دانشنامه پژوهه بزرگترین بانک مقالات علوم انسانی و اسلامی

خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 : مظلوميّت امام عليه السّلام، و علل شكست كوفيان

خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 به تشریح موضوع "مظلوميّت امام عليه السّلام، و علل شكست كوفيان" می پردازد.
No image
خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 : مظلوميّت امام عليه السّلام، و علل شكست كوفيان

موضوع خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3

متن خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3

3 مظلوميّت امام عليه السّلام، و علل شكست كوفيان

متن خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3

يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ«» سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ«» حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِيَطالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ

ترجمه مرحوم فیض

(11) اى نامردهايى كه آثار مردانگى در شما نيست، واى كسانيكه عقل شما مانند عقل بچّه ها و زنهاى تازه به حجله رفته است، اى كاش من شما را نمى ديدم و نمى شناختم كه سوگند بخدا نتيجه شناختن شما پشيمانى و غمّ و اندوه مى باشد، (12) خدا شما را بكشد كه دل مرا بسيار چركين كرده سينه ام را از خشم آكنديد، و در هر نفس پى در پى غمّ و اندوه بمن خورانديد، (13) و بسبب نافرمانى و بى اعتنائى بمن رأى و تدبيرم را فاسد و تباه ساختيد

تا اينكه قريش گفتند پسر ابى طالب مرد دليرى است، و ليكن علم جنگ كردن ندارد، خدا پدرانشان را بيامرزد (كه در گفتار خود فكر و تأمّل نكردند) آيا هيچيك از آنان ممارست و جدّيت مرا در جنگ داشته و پيش قدمى و ايستادگى او بيشتر از من بوده (14) هنوز بسنّ بيست سالگى نرسيده بودم كه آماده جنگ گرديدم و اكنون زياده از شصت سال از عمرم مى گذرد (كه هميشه رأى و تدبير من در جنگها صائب بوده) و ليكن رأى تدبير ندارد كسيكه فرمانش را نمى برند و پيروى از احكامش نمى نمايند.

ترجمه مرحوم شهیدی

اى نه مردان صورت مرد، اى كم خردان ناز پرورد كاش شما را نديده بودم و نمى شناختم كه به خدا، پايان اين آشنايى ندامت بود و دستاورد آن اندوه و حسرت. خدايتان بميراناد كه دلم از دست شما پر خون است و سينه ام مالامال خشم شما مردم دون، كه پياپى جرعه اندوه به كامم مى ريزيد، و با نافرمانى و فروگذارى جانبم، كار را بهم درمى آميزيد، تا آنجا كه قريش مى گويد پسر و طالب دلير است امّا علم جنگ نمى داند. خدا پدرانشان را مزد دهاد كدام يك از آنان پيشتر از من در ميدان جنگ بوده و بيشتر از من نبرد يران را آزموده هنوز بيست سال نداشتم كه پا در معركه گذاشتم، و اكنون ساليان عمرم از شصت فزون است. امّا، آن را كه فرمان نبرند سررشته كار از برون است.

ترجمه مرحوم خویی

اى جماعت شبيه بمردان بحسب شكل و صورت و نيستيد مردان از روى معنى و حقيقت، حلمهاى شما مانند حلمهاى بچگانست، و عقلهاى شما مانند عقلهاى زنان، هر آينه دوست مى داشتم آنكه نمى ديدم شما را و نمى شناختم شما را شناختنى كه بخدا سوگند كه كشيده است ندامت و پشيمانى را و متعقّب شده است اندوه و پريشانى را.

لعنت كند خدا شما را هر آينه پر كرديد دل مرا از ريم و زرداب، و پر ساختيد سينه مرا از خشم و التهاب، و نوشانيديد مرا جرعه هاى غم و اندوه را نفس نفس، و فاسد ساختيد رأى مرا بر من با معصيت و خذلان تا آنكه گفتند قريش بدرستى كه پسر أبي طالب مردى است شجاع و لكن مهارت در حرب ندارد.

خدا نگه دار باد پدران ايشان را آيا هيچيك از ايشان سخت تر است مر حرب را از روى علاج و مقدّم تر است در حرب از روى ايستادن از من، هر آينه قيام نمودم در معارك قتال با شجاعان و أبطال در حالتى كه نرسيده بودم بيست سالگى، و اكنون كه سن من افزون گشته بر شصت سال، يعنى در عرض اين مدت غالبا مشغول بوده ام بر جنگ و جدال، و لكن هيچ رأى نيست كسى را كه فرمانبردار نشود و اطاعت او را نكنند.

شرح ابن میثم

يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ- حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ- لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً- وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً- قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً- وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً- وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً- وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ- حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ- إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ- وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ- لِلَّهِ أَبُوهُمْ- وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي- لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ- وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ- وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ

اللغة

و ربّات الحجال: النساء، و الحجال جمع حجلة: و هى بيت العروس يزّين بالستور و الثياب، و السدم: الحزن عن الندم، و القيح: ما يكون في القرحة من المدّة و الصديد، و شحنتم: ملأتم و النغب جمع نغبة بضم النون و هى الجرعة، و التهمام بالفتح التهمّ، و المراس العلاج، و ذرّفت على الستّين بتشديد الراء أى زدت.

المعنی

ثمّ أردف ذلك التبكيت بالذمّ لهم بثلاثة أوصاف: أحدها: أنّه نفى عنهم صفة الرجوليّة. لاستجماعها ما ينبغي من صفات الكمال الأنساىّ كالشجاعة و الأنفة و الحميّة و الغيرة. و عدم هذه الكمالات فيهم و إن كانوا بالصورة المحسوسة للرجال الموجبة لشبههم بهم. و ذلك قوله: يا أشباه الرجال و لا رجال.

و ثانيها: أنّه وصفهم بحلوم الأطفال. و ذلك أنّ ملكة الحلم ليس بحاصل للطفل و إن كانت قوّة الحلم حاصلة له لكن قد يحصل لهم ما يتصوّر بصورة الحلم كعدم التسرّع إلى الغضب عن خيال يرضيه و أغلب أحواله أن يكون ذلك في غير موضعه، و ليس تحصل له ملكة تكسب نفسه طمأنينة كما في حقّ الكاملين. فهو إذن نقصان.

و لمّا كان تاركوا أمره عليه السّلام بالجهاد قد تركو المقاومة حلما عن أدنى خيال كتركهم الحرب بصفّين عن خدعة أهل الشام لهم بالمسالمة و طلب المحاكمة إلى كتاب اللّه و رفع المصاحف فقالوا: إخواننا في الدين فلا يجوز لنا قتالهم. كان ذلك حلما في غير موضعه حتّى كان من أمرهم ما كان. فأشبه رضى الصبيان فأطلق اسمه عليه. و ثالثها: إلحاق عقولهم بعقول النساء. و ذلك للمشاركة في النقصان و عدم عقليّتهم لوجوه المصالح المختصّة بتدبير المدن و الحرب. ثمّ عرّفهم محبّته لعدم رؤيتهم و عدم معرفتهم لاستلزامها ندمه على الدخول في أمرهم و الحزن من تقصيرهم في الذّب عن الدين لأنّ المتولّى لأمر يغلب على ظنّه استقامته حتّى إذا دخل فيه و طلب انتظامه و وجده غير ممكن له لا بدّ و أن يندم على تضييع الوقت به، و يحزن على عدم إمكانه له. و هذه حاله عليه السّلام مع أصحابه. و لذلك حزنت الأنبياء عليه السّلام على تقصير اممهم حتّى عاتبهم اللّه تعالى على ذلك كقوله لمحمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ. ثمّ عاد إلى الدعاء عليهم و الشكاية منهم، و ذلك قوله: قاتلكم اللّه. إلى آخره. و أعظم بما دعا عليهم به فإنّ المقاتلة لمّا كانت مستلزمة للعداوة، و العداوة مستلزمه لأحكام كاللعن و الطرد و البعد من الشفقة و الخير من جهة العدوّ، و كان إطلاق المقاتلة و العداوة على اللّه بحسب حقيقتهما غير ممكن كان إطلاق لفظ المقاتلة و العداوة مقصودا به لوازمهما كالإبعاد عن الرحمة مجازا. قال المفسّرون: معنى قول العرب: قاتلكم اللّه: أى لعنكم. و قال ابن الأنبارى: المقاتله من القتل. فإذا أخبر اللّه بها كان معناها اللعنة منه لأنّ من لعنه اللّه فهو بمنزلة المقتول الهالك. و قوله: لقد ملأتم قلبى قيحا إشارة. إلى بلوغ الغاية في التألّم الحاصل له من شدّة الاهتمام بأمرهم مع تقصيرهم و عدم طاعتهم لأوامره. فعبّر بالقيح عن ألم قلبه مجازا من باب إطلاق اسم الغاية على ذى الغاية. إذ كان غاية ألم العضو أن يتقّيح. و كذلك إطلاق لفظ الشحن على فعلهم المولم لقلبه مجاز لأنّ الشحن حقيقة في نسبة بين جسمين، و كذلك قوله: و جرّعتمونى نغب التهمام أنفاسا: أى جلبتم لى الهمّ وقتا فوقتا. مجاز لأنّ التجريع عبارة عن إدخال الماء أو نحوه في الحلق. و طريان الهمّ على نفسه و ما يلزم الهمّ من الآلام البدنيّة على بدنه، و تكرار ذلك منهم يشبه طريان المشروب و تجريعه. و قوله: أنفاسا. مجاز في الدرجة الثانية فإنّ النفس حقيقة لغويّة في الهواء الداخل و الخارج في الحيوان من قبل الطبيعة. ثمّ استعمل عرفا لمقدار ما يشرب في مدّة إدخال الهواء بقدر الحاجة إطلاقا لاسم المتعلّق على المتعلّق، ثمّ استعمل هاهنا في كلّ مقدار من الهمّ يرد عليه من قبل أصحابه وقتا فوقتا و هي درجة ثانية من المجاز. و قوله: و أفسدتم رأيى بالعصيان. من تمام شكايته منهم. و معنى إفسادهم له خروجه بسبب عدم التفاتهم إليه عن أن يكون منتفعا به لغيرهم حتّى قالت قريش: إنّه و إن كان رجلا شجاعا إلّا أنّه غير عالم بالحرب. فإنّ الخلق إذا رأوا من قوم سوء تدبير أو مقتضى رأى فاسد كان الغالب أن ينسبوه إلى رئيسهم و مقدّمهم و لا يعلمون أنّه عليه السّلام الألمعىّ الّذي يرى الرأي كأن قد رأى و قد سمع، و أنّ التقصير من قومه. ثمّ أردف ذلك بالردّ على قريش في نسبتها له إلى قلّة العلم بالحرب بقوله: للّه أبوهم. إلى آخره.

