فاللّه اللّه معشر العباد و أنتم سالمون في الصّحّة قبل السّقم، و في الفسحة قبل الضّيق، فاسعوا في فكاك رقابكم من قبل أن تغلق رهائنها، أسهروا عيونكم، و أضمروا بطونكم، و استعملوا أقدامكم و أنفقوا أموالكم، و خذوا من أجسادكم ما تجودوا بها على أنفسكم و لا تبخلوا بها عنها، فقد قال اللّه سبحانه- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ- و قال:- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ- فلم يستنصركم من ذلّ، و لم يستقرضكم من قلّ، استنصركم و له جنود السّموات و الأرض و هو العزيز الحكيم، و استقرضكم و له خزائن السّموات و الأرض و هو الغنيّ الحميد، و إنّما أراد أن يبلوكم أيّكم أحسن عملا، فبادروا بأعمالكم، تكونوا مع جيران اللّه في داره، رافق بهم رسله، و أزارهم ملائكته، و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا، و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا- ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ- أقول ما تسمعون، و اللّه المستعان على نفسي و أنفسكم، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
اللغة
(لغب) لغبا من باب قتل و تعب لغوبا أعيا و تعب.
الاعراب
قوله: فاللّه اللّه، نصب على الأغراء أى اتقوا اللّه، و هذا الفعل المحذوف هو متعلّق قوله في الصحة أى اتّقوه سبحانه في حال الصحّة، و قوله: قبل السقم إمّا بدل من قوله في الصحة أو حال مؤكدة من الصحّة، و قوله: خذوا من أجسادكم، حرف من نشوية، و جملة: وافق بهم رسله استيناف بيانيّ فكأنه سئل عن ثمرة الكون مع جيران اللّه فأجاب بأنّ ثمرته مرافقة الرّسل و زيارة الملائكة و غيرهما.
و قوله: و نعم الوكيل، عطف إمّا على جملة هو حسبنا، فيكون المخصوص محذوفا، و إمّا على حسبنا أى هو نعم الوكيل، فيكون المخصوص هو الضمير المتقدّم و على التقديرين و هو من عطف الانشاء على الاخبار و لا بأس به كما صرّح به ابن هشام و غيره.
المعنى
(فاللّه اللّه) أى اتّقوه سبحانه يا (معشر العباد و أنتم سالمون في الصحّة قبل السقم) أى في زمان صحّتكم قبل أن ينزل بكم السّقم (و في الفسحة قبل الضيق) أى فى سعة الأعمار قبل أن تبدل بالضيق (فاسعوا في فكاك رقابكم) من النّار بالتوبة و التقوى (من قبل أن تغلق رهائنها) أصل غلق الرّهن عبارة عن بقائه في يد المرتهن لا يقدر راهنه على انتزاعه.
قال ابن الاثير و كان من فعل الجاهليّة أنّ الراهن إذا لم يؤدّ ما عليه في الوقت المعيّن ملك المرتهن الرّهن فأبطله الاسلام.
إذا عرفت ذلك فأقول: إنّ ذمم المكلّفين لكونها مشغولة بالتكاليف الشرعيّة المطلوبة منهم فكأنّها رهن عليها، و كما أنّ انتزاع الرّهن من يد المرتهن و التمكّن من التّصرف فيه موقوف على أداء الدّين، فكذلك تخليص الرّقاب موقوف على الخروج من عهدة التكاليف، فمن أجل ذلك أمر عليه السّلام بالسّعى في فكاكها و استخلاصها و على ذلك فالاضافة في رهائنها من قبيل إضافة المشبّه به إلى المشبّه و ذكر الغلق ترشيح للتشبيه.
و لما أمر بالسّعى في الفكاك إجمالا أشار إلى ما به يحصل الفكّ تفصيلا و لكمال الاتّصال بين الجملتين ترك العاطف فقال: (أسهروا عيونكم) أى بالتهجّد و صلاة اللّيل و ساير النوافل و قد تقدّم بعض الأخبار في فضلها في شرح الفصل السادس من المختار الثاني و الثمانين.
و أقول هنا مضافا إلى ما سبق: روى الصّدوق في ثواب الأعمال عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: شرف المؤمن صلاة اللّيل و عزّ المؤمن كفّه عن النّاس.
و فيه عن معاوية بن عمار عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: عليكم بصلاة اللّيل فانها سنّة نبيّكم و دأب الصالحين قبلكم و مطردة الداء عن أجسادكم.
و بهذا الاسناد قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام صلاة اللّيل تبيض الوجه و صلاة اللّيل تطيب الرّيح، و صلاة اللّيل تجلب الرّزق.
و فيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال: قيام اللّيل مصحّة للبدن، و رضاء الرّبّ، و تمسّك بأخلاق النبيّين، و تعرّض لرحمة اللّه تعالى.
و عن إبراهيم بن عمرو رفعه إلى أبي عبد اللّه في قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ قال: صلاة المؤمن باللّيل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار.
