو از مكان بلند هبوط كرد نفس ناطقه اى كه سزاوار عزّت و نيرومندىّ است«» منظور از لغت «ورقاء» نفس ناطقه مى باشد، كه به آن هبوط را نسبت داده است. و باز ابو على در نوشته اى كه رساله طير ناميده مى شود به اين حقيقت اشاره كرده و مى فرمايد: گروهى براى صيد بيرون آمدند. طنابها را نصب كردند و دامها را گستردند و سپس روى آنها دانه افشاندند و خود در ميان گياهان مخفى شدند و من در ميان جمعيّتى از پرندگان بودم. در اين عبارت نفس را بمنزله پرنده اى فرض كرده، كه در ميان پرندگان قرار داشته است.

وجه شباهت ميان نفس و پرندگان در اين استعاره شركت اين دو در سرعت انتقال و تصرّف در امور متعلق به آنها مى باشد. نفس از محلّى به محلّى انتقال عقلى و پرنده انتقال حسّى پيدا مى كند.

هر گاه لفظ «طير» براى نفس استعاره آورده شود، شايسته چنين استعاره اى اين است كه لفظ «وكر» هم براى بدن عاريه آورده شود. چون ميان، لانه مرغ و بدن، در مسكن بودنشان براى مرغ و نفس مشاركت است زيرا نفس بدون بدن و مرغ بدون آشيانه نمى توانند آرام بگيرند.

قوله عليه السلام: و أوجرة السّباع: «ارواح براى حضور در قيامت از پناگاه درندگان خارج مى شوند» كلمه «أوجرة» براى ابدان استعاره آورده شده است. و «سباع» اشاره به نفسهايى است كه مطيع و فرمانبردار قوّه غضبيّه باشند. از ويژگى قوّه خشم و غضب سلطه جوئى و انتقام گيرى است. چنان كه خصلت حيوانات درنده نيز همين است.

قوله عليه السلام: و مطارح المهالك:

«از جايگاه هلاكت بسوى صحراى محشر روان مى گردند». اين جمله نيز اشاره به بدن انسانها دارد، كه جايگاه هلاكت بى خبران است آنها كه پيرو شهوات مى باشند يعنى اهل غفلت روحشان، در داخل جسمشان به هلاكت مى رسد، بدين شرح كه هدايت نمى يابند و در روز حشر جانهاى هدايت نيافته شان از درون بدنشان مبعوث مى شود.

قوله عليه السلام: سراعا إلى امره

كلمه «سراعا» و كلمات ديگرى كه در اين فراز منصوب به كار رفته اند، بعنوان خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 حال و بوسيله فعل أخرج نصب داده شده اند.

منظور از «امره» حكمى است كه با قضاى ازلى الهى صادر مى شود و همگان به سوى پروردگارشان رجوع كرده و به مبدأ وجودى خود باز مى گردند. كلمه «سراع» اشاره به نزديكى وصول آنان به قرب حق تعالى دارد، كه لحظه جدا شدن علاقه جان از بدن، در نهايت شتاب به سوى پروردگار حركت مى كند.

قوله عليه السلام: مهطعين إلى معاده

«به جايگاه حسابرسى و قيامت روى مى آورند.» مقصود اين است كه نفوس انسانها به جايگاه موعود و آنچه از خير و يا شر برايشان تدارك ديده شده است روى مى آورند و در محشر حاضر مى شوند.

قوله عليه السلام: رعيلا:

«بحكم خداوند اجتماع مى كنند» اشاره به اين است كه در آن روز همگان در قبضه قدرت حق تعالى گرفتارند و در محلّى كه پاداش، يا كيفرشان مى دهند اجتماع دارند.

قوله عليه السلام: صموتا

سكوت همگان را فرا گرفته، تو پندارى گنگ مى باشند زيرا زبانى براى سخن گفتن ندارند. محتمل است كه «صمت» كنايه از تواضع و فروتنى و شدّت نيازمندى باشد، كه در اثر هيبت و جلال خداوند به آنها دست داده است.

قوله عليه السلام: قياما صفوفا

«در حالى كه اهل محشر سر پا ايستاده و صف كشيده اند منتظر حساب مى باشند». كلمه «قيام» در عبارت امام (ع) به عنوان خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 استعاره بكار رفته، بيان كننده اين حقيقت است كه قيام و سر پا بودن نفوس در صحراى محشر از جهت هيبت و عظمت الهى است چون كمال آنها در اظهار عبوديت و خوارى آنها در مكان حضورشان، نشانه اطاعتشان مى باشد.

و در صف بودن انسانها استعاره از نظم و ترتيب شان در علم خداست.

چه همه موجودات در برابر دانش الهى يكسانند، همچنان كه در يك صف محسوس افراد برابر و مساوى قرار دارند. احتمال ديگر اين كه، صف بودن انسانها در قيامت استعاره از ترتيب آنها به نسبت قرب حق و درجات بالا و پايينى باشد كه در آن قرار دارند.

قوله عليه السلام: ينفذهم البصر:

در منظر و ديد قرار دارند. اين جمله اشاره به علم خدا نسبت به آنهاست يعنى خداوند به تمام اهل محشر آگاه و مطّلع است.

قوله عليه السلام: و يسمعهم الدّاعى:

داعى يعنى حكمى كه خداوند بر بازگشت مردمان به محشر صادر مى كند. «اسماع» عمومى بودن حكم را نسبت به تمام انسانها بيان مى كند، بدين معنى كه هيچ كس قادر نيست از اين حكم عمومى كه نسبت به حضور در محشر صادر مى شود، خارج شود.

قوله عليه السلام: عليهم لبوس الاستكانة و ضرع الاستلام و الذّلة

«بر آنها لباس بيچارگى و تسليم و خوارى پوشانده شده است». اين فراز از كلام امام (ع) اشاره به چگونگى وضعى است كه مردگان با ذلّت و خوارى و نهايت ترس و نيازمندى با وجودى كه در قبضه قدرت الهى گرفتارند، از گور خارج مى شوند. چنان كه خداوند متعال در اين مورد مى فرمايد: يوم يدع الداع الى شيئى نكر خشعا ابصارهم يخرجون من الاحداث«».

قوله عليه السلام: قد ضلّت الحيل

يعنى راه آن چاره انديشيهايى كه در دنيا داشتند و بدان سبب وسيله نجات خود را از شرور و امور ناپسند فراهم آوردند، در قيامت بر آنها بسته است. و اميدشان قطع مى باشد زيرا قادر ببازگشت از آخرت به عالم دنيا نيستند، تا اعمال لازم را كه ترك كردند جبران كنند، و نسبت به هيچ چيز طمع و اميدوارى ندارند.

قوله عليه السلام: و هوت الأفئدة كاظمة

يعنى نفوس انسانها در قيامت، در نهايت خوارى و بيچارگى قرار دارند، و بجز رضا و بخشش خداوند به چيزى اميدوار نيستند. لفظ «كظم» چنان كه گذشت استعاره به كار رفته است.

قوله عليه السلام: و خشعت الأصوات:

«صداها به صورت خضوع و خشوع بلند مى شود.» اين كلام امام (ع) مانند آيه كريمه قرآن است كه فرمود: و خشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا«». منظور اين است كه در خواست اهل محشر بزبان حال و بطريق خوارى، ضعف بيچارگى كه نشانه بندگى، در برابر جلال و عظمت خداوند مى باشد، گذشت و رحمت الهى است.

قوله عليه السلام: و الجم العرق و عظم الشّفق

لفظ «عرق» استعاره بكار رفته، و كنايه از نهايت رنج و سختى است كه نفس انسانها بر اثر جدائى از زن و فرزند، هيبت خداوند، و نامأنوس بودن جهان آخرت در مى يابد. زيرا نتيجه رنج و سختى اين است كه شخص خائف عرق مى كند و از نزول عذاب و كيفر هراسان مى شود. نسبت دادن لگام بستن به عرق نسبت مجازى است.

قوله عليه السلام: و ارعدت الأسماع لزبرة الدّاعى

«گوشها از هيبت كلام دعوت كننده به محشر به لرزه مى افتند» اين عبارت امام (ع) اشاره به امرى است كه هنگام جدائى براى نفوس در قيامت حاصل مى شود. لفظ «زبرة» استعاره از حكم قهر آميز قضاى الهى است كه بر عليه نفوس صادر مى شود. چنان قهر و خشمى كه امكان جواب ردّ دادن بر آن ميسور نيست.

مقصود از فصل الخطاب حتمى شدن حكم خداوند بر عليه آنها پس از ورود به محشر است، كه بحساب مال و منالشان رسيدگى شود. و حقوقى كه از حقّ النّاس بر ذمه شان باشد وصول شود.

و منظور از «مقايضة الجزاء» معاوضه اى است كه انجام مى گيرد، اخلاق و رفتار پست و زشت را كيفر، و اخلاق نيك و حق را پاداش مى دهند. ارزش كار هر كسى را به اندازه استعداد و پذيرشش بحساب آورده ادا مى كنند.