و هي كلمة من ممادح العرب. ثمّ سألهم عن وجود من هو أشدّ للحرب معالجة أو أقدم منه فيها مقاما سؤالا على سبيل الإنكار عليهم، و نبّه على صدقه بنهوضه في الحرب و معاناة أحوالها عامّة عمره و هو من قبل بلوغ العشرين إلى آخر عمره. ثمّ بيّن أنّ السبب في فساد حال أصحابه ليس ما تخيّله قريش فيه من ضعف الرأى في الحرب كما يزعمون، بل عدم طاعتهم له فيما يراه و يشير عليهم به و ذلك قوله: و لكن لا رأى لمن لا يطاع. فإنّ الرأي الّذي لا يقبل بمنزلة الفاسد و إن كان صوابا. و المثل له عليه السّلام.

ترجمه شرح ابن میثم

يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ- حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ- لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً- وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً- قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً- وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً- وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً- وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ- حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ- إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ- وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ- لِلَّهِ أَبُوهُمْ- وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي- لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ- وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ- وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ

معانی لغات

ربّات الحجال: زنها، حجال جمع حجله خانه عروس كه با انواع پارچه هاى رنگارنگ پوشيده و آذين بندى شود.

سدم: غمى كه در اثر پشيمانى به انسان دست دهد.

سبّخ الحرّ: گرما فروكش كرد، سبك شد، از آن كاسته شد.

صبارّة القرّ: با تشديد (را) شدّت سرما، سرماى سخت ينسلخ: سپرى گردد، وقت گرما و سرما بگذرد قيح: خونابه و چركى كه از جراحت پديد آيد.

شحنتم: پر كرديد، دلم را آكنده ساختيد.

نغب: جمع نغبة به ضمّ (ن) به معنى جرعه تهّام: به فتح (ت)، غم و اندوه مراس: علاج، درمان ذرّفت: با تشديد (را) يعنى فزونى يافتم، عمرم زياد شده است.

از خطبه هاى پايان عمر شريف حضرت است، كه اطرافيان خود را بر عدم آمادگى براى جهاد توبيخ و سرزنش كرده و فرموده اند:

ترجمه

اى نامردان مردنما اى كه انديشه تان همانند خواب كودكان، و خردتان همچون، نوعروسان پرده نشين است.

دوست داشتم كه هرگز شما را نديده و نشناخته بودم، چه شناختى كه به خدا سوگند، پشيمانى و ندامت و غم و اندوه را به دنبال دارد خدا شما را بكشد دلم را از زخم و درد انباشتيد، و سينه ام را از خشم آكنده ساختيد. اندوه را جرعه جرعه به كامم ريختيد، و با سرپيچى از فرمان و خوار گذاشتنم، تصميم و تدبير را بر من تباه كرديد، تا آنجا كه قريش زبان به طعن گشودند و گفتند: «پسر ابو طالب مرد شجاعى است، ولى دانش جنگ ندارد» خدا پدرهاشان را بيامرزد كدام يك از مردان قريش در امر جنگ از من بيناتر و با سابقه تر است هنوز دوران عمرم به بيست سال نرسيده بود، كه در كار جنگ دست داشتم و در ميدان كارزار حاضر بودم، حال كه سنّم از شصت هم گذشته است، چگونه به فنون جنگ آگاه نباشم آرى، كسى را كه، فرمان نبرند، رأيى ندارد»

شرح

حضرت پس از سرزنش شديد يارانش، آنها را به خاطر داشتن سه خصلت مذمّت و نكوهش مى كند: اوّل آن كه از آنها صفت مردانگى را نفى مى كند و آنها را نامردانى مردنما مى خواند، زيرا لازمه مردانگى دارا بودن صفات كمال انسانى از قبيل شجاعت، عزّت نفس، بزرگ منشى و تعصّب ناموسى است.

در حالى كه اين صفات در آنها ديده نمى شد اگر چه به صورت شبيه مردان بودند. از اين جهت خطاب به آنها مى فرمايد: اى مرد نمايان نامرد خصوصيّت دوم اين كه آنها را از جهت كم خردى تشبيه به كودكان كرده است زيرا كودكان و خردسالان بالقوه عاقلند و نه بالفعل، و گاهى هم چيزهايى از آنها به ظهور مى رسد كه صورت ظاهر عقلايى دارد، مثلا كودك در موردى كه بايد خشمناك شود، گاهى بى خيال مى ماند و گاهى بى مورد بردبارى مى كند و در وجود او همانند انسانهاى كامل خصوصيتى وجود ندارد كه آرامشى بجا و درست براى انسان ايجاد كند. بنا بر اين، عقل كودكان دچار كمبود و نقصان است، و چون كسانى كه دستورهاى آن حضرت را به رفتن به جنگ ناديده گرفتند تركشان به واسطه يك امر خيالى بود كه براى خود مصلحتى در ترك جنگ مى ديدند. چنان كه در جنگ صفّين اهل شام (معاويه و يارانش) آنها را با بلند كردن قرآنها بر سر نيزه گول زدند و به پذيرش حكميّت وادارشان كردند. آنها در قبول حكميّت حكمت و مصلحتى تصور مى كردند و مى گفتند كه شاميان برادران دينى ما هستند و كشتن آنها سزاوار نيست، البتّه اين سخنى حق بود كه در غير حق به كار برده مى شد، مانند خوشنودى كودكان از امرى ناچيز كه در برابر از دست دادن چيزى پر بها حاصل شده باشد. سوم آن كه امام (ع) آنها را در عقل به زنان تشبيه كرده، زيرا كه هر دو از جهت نقصان و نارسا بودن انديشه در امور ويژه كشوردارى و جنگ همسان هستند، و سپس به آنها مى فهماند كه از ديدار و آشنايى با آنها بيزار است چرا كه آشنايى با آنها سبب پشيمانى حضرت شد، به اين دليل كه لازم بود در كارشان دخالت كند و همچنين موجب اندوه آن حضرت شد، به سبب آن كه در دفاع از دين كوتاهى كردند.

زيرا شخصى كه به كارى اقدام كند، تصورش اين است كه آن را مى تواند اصلاح كند اما اگر، پس از ورود به كار و تصميم به تنظيم آن متوجه شود كه قادر به اصلاح آن نيست لزوما از وقتى كه در باره آن صرف كرده پشيمان مى شود و از جهت اين كه آن كار درست در نمى آيد اندوهگين مى شود و اين حالت را حضرت با اصحاب خود داشت.

اندوهناكى پيامبران الهى، در برابر گناهان پيروانشان نيز ناشى از همين امر بوده است تا آنجا كه خداوند آنها را مورد عتاب قرار داده است، چنان كه در باره پيامبر اسلام مى فرمايد: وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لا تَحْزَنْ يَمْكُرُونَ«» و نيز مى فرمايد: لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ«».

امام (ع) پس از بيان صفات ناپسند آنان به نفرين كردن و شكايت از آنها مى پردازد. و مى فرمايد: قاتلكم اللّه... خدا شما را هلاك كند. حضرت با اين جمله شديدترين نفرين را نثار آنها كرده است زيرا مقاتله كه عملى طرفينى است خود موجب دشمنى مى شود و دشمن خدا بودن، هم پى آمدهايى از قبيل لعن و طرد و دورى از لطف و نيكى دشمن را همراه دارد، و چون لفظ مقاتله و دشمنى به طور حقيقى نسبت به خداوند ممكن نيست، بنا بر اين لفظ قاتل در اين جا به معناى مجازى به كار رفته است، يعنى دورى از رحمت الهى.

مفسران گفته اند وقتى عرب مى گويد: «قاتلكم اللّه» يعنى لعنت خدا بر شما باد ابن انبارى از علماى نحو مى گويد: كلمه مقاتله از قتل است ولى نسبت به خداوند به معناى لعنت است زيرا كسى را كه خدا لعنت كند مانند آن است كه كشته و هلاك شده باشد.

