ثمّ أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها، إنّها عرضت على السّماوات المبنيّة، و الارضين المدحوّة، و الجبال ذات الطّول المنصوبة فلا أطول، و لا أعرض، و لا أعلى، و لا أعظم منها، و لو امتنع شي ء بطول، أو عرض، أو قوّة، أو عزّ، لامتنعن و لكن أشفقن من العقوبة، و عقلن ما جهل من هو أضعف منهنّ، و هو الانسان إنّه كان ظلوما جهولا.
المعنى
و اما الفصل الثالث
فهو ما أشار إليه بقوله (ثمّ أداء الامانة) الّتى جعل اللّه المحافظة عليها من وصف المؤمنين الموصوفين فى قوله قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ إلى قوله وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ راعُونَ و الأخبار فى فضلها بالغة حدّ الاستفاضة.
منها ما فى البحار من الكافى عن الحسين بن أبى العلا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يبعث نبيّا إلّا بصدق الحديث و أداء الامانة إلى البرّ و الفاجر.
و من قرب الاسناد عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: الأمانة تجلب الغنى و الخيانة تجلب الفقر.
و من الامالى عن عمر بن يزيد قال: سمعت الصادق عليه السّلام يقول: اتّقوا اللّه و عليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم. فلو أنّ قاتل أمير المؤمنين ائتمننى على أمانة لأدّيتها إليه.
و عن الثمالى عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال: سمعته عليه السّلام يقول لشيعته: عليكم بأداء الأمانة فو الذى بعث محمّدا بالحقّ نبيّا لو أنّ قاتل أبي الحسين بن عليّ عليهما السّلام ائمننى على السيف الذى قتله به لأدّيته إليه.
و عن أحمد بن محمّد الهمداني عن أبي جعفر الثّانى عن آبائه عليهم السّلام عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم و صومهم و كثرة الحجّ و المعروف و طنطنتهم باللّيل، و لكن انظروا إلى صدق الحديث و أداء الأمانة.
و عن الحسين بن أبي العلا عن الصادق عليه السّلام قال: سمعته يقول: أحبّ العباد إلى اللّه عزّ و جلّ رجل صدوق في حديثه محافظ على صلاته و ما افترض اللّه عليه مع أداء الأمانة، ثمّ قال عليه السّلام: من اؤتمن على أمانة فأدّاها فقد حلّ ألف عقدة من عنقه من عقد النّار، فبادروا بأداء الأمانة، فانّ من اؤتمن على أمانة وكّل به إبليس مأئة شيطان من مردة أعوانه ليضلّوه و يوسوسوا إليه حتّى يهلكوه إلّا من عصم اللّه عزّ و جلّ. (فقد) علم من ذلك أنّه (خاب من ليس من أهلها) أى خسر في الدنيا و في الاخرة من لم يكن من أهلها، بل كان من أهل الخيانة، فانّ الخيانة حسبما عرفت تجلب الفقر في الدّنيا و النار في العقبى و خسر أهلها خسرانا عظيما.
و ان شئت أن تعرف عظم الخطب و مزيد ثقل التّكليف فيها فاستمع لما يتلى عليك من قوله: (إنّها عرضت على السّماوات المبنيّة و الأرضين المدحوّة) المبسوطة على الماء (و الجبال) الرّاسيات (ذات الطول المنصوبة) المرفوعة على الأرض و لكنّها مع أنّها أعظم ما خلق اللّه عزّ و جلّ في الكون (فلا أطول و لا أعرض و لا أعلى و لا أعظم منها) امتنعن من حمل هذا التكليف، أى تكليف الأمانة و أبين أن يحملنها لثقلها و صعوبتها لا للعظمة و الاستكبار عن الطاعة، بل للخوف و الاشفاق من المعصية.