چيزى كه به نظر مى رسد بايد، در پايان اين بخش از شرح توضيح داده شود اين است كه به كار گرفتن لفظ در معناى مجازى و يا حمل معناى كلام بر معناى تأويلى بجاى معناى ظاهرى در كلام خدا و رسول و اولياء حق زمانى رواست كه يك دليل عقلى إجراى سخن را بر معناى ظاهر شما منع كند. چون در موضوع خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 بحث ما تمام مسلمين به تبع از شريعت معاد را جسمانى دانسته اند و دليل عقليى هم كه جسمانى بودن معاد را منع كند وجود ندارد. نمى توانيم بدرستى تأويلاتى كه در باره معاد آمده است قطع پيدا كنيم. بنا بر اين چنان كه ظاهر كلام امام (ع) دلالت دارد معاد جسمانى است.

شرح مرحوم مغنیه

حتّى إذا تصرّمت الأمور و تقضّت الدّهور و أزف النّشور أخرجهم من ضرائح القبور و أوكار الطّيور، و أوجرة السّباع، و مطارح المهالك سراعا إلى أمره. مهطعين إلى معاده، رعيلا صموتا قياما صفوفا ينفذهم البصر و يسمعهم الدّاعي. عليهم لبوس الاستكانة، و ضرع الاستسلام و الذّلّة. قد ضلّت الجبل، و انقطع الأمل، و هوت الأفئدة كاظمة و خشعت الأصوات مهينمة، و ألجم العرق، و عظم الشّفق و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي إلى فصل الخطاب و مقايضة الجزاء، و نكال العقاب و نوال الثّواب.

اللغه

تصرمت: انقضت. و ازف: قرب. و مهطعين: مسرعين. و الرعيل: القطعة المتقدمة من الخيل أو الرجال أو الطير أو غير ذلك. و اللبوس: ما يلبس. و الاستكانة: الخضوع. و الكاظمة: الكاتمة. و الهينمة: الصوت الخفي. و زبرة الداعي: زجره و انتهاره. و المقايضة: المعاوضة و المبادلة.

الإعراب:

سراعا مصدر في موضع الحال من مفعول أخرجهم أي مسرعين، و مثله ما بعده من المنصوبات، و عليهم خبر مقدم للبوس.

المعنى:

(حتى إذا تصرمت الأمور) أي انقطعت الأعمال في هذه الحياة، و انسد باب التوبة حيث جاءت الساعة بعلاماتها و دلالاتها (و تقضت الدهور). انتهى عمر الدنيا، و جاء أجلها المقدر عند اللّه تعالى (و أزف النشور). قرب البعث و إعادة الأموات الى الحياة (أخرجهم- اللّه- من ضرائح القبور) و جمع كل ذرة من الأجساد البالية، و ان استحالت الى تراب أو حيوان أو نبات (و أوكار الطيور و أوجرة السباع). الأوكار و الاوجرة كناية عن بطون الطيور و الحيوانات المفترسة، و المعنى ان اللّه سبحانه يعيد جسم الانسان الى ما كان حتى و لو كان قد أكله الطير أو الحيوان، أما شبهة الآكل و المأكول التي أطال الكلام حولها أهل المعقول- فقد أجاب سبحانه عنها بقوله: وَ هُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ- 29 الشورى.

و تعرضنا في «التفسير الكاشف» لهذه الشبهة بمناسبة ما جاء في الآية 4 من سورة ق، و في كتاب «فلسفة التوحيد و الولاية»، و ملخص هذه الشبهة: إذا أكل الكافر مؤمنا، و استحال الى لحمه و دمه فإن أدخل اللّه الكافر النار بالنظر الى كفره تعذب المؤمن «و ان أدخله الجنة بالنظر الى إيمان المؤمن تنعم الكافر».. و اطلعت على أجوبة هذه الشبهة في كتاب «الأسفار» للملا صدره و غيره من كتب الفلسفة و الكلام، و ما اقتنعت بشي ء إلا بقدرة اللّه على كل شي ء. و من أجوبتهم: ان في كل إنسان أجزاء أصيلة لا تتغير و لا تتبدل آكلة كانت أم مأكولة، و أخرى دخيلة تتطور و تزول، و المعاد الأجزاء الأصيلة لا الدخيلة.. و هذا الجواب أو التفلسف يعبر عن ذات صاحبه، و ليس بفلسفة تعكس الواقع.

(و مطارح المهالك) كالغرق في البحار أو الاحراق بالنار أو القتل في ميدان القتال، أو مكان الاغتيال و نحو ذلك (سراعا الى أمره) يستجيبون لدعوة اللّه (مهطعين) مسرعين (الى معاده)، و هو اليوم الذي أشار اليه سبحانه بقوله: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ- 89 الشعراء.

(رعيلا صموتا) جماعات صامتين (قياما صفوفا) قائمين صافين (ينفذهم البصر) أي انه تعالى يحيط بهم علما: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ- 18 الحاقة. أي يعلم أعمالهم و سرائرهم في الدنيا و مواقفهم في الآخرة.

(و يسمعهم الداعي). كل واحد يسمع صيحة البعث للحساب و الجزاء، و يسرع الى اللّه أهل السماء و الأرض (عليهم لبوس الاستكانة، و ضرع الاستسلام و الذلة). يأتون الى اللّه أذلاء خاضعين خاشعين لا حول لهم و لا طول إلا الاستسلام لعزة الواحد القهار (قد ضلت الحيل، و انقطع الأمل) حيث لا عمل آنذاك، و لا خيار و استغفار، و لا صلات و علاقات.. أبدا لا شي ء إلا السؤال و الأهوال، و الندم على ما مضى وفات، و أشقى الناس من كان قد قصر و سوّف.

(و هوت الأفئدة كاظمة). أي ان القلوب يوم القيامة تكون هواء و خواء قد أذهب الرعب كل ما فيها من شعور و إدراك، و أمل و رجاء بالنجاة و السلامة، و مع هذا لا يستطيع الانسان قولا و لا عملا إلا تجرع الغيظ و كتمه (و خشعت الأصوات مهينمة) أي سكنت و ذلت متخافتة: وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً- 108 طه. (و ألجم العرق) لأنه بلغ الأفواه (و عظم الشفق) أي الخوف (و ارتعدت الأسماع) أصابتها الرعدة خوفا من اللّه تعالى و أيضا (لزبرة الداعي) أي صيحته (الى فصل الخطاب). الحساب الكامل،و القضاء العادل (و مقايضة الجزاء) أي المبادلة بالمثل، ان خيرا فخير، و ان شرا فشر (و نكال العقاب) لمن عصى (و نوال الثواب) لمن أطاع.

شرح منهاج البراعة خویی

الفصل الثالث

حتّى إذا تصرّمت الامور، و تقضّت الدّهور، و أزف النّشور، أخرجهم من ضرائح القبور، و أوكار الطّيور، و أوجرة السّباع، و مطارح المهالك، سراعا إلى أمره، مهطعين إلى معاده، رعيلا صموتا، قياما صفوفا، ينفذهم البصر، و يسمعهم الدّاعي، عليهم لبوس الاستكانة، و ضرع الإستسلام و الذّلّة، قد ضلّت الحيل، و انقطع الأمل، و هوت الأفئدة كاظمة، و خشعت الأصوات مهينمة، و ألجم العرق، و عظم الشّفق، و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي إلى فصل الخطاب، و مقايضة الجزاء و نكال العقاب، و نوال الثّواب.

اللغة

(صرمت) النّخل قطعته و انصرم اللّيل و تصرّم ذهب و (قضّ) الشي ء يقضّه قطعه و (أزف) شخوص فلان يأزف أزفا من باب تعب قرب و دنا و منه قوله: أزفت الآزفة، أى قربت القيامة و دنت، سمّيت بذلك لأنّ كلّ ما هو آت قريب و (نشر) الموتى نشورا من باب قعد حيّوا و نشرهم اللّه يتعدّي و لا يتعدّى، و قد يتعدّي بالهمزة يقال أنشرهم اللّه و قال تعالى: و إذا شاء أنشره، أى أحياه بعد إماتته.

و (الضّريح) الشّق في وسط القبر في جانب فعيل بمعنى مفعول و (اوجرة) السّباع جمع و جار بالكسر و هو جحرها الذي تأوى إليه و (هطع) يهطع من باب منع أسرع مقبلا و أهطع فى عدوه أسرع و منه قوله تعالى: مهطعين إلى الدّاع، أى مسرعين إليه في خوف.

و (الرّعيل) القطعة من الخيل و الجماعة من النّاس و (الصّموت) جمع صامت كالصّمت و الصّمات مصدر بمعنى السّكوت من صمت يصمت من باب قتل و (اللّبوس) بفتح اللّام ما يلبس قال تعالى: و علّمناه صنعة لبوس، يعني الدّرع و (الاستكانه) الخضوع و (ضرع) له يضرع من باب منع ضراعة ذلّ و خضع، و ضرع ضرعا من باب تعب لغة و ضرع ضرعا و زان شرف ضعف، و تضرّع إلى اللّه ابتهل و (كظم) يكظم كظما من باب ضرب و سكت و رجل كظيم و مكظوم مكروب.