فرمايش امام (ع): لقد ملأتم قلبى قيحا

«دل مرا خون كرديد»، اين جمله نهايت دردهاى دل و تألّمات روحى آن حضرت را از دست يارانش مى رساند زيرا هر چه آن حضرت در بهتر كردن وضع آنها تلاش و كوشش مى كرد و نصايح مشفقانه مى فرمود آنها توجهى به دستورهاى او نمى كردند. شارح در اين جا ظرافت سخن امام را از لحاظ علم معانى و بيان ذكر مى كند كه: حضرت مجازا از دردهاى دل خويش به چرك و خون تعبير فرموده و به جاى ذكر مقدمه ذى المقدمه را آورده است، زيرا نهايت درد يك عضو، چركين شدن آن است و نيز اطلاق لفظ «سخن» بر عمل آنها به عنوان خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 مسبب دردهاى دل آن حضرت يك نوع مجاز است زيرا سخن به معناى پر كردن در حقيقت رابطه ميان دو جسم است ولى در اين جا از آن رابطه ميان دل و فعل كه دوّمى امرى غير جسمانى است اراده شده است. و همچنين جمله: جرّ عتمونى نغب التهمام انفاسا، «كاسه هاى غم و اندوه را جرعه جرعه در كام من ريختيد»، يعنى لحظه به لحظه غم را به سوى من روانه كرديد اين جمله نيز بطور مجاز به كار برده شده است زيرا جرعه جرعه ريختن معمولا در مورد وارد كردن آب و مانند آن در گلو به كار مى رود. عارض شدن اندوه بر نفس آن حضرت و دردهاى جسمانى كه لازمه آن، غم و اندوه است و تكرار آن از طرف ياران، شبيه نوشيدنيى ناگوار بوده كه جرعه جرعه به كام آن حضرت ريخته شود.

كلمه «انفاسا» سخن امام (ع) مجاز درجه دوم است زيرا نفس در لغت به طور حقيقى هوايى است كه وارد دستگاه تنفّسى مى شود. بعدها اين كلمه در عرف عام براى آنچه كه به قدر نياز در هنگام داخل شدن هوا نوشيده مى شود به كار برده شده است، يعنى لفظى كه براى كل وضع شده «نفسا» در جز به كار برده اند.

در اين مورد امام (ع) اين لفظ را در آن مقدار از غم و اندوهى كه لحظه به لحظه از ناحيه يارانش بر او وارد مى شده به كار برده، و اين درجه دوم از مجاز است.

و افسدتم رأيى بالعصيان

«با رعايت نكردن دستورهاى من انديشه ام را تباه ساختيد.» اين جمله حاوى آخرين شكايت آن حضرت از اصحاب خويش است و معناى تباه كردن رأى آن حضرت آن است كه در اثر بى توجهى به دستورهايش، خود به خود وجود آن حضرت از نظر ديگران بى فايده تلقّى شده است تا آنجا كه قريش گفتند: اگر چه او مرد قهرمانى است ولى در كارهاى جنگى مهارتى ندارد، زيرا وقتى كه عامّه مردم از ملّتى بى تدبيرى و يا انديشه ناسالمى مشاهده كردند معمولا آنرا به رئيس و سرپرست آن ملّت نسبت مى دهند ولى خبر ندارند كه او شخصيت باهوشى است كه در امور چنان نظر مى دهد كه گويا همه شنيدنيهاى آينده دور را هم اكنون مى شنود و ديدنيهاى آن را هم مى بيند. ولى ناراحتيها و شكستها به لحاظ كوتاهى اصحاب او پيش آمده است.

للّه درّ ابوهم:

«خدا پدرشان را بيامرزد» اين جمله را عرب در مورد ستايش از امرى مى آورد. امام (ع) با اين جمله، نسبتى را كه قريش به او داده بودند كه در امور جنگى آگاهى و مهارتى ندارد ردّ كرده و سپس در مقام سؤال برآمده و به طريق انكار مى پرسد كه آيا بيناتر و پيشقدم تر از او در جنگ كسى وجود داشته است و آن گاه حضور خود در جنگ و تحمّل كردن مشقّات آن را در بيشتر دوران عمر حتى پيش از ده سالگى تا پايان زندگى گواه صدق ادّعاى خود ذكر مى كند و روشن مى فرمايد كه بر خلاف و ادعاى قريش سبب تباهى حال يارانش كم تجربگى او در جنگ نيست بلكه علت اصلى توجّه نكردن آنها به چاره انديشيهاى آن حضرت است و در اين مقام مى فرمايد: و لكن لا رأى لمن لا يطاع، «كسى كه دستورش اجراء نشود انديشه اى ندارد» زيرا انديشه اى كه پذيرفته نشود به منزله انديشه اى بى اثر خواهد بود، اگر چه درست و بجا باشد، و نمونه كامل اين ادّعا وجود مقدس آن حضرت است.

شرح مرحوم مغنیه

يا أشباه الرجال.. فقرة 4- 6:

فلو أنّ امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديرا. فيا عجبا: عجبا و اللّه يميت القلب و يجلب الهمّ من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم و تفرّقكم عن حقّكم، فقبحا لكم و ترحا حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم و لا تغيرون. و تغزون و لا تغزون. و يعصى اللّه و ترضون فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام الحرّ قلتم هذه حمارّة القيظ أمهلنا يسبّخ عنّا الحرّ، و إذا أمرتكم بالسّير إليهم في الشّتاء قلتم هذه صبارّة القرّ أمهلنا ينسلخ عنّا البرد، كلّ هذا فرارا من الحرّ و القرّ، فإذا كنتم من الحرّ و القرّ تفرّون فإذا أنتم و اللّه من السّيف أفرّ. يا أشباه الرّجال و لا رجال، حلوم الأطفال، و عقول ربّات الحجال. لوددت أنّي لم أركم و لم أعرفكم. معرفة و اللّه جرّت ندما و أعقبت سدما. قاتلكم اللّه لقد ملأتم قلبي قيحا. و شحنتم صدري غيظا، و جرّعتموني نغب التّهمام أنفاسا. و أفسدتم عليّ رأبي بالعصيان و الخذلان حتّى لقد قالت قريش إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب. للّه أبوهم و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا و أقدم فيها مقاما منّي لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و ها أنا ذا قد ذرّفت على السّتّين و لكن لا رأي لمن لا يطاع.

اللغة:

الترح: ضد الفرح. و الغرض: الهدف الذي يرمى اليه بنبل أو نحوه.

و حمارّة القيظ بتشديد الراء: شدة الحر. و يسبخ بتشديد الباء مع الفتح: يخفف.

و صبارة القر بتشديد الراء: شدة البرد. و القر بضم القاف: البرد. و السدم: الهم و الغيظ. و النغب بضم النون جمع نغبة: أي الجرعة. و التهمام: الهم كما في ابن أبي الحديد. و المراس: الممارسة. و ذرفت: زدت.

الإعراب:

المصدر من ان امرأ فاعل لفعل محذوف أي لو ثبت كون امرى ء إلخ، و أسفا صفة لمفعول مطلق محذوف أي موتا أسفا، أو هو مصدر في موضع الحال ي متأسفا. و عجبا الأول منادى أي احضر أيها العجب فهذا أوانك، و نصبه لأنه لا يقصد عجبا معينا، و العجب الثاني منصوب على المصدرية، و مثله قبحا و ترحا. و فرارا مفعول من أجله لفعل محذوف، أي كل هذا فعلتموه للفرار من الحر و القر، و يجوز نصبه على المصدرية. و لا رجال «لا» نافية للجنس، و رجال اسمها، و الخبر محذوف أي في الواقع. و حلوم الأطفال خبر لمبتدأ محذوف أي حلومكم، و مثله عقول ربات الحجال. و المصدر من اني لم أركم مفعول وددت، و قيحا تمييز، و مثله غيظا و أنفاسا و مراسا و مقاما، و هأنذا الهاء للتنبيه و أنذا مبتدأ و خبر.

المعنى:

(فلو ان امرأ مسلما مات بعد هذا أسفا ما كان ملوما). أراد الإمام (ع) بقوله هذا ان يستصرخ ضمائرهم، و يثير حميتهم عسى أن ينفروا لحرب الطغاة و المعتدين، و لكنهم سمعوا و انصرفوا. (فيا عجبا: عجبا و اللّه يميت القلب، و يجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، و تفرقكم عن حقكم). تقدم مثله في الخطبة 23.

(فقبحا لكم و ترحا) و لكل من لا تهزه نكبة المنكوبين، و ألم البائسين.

(فإذا أمرتكم بالسير- الى قوله- فرارا من الحر و القر). هذا مظهر من مظاهر التناقض و اللامنطق، و لكن أي فرق بين هؤلاء الذين و بخهم الإمام (ع) بهذا التوبيخ، و بين من يعيب أخاه و يذمه بعمل قد ركب مثله، أو يقول بحرارة: لو كنت رئيسا مثل زيد، أو غنيا مثل بكر لصنعت و فعلت.. حتى إذا ما أسعفته الظروف تنكر لنفسه و انفصم عنها و اذن ليس لواحد منا أن يتعجب و يستغرب هذا المنطق المتناقض عند أهل الكوفة و غيرهم إلا اذا انسجم مع نفسه و عقيدته في جميع أقواله و أفعاله.

و إذا قال قائل: ليس كل الناس عليّا بن أبي طالب.. قلنا: أجل، و لكن الصدق و الانسجام مع النفس لا يحتاج الى عصمة علي و شخصيته، بل الى شي ء من الإيمان و اليقين.

(يا أشباه الرجال و لا رجال). و كل جبان مخنث لا يثأر لكرامته، و ينام على الهوان فهو رجل في الشكل لا في القلب و العقل. و من أقوال الإمام: ينام الرجل على الثكل، و لا ينام على الحرب- بفتح الراء- أي يصبر على موت ولده، و لا يصبر على إهانته و مس كرامته (حلوم الأطفال). أي هم في عقولهم كالطفل الذي خيّل اليه انه شاب قد احتلم و أدرك البلوغ، أو انهم مثل الطفل في أحلامه و أمانيه الكاذبة.. على ان من أحلام الأطفال ما هو ممتع و نبيل و واقع أيضا، و لا شي ء في أحلام من وصفه الإمام إلا الفقر و الفاقة (و عقول ربات الحجال) في الحرب و الاستعداد لها.