(و لو امتنع شي ء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن) بل كنّ أولى بالامتناع بما لهنّ من أوصاف العظمة التي ليست في غيرهنّ (و لكن أشفقن من العقوبة و غفلن ما جهل من هو أضعف منهن و هو الانسان) فحملها مع ما به من الضعف و النقصان (انّه كان ظلوما جهولا) قال الشارح البحرانى: و ذكر كون السماوات مبنيّة و الأرض مدحوّة و الجبال بطولها و عرضها و عظمتها، تنبيه للانسان على جرئته على المعاصى و تضييع هذه الأمانة إذا هى لها و حملها و تعجب منه في ذلك، فكأنّه يقول: إذا كانت هذه الأجرام العلوية التي لا أعظم منها قد امتنعت من حمل هذه الأمانة حين عرضت عليها فكيف حملها من هو أضعف منها.
أقول: تحقيق هذا المقام يحتاج إلى بسط الكلام.
قال اللّه تعالى في سورة الأحزاب إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا.
و قد اختلف أقوال المفسّرين كالأخبار في تفسير هذه الاية في مواضع:
الاول
أنّ المراد بالأمانة المعروضة ما ذا فقيل: هي ما أمر اللّه به من طاعته و نهى عنه من معصيته، و بعبارة اخرى هى التكاليف و الأحكام الشرعيّة المطلوبة من الانسان، فانّ اللّه سبحانه لما اقتضت عنايته لايجاد هذه العبادة المخصوصة، و أن يجعل في الأرض خليفة لعمارتها، خلق الانسان و جعله واسطة بين الملك و الحيوان. فهو كالحيوان في الشهوة و الغضب و التناسل و ساير القوى البدنيّة المخصوصة بالحيوان، و كالملك في العقل و العلم و العبادة و ساير الكمالات النفسانيّة، فلو كان خاليا من العقل و الفهم لم يتأهل لمعرفته و عبادته الخاصة كساير أصناف الحيوان، و لو كان خاليا عن الشهوة و الغضب مثل الملك لم يصلح لعمارة الأرض و خلافته. و لذلك قال اللّه للملائكة وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ فاذا هذه العبادة الخاصة لا يصلح لها إلّا الانسان، و هى المراد بالامانة في الاية.
و يؤيد هذا القول ما في الصافى من العوالى أنّ عليّا عليه السّلام إذا حضر وقت الصّلاة يتململ و يتزلزل و يتلوّن فيقال له: ما لك يا أمير المؤمنين فيقول: جاء وقت الصلاة وقت أمانة عرضها اللّه على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها.
و قيل: هى أمانات الناس و الوفاء بالعهود.
و يؤيده ما فى البحار من مشكاة الأنوار نقلا من كتاب المحاسن قال: و سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الاية ما الذى عرض عليهنّ و ما الذى حمل الانسان و ما كان هذا قال: فقال: عرض عليهنّ الأمانة بين الناس و ذلك حين خلق الخلق.
و عن بعض أصحابه رفعه قال: قال لابنه يا بنيّ أدّ الأمانة يسلم لك دنياك و آخرتك و كن أمينا تكن غنيّا.
و قيل: إنّ المراد بها الامامة قال فى تفسير القمّي: الأمانة هى الامامة و الأمر و النّهى، و الدليل على أنّ الأمانة هى الامامة قول اللّه عزّ و جلّ للائمّة إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها يعنى الامامة، فالأمانة هى الامامة عرضت على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها أن يدّعوها أو يغصبوها أهلها و أشفقن منها، و حملها الانسان، يعنى الأوّل إنّه كان ظلوما جهولا، انتهى.
و يدل على ذلك أخبار كثيرة مثل ما فى البحار من كنز الفوايد عن إسحاق ابن عمّار عن أبى عبد اللّه عليه السّلام فى هذه الاية، قال: يعنى ولاية أمير المؤمنين.
و من جامع الأخبار و العيون عن الحسين بن خالد قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الاية قال: الأمانة الولاية من ادّعاها بغير حقّ فقد كفر.
و من جامع الأخبار عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ الاية قال: الامانة الولاية و الانسان أبو الشرور المنافق.
و من البصاير عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ قال: الولاية أبين أن يحملنها كفرا بها، و حملها الانسان، و الانسان الذى حملها أبو فلان. إلى غير هذه مما لا نطيل بروايتها.