و (الهينمة) الصّوت الخفىّ و (الجم العرق) بلغ الفم فصار كاللجام و (الشفق) الخوف و (ارعدت الاسماع) بالبناء على المجهول أخذتها الرّعدة و (الزّبرة) من زبره زبرا من باب ضرب زجره و نهره و (قايضته) به بالياء المثناة التّحتانيّة عارضته عرضا بعرض و (نكل) به تنكيلا صنع به صنعا يحذر غيره، و النّكال اسم منه أو هو العقوبة و (النّوال) العطا.

الاعراب

سراعا، منتصب على الحال من مفعول أخرج و كذلك المنصوبات بعده، و لبوس الاستكانة مرفوع على الابتداء قدّم عليه خبره للتّوسع، و قوله إلى فصل الخطاب متعلّق بالدّاعي.

المعنى

اعلم أنّ هذا الفصل من الكلام قد ساقه عليه السّلام لبيان ما يحلّ على النّاس بعد الموت و يلحق بهم من شدايد القيامة و أهوالها و أشار به إلى النّشر و المعاد فقال (حتّى إذا تصرّمت الامور و تقضت الدّهور) أى تعطلت امور النّاس بموتهم و انقضت الازمان و تقطعت (و أزف النّشور) أى دنى و قرب وقت احيائهم بعد إماتتهم أمر اللّه سبحانه بنفخ الصّور فنشرهم و حشرهم.

و (أخرجهم من ضرايح القبور) ان كانوا مدفونين فيها (و أو كار الطيور) ان كانوا أكيل طير (و أوجرة السّباع) إن كانوا فريسة سبع (و مطارح المهالك) ان قتلوا في معركة حرب و نحو ذلك و بالجملة ينشرهم اللّه و يأتي بهم جميعا أينما كانوا (سراعا إلى أمره) و قضائه غير لابثين (مهطعين الى معاده) غير مماكسين كما قال تعالى في سورة ق يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ أى يسرعون إلى أمره بلا مكث و تأخير، و فى سورة القمر: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْ ءٍ نُكُرٍ خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ.

(رعيلا صموتا قياما صفوفا) أى جماعة ساكتين قائمين صافين لا يقدرون على الكلام و لا يرخّص لهم في القعود كما قال تعالى في سورة النّبأ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ أي بنو آدم على أحد التّفاسير وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً و فيها أيضا يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً.

روى في المجمع عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه سئل عن هذه الآية فقال: يحشر عشرة أصناف من امّتي أشتاتا قد ميّزهم اللّه من المسلمين و بدّل صورهم فبعضهم على صورة القردة، و بعضهم على صورة الخنازير، و بعضهم منكوسون أرجلهم من فوق و وجوههم من تحت ثمّ يسحبون عليها، و بعضهم عمى يتردّدون، و بعضهم صمّ بكم لا يعقلون، و بعضهم يمضغون ألسنتهم يسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذّرهم أهل الجمع، و بعضهم مقطّعة أيديهم و أرجلهم، و بعضهم مصلّبون على جذوع من النّار، و بعضهم أشدّ نتنا من الجيف، و بعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم.

فأمّا الذين على صورة القردة فالقتاة من النّاس، و أمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السّحت، و أمّا المنكوسون على رؤوسهم فآكلة الرّبا، و العمى الجائرون في الحكم، و الصمّ البكم المعجبون بأعمالهم، و الذين يمضغون ألسنتهم العلماء و القضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، و المقطّعة أيديهم و أرجلهم الذين يؤذون الجيران، و المصلّبون على جذوع من نار فالسّعاة بالنّاس إلى السلطان، و الذين أشدّنتنا من الجيف فالذين يتمتّعون بالشّهوات و اللذات و يمنعون حقّ اللّه في أموالهم، و الذين هم يلبسون الجباب فأهل الفخر و الخيلاء.

(ينفذهم البصر) بصر الجبّار تعالى أى لا يخفى أحد منهم مع كثرتهم عن ادراكه سبحانه و لا يعزب عن علمه كما قال في سورة الحاقة: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (و يسمعهم الدّاعي) يعني أنّهم مع هذه الكثرة أيضا يشملهم و يحيط بهم عموم دعاء الدّاعى إلى فصل الخطاب و يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم نداء المنادي إلى الموقف و الحساب، و إليه الاشارة بقوله تعالى في سورة ق.

يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ.

قال الطبرسي: و إنّما قال من مكان قريب لأنّه يسمعه الخلايق كلّهم على حدّ واحد فلا يخفى على أحد قريب و لا بعيد فكأنّهم نودوا من مكان يقرب منهم (عليهم لبوس) الخضوع و الخشوع و (الاستكانة و ضرع) التذلل و (الاستسلام و الذلة) من هول هذا اليوم و فزعه كما قال سبحانه في سورة طه: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً.

قال الطبرسي أى خضعت و ذلت خضوع الأسير في يد من قهره و المراد خضع أرباب الوجوه و استسلموا الحكم للحيّ الذي لم يمت و لا يموت، و إنّما اسند الفعل إلى الوجوه لأنّ أثر الذّلّ يظهر عليها، و قيل المراد بالوجوه الرّؤساء و القادة و الملوك أى يذلّون و ينسلخون عن ملكهم و عزّهم، و في سورة المعارج: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ.

أى يخرجون من القبور مسرعين كأنّهم يسعون إلى علم نصب لهم خاضعة أبصارهم لا يستطيعون النّظر من هول ذلك اليوم و تغشيهم المذلّة (قد ضلّت الحيل) أى الحيل الدّنيويّة فلا يستطيعون الخلاص ممّا هم فيه بالحيلة و التّدبير كما كانوا يخلصون من بعض آلام الدّنيا بها (و انقطع الأمل) أى أملهم في الدّنيا لامتناع عودهم إليها و انقطاع طمعهم عنها (و هوت الأفئدة كاظمة) أى خلت من الفرح و السّرور بل و من كلّ شي ء حال كونها ساكتة أو مكروبة و محزونة و هو مأخوذ من قوله تعالى في سورة إبراهيم: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ.

قال الطبرسي: مهطعين أى مسرعين و قيل يريد دائمي النظر إلى ما يرون لا يطرفون مقنعي رؤوسهم أى رافعي رؤوسهم إلى السّماء حتّى لا يرى الرّجل مكان قدمه من شدّة رفع الرأس و ذلك من هول يوم القيامة و قال مورج: معناه ناكسي رؤوسهم بلغة قريش لا ير إليهم طرفهم أى لا يرجع إليهم أعينهم و لا يطبقونها و لا يغمضونها و إنّما هو نظر دائم و أفئدتهم هواء أى قلوبهم خالية من كلّ شي ء و قيل خالية من كلّ سرور و طمع في الخير لشدّة ما يرون من الأهوال كالهواء الذي بين السّماء و الأرض و قيل معناه و أفئدتهم زائلة عن مواضعها قد ارتفعت إلى حلوقهم لا تخرج و لا تعود إلى أماكنها بمنزلة الشي ء الذاهب في جهات مختلفة المتردّد في الهواء و قيل معناه خالية عن عقولهم (و خشعت الأصوات مهينمة) أى حال كونها ذات هينمة و خفاء قال: وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً.

قال في مجمع البيان: أى خضعت الأصوات بالسّكون لعظمة الرّحمن، و الهمس هو صوت الاقدام أى لا تسمع من صوت الاقدام أى لا تسمع من صوت أقدامهم إلّا صوتا خفيّا كما يسمع من أخفاف الابل عند سيرها و قيل الهمس إخفاء الكلام و قيل معناه إنّ الأصوات العالية بالأمر و النّهى في الدّنيا ينخفض و يذلّ أصحابها فلا يسمع منهم إلّا الهمس (و الجم العرق) أى بلغ أفواههم، قال الشّارح المعتزلي: و في الحديث أنّ العرق ليجرى منهم حتّى أنّ منهم من يبلغ ركبتيه، و منهم من يبلغ صدره، و منهم من يلجمه و هم أعظمهم مشقّة.

أقول: و عن الارشاد عن الصّادق عليه السّلام في حديث إنّ الغنى ليوقف للحساب و يسيل منه العرق حتّى لو شرب منه أربعون بعيرا لصدر، و يأتي لهذا مزيد تفصيل في شرح المختار المأة و التّاسع و الثمانين إنشاء اللّه (و عظم الشّفق) و في بعض الرّوايات أنّ شعر رأس النّاس و بدنهم يبيض من شدّة الخوف و الاشفاق بعد ما كان أسود«» (و ارعدت الاسماع لزبرة الدّاعي إلى فصل الخطاب) أى أخذتها الرّعدة و الاضطراب من زجر الدّاعي و نهره و هيبة صوته قال الطبرسي في تفسير قوله وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ.

قيل إنّه يناد المناد من صخرة بيت المقدّس أيتها العظام البالية و الأوصال المنقطعة و اللحوم المتمزّقة قومي لفصل القضاء و ما أعدّ اللّه لكم من الجزاء و قيل إنّ المنادى هو إسرافيل يقول يا معشر الخلائق قوموا للحساب (و مقايضة الجزاء) مبادلتها و معاوضتها (و نكال العقاب) إن كسبت يداه في الدّنيا سيئة (و نوال الثّواب) إن اقترف فيها حسنة.