(لوددت أني لم أركم، و لم أعرفكم) لأنه (ع) لم يبلغ بهم أية غاية للّه فيها رضى، و للناس فيها صلاح (لقد ملأتم قلبي قيحا، و شحنتم صدري غيظا، و جرعتموني نغب التهمام أنفاسا). هل هذه شكوى الى اللّه، أم نفثة مصدور و هل لهذا الألم من مثيل. أبدا.. حتى نفس واحد لا يصفو من الكدر.. و لا عجب.. انها حياة المخلصين مع الخونة، و الصادقين مع أهل الغدر و النفاق. و من أقواله (ع): كانت الرعايا قبلي تشكو حيف راعيها، و انني اليوم لأشكو حيف رعيتي، كأنني المقود و هم القادة.

و السر أن الإمام يتطلع الى إحقاق الحق، فهو وحده المثل الأعلى، و الناس تقودهم الرغبة و الرهبة.. و ربما يتساءل: هل تصلح هذه السياسة مع الناس، أو ان صاحبها يعيش غريبا أينما كان في شرق الأرض أو في غربها. و يجيب الإمام (ع) عن هذا التساؤل بقوله: «و اللّه ما يزيدني كثرة الناس حولي عزة، و لا تفرقهم عني وحشة». و سنعود الى هذا الموضوع خطبه 27 نهج البلاغه بخش 3 ان شاء اللّه.

(حتى لقد قالت قريش: ان ابن أبي طالب رجل شجاع، و لكن لا علم له بالحرب).

معاوية له علم بالحرب بزعم قريش، و لما ذا لأنه أعطى مصر طعمة لابن العاص، و ألف جيشا من المرتزقة يحسنون النهب و السلب، و الترهيب و الترغيب، و الحرب و القتل و الغدر و الاغتيال، و يتعطشون لدماء الشيوخ و النساء و الأطفال، و بتعبير العقاد: «جلادون، و كلاب طراد» يثبون و ينهشون.. أما علي فلا علم له بالحرب كما يزعمون، لأنه يكرهها، و لا يخوضها إلا دفاعا عن الحق و العدل، و حرصا على النظام و الأمن، و لا يجعلها وسيلة لتمجيده و شهرته، و لا أداة لمنفعته و سيطرته.. و إذن أين علمه بالحرب و فهمه.

(لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنذا قد ذرفت على الستين). العلم حفظ التجارب و الممارسة، و علي (ع) مارس الحرب و خاضها مرات منذ الصغر حتى الكبر، فهو أعلم الناس بها و بمواقعها، و متى يجب أن تعلن و على من (و لكن لا رأي لمن لا يطاع). رفع معاوية المصاحف، فقال الإمام: لا تصدّقوا.. انها مكيدة.. فأبوا إلا الكف عن القتال، ثم اختاروا للتحكيم أبا موسى الأشعري، فقال الإمام: لا، و لكن ابن عباس، فأبوا عليه إلا الأشعري، و غارت خيل معاوية على الأطراف، فدعاهم الإمام الى الذب عن أنفسهم فلم يسمعوا، ثم توغلت خيل العدو حتى دنت من العاصمة، فصاح بهم فسمعوا و انصرفوا.. و بعد أن دارت عليهم الدائرة عرفوا و اعترفوا بأنهم لو أطاعوا الإمام لكان لهم النصر و الظفر، و لعدوهم الهزيمة و الفشل.. و اذن أين ضعف الرأي في علي و الجهل بالحرب.. و لكن أبت قريش إلا أن تقول هكذا.. و هو منطق كل حاقد و حاسد منذ البداية و الى الأبد.. و من أقواله (ع) مخاطبا أصحابه: أريد أن أداوي بكم، و أنتم دائي، كناقش الشوكة بالشوكة.

شرح منهاج البراعة خویی

يا أشباه الرّجال و لا رجال، حلوم الأطفال، و عقول ربّات الحجال، لوددت أنّي لم أركم و لم أعرفكم، معرفة و اللّه جرّت ندما و أعقبت سدما، قاتلكم اللّه لقد ملئتم قلبي قيحا، و شحنتم صدري غيظا، و جرّعتموني نغب التّهمام أنفاسا، و أفسدتم علىّ رأيي بالعصيان و الخذلان، حتّى قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع، و لكن لا علم له بالحرب للّه أبوهم، و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا، و أقدم فيها مقاما منّي، لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و ها أنا ذا قد ذرّفت على السّتين و لكن لا رأي لمن لا يطاع.

اللغة

(ربّات الحجال) النّساء أى صواحبها أو اللّاتي ربّين فيها، و هي جمع حجلة و هي بيت يزيّن فيها.

و (السّدم) الحزن و (قاتلكم اللّه) كناية عن اللّعن و الابعاد و (القيح) الصّديد بلادم و (النّغب) جمع نغبة كالجرعة لفظا و معنى و (التّهمام) بفتح التاءالهمّ و (انفاسا) أى جرعة بعد جرعة و (للّه أبوهم) كلمة مدح و لعلّها استعملت هنا للتّعجب و (المراس) مصدر مارسه أى زاوله و عالجه و (ذرّفت على الستين) بتشديد الرّاء أى زدت.

الاعراب

لا رجال خبره محذوف، و حلوم الاطفال و عقول ربّات الحجال إمّا بالنّصب على حذف حرف النّداء أى يا ذوى حلوم الأطفال و ذوى عقول النّساء، و في بعض النّسخ بالرّفع أى حلومكم حلوم الأطفال و عقولكم عقول النّساء، و معرفة يمكن أن يكون فعله محذوفا أى عرفتكم معرفة جرت ندما، و أنفاسا مفعول مطلق لجرعتموني على غير لفظه، و الضّماير الثّلاثة للحرب و هى مؤنّثة و قد يذكّر.

المعنی

(يا أشباه الرّجال) خلقة و صورة (و لا رجال) غيرة و حميّة حلومكم (حلوم الأطفال و) عقولكم (عقول ربّات الحجال).

أمّا وصفهم بحلوم الأطفال فلأنّ ملكة الحلم ليس بحاصل للطفل و إن كانت قوّة الحلم حاصلة له لكن قد يحصل له ما يتصوّر بصورة الحلم كعدم التّسرّع إلى الغضب عن خيال يرضيه و أغلب أحواله أن يكون ذلك في غير موضعه و ليس له ملكة تكسب نفسه طمأنينة كما في حقّ الكاملين فهو إذن نقصان، و لمّا كان تاركوا أمره عليه السّلام قد تركوا المقاولة حلما عن أدنى خيال كتركهم الحرب بصفّين عن خدعة أهل الشّام لهم بالمسالمة و طلب المحاكمة و رفع المصاحف، فقالوا إخواننا في الدّين لا يجوز لنا قتالهم، كان ذلك حلما في غير موضعه حتّى كان من أمرهم ما كان بأشبه رضى الصّبيان.

و أمّا إلحاق عقولهم بعقول النّساء فللاشتراك في القصور و النّقصان و قلّة المعرفة بوجوه المصالح المخصوصة بتدبير الحرب و المدن ثمّ إنّه عرفهم محبّته لعدم رؤيتهم و معرفتهم بقوله (لوددت أنّي لم أركم) رؤية أبدا (و لم أعرفكم معرفة) أصلا (و اللّه لقد جرّت) معرفتكم علىّ (ندما) و سئما (و أعقبت) حزنا و (سدما) ثمّ دعا عليهم بقوله (قاتلكم اللّه) أي لعنكم.

قال ابن الأنباري: المقاتلة من القتل فاذا أخبر اللّه بها كان معناها اللعنة منه، لأنّ من لعنه اللّه فهو بمنزلة المقتول الهالك، يعني أنّ المقاتلة لمّا كان غير ممكن بحسب الحقيقة في حقّ اللّه سبحانه فاذا اسند اللّه سبحانه لا بدّ و أن يراد بها لوازمها، كاللعن و الطرد و البعد و منع اللطف و نحوها.

(لقد ملأتم قلبي) لسوء أعمالكم سديدا و (قيحا و شحنتم صدري) بقبح فعالكم غضبا و (غيظا و جرعتموني نغب التّهمام) و جرع الهموم (أنفاسا) أي جرعة بعد جرعة (و أفسدتم علىّ رأيي بالعصيان و الخذلان) و معنى إفسادهم له خروجه بسبب عدم التفاتهم إليه عن أن يكون منتفعا به لغيرهم (حتّى لقد قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب).

و ذلك لأنّ النّاس إذا رؤا من قوم سوء تدبير أو مقتضى رأي فاسد كان الغالب أن ينسبوه إلى رئيسهم و مقدّمهم، و لا يعلمون أنّه من تقصير القوم لا من قصور الرّئيس، و لذلك تعجّب منهم و ردّ توهّمهم بقوله: (للّه أبوهم و هل أحد أشدّ لها) للحراب (مراسا) و معالجة (و أقدم فيها مقاما) و ممارسة (منّي و لقد) صرفت فيها تمام عمري و (نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنا قد ذرّفت على السّتين).

ثمّ بيّن أنّ السّبب في فساد حال أصحابه ليس ما تخيّله قريش فيه من ضعف الرّأي في الحرب و قلة التّدبير، بل عدم طاعتهم له فيما يراه و يشير إليه و ذلك قوله (و لكن لا رأى لمن لا يطاع) فانّ الرّأى الذي لا يقبل بمنزلة الفاسد و إن كان صوابا، و المثل له.