و فيه عن أبيه قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه عن سلمة بن الخطاب عن محمّد بن الليث عن جعفر بن إسماعيل عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السّلام أنّ رجلا سأل أمير المؤمنين عليه السّلام عن قيام اللّيل بالقرآن، فقال له عليه السّلام ابشر: من صلّى من اللّيل عشر ليله للّه مخلصا ابتغاء ثواب اللّه «يقول اللّه ظ» عزّ و جلّ لملائكته اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما انبت من النباتات في النيل «اللّيل خ» من حبّة و ورقة و شجرة و عدد كلّ قصبة و خوطة«» و مرعى.
و من صلّى تسع ليله أعطاه اللّه عشر دعوات مستجابات و أعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة.
و من صلّى ثمن ليله أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر شهيد صابر صادق النيّة و شفع في أهل بيته.
و من صلّى سبع ليله خرج من قبره يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر حتّى يمرّ على الصراط مع الامنين.
و من صلّى سدس ليله كتب مع الأوّابين و غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.
و من صلّى خمس ليله زاحم إبراهيم خليل اللّه في قبّته.
و من صلّى ربع ليله كان أوّل الفايزين حتّى يمرّ على الصّراط كالرّيح العاصف و يدخل الجنّة بغير حساب.
و من صلّى ثلث ليله لم يلق ملكا «لم يبق ملك خ» إلّا غبطه بمنزلته من اللّه عزّ و جلّ و قيل له ادخل من أىّ أبواب الجنّة الثّمانية شئت.
و من صلّى نصف ليله فلو اعطى ملاء الأرض ذهبا سبعين ألف مرّة لم يعدل أجره، و كان له بذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل.
و من صلّى ثلثى ليله كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرّات.
و من صلّى ليلة تامّة تاليا لكتاب اللّه عزّ و جلّ ذكره راكعا و ساجدا و ذاكرا اعطى من الثواب أدناها أن يخرج من الذّنوب كما ولدته أمّه و يكتب له عدد ما خلق اللّه من الحسنات و مثلها درجات، و يبثّ النور في قبره و ينزع الاثم و الحسد من قلبه، و يجار من عذاب القبر و يعطى براءة من النار و يبعث من الامنين و يقول الرّب تبارك و تعالى لملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيى ليله ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفردوس و له فيها مأئة ألف مدينة في كلّ مدينة جميع ما يشتهى الأنفس و تلذّ الأعين و ما لا يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة و المزيد و القربة.
(و أضمروا بطونكم) أى بالصيام و الجوع و قد مضى الأخبار في فضل الصوم في شرح المختار المأة و التاسع (و استعملوا أقدامكم) أى في القيام إلى الصلوات أو مطلق القربات كاستعمالها في تشييع الجنائز و السّعى إلى المساجد و المشى إلى المشاهد المشرّفة و نحوها.
روى في ثواب الأعمال باسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ ليهمّ أن يعذّب أهل الأرض جميعا حتّى لا يتحاشى منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي و اجترحوا السيئات، فاذا نظر إلى الشيّب ناقلى أقدامهم إلى الصّلاة و الولدان يتعلّمون القرآن رحمهم فأخّر ذلك عنهم.
(و أنفقوا أموالكم) أى في الزكاة و الصدقات و صنايع المعروف، و قد عرفت فضل هذه كلّها في شرح المختار المأة و التاسع أيضا (و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم) و هو كناية عن إتعاب الأبدان و إذابتها بالعبادات و الرّياضات و سلوك مسالك الخيرات، و معلوم أنّ الأخذ من الأجساد بهذه القربات جود بها على النفوس و لذلك قال: جودوا بها عليها (و لا تبخلوا بها عنها) ثمّ استشهد على ما رامه بكلام الحقّ سبحانه و قال: (فقد قال اللّه سبحانه) في سورة محمّد صلّى اللّه عليه و آله (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) قال في مجمع البيان أى إن تنصروا دين اللّه و نبيّ اللّه بالقتال و الجهاد ينصركم على عدوّكم و يثبّت أقدامكم إى يشجعكم و يقوى قلوبكم لتثبتوا، و قيل: ينصركم في الاخرة و يثبّت أقدامكم عند الحساب و على الصراط، و قيل: ينصركم في الدّنيا و الاخرة و يثّبت أقدامكم في الدّارين و هو الوجه.
قال قتاده: حقّ على اللّه أن ينصر من نصره لقوله: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ و أن يزيد من شكره لقوله: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، و أن يذكر من ذكره لقوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.
(و قال) في سورة الحديد (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) و نحوه في سورة البقرة إلّا أنّ فيها بدل قوله: وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ: أَضْعافاً كَثِيرَةً.
قال في مجمع البيان: ثمّ حث اللّه سبحانه على الانفاق فقال مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ أى ينفق في سبيل اللّه و طاعته، و المراد به الأمر «قَرْضاً حَسَناً» و القرض الحسن أن ينفق من حلال و لا يفسده بمنّ و لا أذى، و قيل: هو أن يكون محتسبا طيّبا به نفسه، و قيل: هو أن يكون حسن الموقع عند الانفاق فلا يكون خسيسا، و الأولى أن يكون جامعا لهذه الأمور كلّها فلا تنافي بينها «فَيُضاعِفَهُ لَهُ» أى يضاعف له الجزاء من بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة «وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» أى جزاء خالص لا يشوبه صفة نقص، فالكريم الّذي من شأنه أن يعطى الخير الكثير فلما كان ذلك الأجر يعطى النفع العظيم وصف بالكريم و الأجر الكريم هو الجنّة.