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ

تنبيه و تحقيق

اعلم أنّ هذا الفصل من الخطبة كبعض الخطب الآتية نصّ صريح في ثبوت المعاد الجسماني و عليه قد دلّت الآيات القرآنيّة مما ذكرناها و ما لم يذكر، و السّنن النّبوية المتواترة بل هو ضروري الدين و عليه اتفاق المسلمين و مع ذلك كلّه لايعباء بخلاف الحكماء و منعهم منه بناء على امتناع اعادة المعدوم من حيث امتناع عود أسبابه بعينها من الوقت و الدّورة الفلكية المعيّنة و غيرهما و ربّما قال بعض الحكماء أى حكماء الاسلام بجواز عود المثل و ربّما قلّد بعضهم ظاهر الشّريعة في أمر المعاد الجسماني، و إثبات السّعادة و الشقاوة البدنيّة مع الرّوحانيّة.

قال الصّدر الشّيرازى في شرح الهداية للميبدي: و اعلم أنّه قد زعمت الفلاسفة الطبيعيّون و اوساخ الدّهرية الذين لا اعتداد بأقوالهم و آرائهم في الملّة و لا في الفلسفة انكار المعاد مطلقا للانسان زعما منهم أنّه متكوّن من مزج و امتزاج لهذا الهيكل المحسوس بما له من القوى و الأعراض و ذلك يفنى بالموت و لا يبقى فيه إلّا الموادّ العنصرية و لا اعادة للمعدوم فمهما فسد لا يرجى له عايدة فحكموا بأنّه إذا مات مات و نيل سعادته أو شقاوته قد فات كما حكى اللّه عنهم في كتابه المجيد: ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا مثل العشب و المرعى فيصير غثاء أهوى فلهذا السّبب أنكروا النبّوة المنذرة بالبعث و فوايدها و أصرّوا صريحا على منع نشر موايدها، و في هذا تكذيب العقل على ما يراه المحقّقون من أهل الفلسفة و الشّرع على ما قرّره المحقّقون من أهل الملّة.

و اتّفق المحقّقون من الفلاسفة و الملّيين على ثبوت المعاد و حقيّته لكنّهم اختلفوا في كيفيّته.

فذهب جمهور المسلمين على أنّه جسمانيّ فقط، لأنّ الرّوح عندهم جسم سار في البدن سريان الزّيت في الزّيتون و ماء الورد في الورد و النّار في الفحم.

و ذهب جمهور الفلاسفة إلى أنّه روحانيّ فقط، لأنّ البدن ينعدم بصوره و أعراضه فلا يعاد و النّفس جوهر مجرّد باق لا سبيل إليه للفساد.

و ما تزيّن به كثير من علماء الاسلام كأصحابنا الاماميّة و الشّيخ الغزالي و الكعبي و الحلبي و الرّاغب الاصفهاني هو القول بالمعادين: الرّوحاني و الجسماني جميعا ذهابا إلى أن النّفس جوهر مجرّد يعود إلى البدن، و هذا رأى كثير من الصّوفيّة و الكراميّة و به يقول جمهور النّصارى و التّناسخيّة.

قال الامام الرّازي إلّا أنّ الفرق أنّ المسلمين يقولون بحدوث الأرواح و ردّها إلى البدن لا في هذا العالم بل في الآخرة، و التّناسخيّة بقدمها و ردّها إليه في هذا العالم و ينكرون الآخرة و الجنّة و النّار.

أقول: و ممّن قال بالمعادين الشّيخ الرّئيس أبو عليّ بن سينا قال في محكىّ كلامه من الشفا: يجب أن يعلم أنّ المعاد منه ما هو مقبول من الشّرع و لا سبيل إلى إثباته إلّا من طريق الشّريعة و تصديق خبر النبوّة و هو الذي للبدن عند البعث و خيرات البدن و شروره معلومة لا تحتاج أن تعلم، و قد بسطت الشّريعة الحقة التي أتانا بها سيّدنا و مولينا محمّد صلّى اللّه عليه و آله حال السّعادة و الشّقاوة اللتين بحسب البدن.

و منه ما هو مدرك بالعقل و القياس البرهاني و قد صدّقه النبوّة و هو السّعادة و الشّقاوة البالغتان الثابتتان بالمقائيس اللتان للأنفس و إن كانت الأوهام منّا تقصر عن تصوّرها الآن، لما نوضح من العلل و الحكماء الالهيّون رغبتهم في اصابة هذه السّعادة أعظم من رغبتهم في إصابة السّعادة البدنيّة بل كأنّهم لا يلتفتون إلى تلك و ان اعطوها و لا يستعظمونها في جنب هذه السّعادة التي هى مقاربة الحقّ الأوّل انتهى كلامه.

و قال المحقّق الشّيرازي أيضا في شرح الهداية: اعلم أنّ إعادة النّفس إلى بدن مثل بدنها الذي كان لها فى الدّنيا مخلوق من سنخ هذا البدن بعد مفارقتها عنه في القيامة كما نطقت به الشّريعة من نصوص التّنزيل و روايات كثيرة متظافرة لأصحاب العصمة و الهداية غير قابلة للتّأويل كقوله تعالى: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ أمر ممكن غير مستحيل فوجب التّصديق بها لكونها من ضروريّات الدّين و إنكاره كفر مبين و لا استبعاد أيضا فيها بل الاستبعاد و التّعجب من تعلّق النّفس إليه في أوّل الأمر أظهر من تعجّب عوده إليه إلى أن قال: و لا يضرّنا أيضا كون البدن المعاد غير البدن الأوّل بحسب الشّخص لاستحالة كون المعدوم بعينه معادا و ما شهد من النّصوص من كون أهل الجنّة صردا مردا، و كون ضرس الكافر مثل جبل أحد، و كذا ما روى من قوله يحشر بعض النّاس يوم القيامة على صورة يحسن عندها القردة و الخنازير، يعضد ذلك، و كذا قوله: كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها.

فان قيل فعلى هذا يكون المثاب و المعاقب باللذات و الآلام الجسمانيّة غير من صدرت منه الطاعات و الخيرات و ارتكب المعاصى و الشّرور.

قلنا: العبرة في ذلك الجوهر المدرك و هو النّفس و لو بواسطة الآلات و هي باقية بعينها و كذا المادّة و السنخ كالأجزاء الأصليّة في البدن أو غيرها و لهذا يقال للشّخص مع انتقاله من الصّبا إلى الشّيخوخيّة و التّجدّدات و الاستحالات الواقعة فيما بين أنّه هو بعينه و إن تبدّلت الصّور و الهيآت و كثير من الأعضاء و الآلات و لا يقال لمن جنى في الشّباب و عوقب في المشيب أنّه عقاب بغير الجاني انتهى.

و أنت إذا أحطت خبرا بالأقوال في المسألة فلا بأس بالاشارة إلى بعض شبه المنكرين مع إبطال شبههم حسبما اشير إليه في الكتاب العزيز قال سبحانه: أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ، وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ.

روى أنّ امية بن خلف أو العاص بن وائل السّهمى أو أبي بن خلف و هو المرويّ عن الصّادق عليه السّلام أيضا جاء بعظم بال متفتّت و قال: يا محمّد أ تزعم أنّ اللّه يبعث هذا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: نعم و يدخلك جهنّم فنزلت الآية، و هو المراد بالانسان في الآية و إن كان الحكم جاريا في حقّ كل من ينكر البعث و الحشر إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السّبب على ما تقرّر في الاصول فالمعنى: أو لم يعلم الانسان أنا خلقناه من نطفة، ثمّ نقلناه من النّطفة إلى العلقة، و من العلقة إلى المضغة، و من المضغة إلى العظام، و كسونا العظام لحما، ثمّ أنشأناه خلقا آخر كامل العقل و الفهم، فاذا كمل عقله و فهمه صار متكلّما مخاصما، فمن قدر على مثل هذا فكيف لا يقدر على الاعادة و الاحياء مع أنّها أسهل من الانشاء و الابتداء ثمّ أكّد سبحانه الانكار عليه فقال: و ضرب لنا مثلا، أى ضرب المثل في إنكار البعث بالعظم البالي وفتّه بيده، و نسي خلقه، أى ترك النّظر في خلق نفسه مع أنّه من أدلّ الدلائل على جواز البعث و إمكانه، لما ذكرناه من أنّه مخلوق من نطفة متشابهة الأجزاء مع كونه مختلف الأعضاء إذ لو كان خلقه من أشياء مختلفة الصّور لأمكن أن يقال العظم خلق من جنس صلب و اللحم من جنس رخو و كذلك الحال في كلّ عضو، و لما كان خلقه من متشابهة الأجزاء مع اختلاف صوره كان ذلك دليلا على كمال الاختيار و القدرة.