قيل: و إنّما قال أعداؤه لا رأى له، لأنّه كان متقيّدا بالشّريعة لا يرى خلافها و لا يعمل بما يقتضى الدّين تحريمه، و قد قال هو عليه السّلام: لو لا الدّين و التقى لكنت أدهى العرب، و غيره من الخلفا كان يعمل بمقتضى ما يستصلحه و يستوقفه سواء كان مطابقا للشّرع أو لم يكن هذا.

روى في البحار من كتاب إرشاد القلوب باسناده إلى أبي جعفر الباقر عليهما السّلام قال: بينما أمير المؤمنين يتجهّز إلى معاوية و يحرّض النّاس على قتاله إذا اختصم إليه رجلان في فعل فعجل أحدهما في الكلام و زاد فيه، فالتفت إليه أمير المؤمنين عليه السّلام و قال له: اخسأ، فاذا رأسه رأس الكلب، فبهت من حوله و أقبل الرّجل بإصبعه المسبحة يتضرّع إلى أمير المؤمنين عليه السّلام و يسأله الاقالة فنظر إليه و حرّك شفتيه فعاد كما كان خلقا سويّا.

فوثب إليه بعض أصحابه فقال له: يا أمير المؤمنين هذه القدرة لك كما رأينا و أنت تجهز إلى معاوية فما لك لا تكفيناه ببعض ما أعطاك اللّه من هذه القدرة فأطرق قليلا و رفع رأسه إليهم و قال: و الذي فلق الحبّة و برئ النّسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في طول هذه الفيافي و الفلوات و الجبال و الأودية حتّى أضرب بها صدر معاوية على سريره فاقلبه على أمّ رأسه لفعلت، و لو أقسمت على اللّه عزّ و جلّ أن اوتى به قبل أن أقوم من مجلسي هذا و قبل أن يرتدّ إليّ أحد منكم طرفه لفعلت، و لكنّا كما وصف اللّه في كتابه: عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون.

ثمّ روى في البحار من الارشاد باسناده إلى ميثم التمّار قال: خطب بنا أمير المؤمنين عليه السّلام في جامع الكوفة فأطال في خطبته و أعجب النّاس تطويلها و حسن وعظها و ترغيبها و ترهيبها، إذ دخل نذير من ناحية الأنبار مستغيثا يقول: اللّه اللّه يا أمير المؤمنين في رعيّتك و شيعتك، هذه خيل معاوية قد شنّت علينا الغارة في سواد الفرات ما بين هميت و الأنبار.

فقطع أمير المؤمنين عليه السّلام الخطبة و قال: ويحك بعض خيل معاوية قد دخل الدّسكرة التي تلى جدران الأنبار فقتلوا فيها سبع نسوة و سبعة من الأطفال ذكرانا و سبعة إناثا و شهروا بهم و وطئوهم بحوافر الخيل و قالوا هذه مراغمة لأبي تراب.

فقام إبراهيم بن الحسن الأزدي بين يدي المنبر فقال يا أمير المؤمنين هذه القدرة التي رأيت بها و أنت على منبرك إنّ في دارك خيل معاوية ابن آكلة الأكباد و ما فعل بشيعتك و لم يعلم بها هذا فلم تغضى عن معاوية.

فقال له: ويحك يا إبراهيم ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حيّ عن بيّنة، فصاح النّاس من جوانب المسجد يا أمير المؤمنين فالى متى يهلك من هلك عن بيّنة و يحيى من حىّ عن بيّنة و شيعتك تهلك، فقال لهم: ليقضى اللّه أمرا كان مفعولا.

فصاح زيد بن كثير المرادي و قال: يا أمير المؤمنين تقول بالأمس و أنت تجهز إلى معاوية و تحرّضنا على قتاله و يحتكم إليك الرّجلان في الفعل فتعمل «فيعجل ظ» عليك أحدهما في الكلام فتجعل رأسه رأس الكلب فتستجير بك فتردّه بشرا سويّا.

و نقول لك ما بال هذه القدرة لا تبلغ معاوية فتكفينا شرّه فتقول لنا:

و فالق الحبّة و بارئ النّسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة صدر معاوية لفعلت، فما بالك لا تفعل ما تريد إلّا أن تضعف نفوسنا فنشكّ فيك فندخل النّار.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: لأفعلنّ ذلك و لأعجلنّه على ابن هند، فمدّ رجله على منبره فخرجت عن أبواب المسجد و ردّها إلى فخذه و قال: معاشر النّاس أقيموا تاريخ الوقت و أعلموه فقد ضربت برجلى هذه السّاعة صدر معاوية فقلبته عن سريره على أمّ رأسه فظنّ أنّه قد احيط به، فصاح يا أمير المؤمنين فأين النّظرة فرددت رجلي عنه.

و توقّع النّاس ورود الخبر من الشّام و علموا أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لا يقول إلّا حقّا، فوردت الأخبار و الكتب بتاريخ تلك السّاعة بعينها من ذلك اليوم بعينه أنّ رجلا جاءت من ناحية الكوفة ممدودة متّصلة فدخلت من أيوان معاوية و النّاس ينظرون حتّى ضربت صدره، فقلبته عن سريره على أمّ رأسه فصاح يا أمير المؤمنين و أين النّظرة و ردّت تلك الرّجل عنه، و علم النّاس ما قال أمير المؤمنين إلّا حقّا.

تكملة

قد أشرنا سابقا إلى أنّ هذه الخطبة من خطبه المشهورة، و أنّها ممّا رواها جماعة من العامّة و الخاصّة، و لمّا كانت رواية الصّدوق مخالفة لرواية السّيّد في بعض فقراتها أحببنا ايرادها بسند الصّدوق أيضا ازديادا للبصيرة فأقول: روى في البحار و الوسايل من كتاب معاني الأخبار للصّدوق عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي عن هشام بن عليّ و محمّد بن زكريّا الجوهري، عن ابن عايشة باسناد ذكره أنّ عليّا انتهى إليه أنّ خيلا لمعاوية ورد الأنبار فقتلوا عاملا له يقال له: حسّان بن حسّان، فخرج مغضبا يجرّ ثوبه حتّى أتى النّخيلة و اتبعه النّاس فرقى رباوة من الأرض فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على نبيّه ثمّ قال: أمّا بعد فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أوليائه و هولباس التّقوى و درع اللّه الحصينة و جنّته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ و سيماء الخسف«» و ديث بالصغار، و قد دعوتكم إلى حرب هؤلاء القوم ليلا و نهارا و سرّا و إعلانا و قلت لكم: اغزوهم من قبل أن يغزوكم فو الذي نفسي بيده ما غزى قوم قط في عقر ديارهم إلّا ذلّوا.

فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكم قولي و اتّخذتموه ورائكم ظهريّا«» حتّى شنّت عليكم الغارات، هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار و قتلوا حسّان بن حسّان و رجالا منهم كثيرا و نساء.

و الذي نفسي بيده لقد بلغني انّه كان يدخل على المرأة المسلمة و المعاهدة فينتزع أحجالهما و رعثهما«» ثمّ انصرفوا موفورين لم يكلم أحد منهم كلما فلو أنّ امرء مسلما مات من دون هذا أسفا ما كان عندي فيه ملوما بل كان عندي به جديرا.

يا عجبا كلّ العجب من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم، و فشلكم عن حقّكم إذا قلت لكم اغزوهم في الشّتاء قلتم هذا أوان قرّ و صرّ، و إن قلت لكم اغزوهم في الصّيف قلتم هذا حمارة القيظ انظرنا ينصرم الحرّ عنّا، فاذا كنتم من الحرّ و البرد تفرّون فأنتم و اللّه من السّيف أفرّ.

يا أشباه الرّجال و لا رجال، و يا طعام الأحلام، و يا عقول ربّات الحجال و اللّه لقد أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان و لقد ملئتم جوفى غيظا حتّى قالت قريش إنّ ابن أبي طالب شجاع و لكن لا رأى له في الحرب، للّه درّهم و من ذا يكون أعلم بها و أشدّ لها مراسا منّي، فو اللّه لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و لقد نيفت اليوم على السّتّين، و لكن لا رأى لمن لا يطاع يقولها ثلاثا.

فقام إليه رجل و معه أخوه فقال: يا أمير المؤمنين أنا و أخي هذا كما قال اللّه عز و جلّ حكاية عن موسى: ربّ إنّي لا أملك إلّا نفسي و أخي، فمرنا بأمرك فو اللّه لننهتنّ «كذا» إليه و لو حال بيننا و بينه جمر الغضا و شوك القتاد، فدعا له بخير ثمّ قال عليه السّلام و أين تقعان ممّا أريد، ثمّ نزل.

قال إبراهيم في كتاب الغارات، إنّ القائم إليه العارض عليه جندب بن عفيف الأزدي هو، و ابن أخ له يقال له عبد الرّحمان «بن ظ» عبد اللّه بن عفيف، و اللّه أعلم بحقايق الوقايع.