قال المحدّث العلامة المجلسيّ بعد رواية هذه الرّوايات: على تأويلهم عليهم السّلام يكون اللام في الانسان للعهد و هو أبو الشرور أى أبو بكر أو للجنس و مصداقه الأوّل في هذا الباب أبو بكر، و المراد بالحمل الخيانة، و المراد بالولاية الخلافة و ادعائها بغير حقّ، فعرض ذلك على أهل السّماوات و الأرض أو عليهما بأن يبيّن لهم عقوبة ذلك و قيل لهم: هل تحملون ذلك، فأبوا إلّا هذا المنافق و أضرابه حيث حملوا ذلك مع ما بيّن لهم من العقاب المترتّب عليه
الثاني
اختلفوا في المراد بعرض الأمانة على السّماوات و الأرض. فقيل: إنّ المراد به عرضها على نفس الأرض و السّماء و إنّه تعالى لمّا خلق هذه الأجرام خلق فيها فهما و قال: إنّى فرضت فريضة و خلقت جنّة لمن أطاعني و نارا لمن عصاني: فقلن: نحن مسخّرات لأمرك لا نحتمل فريضة و لا نبتغى ثوابا و لا عقابا، و لمّا خلق آدم عرض عليه مثل ذلك فحمله و كان ظلوما لنفسه بتحمّلها ما يشقّ عليها، جهولا لو خامة عاقبته.
و هذا القول أعني عرضها على نفس السّماوات و الأرض مرويّ عن ابن عبّاس و يدلّ عليه ظاهر كلام أمير المؤمنين عليه السّلام في المتن حيث قال: و عقلن ما جهل من هو أضعف منهنّ.
و يشهد به أيضا ما رواه فى البحار و غاية المرام من مناقب أبى بكر الشيرازى فى نزول القرآن فى شأن علىّ عليه السّلام بالاسناد عن مقاتل عن محمّد بن حنفيّة عن أمير المؤمنين فى قوله «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ» عرض اللّه أمانتي على السماوات السبع بالثواب و العقاب فقلن ربنا لا نحملنها بالثواب و العقاب و لكنا نحملها بلا ثواب و لا عقاب، و انّ اللّه عرض أمانتي و ولايتي على الطيور، فأوّل من آمن بها البزاة البيض و القنابر و أوّل من جحدها البوم و العنقا، فلعنهما اللّه تعالى من بين الطيور، فأما اليوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطير لها، و أما العنقا فغابت فى البحار و إنّ اللّه عرض أمانتى على الأرضين فكلّ بقعة آمنت بولايتى جعلها طيبة زكية و جعل نباتها و ثمرتها حلوا عذبا و جعل ماءها زلالا، و كلّ بقعة جحدت إمامتى و أنكرت ولايتى جعلها سبخا و جعل نباتها مرّا علقما، و جعل ثمرها العوسج و الحنظل، و جعل ماءها ملحا اجاجا ثمّ قال: و حملها الانسان، يعنى امتك يا محمّد ولاية أمير المؤمنين و امامته بما فيها من الثواب و العقاب، إنه كان ظلوما لنفسه جهولا لأمر ربّه، من لم يؤدّها بحقّها ظلوم غشوم.
و محصّل هذا القول أنّ المراد بالأمانة التكليف بالعبوديّة على وجهها و التقرّب بها إلى اللّه سبحانه كما ينبغي لكلّ عبد بحسب استعداده لها، و أعظمها الولاية و الخلافة الالهيّة، ثمّ تسليم من لم يكن من أهلها لأهلها و عدم ادّعاء منزلتها لنفسه، ثمّ ساير التكاليف الشرعية، و المراد بعرضها على السماوات و الأرض و الجبال اعتبارها بالاضافة إلى استعدادهنّ و بابائهنّ الاباء الطبيعى الذى هو عبارة عن عدم اللّياقة و الاستعداد، و بحمل الانسان قابليّته و استعداده لها و تحمّله إياها و كونه ظلوما جهولا، تقصيره فى أدائها لما غلب عليه من القوّة الشهويّة و الغضبية.