مضافا إلى القوّة العاقلة و الفاهمة و الناطقة التي أعطاها اللّه له و أبدعها فيه فقدر معها على المخاصمة و الاحتجاج مع أنّ تلك القوّة لم تكن في النطفة أصلا و لم تكن من مقتضياتها و دلالة ذلك على الاختيار و الاقتدار أقوى.

ثمّ إنّ المنكرين للبعث منهم من لم يذكر فيه دليلا و لا شبهة و إنّما اكتفى بمجرّد الاستبعاد و ادّعى الضرورة و البداهة في استحالة المعاد و هم الأكثرون و يدلّ عليه ما حكاه تعالى عنهم في غير موضع كما قال: و قالوا أ إذا ظللنا في الأرض ء إنّا لفى خلق جديد، أ إذا متنا و كنا ترابا و عظاما ء إنّا لمبعثون، ءإنّك لمن المصدّقين أ إذا متنا و كنّا ترابا و عظاما ءإنّا لمدينون إلى غير ذلك.

و مثلها ما حكاه هنا بقوله: قال من يحيى العظام و هى رميم، على طريق الاستبعاد، و هو المراد بالمثل الذي ضربه الانسان المذكور و لما كان استبعاده من جهة التفتّت و التفرق اختار العظم للذكر لبعده عن الحياة لعدم الاحساس فيه و وصفه بما يقوى جانب الاستبعاد من البلا و التفتّت و قال: هى رميم، و قد دفع اللّه سبحانه بقوله: و نسى خلقه، إذ لو كان تدبّر في خلقه و عرف قدرة خالقه و اختياره و علمه لما استبعد ذلك.

و منهم من ذكر شبهة و إن كان مرجعها بالأخرة إلى الاستبعاد أيضا و هى على وجهين: أحدهما أنّه بعد العدم لا يبقى شي ء فكيف يصحّ على المعدوم الحكم بالوجود و دفعها بقوله. قل يحيها الّذي أنشأها أوّل مرّة، يعنى كما خلق الانسان و لم يكن شيئا مذكورا كذلك يعيده و إن لم يبق شيئا مذكورا.

و ثانيهما أنّ من تفرّق أجزاؤه في مشارق الأرض و مغاربها و صار بعضه في أبدان السباع، و بعضه في جدران الرّباع و بعضه في ضرايح القبور و بعضه في أو كار الطيور كيف يجمع.

و أبعد من ذلك أنّه قد يأكل الانسان سبع و يأكل السّبع طاير و يأكل الطائر إنسان آخر، و من المعلوم أنّ أجزاء المأكول يصير جزء بدن الآكل فاذا حشر الانسان و الحيوان على ما هو المذهب الحقّ فتلك الأجزاء المفروضة إمّا أن تعاد في بدن الآكل أو في بدن المأكول أو هما معا، فان اعيدت في بدن الآكل لزم أن لا يعاد المأكول، و إن اعيد المأكول لزم أن لا يعاد الآكل و إن كان الثالث لزم المحال، لأنّ الجزء الواحد لا يكون في موضعين.

فقال تعالى في إبطال هذه الشّبهة: و هو بكلّ خلق عليم، و توضيحه أنّ في بدن الآكل أجزاء أصليّة و أجزاء فضليّة، و في المأكول كذلك، فاذا أكل الانسان سبع صار الأصلى من أجزاء المأكول فضليا من أجزاء الآكل و الأجزاء الأصليّة للآكل هي ما كان له قبل الاكل، و اللّه بكلّ خلق عليم، يعلم الأصلى من الفضلى فيجمع الأجزاء الاصليّة للآكل و ينفخ فيها روحه، و يجمع الأجزاء الاصليّة للمأكول فينفخ فيها روحه، و كذلك يجمع الأجزاء المتفرقة من البقاع و الأصقاع بحكمته الشّاملة و قدرته الكاملة.

ثمّ بالغ سبحانه في إبطال إنكارهم بقوله: الذي جعل لكم من الشّجر الأخضر نارا فاذا أنتم منه توفدون، و وجه المبالغة هو أنّ الانسان مشتمل على جسم يحسّ به و حياة سارية فيه و هي كحرارة جارية فيه، فان استبعدتم وجود حرارة و حياة فيه فلا تستبعدوه فانّ النار في الشّجر الأخضر الذي يقطر منه الماء أعجب و أغرب و أنتم تشهدونه حيث إنّكم منه توقدون.

و إذا حقّقت ما ذكرناه و وضح لك صحّة المعاد الجسماني وضوح الشّمس في رابعة النّهار: ظهر لك فساد ما ربّما قيل أو يقال: من أنّ الآيات المشعرة بالمعاد الجسماني ليست أكثر و أظهر من الآيات المفيدة للتّجسّم و التّشبه و الجبر و القدر و نحو ذلك و قد وجب تأويلها قطعا و صرفها عن ظواهرها.

قلنا دلّ هذه الآيات أيضا إلى بيان المعاد الرّوحاني و أحوال سعادة النّفس و شقاوتها بعد مفارقة الأبدان و الأجسام على وجه يفهمه العوام، فانّ الأنبياء مبعوثون إلى كافّة الخلق للارشاد بقدر الاستعداد إلى سبيل الحقّ و تكميل النفوس بحسب القوّة النظرية و العملية و تبقية النظام المفضى إلى صلاح الكلّ.

و ذلك بالتّرغيب و التّرهيب بالوعد و الوعيد و البشارة بما يعتقدونه لذّة و كمالا و الانذار عمّا تعدونه ألما و نقصانا و أكثرهم عوام تقصر عقولهم لا يفهمون عالم الأشباح و المحسوسات عن ذات المبدأ الأوّل و الشّريعة تحاكيها بمثالاتها المأخوذة من المبادى الجسمانية و تحاكى الأفعال الالهية بأفعال المباد المدنيّة من الملوك و السلاطين القهارين و هكذا. فوجب أن يخاطبهم الأنبياء في باب المعاد بما هو مثال للمعاد الحقيقي ترغيبا و ترهيبا للعوام و تتميما للنظام و لهذا قيل إنّ الكلام مثل و أشباح للفلسفة.

وجه ظهور الفساد أنّ الذّهاب إلى المجاز إنّما هو عند تعذّر إرادة الحقيقة و المصير إلى التأويل عند عدم إمكان الظاهر كما في آيات الجبر و القدر و التجسّم، و ما نحن فيه ليس من هذا القبيل إذ لا تعذّر ههنا سيّما على قول من يقول بكون البدن المعاد مثل الأوّل لا عينه.

و حمل كلام الشريعة و نصوص الكتاب على الأمثال و الأشباح و الاشارة إلى معاد النفس و الرّعاية لمصلحة العامّة التوجب «توجب ظ» نسبة المتصدّعين للشرع إلى الكذب فيما يتعلّق بالتبليغ و القصد إلى تضليل أكثر الخلائق و التعصّب طول العمر لترويج الباطل و إخفاء الحقّ لأنهم لا يفهمون من الكلام إلّا ظاهره الّذي لا حقيقة له على ما زعمه هذا القائل، و ما هذه إلّا فرية بيّنة و بهتان عظيم.

و بذلك كلّه ظهر أنّ ما حكاه في شرح البحراني من تأويل بعض الفضلاء كلام الامام عليه السّلام في هذا الفصل على ما يناسب مذهب القائلين بالمعاد الروحاني مما لا طائل تحته بل تطويل الكتاب بمثل تلك التأويلات الباردة الفاسدة موجب لتفويت الوقت و تضييع القوّة القدسيّة.

عصمنا اللّه سبحانه من هفوات الجنان، و عثرات اللسان بحق محمّد و آله البررة الكرام عليه و عليهم السّلام إلى يوم البعث و القيام.

هداية و ارشاد

في الاشارة إلى معنى الحشر على ما حقّقه صدر المتألّهين في كتابه المسمّى بمفاتح الغيب و ايراد بعض الأخبار الواردة في ذلك و ما يناسب ذلك.

فاعلم أنّ الزّمان علّة التّغير و التعاقب و الاحتجاب بوجه، و المكان علّة التفرّق و التكثّر و الاغتياب بوجه، فهما سببان لاختفاء الموجودات و احتجاب بعضها عن بعض، فاذا ارتفعا في القيامة ارتفع الحجب بين الخلائق فيجتمع الخلائق كلّهم و الأوّلون و الآخرون قل إنّ الأوّلين و الآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم فهي يوم الجمع ذلك يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن.

و بوجه آخر، ذلك يوم الفصل لأنّ الدّنيا دار مغالطة و اشتباه يتشابك فيها الحقّ و الباطل و يتعانق فيها الوجود و العدم و الخير و الشرّ و النور و الظلمة و في الآخرة يتقابل المتخاصمان و يتفرّق المتخالفان، و يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرّقون.

و فيها يتميّز التشابهان، ليميز الخبيث من الطيّب، و ينفصل الخصمان، ليحقّ الحقّ و يبطل الباطل، ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حىّ عن بيّنة.