شرح لاهیجی

يا اشباه الرّجال و لا رجال حلوم الاطفال و عقول ربّات الحجال يعنى اى مانندهاى مرد و حال آن كه مردها در شما نيست و اى خوابهاى اطفال و عقلهاى زنان صاحب حجله و پرده يعنى اى مردمان بى مردمى و مردى بى فكر و بى عقل مثل اطفال و زنان نوعروس لوددت انّى لم اركم و لم اعرفكم معرفة و اللّه جرّت ندما و اعقبت سدما يعنى هر اينه دوست داشتم كه من نمى ديدم شما را و نمى شناختم شما را بهيچ وجه شناختنى بخدا سوگند كه معرفت شما كشانيد پشيمانى را و در عقب در آورد حزن و غم را قاتلكم اللّه لقد ملئتم قلبى قيحا و شحنتم صدرى غيظا يعنى بكشد شما را خداى (- تعالى- ) بتحقيق كه پر ساختيد دل مرا از چرك درد و مشحون و مملوّ گردانيديد سينه مرا از غيظ و خشم و جرّعتمونى نغب التّهمام انفاسا يعنى در حلق من ريختيد جرعهاى غم و اندوه را دم بدم و افسدتم علىّ رايى بالعصيان و الخذلان حتّى قالت قريش انّ ابن ابي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب يعنى فاسد و مختل گردانيديد بر من رأى و تدبير مرا بسبب عصيان و نشنيدن شما سخنان مرا و فرو گذاشتن اطاعت مرا تا اين كه گفتند قريش كه پسر ابى طالب مرديست شجاع لكن علمى و دانشى از براى او نيست بحرب و جنگ كردن للّه ابوهم و هل احد منهم اشدّ لها مراسا و اقدم فيها مقاما منّى يعنى از براى خدا باد پدران قريش و خدا بر پدران انها رحمت كند ايا احدى بودند از قريش شديدتر بممارست و مباشرت از براى حرب از من و بيشتر از من قائم در حرب لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها انا ذا قد ذرّفت على السّتّين يعنى بتحقيق كه برخواستم در حرب و حال آن كه نرسيده بودم به بيست سالگى و اين زمان داخل شده ام بر شصت سال لكنّه لا رأى لمن لا يطاع يعنى لكن نيست رأى و تدبيرى از براى كسى كه مطاع نيست و به رأى او عمل نمى كنند يعنى تدبير او مفيد فائده نخواهد بود پس گويا تدبير ندارد

شرح ابن ابی الحدید

يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ- حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ- لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً- وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً- قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَاتُمْ قَلْبِي قَيْحاً- وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً- وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً- وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ- حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ- إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ- وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ- لِلَّهِ أَبُوهُمْ- وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مُقَاماً مِنِّي- لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ- وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ- وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُلم يرو المبرد حلوم الأطفال- و روى عوضها يا طغام الأحلام- و قال الطغام من لا معرفة عنده- و منه قولهم طغام أهل الشام- . و رباب الحجال النساء و الحجال جمع حجلة- و هي بيت يزين بالستور و الثياب و الأسرة- و السدم الحزن و الغيظ- و القيح ما يكون في القرحة من صديدها و شحنتم ملأتم- . و النغب جمع نغبة و هي الجرعة- و التهمام بفتح التاء الهم- و كذلك كل تفعال- كالترداد و التكرار و التجوال- إلا التبيان و التلقاء فإنهما بالكسر- . و أنفاسا أي جرعة بعد جرعة- يقال أكرع في الإناء نفسين أو ثلاثة- . و ذرفت على الستين أي زدت و رواها المبرد نيفت- . و روى المبرد في آخرها فقام إليه رجل و معه أخوه فقال- يا أمير المؤمنين إني و أخي هذا- كما قال الله تعالى رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي- فمرنا بأمرك فو الله لننتهين إليه- و لو حال بيننا و بينه جمر الغضا و شوك القتاد- فدعا لهما بخير- و قال و أين تقعان مما أريد ثم نزل

استطراد بذكر كلام لابن نباتة في الجهاد

و اعلم أن التحريض على الجهاد و الحض عليه- قد قال فيه الناس فأكثروا- و كلهم أخذوا من كلام أمير المؤمنين ع- فمن جيد ذلك ما قاله ابن نباتة الخطيب- أيها الناس إلى كم تسمعون الذكر فلا تعون- و إلى كم تقرعون بالزجر فلا تقلعون- كأن أسماعكم تمج ودائع الوعظ- و كأن قلوبكم بها استكبار عن الحفظ- و عدوكم يعمل في دياركم عمله- و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله- و صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه- و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه- و هذه البهائم تناضل عن ذمارها- و هذه الطير تموت حمية دون أوكارها- بلا كتاب أنزل عليها و لا رسول أرسل إليها- و أنتم أهل العقول و الأفهام و أهل الشرائع و الأحكام- تندون من عدوكم نديد الإبل- و تدرعون له مدارع العجز و الفشل- و أنتم و الله أولى بالغزو إليهم- و أحرى بالمغار عليهم- لأنكم أمناء الله على كتابه- و المصدقون بعقابه و ثوابه- خصكم الله بالنجدة و البأس- و جعلكم خير أمة أخرجت للناس- فأين حمية الإيمان و أين بصيرة الإيقان- و أين الإشفاق من لهب النيران- و أين الثقة بضمان الرحمن- فقد قال الله عز و جل في القرآن- بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا- فاشترط عليكم التقوى و الصبر- و ضمن لكم المعونة و النصر- أ فتتهمونه في ضمانه أم تشكون في عدله و إحسانه- فسابقوا رحمكم الله إلى الجهاد بقلوب نقية- و نفوس أبية و أعمال رضية و وجوه مضية- و خذوا بعزائم التشميز- و اكشفوا عن رءوسكم عار التقصير- و هبوا نفوسكم لمن هو أملك بها منكم- و لا تركنوا إلى الجزع- فإنه لا يدفع الموت عنكم- لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ- إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى- لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا- فالجهاد الجهاد أيها الموقنون- و الظفر الظفر أيها الصابرون- و الجنة الجنة أيها الراغبون- و النار النار أيها الراهبون- فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان- و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان- و إن من ناصح الله لبين منزلتين مرغوب فيهما- مجمع على تفضيلهما- إما السعادة بالظفر في العاجل- و إما الفوز بالشهادة في الأجل- و أكره المنزلتين إليكم أعظمهما نعمة عليكم- فانصروا الله فإن نصره حرز من الهلكات حريز- وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ- . هذا آخر خطبة ابن نباتة- فانظر إليها و إلى خطبته ع بعين الإنصاف- تجدها بالنسبة إليها كمخنث بالنسبة إلى فحل- أو كسيف من رصاص بالإضافة إلى سيف من حديد- و انظر ما عليها من أثر التوليد و شين التكلف- و فجاجة كثير من الألفاظ- أ لا ترى إلى فجاجة قوله- كأن أسماعكم تمج ودائع الوعظ- و كأن قلوبكم بها استكبار عن الحفظ- و كذلك ليس يخفى نزول قوله- تندون من عدوكم نديد الإبل- و تدرعون له مدارع العجز و الفشل- . و فيها كثير من هذا الجنس إذا تأمله الخبير عرفه- و مع هذا فهي مسروقة من كلام أمير المؤمنين ع- أ لا ترى أن قوله ع- أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة- قد سرقه ابن نباتة فقال- فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان- و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان- و قوله ع- من اجتماع هؤلاء على باطلهم و تفرقكم عن حقكم- سرقه أيضا فقال- صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه- و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه- و قوله ع- قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم إلى آخره- سرقه أيضا فقال- كم تسمعون الذكر فلا تعون- و تقرعون بالزجر فلا تقلعون- و قوله ع حتى شنت عليكم الغارات- و ملكت عليكم الأوطان- سرقه أيضا و قال- و عدوكم يعمل في دياركم عمله- و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله- و أما باقي خطبة ابن نباتة فمسروق- من خطب لأمير المؤمنين ع أخر سيأتي ذكرها- .

و اعلم أني أضرب لك مثلا تتخذه دستورا- في كلام أمير المؤمنين ع- و كلام الكتاب و الخطباء بعده- كابن نباتة و الصابي و غيرهما- انظر نسبة شعر أبي تمام و البحتري- و أبي نواس و مسلم- إلى شعر إمرئ القيس و النابغة و زهير و الأعشى- هل إذا تأملت أشعار هؤلاء و أشعار هؤلاء- تجد نفسك حاكمة بتساوي القبيلين- أو بتفضيل أبي نواس و أصحابه عليهم- ما أظن أن ذلك مما تقوله أنت و لا قاله غيرك- و لا يقوله إلا من لا يعرف علم البيان- و ماهية الفصاحة و كنه البلاغة- و فضيلة المطبوع على المصنوع- و مزية المتقدم على المتأخر- فإذا أقررت من نفسك بالفرق و الفضل- و عرفت فضل الفاضل و نقص الناقص- فاعلم أن نسبة كلام أمير المؤمنين ع إلى هؤلاء هذه النسبة- بل أظهر- لأنك تجد في شعر إمرئ القيس و أصحابه- من التعجرف و الكلام الحوشي- و اللفظ الغريب المستكره شيئا كثيرا- و لا تجد من ذلك في كلام أمير المؤمنين ع شيئا- و أكثر فساد الكلام و نزوله إنما هو باستعمال ذلك- .