و قيل: إنّ المراد العرض على أهلها فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه، و عرضها عليهم هو تعريفها إياهم انّ في تضييع الامانة الاثم العظيم، و كذلك فى ترك أوامر اللّه و احكامه، فبيّن سبحانه جرءة الانسان على المعاصى و اشفاق الملائكة من ذلك، فيكون المعنى عرضنا الأمانة على أهل السماوات و الأرض و الجبال من الملائكة و الجنّ و الانس فابى أهلهنّ أن يحملوا تركها و عقابها و الماثم فيها و أشفقن أهلها من حملها، و حملها الانسان إنه كان ظلوما لنفسه بارتكاب المعاصى، جهولا بموضع الامانة فى استحقاق العقاب على الخيانة فيها.
و قيل: إنه على وجه التقدير الّا أنه جرى عليه لفظ الواقع، لأنّ الواقع أبلغ من المقدّر، و المعنى انه لو كانت السماوات و الأرض و الجبال عاقلة ثمّ عرضت عليها الأمانة و هى وظايف الدّين اصولا و فروعا و بما فيها من الوعد و الوعيد، لاستثقلت ذلك مع كبر أجسامها و شدّتها و قوّتها و لامتنعت من حملها خوفا من القصور عن أداء حقّها، ثمّ حملها الانسان مع ضعف جسمه و لم يخف الوعيد لظلمه و جهله.
الثالث
قوله: و حملها الانسان.
المراد بالانسان إمّا نوع الانسان أى بنو آدم، أو خصوص امّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فالمراد بحملهم لها قبولهم للاتيان بما كلّف عليهم من الطاعات و العبادات و التسليم لامامة أئمة الدين، و كونه ظلوما جهولا لعدم خروجهم عن عهدة التكليف و عدم وفائهم بما حملوه من طاعة الأئمّة و تقصيرهم في أداء الأمانة، و هو وصف للجنس باعتبار أغلب أفراده إذ الأنبياء و الأولياء و المؤمنون القائمون بوظايف العبوديّة الرّاعون لعهد الامامة خارجون من عموم الاية قطعا.
و إمّا خصوص فرد منه و هو أبو بكر حسبما تقدّم في الأخبار، و عليه فالمراد بحمله للامانة أى الخلافة ادّعائه لها لنفسه من غير استحقاق و أهليّة، و بعبارة اخرى خيانته و تقصيره فيها و ظلمه على من كان مستحقّا به و جهله بمرتبة نفسه حيث وضعها موضعا ليس له.
و قيل: إنّ المراد بالانسان هو آدم عليه السّلام، و اعترض عليه في مجمع البيان بقوله و لا يجوز أن يكون الانسان محمولا على آدم لقوله «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ» فكيف يكون من اصطفاه اللّه من بين خلقه موصوفا بالظلم و الجهل.
هذا تفصيل ما قيل أو يقال في تفسير الاية الشريفة، و قد ظهر منه اختلافهم في المراد بالأمانة المذكورة فيها على أقوال.
و أمّا في كلام أمير المؤمنين عليه السّلام فالظاهر أنّ المراد بها خصوص الأمانة المعهودة بين الخلق حسبما عرفتها فى الأخبار المتقدّمة، و انّما قلنا: إنّ الظاهر ذلك، لاشعار تقديم ذكر الصلاة و الزكاة عليها على عدم كون المراد بها مطلق التكاليف الشرعيّة، بل التكليف المخصوص الّذى في عداد الصّلاة و الزكاة القسيم لهما.
لكن الأظهر بمقتضى الحال و المقام، و أنّ وصيّته بهذا الكلام إلى أصحابه كان في مقام الحرب مع النّاكثين و القاسطين و المارقين حسبما تعرفه فى التكملة الاتية هو: أنّ المراد بها الامامة و الولاية، فيكون غرضه بقوله: ثمّ أداء الأمانة فقد خاب من ليس من أهلها آه الطعن و التعريض على المعارضين له و الجاحدين لولايته و النّاصبين له العداوة من معاوية و طلحة و الزّبير و أتباعهم و أهل النهر و أمثالهم بكونهم خائبين خاسرين، لعدم كونهم أهلا للامانة أى الخلافة و الولاية، و بأنّهم حملوا و ادّعوا ما أبت السماوات و الأرض و الجبال على كبر أجرامهما من حملها و ادّعائها، و أشفقن من ذلك، و بأنّهم كانوا متّصفين بالظّلم و الجهل حيث ظلموه عليه السّلام حقّه و جهلوا بشأنه و مقامه.
|