و لا منافاة بين هذا الفصل و ذلك الجمع بل هذا يوجب ذلك، هذا يوم الفصل جمعناكم و الأوّلين، و الحشر أيضا بمعنى الجمع، و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا إذا عرفت ذلك فأقول قال سبحانه: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ، وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ، وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ.

قال الطبرسيّ في تفسير الصور: و هو قرن ينفخ فيه إسرافيل و وجه الحكمة في ذلك أنها علامة جعلها اللّه ليعلم بها العقلا آخر أمرهم في دار التكليف ثمّ تجديد الخلق فشبه ذلك بما يتعارفونه من بوق الرحيل و النزول و لا يتصوّره النفوس بأحسن من هذه الطريقة، و قوله: فصعق من في السموات و من في الأرض، أى يموت من شدّة تلك الصّيحة التي تخرج من الصّور جميع من السموات و الأرض يقال: صعق فلان إذا مات بحال هائلة شبيهة بالصيحة العظيمة.

و اختلف في المستثنى بقول إلّا من شاء اللّه، و في المجمع روى مرفوعا هم جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت و في رواية أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذي لم يشاء اللّه أن يصعقهم قال: هم الشهداء متقلّدون أسيافهم حول العرش.

و قوله: ثمّ نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون، أراد النفخة الثانية و يسمّى النفخة الاولى بنفخة الصعق، و الثانية بنفخة البعث أى ثمّ نفخ فيه نفخة اخرى فاذا هم قائمون من قبورهم يقلّبون أبصارهم في الجوانب، و قال الطبرسي أى ينتظرون ما يفعل بهم و ما يؤمرون به.

و في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي باسناده عن ثوير بن أبي فاخته عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما قال: ما شاء اللّه، فقيل له فأخبرني يا بن رسول اللّه كيف ينفخ فيه فقال: أما النّفخة الاولى فانّ اللّه يأمر اسرافيل فيهبط إلى الأرض و معه الصّور و للصّور رأس واحد و طرفان و بين رأس كلّ طرف منهما إلى الآخر ما بين السماء و الأرض، فاذا رأت الملائكة إسرافيل و قد هبط إلى الدّنيا و معه الصور قالوا: قد أذن اللّه في موت أهل الأرض و في موت أهل السّماء.

قال: فهبط إسرافيل بحظيرة القدس و هو مستقبل الكعبة فاذا رأوه أهل الأرض قالوا: قد أذن اللّه عزّ و جلّ في موت أهل الأرض، فينفخ فيه نفخة فيخرج الصّوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلّا صعق و مات، و يخرج الصّوت من الطرف الذي يلي السّماوات، فلا يبقى في السّماوات ذو روح إلّا صعق و مات إلّا إسرافيل.

قال: فيقول اللّه لاسرافيل: يا إسرافيل مت، فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء اللّه، ثمّ يأمر السّماوات فتمور و يأمر الجبال فتسير و هو قوله: يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَ تَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً.

يعني يبسط و يبدّل الأرض غير الأرض يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال و لا نبات كما دحاها أوّل مرّة و يعيد عرشه على الماء كما كان أوّل مرّة مستقلّا بعظمته و قدرته.

قال: فعند ذلك ينادي الجبّار جلّ جلاله بصوت من قبله جوهرى (جهورى خ ل) يسمع أقطار السّماوات و الأرضين: لمن الملك اليوم فلا يجبه مجيب، فعند ذلك يقول الجبّار عزّ و جلّ مجيبا لنفسه: للّه الواحد القهّار، و أنا قهرت الخلائق كلّهم و أمّتهم إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي و لا وزير و أنا خلقت خلقي بيدى و أنا أمّتهم بمشيّتي و أنا أحياهم بقدرتي.

قال: فينفخ الجبّار نفخة اخرى في الصّور فيخرج الصّوت من أحد الطرفين الذي يلي السّماء فلا يبقى في السّموات أحد إلّا حىّ و قام كما كان، و يعود حملة العرش، و يحضر الجنّة و النّار و يحشر الخلائق للحساب.

قال الرّاوى: فرأيت عليّ بن الحسين يبكى عند ذلك بكاء شديدا.

فان قلت إذا فنت الأجساد و انعدمت الأجسام فما الفائدة في خطاب لمن الملك قلنا: ما يصدر عن الحكيم العليم لا بدّ و أن يكون متضمّنا للحكمة و المصلحة و إن كانت مختفية عندنا، و يمكن أن يكون فيه اللطف بالنّسبة إلى المكلّفين من حيث إنّ المخبر الصّادق إذا أخبرهم بوقوع ذلك الخطاب يوجب ذلك حقارة الدّنيا في نظرهم و عدم اغترارهم بملكها و سلطنتها و يوجب زيادة علمهم بقدرة اللّه و عزّته و بتفرّده في تدبير العالم، تعالى علوا كبيرا هذا.

و روى عليّ بن إبراهيم أيضا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: و أتى جبرئيل رسول اللّه و أخذ بيده و أخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوت بصاحبه فقال: قم باذن اللّه فخرج منه رجل أبيض الرّأس و اللحية يمسح التّراب عن وجهه و هو يقول: الحمد للّه و اللّه أكبر، فقال جبرئيل: عد باذن اللّه تعالى، ثمّ انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم باذن اللّه، فخرج منه رجل مسوّد الوجه و هو يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه، ثمّ قال له جبرئيل: عد إلى ما كنت فيه باذن اللّه تعالى، فقال: يا محمّد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون هذا القول و هؤلاء يقولون ما ترى.

و في الأنوار النّعمانية للسيد الجزائري قال روى شيخنا الكلينيّ قدّس اللّه روحه و تغمّده اللّه برحمته في الصحيح عن يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبي عبد اللّه عليه السّلام نعزّيه باسماعيل فترحّم عليه ثمّ قال: إنّ اللّه تعالى نعى إلى نبيّه نفسه فقال: إنك ميّت و إنّهم ميّتون، و كلّ نفس ذائقة الموت ثمّ أنشأ عليه السّلام يحدّث فقال: إنه يموت أهل الأرض حتّى لا يبقى أحد، ثمّ يموت أهل السماء حتّى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرئيل و ميكائيل.

قال: فيجي ء ملك الموت حتّى يقف بين يدي اللّه تعالى فيقول له، من بقى و هو أعلم، فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرئيل و ميكائيل فيقال له قل لجبرئيل و ميكائيل فليموتا فتقول الملائكة عند ذلك يا ربّ رسوليك و أمينيك، فيقول تعالى: إنّى قضيت على كلّ نفس فيها الرّوح الموت.

ثمّ يجي ء ملك الموت حتّى يقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ فيقول له: من بقى و هو أعلم، فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش فليموتوا، ثمّ يجي ء كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقول له من بقى و هو أعلم، فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت، فيقول له: مت يا ملك الموت، فيموت.

ثمّ يأخذ الأرض بيمينه و السّماوات بشماله فيقول: أين الذين كانوا يدعون معى شريكا أين الذين يجعلون معى الها آخر و في الأنوار أيضا إنّ النّفخة الأولى هي اللّتى للهلاك تأتي النّاس بغتة و هم فى أسواقهم و طلب معايشهم فاذا سمعوا صوت الصّور تقطعت قلوبهم و أكبادهم من شدّته فيموتوا دفعة واحدة، فيبقى الجبّار جلّ جلاله فيأمر عاصفة فتقلع الجبال من أماكنها و تلقاها في البحار و تفور مياه البحار و كلّما في الأرض و تسطح الأرض كلّها للحساب فلا يبقى جبل و لا شجر و لا بحر و لا وهدة و لا تلعة فتكون أرضا بيضاء حتّى أنّه روى لو وضعت بيضة في المشرق رايت في المغرب، فيبقى سبحانه على هذا الحال مقدار أربعين سنة.

فاذا أراد أن يبعث الخلق قال مولينا الصّادق عليه السّلام أمطر السّماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال و نبتت اللحوم و يأمر اللّه تعالى ريحا حتّى تجمع التّراب الذي كان لحما و اختلط بعضه ببعض و تفرّق في البرارى و البحار و في بطون السّباع فتجمعه تلك الريح في القبر.

فعند ذلك يجي ء إسرافيل و صوره معه و يأمره بالنفخة الثانية، و ينفخ فيه النفخة الثّانية فاذا نفخ تركّبت اللّحوم و الأعضاء و أعيدت الأرواح إلى أبدانها و انشقّت القبور فخرج النّاس خائفين من تلك الصّيحة ينفضون التّراب عن رؤوسهم، فيجي ء إلى كلّ واحد ملكان عند خروجه من القبر يقبض كلّ واحد منهما عضدا منه فيقولان له: أجب ربّ العزّة، فيتحيّر من لقائهما و يأخذه الخوف و الفزع حتّى أنّه في تلك الساعة يبيض شعر رأسه و بدنه بعد ما كان أسود.

و عند ذلك يكثر في الأرض الزلزال حتّى يخرج ما فيها من الأثقال و يشيب كلّ الأطفال و تضع كلّ ذات حمل حملها و ترى النّاس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب اللّه شديد.