فإن شئت أن تزداد استبصارا فانظر القرآن العزيز- و اعلم أن الناس قد اتفقوا- على أنه في أعلى طبقات الفصاحة- و تأمله تأملا شافيا- و انظر إلى ما خص به من مزية الفصاحة- و البعد عن التقعير و التقعيب- و الكلام الوحشي الغريب- و انظر كلام أمير المؤمنين ع- فإنك تجده مشتقا من ألفاظه- و مقتضبا من معانيه و مذاهبه- و محذوا به حذوه و مسلوكا به في منهاجه- فهو و إن لم يكن نظيرا و لا ندا- يصلح أن يقال إنه ليس بعده كلام أفصح منه و لا أجزل- و لا أعلى و لا أفخم و لا أنبل- إلا أن يكون كلام ابن عمه ع- و هذا أمر لا يعلمه إلا من ثبتت له قدم راسخة- في علم هذه الصناعة- و ليس كل الناس يصلح لانتقاد الجوهر- بل و لا لانتقاد الذهب- و لكل صناعة أهل و لكل عمل رجال- . و من خطب ابن نباتة التي يحرض فيها على الجهاد- ألا و إن الجهاد كنز وفر الله منه أقسامكم- و حرز طهر الله به أجسامكم- و عز أظهر الله به إسلامكم- فإن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم- فانفروا رحمكم الله جميعا و ثبات- و شنوا على أعدائكم الغارات- و تمسكوا بعصم الإقدام و معاقل الثبات- و أخلصوا في جهاد عدوكم حقائق النيات- فإنه و الله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا- و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا- و اعلموا أنه لا يصلح الجهاد بغير اجتهاد- كما لا يصلح السفر بغير زاد- فقدموا مجاهدة القلوب قبل مشاهدة الحروب- و مغالبة الأهواء قبل محاربة الأعداء- و بادروا بإصلاح السرائر- فإنها من أنفس العدد و الذخائر- و اعتاضوا من حياة لا بد من فنائها- بالحياة التي لا ريب في بقائها- و كونوا ممن أطاع الله و شمر في مرضاته- و سابقوا بالجهاد إلى تملك جناته- فإن للجنة بابا حدوده تطهير الأعمال- و تشييده إنفاق الأموال- و ساحته زحف الرجال و طريقه غمغمة الأبطال- و مفتاحه الثبات في معترك القتال- و مدخله من مشرعة الصوارم و النبال- .

فلينظر الناظر في هذا الكلام- فإنه و إن كان قد أخذ من صناعة البديع بنصيب- إلا أنه في حضيض الأرض- و كلام أمير المؤمنين ع في أوج السماء- فإنه لا ينكر لزومه فيه لما لا يلزمه اقتدارا و قوة و كتابة- نحو قوله كنز فإنه بإزاء حرز و عز- و قوله مشاهدة بإزاء قوله مجاهدة- و مغالبة بإزاء محاربة- و حدوده بإزاء تشييده- لكن مثله بالقياس إلى كلام أمير المؤمنين ع- كدار مبنية من اللبن و الطين- مموهة الجدران بالنقوش و التصاوير- مزخرفة بالذهب من فوق الجص و الإسفيداج- بالقياس إلى دار مبنية بالصخر الأصم الصلد- المسبوك بينه عمد الرصاص و النحاس المذاب- و هي مكشوفة غير مموهة و لا مزخرفة- فإن بين هاتين الدارين بونا بعيدا و فرقا عظيما- و انظر قوله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا- كيف تصيح من بين الخطبة صياحا- و تنادي على نفسها نداء فصيحا- و تعلم سامعها أنها ليست من المعدن الذي خرج باقي الكلام منه- و لا من الخاطر الذي صدر ذلك السجع عنه- و لعمر الله لقد جملت الخطبة و حسنتها وزانتها- و ما مثلها فيها إلا كآية من الكتاب العزيز- يتمثل بها في رسالة أو خطبة- فإنها تكون كاللؤلؤة المضيئة تزهر و تنير- و تقوم بنفسها و تكتسي الرسالة بها رونقا- و تكتسب بها ديباجة- . و إذا أردت تحقيق ذلك فانظر إلى السجعة الثانية- التي تكلفها ليوازنها بها- و هي قوله و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا- فإنك إذا نظرت إليها- وجدت عليها من التكلف و الغثاثة- ما يقوى عندك صدق ما قلته لك- . على أن في كلام ابن نباتة في هذا الفصل ما ليس بجيد- و هو قوله و حرز طهر الله به أجسامكم- فإنه لا يقال في الحرز إنه يطهر الأجسام- و لو قال عوض طهر حصن الله به أجسامكم لكان أليق- لكنه أراد أن يقول طهر- ليكون بإزاء وفر و بإزاء أظهر- فأداه حب التقابل إلى ما ليس بجيد

غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار

فأما أخو غامد الذي وردت خيله الأنبار- فهو سفيان بن عوف بن المغفل الغامدي- و غامد قبيلة من اليمن و هي من الأزد أزد شنوءة- و اسم غامد عمر بن عبد الله بن كعب بن الحارث- بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد- و سمي غامدا لأنه كان بين قومه شر- فأصلحه و تغمدهم بذلك- . روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي- في كتاب الغارات عن أبي الكنود قال- حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال- دعاني معاوية فقال- إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة- فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها- فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم- و إلا فامض حتى تغير على الأنبار- فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن- ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة- و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن- فكأنك أغرت على الكوفة- إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق- ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم- و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر- فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك- و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال- فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب- . قال فخرجت من عنده فعسكرت- و قام معاوية في الناس فخطبهم- فقال أيها الناس انتدبوا مع سفيان بن عوف- فإنه وجه عظيم فيه أجر- سريعة فيه أوبتكم إن شاء الله ثم نزل- . قال فو الذي لا إله غيره ما مرت ثالثة- حتى خرجت في ستة آلاف- ثم لزمت شاطئ الفرات فأغذذت السير حتى أمر بهيت- فبلغهم أني قد غشيتهم فقطعوا الفرات- فمررت بها و ما بها عريب كأنها لم تحلل قط- فوطئتها حتى أمر بصندوداء- ففروا فلم ألق بها أحدا فأمضي حتى افتتح الأنبار- و قد نذروا بي فخرج صاحب المسلحة إلي- فوقف لي فلم أقدم عليه حتى أخذت غلمانا من أهل القرية- فقلت لهم أخبروني كم بالأنبار من أصحاب علي ع- قالوا عدة رجال المسلحة خمسمائة- و لكنهم قد تبددوا و رجعوا إلى الكوفة- و لا ندري الذي يكون فيها قد يكون مائتي رجل- فنزلت فكتبت أصحابي كتائب- ثم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة- فيقاتلهم و الله و يصبر لهم- و يطاردهم و يطاردونه في الأزقة- فلما رأيت ذلك أنزلت إليهم نحوا من مائتين-

و أتبعتهم الخيل- فلما حملت عليهم الخيل و أمامها الرجال تمشي- لم يكن شي ء حتى تفرقوا- و قتل صاحبهم في نحو من ثلاثين رجلا- و حملنا ما كان في الأنبار من الأموال ثم انصرفت- فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون- و لا أسر للنفوس منها- و بلغني و الله أنها أرعبت الناس- فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه- فقال كنت عند ظني بك- لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه- مثل ما يقضي فيه أميره- و إن أحببت توليته وليتك- و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني- . قال فو الله ما لبثنا إلا يسيرا- حتى رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على الإبل- هرابا من عسكر علي ع- . قال إبراهيم كان اسم عامل علي ع على مسلحة الأنبار- أشرس بن حسان البكري- . و روى إبراهيم عن عبد الله بن قيس عن حبيب بن عفيف- قال كنت مع أشرس بن حسان البكري بالأنبار- على مسلحتها- إذ صبحنا سفيان بن عوف في كتائب تلمع الأبصار منها- فهالونا و الله- و علمنا إذ رأيناهم أنه ليس لنا طاقة بهم و لا يد- فخرج إليهم صاحبنا و قد تفرقنا فلم يلقهم نصفنا- و ايم الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم حتى كرهونا- ثم نزل صاحبنا و هو يتلو قوله تعالى- فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ- وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا- ثم قال لنا من كان لا يريد لقاء الله- و لا يطيب نفسا بالموت- فليخرج عن القرية ما دمنا نقاتلهم- فإن قتالنا إياهم شاغل لهم عن طلب هارب- و من أراد ما عند الله فما عند الله خير للأبرار- ثم نزل في ثلاثين رجلا فهممت بالنزول معه- ثم أبت نفسي و استقدم هو و أصحابه- فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله- و انصرفنا نحن منهزمين- .

قال إبراهيم و قدم علج من أهل الأنبار على علي ع- فأخبره الخبر فصعد المنبر فخطب الناس و قال- إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار- و هو معتز لا يخاف ما كان- و اختار ما عند الله على الدنيا- فانتدبوا إليهم حتى تلاقوهم- فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا- . ثم سكت عنهم رجاء أن يجيبوه- أو يتكلم منهم متكلم- فلم ينبس أحد منهم بكلمة- فلما رأى صمتهم نزل- و خرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة- و الناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم- فقالوا ارجع يا أمير المؤمنين و نحن نكفيك- فقال ما تكفونني و لا تكفون أنفسكم- فلم يزالوا به حتى صرفوه إلى منزله- فرجع و هو واجم كئيب- و دعا سعيد بن قيس الهمداني- فبعثه من النخيلة في ثمانية آلاف- و ذلك أنه خبر أن القوم جاءوا في جمع كثيف- . فخرج سعيد بن قيس على شاطئ الفرات- في طلب سفيان بن عوف- حتى إذا بلغ عانات- سرح أمامه هانئ بن الخطاب الهمداني- فاتبع آثارهم حتى دخل أداني أرض قنسرين- و قد فاتوه فانصرف- . قال و لبث علي ع ترى فيه الكآبة و الحزن- حتى قدم عليه سعيد بن قيس و كان تلك الأيام عليلا- فلم يقو على القيام في الناس بما يريده من القول- فجلس بباب السدة التي تصل إلى المسجد- و معه ابناه حسن و حسين ع و عبد الله بن جعفر- و دعا سعدا مولاه فدفع إليه الكتاب- و أمره أن يقرأه على الناس- فقام سعد بحيث يستمع علي ع صوته- و يسمع ما يرد الناس عليه- ثم قرأ هذه الخطبة التي نحن في شرحها- .