و لما كان ظاهر النصرة موهما لكونها من الذلّة، و ظاهر القرض موهما لكونه من القلّة أردف ذلك من باب الاحتراس بقوله (فلم يستنصركم من ذلّ و لم يستقرضكم من قلّ) أى ليس استنصاره و استقراضه من أجل الذلّة و القلّة حسبما زعمته اليهود و قالوا: إنما يستقرض منّا ربّنا عن عوز فانما هو فقير و نحن أغنياء فأنزل اللّه سبحانه لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ بل سمّى نصرة دينه و نبيّه نصرة له و الانفاق في سبيله قرضا تلطّفا للدّعاء إلى فعلهما و تأكيدا للجزاء عليهما، فانّ النّصر يوجب المكافاة و القرض يوجب العوض.
و إليه أشار بقوله (استنصركم و له جنود السّموات و الأرض و هو العزيز الحكيم) يعني أنّه عزيز في سلطانه أي قادر قاهر لا يتمكّن أحد أن يمنعه من عذاب من يريد عذابه، ذو قدرة على الانتقام من أعدائه، و انّه حكيم في أفعاله واضع كلّا منها في مقام صالح له و لايق به. (و استقرضكم و له خزائن السّموات و الأرض و هو الغنيّ الحميد) يعني غنيّ بنفسه عن غيره غير مفتقر إلى شي ء من مخلوقاته و محمود في أفعاله و صنايعه و أحكامه و أوامره.
(و انما أراد) باستقراضه و استنصاره (أن يبلوكم أيّكم أحسن عملا) و قد مرّ في شرح المختار الثاني و الستّين معنى بلاء اللّه سبحانه أى ابتلائه و اختباره.
(فبادروا بأعمالكم) إلى آجالكم (تكونوا مع جيران اللّه في داره) و المراد بهم أولياؤه المتّقون الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و استعار لفظ الجيران لهم باعتبار شمول الألطاف و العنايات الخاصّة الالهيّة لهم كما أنّ الجار ينال الكرامة من جاره و الاضافة فيه و في تاليه للتشريف و التكريم.
(رافق بهم رسله و أزارهم ملائكته) حسبما عرفت ذلك في شرح هذه الخطبة و غيرها (و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا) كما قال عزّ من قائل إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ.
قال الطبرسيّ أى يكونون بحيث لا يسمعون صوتها الّذي يحسّ.
روى في الصّافي من المحاسن عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله إنّه قال لعليّ عليه السّلام يا عليّ أنت و شيعتك على الحوض تسقون من أحببتم و تمنعون من كرهتم و أنتم الامنون يوم الفزع الاكبر في ظلّ العرش يوم يفزع الناس و لا تفزعون، و يحزن النّاس و لا تحزنون، و فيكم نزلت هذه الاية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى الاية، و فيكم نزلت لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ الاية.
و فيه من المحاسن عن الصّادق عليه السّلام قال: إنّ اللّه يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من الذّنوب أو غيره مبيضّة وجوههم مستورة عوراتهم آمنة روعتهم قد سهلت لهم الموارد و ذهبت عنهم الشدائد، يركبون نوقا من ياقوت فلا يزالون يدورون خلال الجنّة عليهم شرك من نور يتلألأ توضع لهم الموائد فلا يزالون يطعمون و الناس في الحساب، و هو قول اللّه تبارك و تعالى إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ الاية.
(و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا) كما قال سبحانه حكاية عنهم وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ.
قال في مجمع البيان أى أنزلنا دار الخلود يقيمون فيها أبدا لا يموتون و لا يتحوّلون عنها «مِنْ فَضْلِهِ» أى ذلك بتفضّله و كرمه «لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ» لا يصيبنا في الجنّة عناء و مشقّة «وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ» أى و لا يصيبنا فيها إعياء و متعبة في طلب المعاش و غيره.
و في الصّافي عن القمّي قال: النّصب العناء و اللّغوب الكسل و الضجر و دار المقامة دار البقاء، و قال صاحب الصافي: النّصب التّعب و اللّغوب الكلال إذ لا تكليف فيها و لا كدّ اتبع نفى النصب بنفى ما يتبعه مبالغة.
(ذلك) المذكور من النعم العظيمة (فضل اللّه) أى تفضّل منه سبحانه (يؤتيه من يشاء) من عباده (و اللّه ذو الفضل العظيم) يتفضّل بما لا يقدر عليه غيره و يعطى الكثير بالقليل (أقول ما تسمعون و اللّه المستعان على نفسي و أنفسكم) في حفظها عن متابعة الهوى و الشهوات و وقايتها من المعاصي و الهفوات (و هو حسبنا و نعم الوكيل) و نعم المعين و نعم النصير.
|