و في روضة الكافي باسناده عن ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت عليّ بن الحسين عليهما السّلام يحدّث في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: حدّثنى أبي أنّه سمع أباه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يحدّث النّاس.

قال إذا كان يوم القيامة بعث اللّه تبارك و تعالى النّاس من حفرهم عزلّا مهلاجردا في صعيد واحد يسوقهم النّور و يجمعهم الظلمة حتّى يقفوا على عقبة المحشر، فيركب بعضهم بعضا و يزدحمون دونها فيمنعون من المضي فيشتدّ أنفاسهم و يكثر عرقهم و يضيق بهم أمورهم، و يشتدّ ضجيجهم و يرتفع أصواتهم.

قال عليه السّلام و هو أوّل هول من أهوال القيامة قال: فتشرف الجبّار تبارك و تعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم: يا معشر الخلائق انصتوا و استمعوا مناد الجبّار، قال: فيسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم.

قال: فتتكسر أصواتهم عند ذلك و يخشع أبصارهم و يضطرب فرايصهم و تفزع قلوبهم و يرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصّوت مهطعين إلى الداعى قال: فعند ذلك يقول الكافر: هذا يوم عسر.

قال: فيشرف الجبّار عزّ ذكره عليهم فيقول: أنا اللّه لا إله إلّا أنا الحكم العدل الذي لا يجور اليوم أحكم بينكم بعدلى و قسطي لا يظلم اليوم عندى أحد، اليوم آخذ للضعيف من القويّ بحقّه و لصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات و السّيئآت و اثيب على الهبات و لا يجوز هذه العقبة عندى ظالم و لا أحد عنده مظلمة إلّا مظلمة يهبها لصاحبها و اثيبه عليها و آخذ له بها عند الحساب فتلازموا أيّها الخلايق و اطلبوا بمظالمكم عند من ظلمكم بها في الدّنيا، و أنا شاهد لكم عليهم و كفى لي شهيدا.

قال: فيتعارفون و يتلازمون فلا يبقى لأحد له عند أحد مظلمة أو حقّ إلّا لزمه بها.

قال: فيمكثون ما شاء اللّه فيشتدّ حالهم و يكثر عرقهم و يشتدّ غمّهم و يرتفع أصواتهم بضجيج شديد فيتمنّون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها.

قال: و يطلع اللّه عزّ و جلّ على جهدهم فينادى مناد من عند اللّه تبارك يسمع آخرهم كما يسمع أولهم: يا معشر الخلايق انصتو الداعى اللّه تبارك و تعالى و اسمعوا إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول: أنا الوهّاب إن أحببتم أن تواهبوا فواهبوا و إن لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم.

قال: فيفرحون بذلك لشدّة جهدهم و ضيق مسلكهم و تزاحمهم.

قال عليه السّلام فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلّصوا مما هم فيه و يبقى بعضهم فيقول: يا ربّ مظالمنا أعظم من أن نهبها.

قال عليه السّلام فينادى مناد من تلقاء العرش أين رضوان خازن الجنان جنان الفردوس قال: فيأمر اللّه عزّ و جلّ أن يطلع من الفردوس قصر من فضّة بما فيه من الآنية و الخدم قال: فيطلعه عليهم في حفافة القصر الوصايف و الخدم.

قال فينادي مناد من عند اللّه تبارك و تعالى: يا معشر الخلايق ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى هذا القصر، قال: فيرفعون رؤوسهم فكلّهم يتمنّاه، قال: فينادى مناد من عند اللّه يا معشر الخلايق هذا لكلّ من عفى عن مؤمن، قال: فيعفون كلّهم إلّا القليل.

قال: فيقول اللّه عزّ و جلّ لا يجوز إلى جنّتي اليوم ظالم و لا يجوز إلى ناري اليوم ظالم، و لا أحد من المسلمين عنده مظلمة حتّى يأخذها منه عند الحساب أيّها الخلايق استعدّوا للحساب.

قال: ثمّ يخلّى سبيلهم فينطلقون إلى العقبة يلوذ بعضهم بعضا حتّى ينتهوا إلى العرصة و الجبار تبارك و تعالى على العرش قد نشرت الدواوين و نصبت الموازين احضر النبيّون و الشهداء و هم الأئمة يشهد كلّ إمام على أهل عالمه بأنّهم قد قام فيهم بأمر اللّه عزّ و جلّ و دعاهم إلى سبيل اللّه.

قال: فقال له رجل من قريش: يابن رسول اللّه إذا كان للرّجل المؤمن عند الرّجل الكافر مظلمة أىّ شي ء يأخذ من الكافر و هو من أهل النّار قال: فقال له عليّ بن الحسين عليهما السّلام: تطرح من المسلم من سيئآته بقدر ما له على الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة.

قال: فقال له القرشيّ فاذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم كيف يؤخذ مظلمته من المسلم قال: يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حقّ المظلوم فيزاد على حسنات المظلوم.

قال: فقال له القرشيّ: فان لم يكن للظالم حسنات، قال: للمظلوم سيئات يؤخذ من سيئات المظلوم فيزاد على سيئات الظالم.

شرح لاهیجی

حتّى اذا تصرّمت الامور و تقضّت الدّهور و ازف النّشور اخرجهم من ضرائح القبور و اوكار الطّيور و اوجرة السّباع و مطارح المهالك سراعا الى امره مهطعين الى معاده رعيلا صموتا قياما صفوفا يعنى تا آن زمانى كه منقطع گشت امور و كارها و درگذشت زمانها و نزديك شد نشر و جمع خلايق در محشر بيرون اورد خدا مردمان را از شكاف قبرهاى ايشان و از آشيانهاى مرغانى كه ايشان را طعمه كرده اند و از حجرات درندگانى كه ايشان را خورده اند و از مكانهائى كه در ان هلاكشده اند در حالتى كه تندرونده اند بسوى امر خدا و روى آورنده اند بسوى معاد خدا دسته شدگان خاموشان ايستادگان صف زنندگان ينفذهم البصر و يسمعهم الدّاعى يعنى تجاوز ميكند از ايشان نور بصر يعنى مرئى و ظاهرند و مى شنواند ايشان را داعى يعنى هر زمان كه خوانده شوند حاضرند عليهم لبوس الاستكانة و ضرع الاستسلام و الذّلّة يعنى لازم ايشان باشد لباس مسكنة و فروتنى اطاعت و مذلّت قد ضلّت الحيل و انقطع الامل يعنى بتحقيق كه ضايع است حيله و تدبيرها و منقطع است آرزوها و هوت الأفئدة كاظمة و خشعت الاصوات مهيمنة يعنى افتاده اند دلها از هوس ها در حالتى كه نگاهدارنده اند خود را و لرزنده است اوازها در حالتى كه پستست و الجم العرق و عظم الشّفق يعنى جاريست عرق از صورت ايشان تا دهن ايشان مثل لجام و بزرگست خوف و ترس ايشان و ارعدت الاسماع لزبرة الدّاعى الى فصل الخطاب و مقايصة الجزاء و نكال العقاب و نوال الثّواب يعنى و گوشها مضطربند از خشونت او از خواننده بسوى خطاب فاصل ميان حقّ و باطل و گرفتن جزاء و عقوبت عذاب و بخشش ثواب

شرح ابن ابی الحدید

حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ- وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ- أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ- وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ- مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً- يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي- عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ- قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً- وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً- وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ أُرْعِدَتِ الْأَسْمَاعُ- لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ- وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابَ تصرمت الأمور تقطعت و مثله تقضت الدهور- و أزف قرب و دنا يأزف أزفا- و منه قوله تعالى أَزِفَتِ الْآزِفَةُ أي القيامة- الفاعل آزف- . و الضرائح جمع ضريح و هو الشق في وسط القبر- و اللحد ما كان في جانب القبر- و ضرحت ضرحا إذا حفرت الضريح- . و الأوكار جمع وكر يفتح الواو و هو عش الطائر- و جمع الكثرة وكور- وكر الطائر يكر وكرا أي دخل وكره- و الوكن بالفتح مثل الوكر أي العش- . و أوجرة السباع جمع وجار بكسر الواو و يجوز فتحها- و هو بيت السبع و الضبع و نحوهما- . مهطعين مسرعين و الرعيل القطعة من الخيل- . قوله ع ينفذهم البصر و يسمعهم الداعي أي هم مع كثرتهم- لا يخفى منهم أحد عن إدراك البارئ سبحانه- و هم مع هذه الكثرة أيضا لا يبقى منهم أحد- إلا إذا دعا داعي الموت سمع دعاءه و نداءه- . و اللبوس بفتح اللام ما يلبس قال- 

  • البس لكل حالة لبوسهاإما نعيمها و إما بوسها

- . و منه قوله تعالى وَ عَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ يعني الدروع- . و الاستكانة الخضوع و الضرع الخشوع و الضعف- ضرع الرجل يضرع و أضرعه غيره- . و كاظمته ساكته كظم يكظم كظوما أي سكت- و قوم كظم أي ساكتون- . و مهينمة ذات هينمة و هي الصوت الخفي- و ألجم العرق صار لجاما- 

و في الحديث إن العرق ليجري منهم حتى إن منهم من يبلغ ركبتيه- و منهم من يبلغ صدره و منهم من يبلغ عنقه- و منهم من يلجمه و هم أعظمهم مشقة

- . و قال لي قائل ما أرى

لقوله ع المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة

- كثير فائدة- لأن طول العنق جدا ليس مما يرغب في مثله- فذكرت له الخبر الوارد في العرق- و قلت إذا كان الإنسان شديد طول العنق- كان عن إلجام العرق أبعد فظهرت فائدة الخبر- . و يروى و أنجم العرق أي كثر و دام- . و الشفق و الشفقة بمعنى و هو الاسم من الإشفاق- و هو الخوف و الحذر قال الشاعر- 

  • تهوى حياتي و أهوى موتها شفقاو الموت أكرم نزال على الحرم

- . و أرعدت الأسماع عرتها الرعدة و زبرة الداعي صدته- و لا يقال الصوت زبرة إلا إذا خالطه زجر و انتهار- زبرته أزبره بالضم- . و قوله إلى فصل الخطاب إلى هاهنا يتعلق بالداعي- و فصل الخطاب بت الحكومة- التي بين الله و بين عباده في الموقف- رزقنا الله المسامحة فيها بمنه- و إنما خص الأسماع بالرعدة- لأنها تحدث من صوت الملك- الذي يدعو الناس إلى محاسبته- . و المقايضة المعاوضة قايضت زيدا بالمتاع- و هما قيضان كما قالوا بيعان- . فإن قلت كيف يصح ما ذكره المسلمون من حشر الأجساد- و كيف يمكن ما أشار إليه ع من جمع الأجزاء البدنية- من أوكار الطيور و أوجرة السباع- و معلوم أنه قد يأكل الإنسان سبع- و يأكل ذلك السبع إنسان آخر- و يأكل هذا الإنسان طائر- ثم يأكل الطائر إنسان آخر- و المأكول يصير أجزاء من أجزاء بدن الآكل- فإذا حشرت الحيوانات كلها على ما تزعم المعتزلة- فتلك الأجزاء المفروضة- إما أن تحشر أجزاء من بنية الإنسان- أو بنية السبع أو منهما معا- فإن كان الأول وجب إلا يحشر السبع- و إن كان الثاني وجب ألا يحشر الإنسان و الثالث محال عقلا- لأن الجزء الواحد لا يكون في موضعين- . قلت إن في بدن كل إنسان و كل حيوان- أجزاء أصلية و أجزاء زائدة- فالأجزاء الزائدة يمكن- أن تصير أجزاء بدن حيوان إذا اغتذى بها- و الأجزاء الأصلية لا يمكن ذلك فيها- بل يحرسها الله تعالى من الاستحالة و التغيير- و إذا كان كذلك- أمكن الحشر بأن تعاد الأجزاء الأصلية إلى موضعها الأول- و لا فساد في استحالة الأجزاء الزائدة لأنه لا يجب حشرها- لأنها ليست أصل بنية المكلف فاندفع الأشكال- و أما من يقول بالنفس الناطقة من أهل الملة- فلا يلزمه الجواب عن السؤال- لأنه يقول إن الأنفس إذا أزف يوم القيامة- خلقت لها أبدان غير الأبدان الأولى- لأن المكلف المطيع و العاصي- المستحق للثواب و العقاب عندهم هو النفس- و أما البدن فآلة لها- نستعمله استعمال الكاتب للقلم و النجار للفأس

شرح نهج البلاغه منظوم

حتّى اذا تصرّمت الأمور، و تقضّت الدّهور، و أزف النّشور، أخرجهم من ضرائح القبور، و أو كار الطّيور، و أوجرة السّباع، و مطارح المهالك، سراعا الى أمره، مهطعين الى معاده، رعيلا صموتا، قياما صفوفا، ينفذهم البصر، و يسمعهم الدّاعى، عليهم لبوس الاستكانة، و ضرع الأستسلام و الذّلّة، قد ضلّت الحيل، و انقطع الأمل، و هوت الأفئدة كاظمة، وّ خشعت الأصوات مهينمة، و ألجم العرق، و عظم الشّفق، و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعى الى فصل الخطاب، و مقايضة الجزاء، و نكال العقاب، و نوال الثّواب.

ترجمه

تا اين كه كارها بگذرد، و زمانها منقضى گردد، هنگام حشر و نشر برسد، آن گاه خداوند خلايق را از شكاف قبرها، از آشيانهاى پرندگان و درون درندگان (آنان را كه طعمه خويش قرار داده اند) و از مراكزى كه در آن هلاك گشته اند (از قبيل درّهاى كوه و گردابهاى دريا) جمع نمايد، در حالى كه تمام به شتاب بسوى امر و ميعادگاه خداوند روانند، همه دسته شدگان خاموشان، ايستادگان، صف زدگانند، بيننده آنان را مى بيند، و خواننده نداى خود را بآنان مى شنواند، همه آنان لباس مسكنت و فروتنى و تسليم و خوارى را در بر كرده (راه چاره گم، دلها (از هوس افتاده و از ترس عذاب) ساكن آوازها (از هيبت) آهسته و پنهان عرق (شرمسارى) بدهانها و جاى لجام رسيده، خوف (از عقوبت) بى اندازه عظيم، و گوشها مضطرب و لرزان است، از خشونت صداى خواننده كه (اهل محشر را) بزجر و تندى خطاب كرده، و براى جدائى (حق از باطل) مى خواند، تا نيكوكار جزاى خود را گرفته و بثواب و بدكردار بكيفر كردارش برسد.

نظم

  • گذر آرد بسى ماضىّ و بس حال كه اينان اين چنين در قال ما قال
  • كه ناگه زندگى دورش سرآيداجل مانند گرگ از در آيد
  • ز مام كار از هم بكسلاندهوس را رشته ها از كف رهاند
  • چنانكه از درختان برگ ريزدبشر بر خاك اينسان مرگ ريزد
  • هزاران سال و روز و مه پياپى كند دوران خود را آسمان طى
  • براى اجر و كيفر حىّ يكتاى قيامت را نمايد بر سرپاى
  • شرر از آشيان تنگ مرغان هم از بيغوله تاريك گرگان
  • ز زير خاك و از جوف لحدهابدون ياور و يار و مددها
  • ز ميدانهاى جنگ و رزم و پيكاربهرجا كه بشر باشد گرفتار
  • بسرعت جمله را بيرون كشانندبجاى باز پرسيشان رسانند
  • گروهى سر بزير افكنده از شرم گروهى غرق اندر آب آرزم
  • گروهى لال و از گفتار خاموشز بيم زشتى كردار مدهوش
  • ستاده بعضى و بعضى نشسته بخون دل ز حسرت روى شسته
  • چنين گردند بر خلّاق داورهمه وارد بوسعتگاه محشر
  • لباس مسكنتشان در بدنهارداى ذلّت و خوارى به تنها
  • امل را قطع گرديده اناملحيل را سست كرديده حبائل
  • همه دلهاى مردم در طپيدن سرشك و خون ز چشمان در چكيدن
  • ز ديده مردمك در مغز سرهاره ديدار گم بهر بصرها
  • صداها مخفى و آهسته گشته همه راه رهائى بسته گشته
  • چو اسبى كه لجامش بر دهان استعرقها بر دهانها آن چنان است
  • بود ترس گنه ز اندازه بيرون قلوب مردمان غمگين و محزون
  • بهيبت چون ندا آرد منادىشود جانها قرين نامرادى
  • ز دهشت پرّد از سر طاير هوش ز وحشت پاره گردد پرده گوش
  • عملهاى ريائى ز ارزش افتدبدنها جملگى در لرزش افتد
  • خلايق اين چنين محزون و مضطرشوند آماده بهر مزد و كيفر
  • قيامت روز فصل است و خطاب استزمان تسويه كار و حساب است
  • ستمگر بيند آنجا أنده و زجرستمكش گيرد آنجا نيكى و اجر
  • يكى آيد نصيبش نار و زندانيكى گردد مكانش باغ و رضوان

منبع:پژوهه تبلیغ

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 : مظلوميّت امام عليه السّلام، و علل شكست كوفيان

خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 به تشریح موضوع "مظلوميّت امام عليه السّلام، و علل شكست كوفيان" می پردازد.
No image

خطبه 182 نهج البلاغه بخش 7 : ياد ياران شهيد

خطبه 182 نهج البلاغه بخش 7 به تشریح موضوع "ياد ياران شهيد" می پردازد.
No image

خطبه 11 نهج البلاغه : آموزش نظامى

خطبه 11 نهج البلاغه موضوع "آموزش نظامى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 228 نهج البلاغه : ويژگى‏ هاى سلمان فارسى

خطبه 228 نهج البلاغه موضوع "ويژگى‏ هاى سلمان فارسى" را مطرح می کند.
No image

خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 : وصف رستاخيز

خطبه 83 نهج البلاغه بخش 4 موضوع "وصف رستاخيز" را بررسی می کند.
Powered by TayaCMS