و ذكر أن القائم إليه- العارض نفسه عليه جندب بن عفيف الأزدي- هو و ابن أخ له يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف- . قال ثم أمر الحارث الأعور الهمداني فنادى في الناس- أين من يشتري نفسه لربه و يبيع دنياه بآخرته- أصبحوا غدا بالرحبة إن شاء الله- و لا يحضر إلا صادق النية في السير معنا و الجهاد لعدونا- فأصبح و ليس بالرحبة إلا دون ثلاثمائة- فلما عرضهم قال لو كانوا ألفا كان لي فيهم رأي- . و أتاه قوم يعتذرون- فقال وَ جاءَ الْمُعَذِّرُونَ و تخلف المكذبون- و مكث أياما باديا حزنه شديد الكآبة- ثم جمع الناس فخطبهم فقال أما بعد- أيها الناس فو الله لأهل مصركم في الأمصار- أكثر من الأنصار في العرب- و ما كانوا يوم أعطوا رسول الله ص- أن يمنعوه و من معه من المهاجرين- حتى يبلغ رسالات ربه إلا قبيلتين- قريبا مولدهما ما هما بأقدم العرب ميلادا- و لا بأكثرهم عددا- فلما آووا النبي ص و أصحابه و نصروا الله و دينه- رمتهم العرب عن قوس واحدة- فتحالفت عليهم اليهود- و غزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة- فتجردوا لنصرة دين الله- و قطعوا ما بينهم و بين العرب من الحبائل- و ما بينهم و بين اليهود من الحلف- و نصبوا لأهل نجد و تهامة و أهل مكة و اليمامة- و أهل الحزن و السهل- و أقاموا قناة الدين و صبروا تحت حماس الجلاد- حتى دانت العرب لرسول الله ص- و رأى منهم قرة العين قبل أن يقبضه الله عز و جل إليه- و أنتم اليوم في الناس أكثر من أولئك- ذلك الزمان في العرب- .

فقام إليه رجل آدم طوال- فقال ما أنت بمحمد و لا نحن بأولئك الذين ذكرت- فقال ع أحسن سمعا تحسن إجابة- ثكلتكم الثواكل ما تزيدونني إلا غما- هل أخبرتكم أني محمد و أنكم الأنصار- إنما ضربت لكم مثلا و إنما أرجو أن تتأسوا بهم- . ثم قام رجل آخر فقال- ما أحوج أمير المؤمنين اليوم و أصحابه إلى أصحاب النهروان- ثم تكلم الناس من كل ناحية و لغطوا- و قام رجل منهم فقال بأعلى صوته- استبان فقد الأشتر على أهل العراق- أشهد لو كان حيا لقل اللغط و لعلم كل امرئ ما يقول- . فقال علي ع هبلتكم الهوابل- أنا أوجب عليكم حقا من الأشتر- و هل للأشتر عليكم من الحق إلا حق المسلم على المسلم- . فقام حجر بن عدي الكندي و سعيد بن قيس الهمداني- فقالا لا يسوؤك الله يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه- فو الله ما نعظم جزعا على أموالنا إن نفدت- و لا على عشائرنا إن قتلت في طاعتك- فقال تجهزوا للمسير إلى عدونا- . فلما دخل منزله و دخل عليه وجوه أصحابه- قال لهم أشيروا علي برجل صليب ناصح- يحشر الناس من السواد- فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين- أشير عليك بالناصح الأريب الشجاع الصليب- معقل بن قيس التميمي- قال نعم- . ثم دعاه فوجهه- فسار فلم يقدم حتى أصيب أمير المؤمنين ع

شرح نهج البلاغه منظوم

يا اشباه الرّجال و لا رجال، حلوم الأطفال، و عقول ربّات الحجال، لوددت انّى لم اركم و لم اعرفكم، معرفة و اللّه جرّت ندما وّ اعقبت سدما، قاتلكم اللّه لقد ملأتم قلبى قيحا، و شحنتم صدرى غيظا، و جرّعتمونى نغب التّهمام انفاسا، و افسدتم علىّ رأيى بالعصيان و الخذلان حتّى قالت قريش: انّ ابن ابي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب، للّه ابوهم و هل احد منهم اشدّ لها مراسا و أقدم فيها مقاما منّى، لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و هآ انا ذا قد ذرّفت على السّتّين، و لكن لّا رأى لمن لا يطاع.

ترجمه

اى نامردان بصورت مردى كه فكرتان مانند خواب كودكان (پريشان) و عقلتان همچون نوعروسان پرده نشين (ضعيف) است اى كاش من هرگز شما را نديده و نشناخته بودم چه شناختنى كه بخدا سوگند كارش بندامت و پشيمانى كشيده شده است و اندوه و غم در پى دارد خدا بكشد شما را كه (مرا نزديك است بكشيد) دلم را مجروح و خونين و سينه ام را غيظ و خشم آكنده ساخته جرعهاى غم و غصّه را بكامم مى ريزيد سرپيچى و نافرمانى شما از دستورات من رأى مرا تباه ساخت (تصميماتم را خنثى گذاشت) تا جائى كه قريش نشستند و گفتند پسر ابي طالب مرد دلاورى است لكن از علم جنگ بهره ندارد (و بقوانين لشكركشى آشنا نيست بروند) خدا پدرشان را بيامرزد (با اين حرفى كه گفتند) آخر كدام يك از قريش در كار جنگ از من بيناتر و از حيث مقام (سرهنگى) بر من مقدّم مى باشند من هنوز دوران عمرم به بيست نرسيده بود كه (بدرجه سپهسالارى لشكر اسلام نائل شده و) قدم در ميدانهاى جنگ نهادم و اكنون سالم از شصت تجاوز كرده (و در اينمدّت با پهلوانان و دليران دست و پنجه نرم كرده و بكلّيّه قوانين و فنون جنگى آشنا شده ام) لكن كسى كه فرمانش برده نشود رأيى ندارد (چون هر نقشه كه ترسيم ميكند عملى نمى شود لذا زحماتش بى نتيجه مى ماند).

نظم

  • و ليكن من شما را خوش شناسمبود در حقّتان نيكو قياسم
  • شما امثال زن اشباه مرديدنه اهل درد و نى مرد نبرديد
  • نباشد خون غيرت در بدن تانرگ مردانگى نبود به تنتان
  • بتابستان و پائيز و زمستانو يا اندر بهارانيد يكسان
  • همه همچون زنان در غمز و غنجيدز سرماها و گرماها برنجيد
  • چو از سرما و گرما پر بريزيدز حدّ سيف حتما در گريزيد
  • بترس از تيغ خورشيد درخشانچه مى سازيد با تيغ سر افشان
  • برنج از برف و آب سردى يخچه بنمائيد با خنجر بمسلخ
  • شما مرد طعام نيك و چربيدو ليكن زن بروز طعن و ضربيد
  • به پيكرها بزرگ و عقل كوچكچو ربّات الجحال و همچو كودك
  • چه خوش بود ار شماها را نديدمنه نامى از شماها مى شنيدم
  • هر آن كس بر شما دارد حكومتنصيبش نيست غير از رنج و زحمت
  • خداتان مرگ بدهد كه مرا دلغمين گرديد و پر خون كار مشكل
  • جگر از جوش غم مجروح گرديدچو دمّل سينه ام مقروح كرديد
  • گلو پر عقده ام از غيظ و خشم استطعامم خون شرابم اشك چشم است
  • ز بس بر حكم من بى اعتنائىشده كارم رسيد اكنون بجائى
  • كه قومى آب شرم از روى شستندبكنج خانه ها چون زن نشستند
  • بهم گفتند على مرد دليريستنكو سردار و خصم افكن اميريست
  • ولى لشكر كشى نيكو نداندسپه در جنگ نتواند كشاند
  • همه تدبير و رأيش هست فاسدمتاع حكم او زين رواست كاسد
  • الا يزدان بيامرزد پدرشانكه بس سست است آراء و نظرشان
  • چه كس چون من بكار جنگ بينا استبدشمن كشتن استاد و توانا است
  • در آن ميدان كه من آيم بجولانگزد گردون سرانگشتان بدندان
  • در آن دشتى كه بر دشمن مرا رواستسرگردان بچوگانم چنان گو است
  • سواران را منم مير معظّممنم در جنگ بر شيران مقدّم
  • ز هر كس كو سزاى احترام استمرا زو رتبه بيش است و مقام است
  • نه بد دوران عمرم بالغ از بيستكه شد (عمرو) دلير از ضربتم نيست
  • بسوّم مرحله از زندگانىبدانسانيكه در خيبر تو دانى
  • يهودان را صف محكم دراندمسر (مرحب) به تيغ از تن پراندم
  • كنون عمرم بظاهر شصت سال استدليريها بسرحدّ كمال است
  • و ليكن هر كه فرمانش اطاعتنشد گردد قرين بر هر شناعت
  • بسان خنجر پولاد خون ريززبان خلق گردد بر سرش تيز

منبع:پژوهه تبلیغ

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

حکمت 139 نهج البلاغه : علمى، اخلاقى، اعتقادى

موضوع حکمت 139 نهج البلاغه درباره "علمى، اخلاقى، اعتقادى" است.
No image

حکمت 445 نهج البلاغه : راه غرور زدایی

حکمت 445 نهج البلاغه به موضوع "راه غرور زدایی" می پردازد.
No image

حکمت 289 نهج البلاغه : ضرورت عبرت گرفتن

حکمت 289 نهج البلاغه به موضوع "ضرورت عبرت گرفتن" می پردازد.
No image

حکمت 423 نهج البلاغه : اقسام روزی

حکمت 423 نهج البلاغه به موضوع "اقسام روزی" اشاره دارد.
No image

حکمت 127 نهج البلاغه : ضرورت ياد مرگ

حکمت 127 نهج البلاغه موضوع "ضرورت ياد مرگ" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS